|
#1
|
||||||||
|
||||||||
|
من آثار الإيمان باسمه سبحانه( الشافي)
ولم يرد هذا الاسم في القرآن، وإنما ورد في السنة في حديث عائشة - رضي الله عنها- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا أتى مريضا أو أُتي به إليه قال عليه الصلاة والسلام : (( أذهب البأس رب الناس أشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما )) أي لا يبقي مرضا ويُخلِّف عِلّة المعنى اللغوي : قال في اللسان :الشفاء دواء معروف وهو ما يبرئ من السقم والجمع أشفية. المعنى في حق الله تعالى : الله - عز وجل - هو الشافي الحقيقي لأمراض الأبدان والقلوب لا شفاء إلا شفاؤه لا يكشف الضر إلا هو سبحانه وتعالى ولا يأتي بالخير إلا هو سبحانه وتعالى . من آثار الإيمان باسم الله [الشافي] أولا: محبة الله – عز وجل – الذي لا شفاء إلا شفاؤه، والذي لا يكشف الضر إلا هو ولا يأتي بالخير إلا هو سبحانه وتعالى، وهو الذي أنزل الكتب وأرسل الرسل ليشفي الناس من أمراض الشرك والكفر والشكوك،وهو الذي يحفظ أبدانهم ويشفي أمراضهم وحده لا شريك له، وهذا كله يثمر في القلب محبة من هذه صفاته وتوحيده والتعبد له وحده بكل أنواع العبادة لا شريك له. ثانيا: التوكل على الله وحده ودعاؤه سبحانه واللجوء إليه في كشف الكربات وشفاء أمراض القلوب والأبدان، وعدم التعلق بأي شيء من الأسباب، لأنه سبحانه وحده هو الشافي وهو خالق الأسباب ومسبَّباتها *** وأنبه بهذه المناسبة إلى ماظهر في هذه الأزمنة من أمور محدثة في معالجة المرض بالرقى الشرعية والإتيان بما لم يفعله الرسول- صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام والتابعون لهم بإحسان ولو كان خيرا لسبقونا إليه، ومن أخطر ما يكون عند المعالجين بالرقي الشرعية هو بث الأوهام والوساوس النفسية بين الناس وجعلهم يعيشون في خوف وذعر من أمراض السحر والعين والمس التي يُكثر ذكرها الرقاة لمرضاهم مما ينشأ عنه تعلق شديد بالراقي ونفثه، ويصبح أسيرا له ناسيا ربه وأنه وحده سبحانه وتعالى الشافي الذي لا شفاء إلا شفاؤه. والمتتبع لهديه – صلى الله عليه وسلم- في علاج الأمراض يرى كثيرا من الأدعية والرقى الشرعية الصحيحة في دعائه – صلى الله عليه وسلم- في علاج الأمراض وأذكاره في اليوم والليلة التي تُجرد التعلق بالله والتوكل عليه وحده. وفعل الأسباب في علاج الأمراض لا ينافي التوكل على الله – عز وجل- إذا لم يتعلق بها، ولهذا قال الرسول – صلى الله عليه وسلم- ( ما أنزل اللهُ داء إلا أنزل له شفاء).رواه البخاري ثالثا: السعي في إيصال الخير وكشف الكربات وقضاء الحاجات لعباد الله – عز وجل- والحرص في أن يكون المسلم سببا في إذهاب الأمراض القلبية والجسدية عن الناس حسب العلم والقدرة، قال – صلى الله عليه وسلم- : (( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل )). رابعا: الفرح بهذا الدين وبشريعة الإسلام التي جاءت لشفاء الصدور ومعالجة أدواء الشبهات والشهوات كما في قوله عز وجل: (( ونُنَزِّلُ مِنَ القُرْءانِ ما هو شِفآءٌ ورحمةٌ للمُؤمِنينَ ولا يَزيدُ الظالمِينَ إلا خَسَارا ))الإسراء:82 ومثل هذه الآية كثير في القرآن الكريم فيجب حمدالله – عز وجل- وشكره والثناء عليه بهذا الاسم الكريم، لأن هذا الشفاء العظيم الذي يتضمنه القرآن الكريم هو من آثار أسمائه سبحانه وتعالى ( الشافي، الهادي، الرحمن، الرحيم) ومع مافي هذه الشريعة الكريمة من خير وشفاء وصلاح للناس إلا أنه يوجد من يَكفر بها ويُعرض عنها ويُعاديها ويستبدل بها قوانين البشر وأنظمة الجاهلية التي تجلب للناس الشر والشقاء والظلم والفساد، فالحمدلله الذي هدانا لهذا النور والهدى والرحمة الذي هو شفاء لما في الصدور وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. خامسا: ومن آثار اسمه سبحانه وتعالى ( الشافي ) النظر إلى ما يقدره الله – عز وجل- على عبده المؤمن من أمراض ومكروهات على أنها في ذاتها شفاء لأمراض القلب قد تفتك به لو استمرت فيه فيأتي المرض أو المصيبة ليكونا سببا في الخلص منها، وبذا يكون المرض ذاته شفاء وليس الشفاء بالضرورة هو المعافاة من المرض، وفي ذلك يقول ابن القيم - رحمه الله - : وهو يعدد حكم الله - عز وجل – ورحمته في المصائب: { السابع: أن يعلم أن هذه المصيبة هي دواء نافع ساقه إليه ( الطبيب) العليم بمصلحته، الرحيم به فليصبر على تجرعه ولا يتقيأه بتسخطه وشكواه فيذهب نفعه باطلا. الثامن: أن يعلم أن في عقبى هذا الدواء من الشفاء والعافية والصحة وزوال الألم ما لم تحصل بدونه، فإذا طالعت نفسه كراهة هذا الدواء ومرارته فلينظر إلى عاقبته وحسن تأثيره، قال تعالى: (( فعسى أن تَكرهُوا شيئا ويَجعلَ اللهُ فِيهِ خَيرا كثيرا )) النساء:19 }. المصدر : ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها تأليف : عبدالعزيز بن ناصر بتصرف يسير
![]() بالقرآن نرتقي
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]()