اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


﴿ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ﴾ الٓمٓ ﴿١﴾ ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ﴿٣﴾ وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ ﴿٤﴾ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴿٥﴾ البقرة .

روى الإمام مسلم عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اقرَؤوا القُرآنَ؛ فإنَّه يَأتي شَفيعًا يومَ القيامةِ لصاحبِه، اقرَؤوا الزَّهراوَينِ: البَقرةَ وآلَ عِمرانَ؛ فإنَّهما يَأتِيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غَيايتانِ، أو كأنَّهما غَمامتانِ، أو كأنَّهما فِرقانِ مِن طَيرٍ صَوافَّ يُحاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرَؤوا سورةَ البَقرةِ؛ فإنَّ أخذَها بَركةٌ، وتَركَها حَسرةٌ، ولا تَستطيعُها البَطَلةُ ) .


           :: الكعبة (آخر رد :عائد لله)       :: الحجامة فضلها وفوائدها . (آخر رد :المكي)       :: افضل ايام الحجامة . (آخر رد :المكي)       :: سورة يس (آخر رد :طالبة علم شرعي)       :: "وأشرقت الأرض بنور ربها" تلاوة رائعة بصوت الطفلة بشرى . (آخر رد :ابن الورد)       :: حلم الدموع (آخر رد :hoor)       :: كحل الإثمد ، تعريفه ، ومصدره ، وفوائده ، وضوابط استعماله للنساء والرجال (آخر رد :المكي)       :: الحشد المليوني على الحدود وساعة الصفر تقترب من جزيرة العرب (آخر رد :ابن الورد)       :: طالبان والرايات السود / ظهور المهدي في جيش المشرق / خراسان (آخر رد :ابن الورد)       :: السرطان ليس مرض . (آخر رد :المكي)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum عقيدة وفقه ومعاملات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 15 Aug 2015, 12:08 AM
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا
بالقرآن نرتقي غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 فترة الأقامة : 5760 يوم
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 2,584 [ + ]
 التقييم : 18
 معدل التقييم : بالقرآن نرتقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
محبة النبي صلى الله عليه وسلم د. ناصر بن محمد الأحمد




إن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم أصل عظيم من أصول الدين، فلا إيمان لمن لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين. قال الله تعالى: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين) التوبة : 24 / قال القاضي عياض في شرح الآية: "فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة وحجة على إلزام محبته، ووجوب فرضها، وعظم خطرها، واستحقاقه لها صلى الله عليه وسلم، إذ قرّع الله من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله وتوعدهم بقوله تعالى: (فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ..24) سورة التوبة. ثم فسقهم بتمام الآية، وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهده الله".

إن من أكثر حقوق محمد بن عبد الله النبي الأمي الذي أنقذنا الله به من النار وهداكم به من الضلالة محبته صلى الله عليه وسلم محبة قلبية صادقة ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين". فحق على كل مؤمن بالله واليوم الآخر أن يحب النبي صلى الله عليه وسلم محبة يتجلى فيها إيثار النبي صلى الله عليه وسلم على كل محبوب من نفس ووالد وولد والناس أجمعين فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم واجبات الدين وهي فرع من محبة الله تعالى وتابعة لها.

وعن عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إليّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك"، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إليّ من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الآن يا عمر". صحيح البخاري

إن محبة الرسول الله ليست نفلاً يتنفل به المسلم أو المسلمة، ولكنها شرط للإيمان، فلا إيمان للعبد إلا بها كما قال في الصحيح: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"، وكلما زادت محبته في قلب عبد كان أتم لإيمانه، حتى يجد بذلك حلاوة الإيمان.

غير أن القلوب غيوب، فلا يعلم ما بها إلا الله تعالى، ولا دليل عليه إلا بالعمل فمن كان أكثر طاعة لله ورسوله فهو أكثر حبًا لله ولرسوله، حتى يصدق حبه فتكمل استجابته، ومن كان أقل طاعة فهو أقل حبًا، حتى تعدم المحبة فتعدم الاستجابة، وإن قال بلسانه ما قال وحلف على مزاعمه، فإن القول بلا عمل يصدّقه من أبطل الباطل، فكيف بقول يخالفه فعل قائله؟! إياك ثم إياك أن تغرك الأقوال وأنت ترى الأفعال، أمَا قال الحق تبارك وتعالى: (




وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) )
البقرة



إن الناس ربما اتفقت أقوالهم في الخير والجمال، ولكن العبرة في الأفعال (
فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) العنكبوت : 11 ، ألم يقل المنافقون: آمنا بالله وبالرسول؟! أوَلم يقولوا: سمعنا وأطعنا؟! أولم يقولوا: نشهد إنك لرسول الله؟! أتظن أن أولئك انتهوا وليس لهم في الناس أمثال؟! أوَتظن أن المنافقين انقطعوا في هذا الزمان؟! ( وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ* وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ) النور


وهذه المحبة كما قال ابن رجب على درجتين:

إحداهما فرض: وهي المحبة التي تقتضي قبول ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من عند الله، وتلقيه بالمحبة والرضا والتعظيم والتسليم، وطاعته فيما أمر به من الواجبات، والانتهاء عما نهى عنه من المحرمات ونصرة دينه، والجهاد لمن خالفه بحسب القدرة، فهذا القدر لابد منه، ولا يتم الإيمان بدونه.

والدرجة الثانية: فضل: وهي المحبة التي تقتضي حسنَ التأسي به، وتحقيق الاقتداء بسنته في أخلاقه وآدابه، والاعتناءَ بمعرفة سيرته وأيامه، واهتزازَ القلب من محبته وتعظيمَه وتوقيرَه، ومحبةَ استماع كلامه، وإيثارَه على كلام غيره من المخلوقين، ومن أعظم ذلك الاقتداء به في زهدِه في الدنيا، والاجتزاء باليسير منها، ورغبتِه في الآخرة.



معنى شهادة أن محمداً رسول الله:

معناها كما لخصها في عبارة جامعة مانعة شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بقوله: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يُعبد الله إلا بما شرع.

فطاعته فيما أمر: تشمل جميع الأوامر التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نطيعه فيها، وهذه تشمل جميع الأوامر دون استثناء.

وتصديقه فيما أخبر:
كل ما أخبر به المصطفى صلى الله عليه وسلم يجب علينا وحق له علينا أن نصدقه بها، من الأمور الغيبية وغيرها ما لم نشاهدها وما لم تقع بعد. فلا بد من التصديق بخبر الدجال وعلامات الساعة الصغرى والكبرى وتفاصيل أمور الجنة والنار وأحوال يوم القيامة وأحوال القبر وما قبله من سكرات الموت وما بعده من البعث والنشور وقضايا كثيرة أخبر بها المصطفى صلى الله عليه وسلم كبعض قصص وأخبار من قبلنا من الأمم فإن كل هذه الأمور التي أخبر بها عليه الصلاة والسلام داخل تحت عبارة - وتصديقه فيما أخبر.

واجتناب ما نهى عنه وزجر: فتشمل كل ما نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اجتنابه وهذا أيضاً باب واسع يصعب حصره والتفصيل فيه في هذه العجالة. لكن لابد أن تعلم بأن كل مخالفة ترتكبها وكل منهي عنه تفعله فلا بد أن تعلم بأن حقاً من الحقوق الواجبة عليك تجاه نبيك قد أخللت به وعملت بضده وأنت محاسب بقدر هذا المنهي الذي ارتكبته.

وأن لا يعبد الله إلا بما شرع: فإن الإخلال ومخالفة هذا الحق من أعظم المنكرات فإن الله عز وجل لا يجوز أن يُعبد إلا بما شرعه سبحانه أو شرعه رسوله وأي بدعة يأتي بها الإنسان من عند نفسه فهي طعن في شرع الله من جهة ونقض لحق المصطفى صلى الله عليه وسلم من جهة أخرى.

فتأملوا في مضمون هذه العبارة الجامعة وما أوجبت على المسلمين من حقوق ثم تأملوا في واقع الناس في تطبيق هذا المضمون على أنفسهم. كم من أمر أمرنا بها رسولنا صلى الله عليه وسلم فخالفناه كثير من سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام تذبح في الليل والنهار وكأنها ليست حقوقاً واجبة علينا كم من أمر نهانا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وتوعد مرتكبه وزجر عنه أصبحت من أساسيات حياة الناس اليوم والتي لا غنى لهم عنها.


آثار أو علامات أو دلالات محبته صلى الله عليه وسلم:

المحبة عمل قلبي اعتقادي تظهر آثاره ودلائله في سلوك الإنسان وأفعاله، فكل دعوة لابد لها من برهان يدل على صدقها، قال تعالى: (
قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (64) ) النمل / وكلما كان التحقيق لهذه العلامات أكبر كانت درجة المحبة أرفع وأعظم، فمن هم المحبون حقا له صلى الله عليه وسلم؟ من هم أولى الناس بشفاعته يوم القيامة؟ من هم رفقاؤه في الجنة؟. من هذه العلامات:


أولاً: تعزير النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره:

قال الله تعالى: (
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9 ) )الفتح / . ذكر ابن تيمية أن التعزير: اسم جامع لنصره وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه. والتوقير: اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال والإكرام، وأن يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار.


وهذا التوقير له دلائل عديدة، منها:

- عدم رفع الصوت فوق صوته: قال الله تعالى: (
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (2) ) الحجرات / وعن السائب بن يزيد قال: كنت قائماً في المسجد فحصبني رجل فنظرت فإذا عمر بن الخطاب، فقال: اذهب فأتني بهذين، فجئته بهما، قال: من أنتما أو من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف، قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله.


- الصلاة عليه: قال الله تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) الفتح / وفي الآية أمر بالصلاة عليه والأمر يقتضي الوجوب، لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "البخيل من ذكرتُ عنده فلم يصل عليّ" وقال: "رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليّ" حسن صحيح.

- أنه لا يجوز في أي حال من الأحوال أن يقدم قول أحد من البشر على قوله. لما سئل ابن عباس في مسأله فأفتى بكلام النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: لكنّ أبا بكر يقول كذا وعمر يقول كذا!! فغضب وقال "يوشك أن تنـزل بكم حجارة من السماء أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعم!!" هذا في حق أبي بكر وعمر فكيف بمن جاء بعدهما؟!.

ثانياً: الذ ب عنه وعن سنته:

إن الذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصرته، آية عظيمة من آيات المحبة والإجلال، قال الله تعالى: (
لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَاللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) ) الحشر / ولقد سطر الصحابة رضي الله عنهم أروع الأمثلة وأصدق الأعمال في الذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفدائه بالأموال والأولاد والأنفس، في المنشط والمكره، في العسر واليسر، وكتب السير عامرة بقصصهم وأخبارهم التي تدل على غاية المحبة والإيثار، وما أجمل ما قاله أنس بن النضر يوم أحد لما انكشف المسلمون: "اللهم إني أعتذر إليك ما صنع هؤلاء يعني أصحابه وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين، ثم تقدم فاستقبله سعد فقال: يا سعد بن معاذ، الجنة ورب النضر، إني أجد ريحها من دون أحد، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس بن مالك: فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه".


ومن الذب عن سنته صلى الله عليه وسلم: حفظها وتنقيحها وحمايتها من انتحال المبطلين وتحريف الغالين وتأويل الجاهلين، ورد شبهات الزنادقة والطاعنين في سنته، وبيان أكاذيبهم ودسائسهم، وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنضارة لمن حمل هذا اللواء بقوله: "نضر الله امرءاً سمع منا شيئاً فبلغه كما سمعه، فرب مُبلّغ أوعى من سامع".صححه الألباني . والتهاون في الذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الذب عن سنته وشريعته، من الخذلان الذي يدل على ضعف الإيمان أو زواله بالكلية، فمن ادعى الحب ولم تظهر عليه آثار الغيرة على حرمته وعرضه وسنته، فهو كاذب في دعواه.

ثالثاً: اتباعه وطاعته والاهتداء بهديه:

الأصل في أفعال النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله أنها للاتباع والتأسي، قال الله تعالى: (
لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) ) قال ابن كثير: "هذه الآية أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله، ولهذا أمر الله تبارك وتعالى الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه عز وجل".


وجعل الله عز وجل طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعته سبحانه، فقال: (
مَنْ يُطِعْ الرَّسُول فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه )النساء : 8


وتواترت النصوص النبوية في الحث على اتباعه وطاعته، والاهتداء بهديه والاستنان بسنته، وتعظيم أمره ونهيه، ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" صححه الألباني. فطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هي المثال الحي الصادق لمحبته عليه الصلاة والسلام فكلما ازداد الحب زادت الطاعات، ولهذا قال الله عز وجل: (
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) ال عمرآن : 31 / فالطاعة ثمرة المحبة، وفي هذا يقول أحد الشعراء:


تعصى الإله وأنت تزعم حبه ذاك لعمري في القياس بديع

لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن أحب مطيع


رابعاً: التحاكم إلى سنته وشريعته:

إن التحاكم إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم أصل من أصول المحبة والاتباع، فلا إيمان لمن لم يحتكم إلى شريعته، ويسلم تسليماً، قال الله تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) وقد بين الله سبحانه وتعالى أن من علامات الزيغ والنفاق الإعراض عن سنته، وترك التحاكم إليها، قال الله تعالى:(




أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىظ° مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61) )
النساء



خامساً: محبة من أحبهم النبي من آل بيته وصحابته من المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم، فمن واجب الأمة نحو أصحاب رسول الله محبتهم والترضي عنه فهم قوم اختارهم الله وشرفهم بصحبة نبيه وخصهم في الحياة الدنيا بالنضر إليه وسماع حديثه ونصرته والذب عنه وبعد وفاته كانوا هم الواسطة بينه وبين الأمة، فقد بلغوا عن الرسول ما بعثه الله به من النور والهدى وذبوا عن هذا الدين بسنانهم ولسانهم، ومما يدل على عظم فضل الصحابة ما جاء في حديث أبي سعيد الخذري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل حد ذهاب ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه". صحيح مسلم

سادساً: من دلائل محبة النبي صلى الله عليه وسلم الإكثار من ذكره فذكره صلى الله عليه وسلم سبب لدوام محبته في قلب العبد وتضاعفها فالعبد كلما أكثر ذكر المحبوب واستحضر محاسنه زاد حنيناً له وشوقاً إليه.

إن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الذي تزداد به محبته والإيمان به يكون بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) الفتح / لا سيما عند ذكره صلى الله عليه وسلم فإنه قد قال: "البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي".

ومن ذكره صلى الله عليه وسلم معرفة سيرته وأيامه وأحواله وما جرى له، سيرته صلى الله عليه وسلم من أسباب زيادة محبته صلى الله عليه وسلم.

ومن ذكره نشر سنته صلى الله عليه وسلم وتبليغها وتعليمها للناس، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "بلغوا عني ولو آية" رواه البخاري و مسلم.

سابعاً: من علامات المحبة الشوق إلى لقائه وتمني رؤيته ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: "من أشد الناس لي حباً ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله". قال القاضي عياض: ذكر عن مالك أنه سئل عن أيوب السختياني؟ فقال: "ما حدثتكم عن أحد إلا وأيوب أوثق منه" وقال عنه مالك "وحج حجتين فكنت أرمقه ولا أسمع منه غير أنه كان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى أرحمَه، فلما رأيت منه ما رأيت، وإجلاله للنبي صلى الله عليه وسلم كتبت عنه ". وذكر أبو نعيم في حلية الأولياء عن مالك قال عن محمد بن المنكدر وكان سيد القراء: "لا نكاد نسأله عن حديث أبدا إلا يبكي حتى نرحمه". وجاء في سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي عن الحسن البصري رحمه الله أنه كان إذا ذكر حديث حنين الجذع يوم بكى على فراق النبي عليه السلام والحديث في البخاري يقول: "يا معشر المسلمين الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إلى لقائه، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه".



لماذا نحبه صلى الله عليه وسلم؟:

1- كيف لا نحبه والله جل في علاه قد أحبه واصطفاه:


أخرج مسلم عن جندب رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: "إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك".

2- وكيف لا نحبه صلى الله عليه وسلم وحبه من حب الله تعالى:

إن الرسول عليه الصلاة والسلام إنما يحب لأجل الله ويطاع لأجل الله ويتبع لأجل الله قال تعالى: (قُل إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ قُل أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُول فإِن تَوَلوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الكَافِرِينَ) آل عمران / وعلى ذلك فلا تنفك إحدى المحبتين عن الأخرى، فمن أحب الله أحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك سائر رسله، ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم تبع لمحبة من أرسله، ولأجل هذا جاء حب الرسول صلى الله عليه وسلم مقترنا بحب الله عز وجل في أكثر النصوص الشرعية.

3- وكيف لا نحبه والله عز وجل يحب ويكرم من يحبه:


قال تعالى: (قُل إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم). عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان اسمه عبد الله، وكان يلقب: حِمَاراً، وكان يُضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب، فأُتي به يوماً فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تلعنوه فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله".

4- وكيف لا نحبه صلى الله عليه وسلم ولا إيمان لعبدٍ حتي يحبه:

إن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم أصل عظيم من أصول الإيمان يتوقف على وجودِه وجودُ الإيمان، فلا يدخل المسلم في عداد المؤمنين الناجين حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من الناس أجمعين، بل ومن نفسه التي بين جنبيه قال تعالى: (قُل إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِليْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِين).التوبه : 24

5- وكيف لا نحبه ولا يجد عبدٌ حلاوة الإيمان حتى يحبه:

إذا قويت المحبة في قلب المؤمن وزادت، أثمر ذلك زيادة في الإيمان، وذاق العبد حينئذ حلاوة الإيمان. أخرج البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.." يقول ابن تيمية: "كلما ازداد المؤمن محبة لله ورسوله كلما ازداد ذوقه لحلاوة الإيمان، فإن للإيمان من الحلاوة في القلب واللذة، والبهجة والسرور، ما لا يمكن التعبير عنه إلا لمن ذاقه، والناس متفاوتون في ذوق الإيمان واللذة به تفاوتاً عظيماً لا يعلمه إلا الله".

وفي حديث العباس رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً".صحيح مسلم

6- وكيف لا نحبه صلى الله عليه وسلم وكل شيءٍ يحبه ويمتثل لأمره:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر أخدمه، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم راجعاً وبدا له أحُدٌ قال: "هذا جبل يحبنا ونحبه.." متفق عليه. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليَّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن" رواه مسلم. عن علي بن طالب رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، فخرجنا معه في بعض نواحيها، فمررنا بين الجبال والشجر، فلم نمر بشجرة ولا جبل، إلا قال: السلام عليك يا رسول الله. رواه الترمذي وحسنه والحاكم وصححه.

7- كيف لا نحبه صلى الله عليه وسلم وهو النور الذي يهدينا الطريق:

قال تعالى: (كَمَا أَرْسَلنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلو عَليْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلمُكُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ يُعَلمُكُم مَّا لمْ تَكُونُواْ تَعْلمُون) البقرة : 151 / فهو صلى الله عليه وسلم من عرَّف الأمة الطريق الموصل لهم إلى ربهم ورضوانه ودار كرامته، ولم يدع حسناً إلا أمر به، ولا قبيحاً إلا نهى عنه كما قال صلى الله عليه وسلم: "إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم".صحيح مسلم
8- وكيف لا نحبه صلى الله عليه وسلم وهو رحمة الله للعالمين:

قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلنَاكَ إلا رَحْمَةً للعَالمِين) وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر.. الحديث بطوله، وفيه: ثم سرنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا، فجاء جمل نادٌّ، فلما كان بين السماطين خر ساجداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس، من صاحب هذا الجمل؟" فقال فتية من الأنصار: هو لنا يا رسول الله، قال: "فما شأنه؟" قالوا: سنونا عليه منذ عشرين سنة، فلما كبرت سنه، وكان عليه شحيمة، أردنا نحره لنقسمه بين غلمتنا" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبيعونيه؟" قالوا: يا رسول الله هو لك، قال: "فأحسنوا إليه حتى يأتيه أجله" قالوا: يا رسول الله نحن أحق أن نسجد لك من البهائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ينبغي لبشر أن يسجد لبشر ولو كان ذلك كان النساء لأزواجهن". قال أبن الكثير أسنادة جيد

9- وكيف لا نحبه صلى الله عليه وسلم وهو يحبنا ويشفق علينا:


أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنّا قد رأينا إخواننا، قالوا أولسنا إخوانك يا رسول الله!، قال: بل أنتم أصحابي، وإخواني الذين لم يأتوا بعد! قالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ قال: أرأيت لو أن رجلاً له خيل غرٌّ محجلون بين ظهري خيلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإنهم يأتون غُراً محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليُذادن رجالٌ عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم ألا هلم، فيقال: إنهم قد بدلوا فأقول سحقاً سحقا". قال الله تعالى: (لقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَليْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَليْكُم بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيم) التوبه : 128.

10- وكيف لا نحبه وهو صاحب الشفاعة العظمى:

أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا".

11- وكيف لا نحبه وهو أكمل الخلق خَلقاً وخُلقاً:

أما خِلْقته فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: "رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان، وعليه حُلة حمراء، فجعلتُ أنظر إليه وإلى القمر فلهو عندي أحسن من القمر". صححه الألباني

وأمّا خُلُقه فيقول ربه عزّ وجل مثنياً عليه: (وَإِنَّكَ لعَلى خُلقٍ عَظِيم) وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي". وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: "خدمتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال أُفٍّ قط، وما قال لشيءٍ صنعتُه: لم صنعتَه، ولا لشيءٍ تركتُه: لم تركتَه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلُقاً، ولا مسستُ خَزاً ولا حريراً ولا شيئاً ألين من كفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممتُ مِسكاً قط ولا عطراً أطيب من عرق النبي صلى الله عليه وسلم". صححه الألباني

12- وكيف لا نحبه صلى الله عليه وسلم والمرء مع من أحب:

أخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه: "أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: متى الساعة يا رسول الله؟ قال: وماذا أعددت لها؟ قال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله، قال: أنت مع من أحببت" قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت مع من أحببت"، قال أنس: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم".

13- كيف لا نحبه وهو سلوى الغرباء والمحزونين:

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال صلى الله عليه وسلم: "إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنها من أعظم المصائب" صححه الألباني. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء من المدينة كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أظلم من المدينة كل شيء، وما فرغنا من دفنه حتى أنكرنا قلوبنا.

تابع




 توقيع : بالقرآن نرتقي





بالقرآن نرتقي

رد مع اقتباس
قديم 15 Aug 2015, 12:09 AM   #2
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية بالقرآن نرتقي
بالقرآن نرتقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 2,584 [ + ]
 التقييم :  18
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: محبة النبي صلى الله عليه وسلم د. ناصر بن محمد الأحمد



صور من محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم:

لنسرح بخيالنا مع الرعيل الأول، وكيف كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف عرف أولئك أن يأخذوا الإيمان والخلق والعبادة من نبيهم ومن هديه، فارتقوا في درجات سلم العبودية، فوصلوا إلى ما وصلوا إليه. أما نحن فنقول: أشهد أن محمداً رسول الله لكن الفرق كما بين السماء والأرض.

لما أدرك الصحابة نعمة بعثة الرسول بينهم، قام في قلوبهم من حبه الشيء العظيم، فعمر ذكره والثناء عليه قلوبهم ومجالسهم، ما أن يسمعوا بلالاً رضي الله عنه يردد من خلفه بصدق: "أشهد أن محمداً رسول الله" تخرج حارّة من قلوبهم فتترجم حية في واقع حياتهم، فهذا مهتم بأمر سواكه، وهذا مهتم بنعله وهذا مهتم بوضوءه وطهوره، وهذا يصلح له دابته، وهذا يحفظ له ماله وقوته وهذا يبادر إليه فيستضيفه، وهذا، وهذا، وتجاوز بهم الحب إلى أن يقتسموا شعره إذا حلقه ويتوضؤون بفضلة وضوءه، بل وما يتنخم ولا يتفل إلا ومدوا أيديهم في الهواء يتلقون أثراً من النبي صلى الله عليه وسلم. قال عروة بن مسعود يا قوم، والله لقد وفدت على كسرى وقيصر والملوك فما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمداً صلى الله عليه وسلم والله ما يحدون النظر إليه تعظيماً له وما تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فيُدلك بها وجهه وصدره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوءه.

وها هم يرحلون في طلب حديثه وذكره وكلامه الشهور الطويلة من أجل تجديد العهد بحديثه، وجرسه في أسماعهم، وصداه في قلوبهم.

نعم لقد شهد أولئك النفر والصحب الكرام حق الشهادة أن محمداً رسول الله، فأحبوه صدق المحبة، كان الرجل منهم ما أن يخلو بأهله، فيذكر أنه قد يفترق عن حبيبه ورسوله في الآخرة، حتى يُرى أثر ذلك في وجهه فتصيبه الهموم والأحزان. قالت عائشة رضي الله عنها جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنك لأحب إليّ من نفسي وأحب إليّ من أهلي وأحب إليّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكُركَ فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك، عرفت أنك إذا دخلت الجنة رُفعت مع النبيين، وإن دخلتُ الجنة خشيت ألا أراك فلم يَرُدّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل قوله تعالى: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما). وما فرح الصحابة فرحاً مثل فرحهم عندما جاء ذلك الأعرابي فقال يا رسول الله الرجل يحب القوم ولمّا يلحق بهم، قال عليه الصلاة والسلام: "المرء مع من أحب" قال أنس فأنا أحب النبي وأبو بكر وعمر. نعم: بمثل هذا كان يحدّث الرجل منهم نفسه، وذلك لتمام المحبة لهذا النبي صلى الله عليه وسلم كان الواحد منهم يحدث نفسه: هذه مجالسنا معه في الدنيا فهل يا ترى نكون معه في الجنة؟ هذا السؤال كان يشغل جانباً كبيراً من مشاعر وأحاسيس ووجدان أولئك المؤمنين الصادقين. لقد شهدوا حق الشهادة أن محمداً رسول الله. فأحبوه صدق المحبة، محبة أخرجتهم من ملذاتهم ومراداتهم إلى مراده هو، وما يأمر به وينهى عنه. فلم يبق في قلوبهم تعظيم لأحد، أو توقير فوق تعظيم وتقدير رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم. جادوا بأموالهم في سبيل دينه ودعوته، جادوا بأنفسهم في سبيل الذب عنه.

تجود بالنفس إذا ضن البخيل بها والجود بالنفس أقصى غاية الجود

كان الشيخ الهرم الكهل الذي فني وذهبت قوته وأقبل ضعفه، وذهبت صحته وأقبل مرضه، كان يتمنى أن لو كان شاباً يقاتل ويناضل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا ليتني أكون فيها جذعا" صحيح البخاري.

لا توجد منةٌ لإنسان مهما بلغ مثل منّة الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة، فما من بيت إلا ونالته من بركة هذا النبي الكريم أشياء وأشياء. رُئي الإمام أحمد رحمه الله في المنام بعد موته، فسُئل عن حاله؟ فقال: "لولا هذا النبي الكريم لكنا مجوساً". قال ابن رجب رحمه الله: "وهو كما قال، فإن أهل العراق لولا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لكانوا مجوساً، وأهل الشام ومصر لولا رسالته لكانوا نصارى، وأهل جزيرة العرب لولا رسالته لكانوا مشركين عباد أوثان". وكان أيوب السخيتاني وهو من كبار التابعين يبكي كثيراً ويقول: لولا هذا النبي لكنا كفاراً. وهذا عبيدة بن عمرو المرادي يقول له محمد بن سيرين إن عندنا من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً من قِبل أنس بن مالك، فقال: لأن يكون عندي منه شعرة أحبُّ إلي من كل صفراء وبيضاء على ظهر الأرض. قال الذهبي رحمه الله، وهذا القول من عبيدة هو معيار كمال الحب، وهو أن يؤثر شعرة نبوية على كل ذهب وفضة بأيدي الناس. ومثل هذا يقوله هذا الإمام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بخمسين سنة. وقد كان ثابت البُناني إذا رأى أنس أخذ يده فقبلها، ويقول، يدٌ مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد كان حب النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب الأمة حباً عظيماً، لقد كان حباً لأمره ونهيه، لقد كان حباً شرعياً، وصل بهم إلى أعلى درجات الإيمان. لقد كان خالد بن معدان قلما يأوى إلى فراشه إلا وهو يذكر شوقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أصحابه من المهاجرين والأنصار ثم يسميهم، ويقول: هم أصلي وفصلي، وإليهم يحن قلبي طال شوقي إليهم.

لقد كانت محبة الرسول صلى الله عليه وسلم والثناء عليه وشكره كان ذلك كله شعاراً خالط باطن الأمة. وكان وثاراً ترتديه الأمة والمؤمنون طيلة حياتهم.

سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ.

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد، فلما نعوا لها قالت: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: خيراً يا أم فلان هو بحمد الله كما تحبين! قالت: أرونيه حتى أنظر إليه! قال: فأشير لها إليه حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل.

وروى ابن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدَّل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار وهو مستنتل من الصف، فطعن رسول الله في بطنه بالقدح وقال: استو يا سواد بن غزية قال: يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق فأقدني! قال: فكشف رسول الله عن بطنه ثم قال: استقد! قال: فاعتنقه وقبل بطنه، فقال: ما حملك على هذا يا سواد؟ فقال: يا رسول الله حضر ما ترى فلم آمن القتل، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله بخير وقال له خيرا.

ولما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بلال يؤذن فإذا قال: "أشهد أن محمداً رسول الله" انتحب الناس، فلما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أبو بكر: أَذِّنْ، فقال له: إن كنتَ إنما أعتقتني لأكون معك فسبيلك ذلك، وإن كنت أعتقتني لله فخلني ومن أعتقتني له، فقال: ما أعتقتك إلا لله، قال: فإني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قا: فذاك إليك. ولما فتح عمر بيت المقدس وقدم ليتسلم مفاتيحه حضرت الصلاة فقال: يا بلال ألا تؤذن لنا رحمك الله، قال بلال: يا أمير المؤمنين والله ما أردت أن أؤذن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن سأطيعك إذا أمرتني في هذه الصلاة وحدها، فلما أذن بلال وسمع الصحابة صوته ذكروا نبيهم صلى الله عليه وسلم فبكوا بكاء شديداً، ولم يكن من المسلمين يومئذ أطول بكاء من أبي عبيدة ومعاذ ابن جبل، حتى قال لهما عمر: حسبكما رحمكما الله.

عن سعيد بن عبد العزيز قال: قال بلال حين حضرته الوفاة:

غداً نلقى الأحبة محمداً وحزبه

ولقد تجاوز الصحابة الكرام مسألة إيثار محابِّ النبي صلى الله عليه وسلم المأمور بها، وراحوا يحبون ما أحبه بطبعه من لباس أو زينة أو طعام، ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن خياطاً دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه، قال أنس بن مالك: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام، فقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزاً من شعير، ومرقاً فيه دُباء وقديد، قال أنس: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي الصحفة، قال: فلم أزل أحب الدباء منذ يومئذ، وفي روايةٍ لمسلم قال أنس رضي الله عنه: فما صُنع لي طعامٌ بعد أقدر أن يُصنع فيه دباء إلاّ صُنع.

لقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم المثل الأعلى في اتباعهم وتضحيتهم بأموالهم وأنفسهم وأهليهم في تحقيق محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وطاعتهم له، فهذا أبو بكر رضي الله عنه يُضرب عند الكعبة ضرباً مبرحاً حتى أُغمي عليه، وحينما فاق كان أول كلمة قالها: ماذا فعل رسول الله؟ أين رسول الله؟ فأخبره أهله بسلامة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه بخير، ولكنه يطلب منهم حمله إليه ليراه بعينيه، فحينما رآه سالماً أعيد إلى بيته وإلى فراشه، ما اطمأن بالجواب الشفوي من أهله، لم يطمئن إلا بعد رؤيته له سالماً عندها تهون النفس وتهون كل المصائب

وضرب الصديق لنا أروع الأمثلة لحب النبي وفدائه له بنفسه، لقد ضحى بنفسه، وعرضها للهلاك والموت ليلة الهجرة إلى المدينة ليفدي بذلك رسول الله لمحبته له، وكان رضي الله عنه يعلل هذه التضحية بقوله: "إن قُتلتُ فإنما أنا رجل واحد، وإن قتلتَ أنت هلكت الأمة".

وفي الطريق إلى الغار كان الصديق يمشي أمام النبي ساعة، ويمشي خلفه ساعة، فسأله عن السبب فقال: أذكر الطلب فأمشي خلفك، وأذكر الرصد فأمشي أمامك. فلما انتهيا إلى الغار قال: مكانك يا رسول الله، حتى استبرئ لك الغار، فاستبرأه.

فلما انتهيا إليه قال أبو بكر رضي الله عنه: والله لا تدخله حتى أدخله قبلك، فإن كان فيه شيء أصابني دونك، فدخل فمسحه فوجد في جانبه ثقباً فشق إزاره، وسدها به، وبقي اثنان فألقمهما رجله، ثم قال لرسول الله ادخل، فدخل النبي ، ووضع رأسه في حجره، فلدغ أبو بكر في رجله من الجحر، ولم يتحرك مخافة أن ينتبه النبي ، فسقطت دموعه على وجه النبي ، فقال: "ما لك يا أبا بكر؟" قال: لدغت، فداك أبي وأمي، فتفل عليه النبي ، فذهبت ما يجده.

هل بالله عرف التاريخ مثل هذه التضحية، ومثل هذه المحبة؟ الله أكبر، إنه حب فريد، حب الصدّيق لرسول الله ، إنه حب ينبع من إيمان عميق، وإخلاص شديد.

وهذا زيد بن الدثنة رضي الله عنه يخرجه أهل مكة من الحرم كي يقتلوه فيجتمعون حوله، فيقول له أبو سفيان: أنشدك الله يا زيد، أتحب أن محمداً الآن في مكانك نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟ قال زيد: والله لا أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وإني جالس في أهلي.

هكذا كانت المحبة الصادقة في قلوب أصحابه رضوان الله عليهم مما جعل أعدى أعداء الإسلام يقولون: ما رأيت في الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمدٍ محمداً.



والحمد لله أولاً وآخراً ..


 
 توقيع : بالقرآن نرتقي





بالقرآن نرتقي


رد مع اقتباس
قديم 15 Aug 2015, 12:09 AM   #3
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية بالقرآن نرتقي
بالقرآن نرتقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 2,584 [ + ]
 التقييم :  18
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: محبة النبي صلى الله عليه وسلم د. ناصر بن محمد الأحمد



صور من محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم:

لنسرح بخيالنا مع الرعيل الأول، وكيف كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف عرف أولئك أن يأخذوا الإيمان والخلق والعبادة من نبيهم ومن هديه، فارتقوا في درجات سلم العبودية، فوصلوا إلى ما وصلوا إليه. أما نحن فنقول: أشهد أن محمداً رسول الله لكن الفرق كما بين السماء والأرض.

لما أدرك الصحابة نعمة بعثة الرسول بينهم، قام في قلوبهم من حبه الشيء العظيم، فعمر ذكره والثناء عليه قلوبهم ومجالسهم، ما أن يسمعوا بلالاً رضي الله عنه يردد من خلفه بصدق: "أشهد أن محمداً رسول الله" تخرج حارّة من قلوبهم فتترجم حية في واقع حياتهم، فهذا مهتم بأمر سواكه، وهذا مهتم بنعله وهذا مهتم بوضوءه وطهوره، وهذا يصلح له دابته، وهذا يحفظ له ماله وقوته وهذا يبادر إليه فيستضيفه، وهذا، وهذا، وتجاوز بهم الحب إلى أن يقتسموا شعره إذا حلقه ويتوضؤون بفضلة وضوءه، بل وما يتنخم ولا يتفل إلا ومدوا أيديهم في الهواء يتلقون أثراً من النبي صلى الله عليه وسلم. قال عروة بن مسعود يا قوم، والله لقد وفدت على كسرى وقيصر والملوك فما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمداً صلى الله عليه وسلم والله ما يحدون النظر إليه تعظيماً له وما تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فيُدلك بها وجهه وصدره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوءه.

وها هم يرحلون في طلب حديثه وذكره وكلامه الشهور الطويلة من أجل تجديد العهد بحديثه، وجرسه في أسماعهم، وصداه في قلوبهم.

نعم لقد شهد أولئك النفر والصحب الكرام حق الشهادة أن محمداً رسول الله، فأحبوه صدق المحبة، كان الرجل منهم ما أن يخلو بأهله، فيذكر أنه قد يفترق عن حبيبه ورسوله في الآخرة، حتى يُرى أثر ذلك في وجهه فتصيبه الهموم والأحزان. قالت عائشة رضي الله عنها جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنك لأحب إليّ من نفسي وأحب إليّ من أهلي وأحب إليّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكُركَ فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك، عرفت أنك إذا دخلت الجنة رُفعت مع النبيين، وإن دخلتُ الجنة خشيت ألا أراك فلم يَرُدّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل قوله تعالى: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما). وما فرح الصحابة فرحاً مثل فرحهم عندما جاء ذلك الأعرابي فقال يا رسول الله الرجل يحب القوم ولمّا يلحق بهم، قال عليه الصلاة والسلام: "المرء مع من أحب" قال أنس فأنا أحب النبي وأبو بكر وعمر. نعم: بمثل هذا كان يحدّث الرجل منهم نفسه، وذلك لتمام المحبة لهذا النبي صلى الله عليه وسلم كان الواحد منهم يحدث نفسه: هذه مجالسنا معه في الدنيا فهل يا ترى نكون معه في الجنة؟ هذا السؤال كان يشغل جانباً كبيراً من مشاعر وأحاسيس ووجدان أولئك المؤمنين الصادقين. لقد شهدوا حق الشهادة أن محمداً رسول الله. فأحبوه صدق المحبة، محبة أخرجتهم من ملذاتهم ومراداتهم إلى مراده هو، وما يأمر به وينهى عنه. فلم يبق في قلوبهم تعظيم لأحد، أو توقير فوق تعظيم وتقدير رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم. جادوا بأموالهم في سبيل دينه ودعوته، جادوا بأنفسهم في سبيل الذب عنه.

تجود بالنفس إذا ضن البخيل بها والجود بالنفس أقصى غاية الجود

كان الشيخ الهرم الكهل الذي فني وذهبت قوته وأقبل ضعفه، وذهبت صحته وأقبل مرضه، كان يتمنى أن لو كان شاباً يقاتل ويناضل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا ليتني أكون فيها جذعا" صحيح البخاري.

لا توجد منةٌ لإنسان مهما بلغ مثل منّة الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة، فما من بيت إلا ونالته من بركة هذا النبي الكريم أشياء وأشياء. رُئي الإمام أحمد رحمه الله في المنام بعد موته، فسُئل عن حاله؟ فقال: "لولا هذا النبي الكريم لكنا مجوساً". قال ابن رجب رحمه الله: "وهو كما قال، فإن أهل العراق لولا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لكانوا مجوساً، وأهل الشام ومصر لولا رسالته لكانوا نصارى، وأهل جزيرة العرب لولا رسالته لكانوا مشركين عباد أوثان". وكان أيوب السخيتاني وهو من كبار التابعين يبكي كثيراً ويقول: لولا هذا النبي لكنا كفاراً. وهذا عبيدة بن عمرو المرادي يقول له محمد بن سيرين إن عندنا من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً من قِبل أنس بن مالك، فقال: لأن يكون عندي منه شعرة أحبُّ إلي من كل صفراء وبيضاء على ظهر الأرض. قال الذهبي رحمه الله، وهذا القول من عبيدة هو معيار كمال الحب، وهو أن يؤثر شعرة نبوية على كل ذهب وفضة بأيدي الناس. ومثل هذا يقوله هذا الإمام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بخمسين سنة. وقد كان ثابت البُناني إذا رأى أنس أخذ يده فقبلها، ويقول، يدٌ مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد كان حب النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب الأمة حباً عظيماً، لقد كان حباً لأمره ونهيه، لقد كان حباً شرعياً، وصل بهم إلى أعلى درجات الإيمان. لقد كان خالد بن معدان قلما يأوى إلى فراشه إلا وهو يذكر شوقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أصحابه من المهاجرين والأنصار ثم يسميهم، ويقول: هم أصلي وفصلي، وإليهم يحن قلبي طال شوقي إليهم.

لقد كانت محبة الرسول صلى الله عليه وسلم والثناء عليه وشكره كان ذلك كله شعاراً خالط باطن الأمة. وكان وثاراً ترتديه الأمة والمؤمنون طيلة حياتهم.

سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ.

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد، فلما نعوا لها قالت: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: خيراً يا أم فلان هو بحمد الله كما تحبين! قالت: أرونيه حتى أنظر إليه! قال: فأشير لها إليه حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل.

وروى ابن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدَّل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار وهو مستنتل من الصف، فطعن رسول الله في بطنه بالقدح وقال: استو يا سواد بن غزية قال: يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق فأقدني! قال: فكشف رسول الله عن بطنه ثم قال: استقد! قال: فاعتنقه وقبل بطنه، فقال: ما حملك على هذا يا سواد؟ فقال: يا رسول الله حضر ما ترى فلم آمن القتل، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله بخير وقال له خيرا.

ولما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بلال يؤذن فإذا قال: "أشهد أن محمداً رسول الله" انتحب الناس، فلما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أبو بكر: أَذِّنْ، فقال له: إن كنتَ إنما أعتقتني لأكون معك فسبيلك ذلك، وإن كنت أعتقتني لله فخلني ومن أعتقتني له، فقال: ما أعتقتك إلا لله، قال: فإني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قا: فذاك إليك. ولما فتح عمر بيت المقدس وقدم ليتسلم مفاتيحه حضرت الصلاة فقال: يا بلال ألا تؤذن لنا رحمك الله، قال بلال: يا أمير المؤمنين والله ما أردت أن أؤذن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن سأطيعك إذا أمرتني في هذه الصلاة وحدها، فلما أذن بلال وسمع الصحابة صوته ذكروا نبيهم صلى الله عليه وسلم فبكوا بكاء شديداً، ولم يكن من المسلمين يومئذ أطول بكاء من أبي عبيدة ومعاذ ابن جبل، حتى قال لهما عمر: حسبكما رحمكما الله.

عن سعيد بن عبد العزيز قال: قال بلال حين حضرته الوفاة:

غداً نلقى الأحبة محمداً وحزبه

ولقد تجاوز الصحابة الكرام مسألة إيثار محابِّ النبي صلى الله عليه وسلم المأمور بها، وراحوا يحبون ما أحبه بطبعه من لباس أو زينة أو طعام، ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن خياطاً دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه، قال أنس بن مالك: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام، فقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزاً من شعير، ومرقاً فيه دُباء وقديد، قال أنس: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي الصحفة، قال: فلم أزل أحب الدباء منذ يومئذ، وفي روايةٍ لمسلم قال أنس رضي الله عنه: فما صُنع لي طعامٌ بعد أقدر أن يُصنع فيه دباء إلاّ صُنع.

لقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم المثل الأعلى في اتباعهم وتضحيتهم بأموالهم وأنفسهم وأهليهم في تحقيق محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وطاعتهم له، فهذا أبو بكر رضي الله عنه يُضرب عند الكعبة ضرباً مبرحاً حتى أُغمي عليه، وحينما فاق كان أول كلمة قالها: ماذا فعل رسول الله؟ أين رسول الله؟ فأخبره أهله بسلامة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه بخير، ولكنه يطلب منهم حمله إليه ليراه بعينيه، فحينما رآه سالماً أعيد إلى بيته وإلى فراشه، ما اطمأن بالجواب الشفوي من أهله، لم يطمئن إلا بعد رؤيته له سالماً عندها تهون النفس وتهون كل المصائب

وضرب الصديق لنا أروع الأمثلة لحب النبي وفدائه له بنفسه، لقد ضحى بنفسه، وعرضها للهلاك والموت ليلة الهجرة إلى المدينة ليفدي بذلك رسول الله لمحبته له، وكان رضي الله عنه يعلل هذه التضحية بقوله: "إن قُتلتُ فإنما أنا رجل واحد، وإن قتلتَ أنت هلكت الأمة".

وفي الطريق إلى الغار كان الصديق يمشي أمام النبي ساعة، ويمشي خلفه ساعة، فسأله عن السبب فقال: أذكر الطلب فأمشي خلفك، وأذكر الرصد فأمشي أمامك. فلما انتهيا إلى الغار قال: مكانك يا رسول الله، حتى استبرئ لك الغار، فاستبرأه.

فلما انتهيا إليه قال أبو بكر رضي الله عنه: والله لا تدخله حتى أدخله قبلك، فإن كان فيه شيء أصابني دونك، فدخل فمسحه فوجد في جانبه ثقباً فشق إزاره، وسدها به، وبقي اثنان فألقمهما رجله، ثم قال لرسول الله ادخل، فدخل النبي ، ووضع رأسه في حجره، فلدغ أبو بكر في رجله من الجحر، ولم يتحرك مخافة أن ينتبه النبي ، فسقطت دموعه على وجه النبي ، فقال: "ما لك يا أبا بكر؟" قال: لدغت، فداك أبي وأمي، فتفل عليه النبي ، فذهبت ما يجده.

هل بالله عرف التاريخ مثل هذه التضحية، ومثل هذه المحبة؟ الله أكبر، إنه حب فريد، حب الصدّيق لرسول الله ، إنه حب ينبع من إيمان عميق، وإخلاص شديد.

وهذا زيد بن الدثنة رضي الله عنه يخرجه أهل مكة من الحرم كي يقتلوه فيجتمعون حوله، فيقول له أبو سفيان: أنشدك الله يا زيد، أتحب أن محمداً الآن في مكانك نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟ قال زيد: والله لا أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وإني جالس في أهلي.

هكذا كانت المحبة الصادقة في قلوب أصحابه رضوان الله عليهم مما جعل أعدى أعداء الإسلام يقولون: ما رأيت في الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمدٍ محمداً.



والحمد لله أولاً وآخراً ..


 
 توقيع : بالقرآن نرتقي





بالقرآن نرتقي


رد مع اقتباس
قديم 15 Aug 2015, 01:44 AM   #4
نور الشمس
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **


الصورة الرمزية نور الشمس
نور الشمس غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 13417
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 21 Aug 2023 (03:12 PM)
 المشاركات : 8,847 [ + ]
 التقييم :  35
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
لوني المفضل : Olivedrab
رد: محبة النبي صلى الله عليه وسلم د. ناصر بن محمد الأحمد



جزاك الله خير غاليتي ♡♡


 
 توقيع : نور الشمس



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

‏🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون

‏ وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،،

‏فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨

‏فهذا هو الخير ،،،

‏ 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87

🦋🍃


رد مع اقتباس
قديم 15 Aug 2015, 01:45 AM   #5
ابن الإسلام
مشرف


الصورة الرمزية ابن الإسلام
ابن الإسلام غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 5781
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 أخر زيارة : 29 Aug 2020 (06:33 AM)
 المشاركات : 647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رد: محبة النبي صلى الله عليه وسلم د. ناصر بن محمد الأحمد



بارك الله فيك


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 12:48 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي