|
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
الضلال في القرآن
" تقول " : أضللت بعيري ، إذا ذهبمنك . وضللت المسجد والدار . إذا لم تهتد لهما . وذكر أهل التفسير أن الضلال في القرآن على عشرة أوجه : أحدها :الاستزلال في الحكم . ومنه قوله تعالى في سورة النساء : " وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ " . أي يزلُّوك عن طريق الحق. ومثلها قوله تعالى في ص :" فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ " أي فيميل بك اتباعك هواك في قضائك على العدل والعمل بالحقّ عن طريق الله. والثاني : الغواية ، وهو الكفر. كما في سورة النساء: " وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ ". يعني: ولأغوينهم عن الهدى فيكفروا. ومنه قوله تعالى في يس : " وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا " يقول: ولقد أغوى إبليس منكم خلقا كثيرا فكفروا ، وفي الصافات : " وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ " . والثالث : الشقاء . ومن قوله تعالى في تبارك: "إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ " يعني: في شقاء طويل. ومنه قوله تعالى في سبأ : " بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ " ، وفي القمر: " فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ". والرابع : الابطال . ومنه قوله تعالى الابطال في سورة محمد صلى الله عليه و سلم " الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ " يعني ابطل وفيها " وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ " ، وقوله تعالى في الكهف : " قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا " . والخامس : الخسران. ومنه قوله تعالى الأنبياء " "قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ " أي في خسران واضح ظاهر لا يخفى على أحد ، وفي المؤمن " وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ " وفي يس : " إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ". والسادس : الخطأ . ومنه قوله تعالى في سورة النساء : " يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا " ، وفي الأحزاب : " وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا " ، وفي نون : " فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ" قالوا: إنا لمخطئون الطريق، أضللنا مكان جنتنا ليست هذه بجنتنا، وفي يوسف : " إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ " أي: لفي خطأ بيِّن . والسابع : الهلاك . ومنه قوله تعالى في سورة السجدة : " وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ " ، أي : هلكنا وصرنا ترابا . والثامن : النسيان . ومنه قوله تعالى في البقرة : " أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى " . والتاسع : الجهل . ومنه قوله تعالى في الشعراء : " قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ " . وقد ألحق ابن قتيبة هذه الآية بقسم النسيان . والعاشر : الضلال الذي هو ضد الهدى . ومنه قوله تعالى في البقرة : " فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ " ، وفي الضحى: " وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى " . جعل قوم هذه الآية من الضلال الذي هو ضد الهدى ،وقيل معناها : ووجدك في قوم ضلال فهداك،وَقِيلَ: وَوَجَدَكَ مُتَحَيِّرًا عَنْ بَيَانِ مَا نَزَلَ عَلَيْكَ، فَهَدَاكَ إِلَيْهِ، فَيَكُونُ الضَّلَالُ بِمَعْنَى التَّحَيُّرِ، لِأَنَّ الضَّالَّ مُتَحَيِّرٌ. ويكون الضلال بمعنى المحبة، ومنه قوله تعالى:" قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ " أي في محبتك، قال الشاعر: "هذا الضلال أشاب مِنّي المفرقا ... والعارِضَيْن ولم أكنْ مُتْحقّقاً" ويكون الضلال بمعنى أسوأ حالا كما في الفرقان : " إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا " ، أي : أسوأ حالا من الأنعام السارحة وأبعد عن فهم الحق وإدراكه. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ اهم المراجع: ·الوجوه والنظائر في القرآن العظيم، لمقاتل بن سليمان البلخي . ·نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر - جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي. ·قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم - الحسين بن محمد الدامغاني. ·الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري - أبو هلال الحسن بن عبد الله العسكري. ·تفاسير القرآن . ·معاجم اللغة . عبر الايميل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ» الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - خلاصة حكم المحدث: صحيح فلاتحرمونا دعائكم |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]()