27 Sep 2015, 07:32 AM
|
#10 |
|
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
رد: شروط المباهلة
ثانياً: السنة: عن حذيفة رضي الله عنه قال: (جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان أن يلاعناه فقال أحدهما لصاحبه لا تفعل ، لا تفعل فو الله لو كان نبيا فلاعنا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا. قالا: إنا نعطيك ما سألتنا وابعث معنا رجلا أمينا ولا تبعث معنا إلا أمينا : فقال لا بعثن معكم رجلا أمينا حق أمين، فأستشرف له أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قم يا أبا عبيدة بن الجراح، فلما قام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا أمين هذه الأمة)([13]) قال ابن حجر: (وفيها مشروعية مباهلة المخالف إذا أصر بعد ظهور الحجة)([14]) ========== ([13]) رواه البخاري (4380) واللفظ له، ومسلم (2420). ([14]) ((فتح الباري)) (8/95) __________________ ثالثاً: الآثار: 1- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ( من شاء لاعنته -أي: باهلته - لأنزلت سورة النساء القصرى بعد الأربعة الأشهر وعشرا )([15]) ============ ([15]) رواه أبو داود (2307)، وابن ماجه (1663)، والبيهقي (7/430) (15872). __________________ 2- عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما أنه قال: (من شاء باهلته أنه ليس للأمة ظهار) ([16]) =========== ([16]) رواه الدارقطني في ((السنن)) (3/318) (267)، والبيهقي (7/383) (15644). __________________ - وعنه أيضاً رضي الله عنهما: ( من شاء باهلته أن المسائل لا تعول ) ([17]) ========== ([17]) ذكره ابن قدامة في ((المغني)) (7/25). وحسنه الألباني في ((إرواء الغليل)) (1706). - وعن عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما - في قوله تعالى: { وَمَن ْيَقْنُتْ مِنْكُنَّ للهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نؤتِها أجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وأعتدنا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً } [الأحزاب: 31-34 ] قال: ( من شاء باهلته أنها نزلت في أزواج النبي )([18]) ========== ([18]) ((تفسير القرآن العظيم)) (6/411). عموم المباهلة: المباهلة ليست خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم بل هي عامة لجميع الأمة، كما أنها ليست خاصة مع النصارى أو اليهود، بل هي عامة مع كل مخالف يصر على ضلاله وعناده ، ولا يرجع إلى الحق رغم وجود الحجة والبرهان. __________________ قال ابن القيم: (إن السنة في مجادلة أهل الباطل إذا قامت عليهم حجة الله، ولم يرجعوا، بل أصروا على العناد أن يدعوهم إلى المباهلة، وقد أمر الله سبحانه بذلك رسوله، ولم يقل: إن ذلك ليس لأمتك من بعدك)([19]). =========== ([19]) ((زاد المعاد في هدي خير العباد)) لابن قيم الجوزية (3/643). قال صديق حسن خان: ( والمباهلة جائزة بعد النبي صلى الله عليه وسلم في أمر مهم شرعاً وقع فيه اشتباه وعناد لا يتيسر دفعه إلا بها، وقد باهل بعض السلف كالحافظ ابن القيم في مسألة صفات الباري والحافظ ابن حجر وغيرهما جماعة من المقلدة فلم يقوموا بها وانهزموا ولله الحمد، ومن منع منها الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصب ولم يأت بدليل وكأنه جاهل بمسائل الدين )([20]) ========= ([20]) ((حسن الأسوة)) (ص62) __________________ وسئلت اللجنة الدائمة هل هي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ وإن لم تكن كذلك، فهل هي خاصة مع النصارى؟ فأجابت: ( ليست المباهلة خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم مع النصارى، بل حكمها عام له ولأمته مع النصارى وغيرهم؛ لأن الأصل في التشريع العموم، وإن كان الذي وقع منها في زمنه صلى الله عليه وسلم في طلبه المباهلة من نصارى نجران فهذه جزئية تطبيقية لمعنى الآية لا تدل على حصر الحكم فيها )([21]). ============ ([21]) ((فتاوى اللجنة الدائمة)) (1/4/203-204) وقد طلب المباهلة من العلماء المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين كثير؛ منهم: الأوزاعي([22])، وابن تيمية([23])، وابن قيم الجوزية([24])، وابن حجر([25])، ومحمد بن عبدالوهاب([26])، وصديق حسن خان([27])، وثناء الله الأمر تسـري([28])، وأبو مشاري الكويتي([29])، ومحمد بن سليمان البراك([30])، ومحمد بن عبدالرحمن الكوس([31]). ============ ([22]) حيث طلبها من سفيان الثوري. انظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (8/95) ([23]) حيث طلبها من بعض خصومه. ((مجموع فتاوى ابن تيمية)) (4/82). ([24]) حيث طلبها من المعطلة. ((توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم)) لأحمد بن إبراهيم بن عيسى (1/31) ([25]) حيث طلبها من ابن الأمين المصري. انظر: ((الضوء اللامع)) للسخاوي (6/186). ([26]) انظر: ((الدرر السنية في الأجوبة النجدية)) (1/55). ([27]) حيث طلبها من بعض مخالفيه ((عون الباري لحل أدلة صحيح البخاري)) (5/334). ([28]) حيث طلبها من ميرزا غلام أحمد القادياني ((القاديانية دراسات وتحليل)) لإحسان إلهي ظهير (ص154-159) ([29]) حيث طلبها من الرافضي حسن شحاتة. ([30]) حيث طلبها من الرافضي علي آل محسن. ([31]) حيث طلبها من الرافضي ياسر بن يحيى. __________________ الممتنع من المباهلة: الممتنع من المباهلة يعتبر مبطلاً مهزوماً غير عالمٍ أنه على الْحق. قال شيخ الإسلام ابن تيمية - في امتناع النصارى عن مباهلة النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن دعاهم لها -: ( والنصارى لما لم يعلموا أنهم على الحق نكلوا عن المباهلة )([32]). =========== ([32]) ((الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح)) لابن تيمية (4/57) __________________ عاقبة المباهلة: ذكر بعض العلماء بأن عاقبة المباهلة تقع عاجلا بأحد المتباهليْن، أو في مدة لا تتجاوز الشهرين. قال ابن حجر: (ومما عرف بالتجربة أن من باهل وكان مبطلا ً لا تمضي عليه سنة من يوم المباهلة، ووقع لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة فلم يقم بعدها إلا شهرين ) ([33]) وهو أمر لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء؛ فلا داع لتحديد مدة معينة فلعل وقوعها يكون على الفور، ولعله يقع بعد شهرين، ولعله يقع بعد سنة أو أكثر، ولعله يقع في الآخرة وليس في الدنيا. ========== ([33]) ((فتح الباري)) (8/95) __________________ ونظراً لخطورة الدعوة إلى المباهلة أو قبول الدعوة إليها، فالأولى عدم التوسع في هذا الباب والخوض فيه، إلا لمن تيقن له بأنه لا طريق سواها في جلب مصلحة شرعية أو درء مفسدة قائمة؛ حيث إن المقصود الرئيسي منها هو استبيان الحق ومعرفة الخطأ وإقامة الحُجة على المخالف.. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... كتبه سامح محمد عيد محمد أبو محمد الفاتح باحث علمي وشرعي |
![]() بالقرآن نرتقي
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]()