|
#1
|
||||||||
|
||||||||
|
سلسلة الأمثال في السنة النبوية
فهذه حلقات من " سلسلة الأمثال في السنة النبوية " نتعرف على الأمثال المذكورة في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتعرف على معانيها ونستخرج الفوائد من هذه الأحاديث . وسنبدأ بالحديث الأول : ( مثل من يعمل الحسنات بعد السيئات ) عن عُقْبَةَ بْن عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ مَثَلَ الَّذِي يَعْمَلُ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ يَعْمَلُ الْحَسَنَاتِ: كَمَثَلِ رَجُلٍ كَانَتْ عَلَيْهِ دِرْعٌ ضَيِّقَةٌ قَدْ خَنَقَتْهُ, ثُمَّ عَمِلَ حَسَنَةً فَانْفَكَّتْ حَلْقَةٌ, ثُمَّ عَمِلَ حَسَنَةً أُخْرَى فَانْفَكَّتْ حَلْقَةٌ أُخْرَى حَتَّى يَخْرُجَ إِلَى الأَرْضِ) . أخرجه الإمام أحمد في مسنده، 28/ 543، برقم: (17307), وصححه الألباني،السلسلة الصحيحة, 7/ 55, برقم: (2854). شرح المفردات: (السيئات): جمع سيئة، وهي ما يسيء صاحبه في الآخرة أو الدنيا. (الحسنات): جمع حسنة، ويدخل فيها سائر الأعمال الصالحة. (دِرع ): بالكسر: الحديد، وجمعه:أدرع، وأدراع، ودروع، تصغيرها دريع. (خنقته): لزقته ولصقت به، أي عصرت حلقه وترقوته من ضيق تلك الدرع. (انفكت حلقة): تخلصت, أي انحلت حلقة، وفكّ الشيء خلّصه، وكل مشتبكَين فصلهما فقد فكّهما. (إلى الأرض): أي: فضاء واسع. شرح الحديث: في الحديث الحث على المبادرة إلى التوبة إذا ارتكبت خطيئة، وعمل الصالحات بعدها لأن الحسنات يذهبن السيئات؛ كما قال تعالى: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)[سورة هود: 114]. فالذي عمل سيئة ثم أتبعها بحسنة كأنه خرج من ضيق شديد إلى فضاء واسع بالحسنات. يقول المناوي: يعني عمل السيئات يضيق صدر العامل ورزقه, ويحيره في أمره فلا يتيسر له في أموره, ويبغضه عند الناس, فإذا عمل الحسنات تزيل حسناته سيئاته, فإذا زالت انشرح صدره, وتوسع رزقه, وسهل أمره, وأحبه الخلق. فوائد الحديث: 1- فضل فعل الحسنات، وأنها سبب لرفع الدرجات وتكفير السيئات. 2- رحمة الله تعالى بخلقه فإنه لما ابتلاهم بالذنوب أعانهم عليها بالتوبة، والحسنات الماحية، والمصائب المكفرة، وغيرها، فعلى المسلم أن يستكثر من الحسنات لتدفع عنه آثار المعاصي والسيئات وتبعاتها. 3- أن الحسنات وهي الأعمال الصالحة، لا يحصل المقصود بها إلا إذا كانت خالصةً وصواباً؛والخالص من الأعمال أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة. مصادر هذه السلسلة :موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
![]() بالقرآن نرتقي
|
07 Aug 2016, 10:25 PM
|
#2 |
|
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
رد: سلسلة الأمثال في السنة النبوية
الحديث الثاني ( مثل العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه )
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ مَثَلَ الَّذِي يَعُودُ فِي عَطِيَّتِهِ كَمَثَلِ الْكَلْبِ أَكَلَ حَتَّى إِذَا شَبِعَ قَاءَ ثُمَّ عَادَ فِي قَيْئِهِ فَأَكَلَهُ) . سنن ابن ماجه، برقم: (2384)، ومسند أحمد، 12/ 493، برقم: (7524), وصحّحه الألباني، ينظر: السلسلة الصحيحة, 4/ 275، برقم: (1699). وقال: وله شواهد خرجت بعضها في الإرواء, برقم: (1621). شرح المفرادات: (العَطِيَّة): الهبة. (قَاءَ): تقيَّأ. (اَلَّذِي يَعُودُ فِي هِبَتِهِ): أي: العائد في هبته إلى الموهوب. معنى الحديث: ضرب مثل سيء لمن يعود في عطيته كرجوع الكلب في قيئه، والحديث في الصحيحين باختلاف بعض الألفاظ: فعَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ). صحيح البخاري، برقم: (2621). وفي رواية عَنْه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السَّوْءِ, الَّذِي يَعُودُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَرْجِعُ فِي قَيْئِهِ) . صحيح البخاري، برقم: (2622). يقول ابن حجر: (لَيْسَ لَنَا مَثَلُ اَلسَّوْءِ) أَي: لَا يَنْبَغِي لَنَا مَعْشَرَ اَلْمُؤْمِنِينَ أَنْ نَتَّصِفَ بِصِفَةٍ ذَمِيمَةٍ يُشَابِهُنَا فِيهَا أَخَسُّ اَلْحَيَوَانَاتِ فِي أَخَسِّ أَحْوَالِهَا, قَالَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: (لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى), وَلَعَلَّ هَذَا أَبْلَغُ فِي اَلزَّجْرِ عَنْ ذَلِكَ, وَأَدَلُّ عَلَى اَلتَّحْرِيمِ مِمَّا لَوْ قَالَ مَثَلًا: لَا تَعُودُوا فِي اَلْهِبَة. |
![]() بالقرآن نرتقي
|
07 Aug 2016, 10:27 PM
|
#3 |
|
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
رد: سلسلة الأمثال في السنة النبوية
الحديث الثالث : ( مثل الجليس الصالح والسوء )
عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ؛ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ, وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ, وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً, وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ, وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً) صحيح البخاري، برقم: (5534)، وصحيح مسلم، برقم: (2628). شرح المفردات: (يُحْذِيكَ): بِضَمِّ أَوَّله وَمُهْمَلَة سَاكِنَة وَذَال مُعْجَمَة مَكْسُورَة أَيْ: (يُعْطِيك) وَزْنًا وَمَعْنًى, الإِحْذَاء: هُوَ الإِعْطَاء. (وَكِير الْحَدَّاد): بِكَسْرِ الْكَاف بَعْدهَا تَحْتَانِيَّة سَاكِنَة مَعْرُوفٌ. (الكِيرِ): حَقِيقَتُهُ الْبِنَاءُ الَّذِي يُرَكَّبُ عَلَيْهِ الزِّقُّ, وَالزِّقُّ هُوَ الَّذِي يُنْفَخُ فِيهِ, فَأَطْلَقَ عَلَى الزِّقِّ اِسْمَ الْكِيرِ مَجَازًا لِمُجَاوَرَتِهِ لَهُ, وَقِيلَ: الْكِيرُ هُوَ الزِّقّ نَفْسُهُ, وَأَمَّا الْبِنَاءُ فَاسْمُهُ الْكُورُ. (لاَ يَعْدَمُك): بِفَتْحِ أَوَّله وَكَذَلِكَ الدَّال مِن الْعَدَم, أَي: لاَ يَعْدَمك إِحْدَى الْخُصْلَتَيْنِ, أَي: لاَ يَعْدُوك, تَقُول: لَيْسَ يَعْدَمنِي هَذَا الأَمْر, أي: لَيْسَ يَعْدُونِي. شرح الحديث: اقتضت حكمة الله تعالى فى خلقه أن جعل الإنسان ميالاً بطبعه إلى مخالطة الآخرين ومجالستهم والاجتماع بهم. وهذه المجالسة لها أثرها الواضح فى فكر الإنسان ومنهجه، وسلوكه، وربما كانت سبباً فعالاً فى مصير الإنسان وسعادته الدنيوية والأخروية. وقد دل على ذلك الشرع والعقل والواقع. فالظالم يندم يوم القيامة ويأسف لمصاحبة من ضل وانحرف فكان سبباً فى ضلاله وانحرافه (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً) [الفرقان 27]. قال ابن حجر: وَفِي الْحَدِيث النَّهْيُ عَنْ مُجَالَسَةِ مَنْ يُتَأَذَّى بِمُجَالَسَتِهِ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا, وَالتَّرْغِيب فِي مُجَالَسَة منْ يُنْتَفَع بِمُجَالَسَتِهِ فِيهِمَا. وقال النووي: فِيهِ تَمْثِيله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَلِيس الصَّالِح بِحَامِلِ الْمِسْك, وَالْجَلِيس السُّوء بِنَافِخِ الْكِير, وَفِيهِ فَضِيلَة مُجَالَسَة الصَّالِحِينَ وَأَهْل الْخَيْر وَالْمُرُوءَة وَمَكَارِم الأَخْلاَق وَالْوَرَع وَالْعِلْم وَالأَدَب, وَالنَّهْي عَنْ مُجَالَسَة أَهْل الشَّرّ وَأَهْل الْبِدَع, وَمَنْ يَغْتَاب النَّاس, أَوْ يَكْثُر فُجْرُهُ وَبَطَالَته, وَنَحْو ذَلِكَ مِن الأَنْوَاع الْمَذْمُومَة. فوائد الحديث: أ*- فضل مجالسة الصالحين والأخيار والترغيب فيها، والتي من ثمراتها: 1- أن من يجالسهم تشمله بركة مَجالِسِهم، ويعمُّه الخيُر الحاصلُ لهم وإن لم يكن عمله بالغاً مبلغَهم، فهم القوم لا يشقى بهم جليسُهم. 2- التأثر بهم، فالمرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل. ولقد أحسن من قال: عن المرء لا تسلْ وسلْ عـن قرينـه فـكـل قريـنٍ بالمقـارِن يقتـدي إذا كنت فـي قوم فصاحبْ خيارَهم ولا تصحبِ الأردى فتردَى معَ الرَّدِيِ 3- تبصرته بعيوبه لإصلاحها، فالمؤمن مرآة أخيه، إن رأى فيه ما لا يعجبه سدّده وقوّمه، وحاطه وحفظه في السر والعلانية. 4- أهل الخير يدلون من يجالسهم على أمثالهم فتنتفع بمعرفتهم. 5- انكفاف جليسهم عن المعصية، وحفظ وقته، وعمارته بما ينفعه. 6- رؤية الصالحين تذكّر بالله سبحانه، فإذا حصل لمن رآهم هذا الخير، فكيف بمن يجالسهم؟ 7 - الصالحون زيْن وأُنس في الرخاء، وعُدّة في البلاء، وذخر بعد الموت بدعائهم لصاحبهم وجليسهم. 8 - مجالسة سبب لمحبة الله تعالى للعبد، ففي الحديث: (وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في). صحيح الجامع, برقم: (4331). ب*- التحذير من مجالسة الأشرار وجلساء السوء، والتي من أضرارها: 1- أنه قد يشكك جليسه فى معتقداته الصحيحة ويصرفُه عنها، كما هو حال أهل النار (قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ، يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ، أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ) [الصافات 53:51]. وانظر إلى وفاة أبى طالب على الكفر بسبب جلسائه حين قالوا له: أترغب عن ملة عبد المطلب، فمات عليها. 2- جليس السوء يدعو جليسه إلى مماثلته في الوقوع في المحرمات والمنكرات، لمحبة صاحب المنكر موافقة غيره له في أفعاله السيئة، ولأن مخالطته تذكّر بالمعصية وتحمل عليها. 3- التأثر بالعادات السيئة والأخلاق الرديئة لجليس السوء. 4- الجليس السيئ يعرفك بأصدقاء السوء الذين لا تخلو مجالسهم من غيبة ونميمة، وتُحرَمُ بسببه من مجالسة الصالحين، الذين يعمرون أوقاتهم بطاعة الله تعالى وذكره. |
![]() بالقرآن نرتقي
|
10 Aug 2016, 04:30 PM
|
#4 |
|
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
رد: سلسلة الأمثال في السنة النبوية
جزاك الله خير ..
|
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: 🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،، فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨ فهذا هو الخير ،،، 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87 🦋🍃
|
17 Aug 2016, 01:47 PM
|
#5 |
|
باحث جزاه الله تعالى خيرا
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
رد: سلسلة الأمثال في السنة النبوية
جزاكي الله خير
|
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ» الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - خلاصة حكم المحدث: صحيح فلاتحرمونا دعائكم
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]()