اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


﴿ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ﴾ الٓمٓ ﴿١﴾ ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ﴿٣﴾ وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ ﴿٤﴾ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴿٥﴾ البقرة .

روى الإمام مسلم عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اقرَؤوا القُرآنَ؛ فإنَّه يَأتي شَفيعًا يومَ القيامةِ لصاحبِه، اقرَؤوا الزَّهراوَينِ: البَقرةَ وآلَ عِمرانَ؛ فإنَّهما يَأتِيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غَيايتانِ، أو كأنَّهما غَمامتانِ، أو كأنَّهما فِرقانِ مِن طَيرٍ صَوافَّ يُحاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرَؤوا سورةَ البَقرةِ؛ فإنَّ أخذَها بَركةٌ، وتَركَها حَسرةٌ، ولا تَستطيعُها البَطَلةُ ) .


           :: الكعبة (آخر رد :عائد لله)       :: الحجامة فضلها وفوائدها . (آخر رد :المكي)       :: افضل ايام الحجامة . (آخر رد :المكي)       :: سورة يس (آخر رد :طالبة علم شرعي)       :: "وأشرقت الأرض بنور ربها" تلاوة رائعة بصوت الطفلة بشرى . (آخر رد :ابن الورد)       :: حلم الدموع (آخر رد :hoor)       :: كحل الإثمد ، تعريفه ، ومصدره ، وفوائده ، وضوابط استعماله للنساء والرجال (آخر رد :المكي)       :: الحشد المليوني على الحدود وساعة الصفر تقترب من جزيرة العرب (آخر رد :ابن الورد)       :: طالبان والرايات السود / ظهور المهدي في جيش المشرق / خراسان (آخر رد :ابن الورد)       :: السرطان ليس مرض . (آخر رد :المكي)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

طب الأعشاب . علمها وطبها وفوائدها Department of Herbal Medicine. Flag and Dobaa and benefits كل ماجُرب فنفع مع خلو مسؤولية الموقع عن أى وصفة غير معتمدة من قبل المختصين فى الموقع

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 22 Mar 2007, 12:53 PM   #8
نورالهدى
وسام الشرف


الصورة الرمزية نورالهدى
نورالهدى غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 171
 تاريخ التسجيل :  Dec 2006
 أخر زيارة : 15 May 2008 (01:13 AM)
 المشاركات : 757 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


المحور التاسع مغالاة الرقاة ودجل المعوذين في المنظور الطبي قال د. لطفي عبد العزيز الشربيني: " يرجع الاهتمام بالعوارض النفسية إلى قرون بعيدة فقد وصفت بردية إيبرس Ebers Papyrus على سبيل المثال بعض الاضطرابات النفسية وطرق علاجها في عهد قدماء المصريين, وقد كان العلاج في مصر القديمة يتم عن طريق الإيحاء بواسطة الكهنة مع اللجوء للترويح والموسيقى واستخدام الأعشاب، أما في العصور الوسطى فقد كان المرضى العقليين يعاملون بقسوة نظراً للاعتقاد بأن أرواحاً شريرة تتلبس أجسادهم فكانوا يتعرضون للضرب والحرق والإغراق، ولم تنشأ المصحات والمستشفيات العقلية إلا حديثا حيث تغيرت أساليب المعاملة وبدأ استخدام الأدوية الحديثة في العلاج, والطب النفسي Psychiatry تخصص حديث لا يزيد عمره عن عقود قليلة أواخر القرن العشرين, وهو يهتم باضطرابات الوظائف العقلية مثل التفكير والسلوك والوجدان‎, وبخلاف الأمراض العضوية التي امتدت دراستها لفترة أطول واشتهر الكثير من حقائقها بين الناس مازالت الأمراض النفسية تنسب في الأوساط الشعبية إلى المجهول"[22]. وقال د. إسماعيل الدفتار: "إن الله تعالى قد أخبرنا في القرآن الكريم في عدة آيات عن الحسد كما أخبرنا الرسول عليه السلام في عدد من الروايات بأن العين حق, ولكن بعض المعالجين يطلقون الأحكام ويدعون أن هذه حالة عين (حسود) بعينها, فهذا رجم بالغيب لأن العين من العلم الذي لا يعلمه إلا الله تعالى وحده وعلي المعالج أن يرقي أو يقرأ علي الحالة دون تعيين, والسحر أيضا من الغيبيات.. (ولكن) أصبح معظم المعالجين يطلقون كلمة السحر علي كثير من المرضي دون علم, والرسول ذاته عندما سحر (وفق ما ذكره المحدثون) لم يكن يعلم بما هو عليه, ولما جاءه الملكان ووقف أحدهما عند رأسه والآخر عند قدميه, فقال أحدهما لصاحبه: ما بال الرجل؟, فقال مطبوب, فقال من طبه؟ أي من سحره, قال لبيد ابن الأعصم.. في بئر.. وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يستمع إليهما فأمر نفرا من الصحابة أن ينزلوا البئر ويخرجوا منه السحر.., فهذا رسول الله الكريم بعث الله له الملائكة لتخبره أنه مسحور فمن يخبر أمثالنا بما حل به من مرض!, أما قضية المس فقد خاض فيها المعالجون وتوسعوا فيها لدرجة أن بعضهم من جهلهم بالرقية الشرعية يعتبر كل ما يلم بالإنسان يكون بسبب الجن وهذا يعد عبثا بالمفاهيم.., ويبدأ المعالج بقراءة القرآن وبطبيعة الحال عندما يسمع المرضي القرآن فإنهم يتأثرون.. (و)هذه الأفعال.. يراها الدين والعقل الواعي دجلا وافتراء وأكاذيب.. (وتذرع) باطل بكتاب الله وسنة رسوله"[23]. وقال د. محمد المهدي: "كثيرا ما يجزم الطبيب بثقة بأن حالة مرضية ما هي نفسية الأصل بينما يتوهم الراقي أنها حالة مس من الجن علاجها القراءة وإخراج الجن ووضع التمائم والتعاويذ.., فإن أنكر الطبيب.. يصطدم بمعتقدات المريض وأهله وإن وافق فهو يثبت نوع من التفكير السحري تضيع في سراديبه الحقائق الطبية والدينية معا..، وقد ثبت أن 70-80% من المرضى النفسيين في المجتمع المصري يترددون على المعالجين الشعبيين طلبا للعلاج، وطبقا لتقارير المركز القومي للبحوث ( سبتمبر 2003 ) فإن في مصر وحدها حوالي مليون مواطن يعتقد أنه ممسوس بالجن وثلاثمائة وخمسون ألف شخص على الأقل يعملون في مجال العلاج بإخراج الجن ويطلق على كل منهم لقب شيخ ابتداء بلا حاجة لدراسة شرعية, ولم يعد الأمر يقتصر على المستويات الشعبية وإنما امتد ليشمل مستويات تعليمية عالية تصل إلى مستوى أساتذة الجامعات خاصة حين يصطبغ العلاج الشعبي بالصبغة الدينية أو يتستر وراءها.., (و)اختلطت الحقيقة بأضعافها من الخيالات والأوهام وعلق كل شيء في عقول العامة ونسبة غير قليلة من الخاصة على الجن والسحر والحسد.. حتى أصبح الإيحاء بالتخليص من الجن وظيفة رائجة.., والجن حقيقة شوهتها الشعوذة, فهذا الكون الذي نعيش فيه قد يحوى الكثير من القوى التي نعجز عن إدراكها..، وقد جاءت الأديان كلها وحدثتنا عن الجن, ومن هنا جاء خوف الإنسان من هذه القوة الخفية التي يمكنها أن تؤثر عليه دون أن يراها أو يملك وسيلة لدفعها، وهذا الخوف قد أحاط موضوع الجن بالكثير من الحكايات والأساطير, فأستغل الدجالون والمشعوذون هذا الخوف وضخموه وأقاموا على أساسه ممارسات أسطورية وسحرية جعلت لهم سلطانا وأحاطوها بمسحة دينية تمنحهم مزيد من المهابة وتقيهم تتبع السلطات, وقد أدت الاكتشافات الطبية الكبيرة في مجال الأمراض النفسية إلى تبين أن ما كان ينسبه الأولون من حالات نفسية إلى الجن أصبحت الآن مفهومة مثل الهستيريا.. وهذه الحالات تصيب الشخصيات غير الناضجة انفعاليا والقابلة للإيحاء.. فيحدث أنه في مواجهة ضغوط معينة كعدم تكيف زوجة في زواجها أن يحدث انشقاق في مستوى الوعي فتحدث حالات الإغماء أو الصرع الهستيري فتتصرف كأنها شخص آخر ويتغير صوتها لتعبر عما لا تستطيع التعبير عنه في الحالات العادية فيقوم المعالج الشعبي ببعض أساليب الإيحاء في جو من الغموض أو يؤلمها بالضرب فتفيق من الانشقاق الهروبي بسرعة تثير دهشة العامة وتزيد من ثقتهم به، ولكن الأعراض ما تلبث أن تعود عند أول ضغط نفسي أو اجتماعي، وقد يتمادى المريض في أعراضه ويطورها بعدما عرف من إيحاءات عن تلبس الجن له فيعود أهل المريض به إلى المعالج توهما بقدرته على الشفاء مستسلمين طائعين لتوجيهاته, قال الشيخ محمد متولي الشعراوى: (يريد الله سبحانه وتعالى أن يزيل خوفنا من أن يصيبنا ضرر من هذه القوى التي ترانا ولا نراها فيطمئننا بأنه جل جلاله يحفظنا ويرعانا.. لا ينام ولا يغفل.. قيوم على كونه.. أي قائم عليه في كل ثانية.. فيقول جل جلاله: "اللّهُ لاَ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ" البقرة 255, ثم يريد الحق تبارك وتعالى أن يزيد اطمئناننا فيقول لنا أنه عز وجل هو خالق السماوات والأرض ولذلك فإنه لا يوجد من خلقه من يستطيع أن يخرج عن مشيئته فالمخلوق خاضع خضوعا تاما للقوانين التي أرادها له الخالق لا يمكنه أن يتمرد عليها وذلك حتى لا نخشى أن يتمرد مخلوق من مخلوقات الله ويفعل شيئا لم يأذن له به خالقه.. فيقول جل جلاله: "لّهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ" البقرة 255, ونظراً لكثرة الممارسات المؤسفة والخاطئة في هذا المجال فقد أعلن معظم الأطباء استنكارهم لما يحدث, وامتد الاستنكار ليشمل أمورا حقيقية ثابتة في الكتاب والسنة ولكنها أحيطت بأخطاء المشعوذين ومبالغات العامة وأوهامهم.., فقد قال الله تعالى: "الّذِينَ يَأْكُلُونَ الرّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاّ كَمَا يَقُومُ الّذِي يَتَخَبّطُهُ الشّيْطَانُ مِنَ الْمَسّ" البقرة 275, قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية ما نصه: أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع هاله صرعه وتخبط الشيطان له وذلك أنه يقوم قياما منكراً, وقال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية: آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً يخنق, وقال الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن صفية رضي الله عنها: (إن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم), إذن هذه النصوص تدل على إمكانية تأثير الشيطان في الإنسان مع إعطاء صورة الجنون أو اضطراب الحركة والتصرف), ولكن المدعين العلم بأسرار الجن قد بالغوا في هذا الأمر فادعوا أن كل الأمراض هي مس من الجن أو تأثير سحر إما بقصد أو جهل, وهكذا انتشرت العرافة والكهانة بصورة جديدة تخفى نفسها خلف آيات من كتاب الله يظلون في حمايتها وتزداد قوة تأثيرهم, وقد روى مسلم عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل)، وفي الحديث علق الرسول عليه الصلاة والسلام البرء بموافقة الداء للدواء وهذا يؤكد فكرة تخصيص العلاجات للأمراض المختلفة فليست كل الأمراض تعالج بنفس الطريقة كما يفعل بعض المعالجين الشعبيين فيتبعون نفس الطرق في كل الحالات, وفى قوله عليه الصلاة والسلام (أنتم أعلم بأمور دنياكم) توجيه إلى إعطاء كل شيء لمن تخصصوا فيه وعلموه بالدراسة والتجربة والتمحيص, وقد روى عمرو بن دينار عن هلال بن يساف قال : دخل رسول الله على مريض يعوده فقال: "أرسلوا إلى طبيب" فقال قائل: وأنت تقول ذلك يا رسول الله؟ قال: " نعم إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له دواء", وقال ابن القيم في الطب النبوي صفحة 66: "الصرع صرعان: صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية وصرع من الأخلاط الرديئة والثاني هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه", ولكنه رحمه الله لم يذكر كيفية التفريق بين النوعين، وله العذر فلم تكن في عهده وسائل تشخيصية كرسم المخ الكهربائي، ولم يكن موضوع الأعراض الانشقاقية والتحولية (الهستيرية) Conversion (Hysterical) Disorders معروفا في ذلك الوقت.., وقد تمادى الكثيرون ممن لا يعلمون في هذا الأمر شيئا فاعتبروا كل الأمراض تلبس جن واعتبروا أنفع الوسائل هي الضرب المبرح أو الخنق أو الكي أو إيذاء المريض بحجة إيذاء الجن المتلبس وقد حدثت مآسي كثيرة مثل الانتهاك للحرمات أو وفاة بعض المرضى كما حدث لامرأة ضربت حتى ماتت وشاب آخر مات تحت وطأة الضرب بحجة إخراج الجن, ومن خلال عملي في مجال الطب النفسي رأيت مدعى إخراج الجن يعالجون حالات مرضية نفسية وأحياناً عضوية معروفة للمختصين وليس فيها غموض حتى تنسب للجن ومع ذلك يصرون على تلبسها بالجن, وهذه الحالات ساءت كثيرا بسبب ما توهمت من خيالات وصاروا يعانون من اضطرابات نفسية إضافية نظرا لخوفهم من هذه القوى الخفية, وقد استقر في وعي الكثيرين اليوم تسلط القوى الخفية وقوة تأثيرها فنسبوا إليها كل عرض نفسي أو عضوي وراحوا يطلبون العون عليها من ممن لا يملكون حلا لمشاكلهم هم ويحيدون عن كتاب الله لا كبينات تخاطب العقل والوجدان فيستجيب مما أدى إلى نشر التفكير السحري بين الناس وتوقع الحلول السحرية لمشاكل يومية واقعية كانت تحتاج لبذل جهد حقيقي من المريض وأسرته ومعالجة لمشكلات تخص المجتمع بأسره, وقد يستخدمون بعض وسائل ربما تودي بالحياة مثل الخنق والضرب والحرق والصعق بالكهرباء, يقول الشيخ عبد العزيز الحمدان: (إن هناك أساليب خاطئة يتبعها البعض مثل حرق أيدي النساء بالنار أو بجهاز كهربي أو الخنق والضرب بحجة إخراج الجني من الدم وإني أعجب من هذه الأساليب، فهل هذا نقص في الاعتقاد بأن كلام الله ليس كاف في العلاج أم هي رغبة في التأثير على ذلك الجني بالرهبة والضرب، وهنا أقول إنه يكفي كلام الله رهبة ، فلو نزل على جبل لزلزله وتصدع), ومن الضروري الجمع بين أخذ الدواء الذي يصرفه الطبيب المتخصص وبين الدعاء وقراءة القرآن والرقية الشرعية, ولا تزيد المعالجة في إطار الكتاب والسنة عن قراءة المعوذتين وآية الكرسي وباقي أدعية الصباح والمساء وبتقوية العلاقة بين الإنسان وربه دون الحاجة إلى وسيط, وهذه الأدعية يقرؤها المريض نفسه أيا كان نوع مرضه أو يقرؤها عليه أحد أقاربه أو أصدقائه ولا يكون هناك شخص يتولى هذه المهمة ويتخذها وظيفة وإلا أصبحت كهانة صريحة, ولم أجد أجمل من كلمات فضيلة الشيخ الشعراوى رحمه الله لإيجاز هذا الموضوع: (إذا كان إيماننا قويا بالله واتجهنا إليه سبحانه وتعالى نستعيذ به فانه جل جلاله يقينا شر هذا كله, ولكن الذي يبقى فعل هذه الأشياء أننا لا نلجأ إلى الله جل جلاله فإذا أصابنا ضرر فإننا نحاول أن نلجأ إلى قدرات البشر، فإذا أصيب الإنسان بضرر السحر فإنه ينتقل من ساحر إلى ساحر يحاول أن يبطل أثر السحر مع أنه لو اتجه إلى الله تبارك وتعالى بقلب مخلص فإن السحر يبطل فعله وكذلك الحسد), وعلى الجانب الآخر فقد بالغ بعض الأطباء في استنكار ما يحدث وإنكار تأثير الجن والسحر والحسد بالكلية, وقد اعتقد الكثيرون منهم أنه لم يعد هناك شيء بعيد عن البحث والتجربة الملموسة والواقع الحقيقي ولكن مازلت أسباب كثير من الأمراض النفسية في مجال النظريات ومازالت هناك مناطق شديدة الغموض, وفي النهاية أرجو أن يكون الميزان قد اعتدل بين ما هو طب ملموس وبين ما هو غيب نعتقده بعيدا عن الخرافات والأوهام والدجل؛ فالإسلام دين الحقيقة والوسطية والاعتدال"[24]. وقال د. قاسم حسين صالح: "تُعزى حالات الاضطرابات العقلية أو الذهان Psychosis علميا مثل مرض الفصام Schizophrenia إلى تغيرات وظيفية في المخ بينما تسمى في المعتقدات الشعبية بالجنون وتعزى إلى الجن والأرواح الشريرة ولذا يتنافس المعوذون في ابتكار وسائل تعذيب لطردهم, والوهم بتهجم الجن والحاجة للعرافين موروثة في اللاوعي لذا يعمر سوق المعوذين كمؤشر لتزايد الضغوط التي تقدح زناد الاستعداد الوراثي للمرض, ولكنهم يفشلون غالبا في التأثير الإيحائي على مرضى الذهان بينما قد يستجيب مرضى العصاب Neurosis للإيحاء لقناعتهم ابتداءً بإصابتهم بالجن, وأما الرقاة بالقرآن فهم في الحقيقة يمارسون نوعا من العلاج النفسي وإن سميناه بالروحي كان الأولى أن يتم برعاية الدولة تحت إشراف طبي فينحسر نشاط الجهلاء والدجالين المتاجرين باسم الدين, ففيه استنهاض لإرادة المريض وقوى الشفاء الذاتي خاصة مع توجيهه نحو الصلاح وتقوية الإيمان والالتزام الديني ليكون الدافع ذاتي, ومجرد الاستماع إلى شكواه تنفيس Abreaction"[25]. وقال د. وائل أبو هندي أستاذ الأمراض النفسية بجامعة الزقازيق: "العلاج بالقرآن لا يصح إلا عندما نتحدث عن طريق الفهم لما فيه وليس ليكون تعاويذ للتأثير علي الجن.., والقرآن يستطيع أن يمد المسلم بالعديد من المعاني التي تريح القلب والروح وليس للاستخدام في علاج الأمراض التي عرفت أسبابها وطرق علاجها ولابد لأمة المسلمين أن تنتبه إلى ضرورة الفصل بين عالم الغيب وعالم الشهادة.., يجب أن نتعامل من خلال المنطق والمعطيات لدينا, ومثال ذلك إذا قلنا أن أحدهم وهو يجري نظر إليه أحد أصدقائه وقال ما أجمل ساقيه فوقع الشاب وانكسرت ساقه, فمن الممكن أن نفسر هذا تفسيرا غيبيا علي أنه حسد, فهل يكون علاجه بالرقي وقراءة القرآن دون اللجوء إلى طبيب عظام مثلا, والأمثلة عديدة علي هذا المنوال في كافة الأحوال التي نعيشها, إذن نستطيع أن نقول أن حياة المسلمين فيها العلاج الروحي كالعلاج بالقرآن وليست لأمراض بعينها نعرف لها أسبابا, وقد كان الشيخ محمد الغزالي رحمة الله عليه لا يؤمن ببما يدعونه من التداوي بالقرآن وحفز المرضي إلى اللجوء للأطباء.., ومن طبيعة الأمراض النفسية أن تتسم أعراضها بالغرابة, فالمريض لا تظهر عليه علامات المرض الجسدي المعروفة.. ولكنه يسلك سلوكا غريبا فيميل بعض الناس إلي تفسير هذا السلوك غيبيا حسب معتقداتهم"[26]. وقالت د. إجلال حلمي أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس: "السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي دفع الناس الآن إلي اللجوء لمثل هذه الأمور بعد أن توصل العلم والطب إلي علاجات متقدمة في حالات مستعصية علي المستوي النفسي والجسدي؟, أري أن الحالة الاقتصادية تتحكم بشكل أساسي في لجوء طوائف عديدة من الناس في المجتمع المصري خاصة والعربي بصفة عامة ونظرا لارتفاع أسعار الأدوية.. إلي من يدعون القدرة من الدجالين علي شفاء كافة الأمراض عن طريق الاستعانة بكلام الله وقرآنه الذين وجدوا في هذه الطريقة مساحة وفرصة سانحة للترويج لتجارتهم التي اعتمدت علي وسائل عديدة بعيدة في مضمونها كل البعد عن الدين, وفي هذا العصر الذي عمت فيه البلوى وطمست الحقائق جاء هؤلاء المعالجون بأدعية لم تكن علي عهد الرسول وعهد الصحابة رضي الله عنهم ولا علي عهد التابعين فتجاوزوا أسلوب الدعاء, كقولهم: اللهم أبطل اليمن وسحر السودان وسحر كذا وكذا.., (و)يتفق المعالج مع بعض العطارين فيقرأ علي الماء بكميات كبيرة ويضعها عند العطار ليبيعها باسمه حتى أصبح لكل شيخ زبائنه الذين يطلبون وصفته.. ومن ثم يتحول الأمر إلي خطر علي العقيدة وليس رقية شرعية, حيث ذكر الرسول عليه أفضل الصلوات: (من تعلق قلبه بشيء فقد أوكل إليه), هذا بالإضافة إلى الممارسات الخاطئة لبعض المعالجين كالمبالغة الشديدة في طريقة الخنق.. مما يعرض حياة المرضي للخطر"[27]. وقال د.محمود جمال أبو العزائم: "يعتبر مرض الصرع Epilepsy من أكثر الأمراض العصبية انتشارا في العالم حيث يصيب 1% من الصغار والكبار، ومن أعراضه حدوث نوبات غياب عن الوعي قد تكون شديدة أو خفيفة وفي حالة النوبة الكبرى يسقط المريض على الأرض في حالة تشنج يهتز لها كل جسده ويغيب عن الوعي نهائيا.., وتتكرر هذه النوبات في أي وقت وفى أي مكان, وقد كان التفسير الشائع لهذه النوبات أنها نتيجة مباشرة لمس الجن.. وظل مرض الصرع موضوعا للكثير من الخرافات والأوهام وتعرض المرضى لكثير من الممارسات غير الطبية ظنا من الناس أن الأرواح والشياطين وراء حدوثه.., (ولكن) الصرع حالة عصبية تُحدث من وقت لآخر اختلال وقتي في النشاط الكهربائي الطبيعي للمخ.., ويكون لهذه الشحنات تأثير على وعى الإنسان وحركة جسمه وأحاسيسه لمدة قصيرة من الزمن.., وقد تحدث نوبات من النشاط الكهربائي غير الطبيعي في منطقة محددة من المخ وتسمى النوبة حينئذ بالنوبة الصرعية الجزئية أو النوبة الصرعية النوعية, وأحيانا يحدث اختلال كهربائي بجميع خلايا المخ وهنا يحدث ما يسمى بالنوبة الصرعية العامة أو الكبرى.., إذن فالصرع لا يختلف عن الأمراض العضوية الأخرى فهو يحدث لأنه يوجد سبب ما في الدماغ يسبب حالة التشنج.. ونستطيع (حاليا) التوصل إلى بعض أسباب المرض باستخدام التحاليل المعملية وأجهزة الفحص الحديثة مثل رسم المخ والأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي.. ولا علاقة نهائيا بالجن والشياطين والأرواح الشريرة بهذا المرض كما كان يعتقد من قبل.., وهناك (أيضا) اعتقاد شائع بين الناس أن المرض النفسي يحدث بسبب الجن.. (ولكن) هناك مراكز في المخ لكافة الوظائف النفسية والبيولوجية للإنسان..، فهناك مركز للحركة ومركز للتنفس وكذلك هناك مراكز للذاكرة والسلوك والمزاج والوجدان.. وتتصل الخلايا العصبية بعضها ببعض بواسطة تشابكات عصبية.. تربط بينها كيميائيا, والرسائل تنتقل بين خلية وأخرى بواسطة مواد تسمى الناقلات العصبية، وزيادة أو نقص الناقلات العصبية في المخ مثل السيروتونين.. يؤدى إلى اضطراب الوظائف النفسية للإنسان, فقد وجد مثلا أن اختلاف نسبة السيروتونين يؤدى إلى اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب, ومن هنا جاءت فكرة استخدام العقاقير التي تعيد الناقلات العصبية إلى وضعها.. إذن فالمرض النفسي مثله مثل الأمراض العضوية الأخرى له أساس عضوي ولا يحدث بسبب الجن, (ولكن) يقول البعض: لقد رأينا المعوذ وهو يضرب الجني ويكلّمه, وأقول: هناك ما يُعرف في طب النفس بظاهرة الإيحاء.. (و) نجد أن المعالجين الشعبيين وأهل الدجل والشعوذة هم من أكثر الناس قدرة على الإيحاء، ويعينهم على ذلك الضرب المبرح وتسليط صوت المسجل العالي على أُذُنَيّ المريض فيضطر إلى تقمّص شخصية مختلفة أو التكلم بكلام غريب محاولاً الهروب من الضغط الذي يُمارس ضده.., والأغلب (إذا لم يكن المريض متصنعا متمارضا Malingerer) أنه مصاب بحالة تعرف بالتحول الهستيري، حيث يتحول فيها إلى شخص مختلف يقوم بأعمال هستيرية غير راشدة، فتجده يتكلم بلهجة مغايرة فيقول مثلا أنه كافر أو عاشق, وما لا يعلمه كثير من الناس أن الطب النفسي فرع من فروع الطب مثل أمراض القلب وأمراض الجهاز الهضمي, وقد يتخفي المرض النفسي عن طريق اتخاذ صورة مرض عضوي, وهذه بعض الأمراض التي يسببها المرض النفسي: السكر وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين والربو والقولون العصبي وقرحة المعدة وآلام المفاصل واضطرابات الدورة الشهرية وبعض الأمراض الجلدية كسقوط الشعر والإكزيما وكثير من الأمراض التي يجمع الأطباء على أنه لا يمكن شفاؤها إلا من خلال مداواة النفس"[28]. وقال د. محمود أبو دنون: "بعد دراستي للحالات.. أيقنت تماما أن القضية لا علاقة لها بالجن وأنها ذات أسباب وعوامل نفسية محضة, وتلك الحالات في أغلبها تندرج تحت ثلاث مسميات؛ حالات هستيرية وحالات ذهانية وحالات صرعية, ومما رسخ قناعتي تلك وزاد يقيني.. مشهد لأحد القساوسة وهو يعالج ويخرج الجن بالصليب, وكان المريض يستجيب وتنتابه حالات هستيرية من الصراخ والهيجان مما يدل على دور الإيحاء.., (وأما) ما يشاع في أوساط الرقاة من حضور الجني المتلبس ونطقه على لسان الإنسي الملبوس فلا وجود لشخصية أخرى غير شخصية الإنسي, والذي يتكلم وينطق ويخاطب هو العقل الباطن للشخص المريض (إن لم يكن مدعيا), وفي الحقيقة لا يوجد أي دليل على وجود هوية كائن آخر فلا يمكن للمريض أن يقدم في حال تلبسه كما يقولون أية معلومة لا يعرفها الشخص نفسه, وقد تكون تلك المعلومة موجودة ولكنها اختفت وانطمرت في العقل الباطن فيقوم باستدعائها, وذات يوم أحضروا لي مريضة وقالوا إن الجني المتلبس بها يتكلم العبرية مع أنها لا تعرف العبرية مطلقا, وحضرت المريضة نفسها لاحقا واعترفت أنها كانت تتعلم العبرية في كتاب (تعلم العبرية من غير معلم), فكل هذه الأعراض ناتجة عن أمراض نفسية ولا يوجد أي دليل على وجود شخصية أخرى ذات هوية مستقلة أو معرفة متميزة عن معرفة المريض.., ويمكن تصنيف كل تلك الحالات ضمن تصنيفات الطب النفسي ولم أجد حالة واحدة يمكن أن يقال أنها شاذة.., والشخصيات الهستيرية هي أكثر الشخصيات استجابة لتأثير الإيحاء, وأستطيع الجزم بأن الرقاة يمارسون الإيحاء ربما دون أن يعلموا.., والعلماء الشرعيون ليسوا على رأي واحد.. والأدلة التي يوردها المثبتون غير قطعية الدلالة.., وترجع أسباب انتشار الظاهرة بين المسلمين إلى سوء تفسير النصوص الشرعية وضعف الثقافة الطبية, وإذا كانت هناك حالة مرضية فالأصل أن تعرض أولا على الأطباء, ولا بأس حينئذ من بالاستشفاء بالقرآن لتسكين النفس وتقويةً الإرادة واستنفار قوى الشفاء الذاتي مع تدبر معانيه باعتباره منهج للحياة لا كتعويذة سحرية لطرد الجن"[29].


 

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قوة العلاج بالقرأن الكريم طالب ليبي طب الأعشاب . علمها وطبها وفوائدها Department of Herbal Medicine. Flag and Dobaa and benefits 0 18 Nov 2010 08:18 PM
الاستشفاء بالعسل..دراسة علمية. أبوحذيفة طب الأعشاب . علمها وطبها وفوائدها Department of Herbal Medicine. Flag and Dobaa and benefits 17 04 May 2008 11:30 PM
دراسة علمية غربية : مخ الإنسان يسجد لله حتى لو كان كافرا نبراس الكلمة منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum 1 08 Apr 2008 09:39 AM

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 02:41 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي