|
|
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
|
رد: النور المبين من كتاب عالم الجن والشياطين .وفود الجن الى النبي صلى الله عليه وسلم
تلك كانت بداية معرفة الجنّ برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، استمعوا لقراءَة القرآن بدون علم الرسول صلى الله عليه وسلم ، فآمن فريق منهم ، وانطلقوا دعاة هداة . ثمّ جاءَت وفود الجنّ بعد ذلك تتلقى العلم من الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأعطاهم الرسول صلى الله عليه وسلم من وقته ، وعلمهم مما علمه الله ، وقرأ عليهم القرآن ، وبلغهم خبر السماء .... وكان ذلك في مكة قبل الهجرة . روى مسلم في صحيحه عن عامر ، قال : سألت علقمة : هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن ؟ قال : فقال علقمة : أنا سألت ابن مسعود ، فقلتُ : هل شهد أحدٌ منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن ؟ قال : لا ، ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، ففقدناهُ ، فالتمسناهُ في الأودية والشعابِ ، فقلنا : استطير أو اغتيل ، قال فبتنا بشر ليلة بات بها قومٌ ، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء ، قال : فقلنا : يا رسول الله ! فقدناك فطلبناك فلم نجدك ، فبتنا بشر ليلةٍ بات بها قومٌ . فقال : ( أتاني داعي الجنّ ، فذهبتُ معه ، فقرأتُ عليهم القرآن ) . قال : فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم ، وسألوه الزاد ، فقال : ( لكم كلُّ عظمٍ ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم ؛ أوفر ما يكون لحماً . وكل بعرةٍ علفٌ لدوابّكم ) .فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فلا تستنجوا بهما ، فإنهما طعامُ إخوانكم ) (رواه مسلم : 1/332 . ورقمه : 450) .ومما قرأه عليهم سورة الرحمن ، قال السيوطي : " أخرج الترمذي ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ في العظمة ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها ، فسكتوا فقال : ( ما لي أراكم سكوتاً ، لقد قرأتها على الجن ليلة الجن ، فكانوا أحسن مردوداً منكم ، كنت كلما أتيت على قوله : ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) قالوا : ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب ، فلك الحمد ) (الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، للسيوطي : 7/690) . ولم تكن تلك الليلة هي الليلة الوحيدة ، بل تكرر لقاؤه صلى الله عليه وسلم بالجنّ بعد ذلك ، وقد ساق ابن كثير في تفسير سورة الأحقاف – الأحاديث التي وردت بشأن اجتماعه صلى الله عليه وسلم بالجن ، وفي بعضها أن ابن مسعود كان قريباً من الرسول صلى الله عليه وسلم في إحدى تلك الليالي . وقد ورد في بعض الروايات في صحيح البخاري : أن بعض الجن الذين أتوه كانوا من ناحية من نواحي اليمن من مكان يسمى ( نصيبين ) ، فقد روى البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أتاني وفد نصيبين – ونعم الجن – فسألوني الزاد ، فدعوت الله لهم ألا يمروا بعظم ولا روثة إلا وجدوا عليها طعاماً ) (الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، للسيوطي : 7/690 .) .
|
18 Dec 2011, 09:17 PM
|
#2 |
|
جزاه الله تعالى خيرا
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
رد: النور المبين من كتاب عالم الجن والشياطين .
دعوتهم الإنس إلى الخير وشهادتهم للمسلم ومراتبهم في الصلاح والفساد
وفي الأحاديث أن بعض الجن كان له دور في هداية الإنس ، ففي صحيح البخاري : أن عمر بن الخطاب سأل رجلاً كان كاهناً في الجاهلية عن أعجب ما جاءته به جنيته . قال : ( بينما أنا يوماً في السوق جاءتني أعرف فيها الفزع ، فقالت : ____________ألم تر الجنّ وإبْلاسها ××× ويأسها بعد إنْكاسها ولحوقها بالقلاص وأحْلاسها (1) قال عمر : صدق ، بينما أنا نائم عند آلهتهم ، إذ جاء رجل بعجل فذبحه ، فصرخ به صارخ ، لم أسمع صارخاً قط أشد صوتاً منه ، يقول : يا جليح ، أمر نجيح ، رجل فصيح ، يقول : لا إله إلا الله ، قال : فوثب القوم ، قلت : لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا ، ثم نادى : يا جليح ، أمر نجيح ، رجل فصيح ، يقول : لا إله إلا الله ، فقمت ، فما نَشِبنْا أن قيل : هذا نبي " (2) . قال ابن كثير في تفسير سورة الأحقاف بعد أن ساق هذا الحديث : ( هذا سياق البخاري ، وقد رواه البيهقي من حديث ابن وهب بنحوه ، ثم قال : وظاهر هذه الرواية يوهم أن عمر – رضي الله عنه – بنفسه سمع الصارخ يصرخ من العجل الذي ذبح ، وكذلك هو صريح في رواية ضعيفة عن عمر رضي الله عنه ، وسائر الروايات تدل على أن الكاهن هو الذي أخبر بذلك عن رؤيته وسماعه ، والله أعلم ، ثم قال : وهذا الرجل ( الكاهن) هو سواد بن قارب ) . (1) الإبلاس : اليأس ، والحزن ، والانكسار . والإنكاس : الضعف ، والهوان ، والقلاص : جمع قلوص ، وهي الناقة الشابة ، والحلس : ما يوضع فوق ظهر الدابة كالسرج . (2) صحيح البخاري : 7/177 . ورقمه : 3866 . |
|
18 Dec 2011, 09:56 PM
|
#3 |
|
جزاه الله تعالى خيرا
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
رد: النور المبين من كتاب عالم الجن والشياطين .
أمرهم بالخير وشهادتهم للمسلم
سيأتي الحديث الذي يخبر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بأن قرينه من الجن أسلم ، فلا يأمره إلا بخير . (1) رواه البخاري : 2/88 . ورقمه : 609 .
وقد قال أبو سعيد الخدري لأبي صعصعة : ( إني أراك تحب الغنم والبادية ، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة ، فارفع صوتك بالنداء ، فإنّه لا يسمع مدى صوت المؤذن جنّ ولا إنس ، ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة ) ، قال أبو سعيد : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم (1). فقد أخبر أن الجن يشهدون يوم القيامة لمن يسمعون صوت أذانه . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ |
|
18 Dec 2011, 10:07 PM
|
#4 |
|
جزاه الله تعالى خيرا
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
رد: النور المبين من كتاب عالم الجن والشياطين .
مراتبهم في الصلاح والفساد
وهم في الصلاح والفساد مراتب :
فمنهم الكامل في الاستقامة والطيبة وعمل الخير ، ومنهم من هو دون ذلك ، ومنهم البله المغفلون ، ومنهم الكفرة ، وهم الكثرة الكاثرة . يقول الله سبحانه في حكايته عن الجن الذين استمعوا إلى القرآن : ( وأنَّا منَّا الصَّالحون ومنَّا دون ذلك كنَّا طرائِق قدداً ) [ الجن : 11 ] ؛ أي منهم الكاملون في الصلاح ، ومنهم أقل صلاحاً ، فهم مذاهب مختلفة ، كما هو حال البشر . ويقول الله عنهم : ( وأنَّا منَّا المسلمون ومنَّا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحرَّوا رشداً – وأمَّا القاسطون فكانوا لجهنَّم حطباً ) [ الجن : 14-15 ] ؛ أي : أنّ منهم المسلمين ، والظالمين أنفسهم بالكفر ، فمن أسلم منهم ، فقد قصد الهدى بعمله ، ومن ظلم نفسه ، فهو حطب جهنم . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ |
|
23 Dec 2011, 09:19 PM
|
#5 |
|
جزاه الله تعالى خيرا
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
رد: النور المبين من كتاب عالم الجن والشياطين .هل يمكن ان يسلم الشيطان
طبيعة الشيطان وهل يمكن أن يسلم
أعطى الله الجنّ القدرة على الإيمان والكفر ، ولذلك كان الشيطان عابداً مع الملائكة ثم كفر . فلما تحوّل إلى الكفر ، ورضي به ، وأصبح محباً للشرّ ، طالباً له ، يتلذذ بفعله والدعوة إليه ، ويحرص عليه بمقتضى خبث نفسه ، وإن كان موجباً لعذابه : ( قال فبعزَّتك لأغوينَّهم أجمعين – إلاَّ عبادك منهم المخلصين ) [ ص : 82-83 ] . وهذا يكون في الإنسان ، فالإنسان إذا فسدت نفسه أو مزاجه ، يشتهي ما يضره ، ويلتذ به ، بل يعشق ذلك عشقاً يفسد عقله ودينه وخلقه وبدنه وماله ، وحسبك أن تتأمل في حال شارب الخمر وشارب الدخان ، فإنّ هذين المشروبين يقتلان شاربيهما ، ويفتكان بهما ، ولا يستطيعان منهما خلاصاً إلا بشق الأنفس . هل يمكن أن يسلم الشيطان ؟ا لشيطان الأكبر الذي هو إبليس لا يمكن أن يسلم لخبر الله فيه أنه سيبقى على الكفر ، أما غيره فالذي يظهر لنا أن الشيطان يمكن أن يسلم ، بدليل أن شيطان الرسول صلى الله عليه وسلم أسلم (1) ، إلا أنّ بعض العلماء يرفض ذلك ويقول : إن الشيطان لا يكون مؤمناً ، منهم شارح الطحاوية ووجه قوله : ( فأسلم ) ؛ أي فانقاد واستسلم (2) . وبعض العلماء يرى أن الرواية ( فأسلمُ ) برفع الميم ، أي فأنا أسلمُ منه ، ومع أن شارح الطحاوية يرى أنّ رواية الرفع تحريف للفظ ، إلا أن النووي في شرحه على مسلم قال : " هما روايتان مشهورتان " وعزا إلى الخطابي أنّه رجح رواية الضم ، وحكى عن القاضي عياض أنه اختار الفتح ، وهو اختيار النووي (3) . وممن يرى أن الشيطان يمكن أن يسلم ابن حبان ، قال معلقاً على الحديث : " في هذا الخبر دليل على أن شيطان المصطفى صلى الله عليه وسلم أسلم ، حتى إنه لم يكن يأمره إلا بخير ، إلا أنّه كان يسلم منه وإن كان كافراً " . وما ذهب إليه شارح الطحاوية من أنّ الشيطان لا يكون إلا كافراً فيه نظر ، فإن كان يرى أن الشيطان لا يطلق إلا على كافر الجن ، فهذا صحيح ، وإن كان يرى أن الشيطان لا يمكن أن يتحول إلى الإسلام ، فهو بعيد جداً ، والحديث حجّة عليه ، وحسبنا أن نعلم أن الشيطان كان مؤمناً ثمّ كفر ، وأن الشياطين مكلفون بالإيمان ، معذبون على كفرهم ، فالإيمان والكفر حالتان تعتوران هذا المخلوق كالإنسان . -------------------------------- (1) الحديث الذي يخبر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله أعانه على شيطانه فأسلم ، فلا يأمره إلا بالخير ، رواه مسلم في صحيحه : 4/2168 . ورقمه : 2814 . (2) شرح العقيدة الطحاوية : ص439 . (3) شرح النووي على مسلم : 17/158 . |
|
23 Dec 2011, 09:29 PM
|
#6 |
|
جزاه الله تعالى خيرا
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
رد: النور المبين من كتاب عالم الجن والشياطين .عداء الشيطان للإنسان
العداء بين الإنسان والشيطان
المبحث الأول أسباب العداء وتاريخه وشدة هذا العداء العداء بين الإنسان والشيطان عداء بعيد الجذور ، يعود تاريخه إلى اليوم الذي صور الله فيه آدم ، قبل أن ينفخ فيه الروح ، فأخذ الشيطان يطيف به ، ففي صحيح مسلم عن أنس : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لما صوّر الله آدم في الجنة ، تركه ما شاء الله أن يتركه ، فجعل إبليس يُطيف به ، ينظر ما هو ، فلما رآه أجوف ، عرف أنه خلق خلقاً لا يتمالك ) (1) . فلما نفخ الله في آدم الروح ، وأمر الملائكة بالسجود لآدم ، وكان إبليس يتعبد الله مع ملائكة السماء ، فشمله الأمر ، ولكنه تعاظم في نفسه واستكبر ، وأبى السجود لآدم : ( قال أنا خيرٌ منه خلقتني من نَّارٍ وخلقته من طينٍ ) [ الأعراف : 12 ] . لقد فتح أبونا آدم عينيه ، فإذا به يجد أعظم تكريم ، يجد الملائكة ساجدين له ، ولكنّه يجد عدواً رهيباً يتهدده وذريته بالهلاك والإضلال . وطرد الله الشيطان من جنة الخلد بسبب استكباره ، وحصل على وعد من الله بإبقائه حيّاً إلى يوم القيامة : ( قال أنظرني إلى يوم يبعثون – قال إنَّك من المنظرين ) [الأعراف : 14-15 ] ، وقد قطع اللعين على نفسه عهداً بإضلال بني آدم : ( قال فبما أغويتني لأقعدنَّ لهم صراطك المستقيم – ثُمَّ لآتِيَنَّهُم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شَمَآئِلِهِمْ ولا تجد أكثرهم شاكرين ) [ الأعراف : 16-17 ] . وقوله هذا يصور مدى الجهد الذي يبذله لإضلال بني آدم ، فهو يأتيه من كل طريق ، عن اليمين وعن الشمال ، ومن الأمام ومن الخلف ؛ أي من جميع الجهات ، قال الزمخشري في تفسير هذه الآية : " ثم لآتينهم من الجهات الأربع التي يأتي منها العدو في الغالب ، وهذا مثل لوسوسته إليهم ، وتسويله لهم ما أمكنه وقدر عليه كقوله : ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك ) [ الإسراء : 64 ] (2) . تحذير الرحمن من الشياطين : وقد أطال القرآن في تحذيرنا من الشيطان لعظم فتنته ، ومهارته في الإضلال ، ودأبه وحرصه على ذلك : ( يا بني آدم لا يفتننَّكم الشَّيطان ) [ الأعراف : 27 ] . وقال : ( إنَّ الشَّيطان لكم عدٌّ فاتَّخذوه عدوّاً ) [ فاطر : 6 ] ، وقال : ( ومن يتَّخذ الشَّيطان وليّاً من دون الله فقد خسر خسراناً مُّبيناً ) [ النساء : 119 ] . وعداوة الشيطان لا تحول ولا تزول ؛ لأنه يرى أن طرده ولعنه وإخراجه من الجنة كان بسبب أبينا آدم ، فلا بدّ أن ينتقم من آدم وذريته من بعده : ( قال أَرَأَيْتَكَ هذا الَّذي كرَّمت عَلَيَّ لئِن أخَّرتن إلى يوم القيامة لأَحْتَنِكَنَّ ذريَّته إلاَّ قليلاً )[ الإسراء : 62 ] وأرباب السلوك اعتنوا بذكر النفس وعيوبها وآفاتها ، ولكنهم قصّروا في التعرف على عدوهم اللدود . -------------------------------- (1) رواه مسلم : 4/2016 ، ورقمه : 2611 . (2) تفسير الكشاف : 2/71 . |
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| الجن ، الشياطين ، الغواية |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| عالم الجن والروحانيات عالم خفي غامض وكبير !!! | مدني عبد الله | عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn | 3 | 20 Dec 2015 11:05 AM |
| عالم الغيب ( الملائكه و الجن) .. و عالم الشهاده ( الانسان )..سؤال يجمعهم?! | غزوة | عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn | 2 | 26 Jun 2007 11:48 PM |
| الجن والشياطين | qusay | عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn | 3 | 02 May 2007 05:32 PM |
![]()