|
رد: شرح " حـــــصن المســـــــــــلـم "
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ ) .. " صحيح الترميذي "
* صحابي الحديث : أبو هريرة رضي الله عنه .
قوله : " ترة " ، أي : نقص وحسرة وندامة .
قوله : " فإن شاء عذبهم " ، أي : على تقصيرهم بعدم ذكر الله أو الصلاة على النبي " صلى الله عليه وسلم " في مجالسهم التي جلسوا فيها .
قوله : " وإن شاء غفر لهم " : ، أي : فضلا منه ورحمة .
وفيه إشارة أنهم إذا ذكروا الله تعالى لم يعذبهم حتماً ، بل يغفر لهم جزماً .

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلَّا قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ وَكَانَ لَهُمْ حَسْرَةً ).. " سنن أبو داود " صحيح الجامع "
* صحابي الحديث : أبو هريرة رضى الله عنه .
قوله : " عن مثل جيفة حمار " ، أي : أن الذين يقومون مجلس فيه جيفة حمار ، لا يحصل لهم إلا روائح متنة كريهة مضرة ، ولا يقومون إلا وهم بندامة وحسرة من ذلك ، فكذلك القوم الذين يقومون عن مجلس بغير ذكر الله تعالى ، لايحصل لهم إلا ذنوب الأباطيل ، واللغط من الكلام ، وأشياء تضر الآخرة ، ولم يزالوا فى ندامة وحسرة .

قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ اللَّهِ تِرَةٌ وَمَنْ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ اللَّهِ تِرَةٌ ) .. "سنن ابي داود " .
* صحابي الحديث : أبو هريرة رضى الله عنه .
يعني : من جلس مجلساً لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة ، أي : نقص ، أصلة من ترة يترة ، ومنه قوله تعالى : ( وَلَنْ يَتِرَكُمْ ) .
قال الزمخشري - رحمة الله - : من وترت الرجل إذا قتلت له قتيلا من ولد أو أخ أو حميم ، وحقيقته أفردته من قريبه أو ماله ، من الوتر : وهو الفرد ، فشبه إضاعة عمل العامل ، وتعطيل ثوابه بوتر الواتر ، وهو من فصيح الكلام ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " من فاتته صلاة العصر فكنما وتر أهله وماله " رواه البخاري .
أي : أفرد عنهما قتلاً ونهباً .
وأشار صلى الله عليه وسلم بذلك إلى أنه على العبد أن يستغرق جميع أوقاته ، فى جميع أحواله بذكر الله تعالى ولا يفتر عنه ، فإن تركه حسرة وندامة .

|