خطوات نحو عبادة الأموات (صور من الواقع)

كلامنا هنا سيكون عن اتباع خطوات الشيطان الموصلة إلى ما يغضب الله وما يهدم دينه
قال تعالى:
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ

أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ

عَدُوٌّ مُبِينٌ

لقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تجصيص القبور والبناء عليها لما في ذلك من مخاطر قد تؤدي إلى الشرك وقد وقعت فعلا.

عن عائشة وابن عباس قالا : (( لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم – أي في حالة الاحتضار – طفق يطرح خميصة له على وجهه . فإذا اغتم كشفها ، فقال وهو كذلك : (( لعنة الله على اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) يحذر ما صنعوا . ( متفق عليه ) .

روى مسلم عن جابر قال : (( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبر ، وأن يقعد عليه وأن يبني عليه بناء )) .

روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قبل أن يموت بخمس :
(( ألا إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبائهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، إني أنهاكم عن ذلك )) .

بعد قراءتنا لتوجيهات خير الأنام عليه أفضل الصلوات والتسليم

أحببت أن نلقي نظرة ونأخذ أمثلة من واقعنا عن استهانة الناس بهذا الجانب ووقوعهم في المحذور

فهذا قبر أحد الملوك أو الأمراء بعد موته بفترة قصيرة

بعدها أحيط القبر نفسه بأحجار .. رخام .. أفرشة


صار قبر الملك بعد فترة مزارا لعدد من الشخصيات العالمية والحكام ولنلاحظ تطور حال القبر والبناء عليه


بعدها بنيت حوله مساحة أكبر وأصبح أكثر علوا

حديث عليّ : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه وأمره ألا يدع قبراً مشرفاً إلا سوّاه ))
( رواه مسلم )

ثــــــــم

ثم ماذا بعد مخالفة أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ؟
هكذا بدأ الشرك قبل قرون حتى صرنا إلى هذه الحال والله المستعان

نرفق فيما يلي صورا من الموسم الذي يقام على ضريح الهادي بنعيسى (مكناس أ.ف.ب)
مناسبات يجتمع فيها الناس من مشارق الأرض ومغاربها يذبح فيها لغير الله تعالى
شرك الذبح لغير الله
قال تعالى: فصل لربك وانحر

رجال ونساء .. كبار وصغار
في عيدهم الذي يحتفلون فيه حول القبر المعبود من دون الله
روى داوود عن أبي هريرة مرفوعاً :
(( لا تجعلوا بيوتكم قبوراً ، ولا تجعلوا قبري عيداً ، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ))

السجود لغير الله وتعظيم الموتى بالإنحناء لهم والتمسح بقبورهم ..

قال تعالى: فاسجدوا لله واعبدوا

...

والإستعانة والإستغاثة بغير الله ..

قال تعالى: وإذا استعنت فاستعن بالله

وقال تعالى: إياك نعبد وإياك نستعين

لا حول ولا قوة إلا بالله
واجنبني وبني أن نعبد الأصنام . رب إنهن أضللن كثيرا من الناس

كل هذا يحدث فيما يسمى بالعالم الإسلامي
فلا شك أن هذه المراسيم والطقوس التعبدية هي من نواقض شهادة التوحيد ومن العبادات التي تقدم لغير الله :

- ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة ... وكانوا بعبادتهم كافرين.

- وأعتزلكم وما تدعون من دون الله ... إلى قوله تعالى :فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله

- قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي

- وإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون
فلا تدع مع الله إلـٰهاً آخر فتكون من المعذبين

.. فتأمل الآيات وتدبر حال عبّاد الأموات ..

والمسلم يكفر بكل الآلهة المعبودة من دون الله ويتبرأ من المشركين ودينهم، ويقدم حياته كلها لله جل وعلا :
قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين

إن دعوة التوحيد الخالص لهي دعوة للتمسك بدين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وتبشير وتنوير لعقول الناس وحياتهم
فهي خطوات نبتغي بها رضى الله
لنعيش بهذا الدين حقيقة وفي الواقع المعاش وليس حبرا على ورق أو تسابيح تتلى وألفاظ تردد
بل هي حركة على الميدان
وإنكار للباطل وتركه والتبرأ من أهله
فبشرى لمن راجع نفسه ثم تاب ورجع من قريب

إن سلعة الله غالية

اللهم يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إنّا نسألك الهداية لنا ولقومنا وأن تجعلنا سببا لمن اهتدى .. وأن تبرم للموحدين المخلصين أمرا رشدا
آمين والحمد لله رب العالمين

أختي الفاضلة الكريمة بالقرآن نرتقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا معطرا بعطر الورد والعوده ممزوجا بالبركة والدعاء
على هذه المواضيع المتميزة أدباوموعظة ونصحا وثقافة وعلما وعطائكم من نفس طاهرة فكانت غيثا لقلوبنا وإرواءا لعقولنا وأفكارنا .
نرجو أن تكونوا نبراس الموقع ونور صفحاته و مشكاة النصح والوعظ فيه
بارك الله فيكم
نفع الله بكم أمة الإسلام في كل مكان
وزادكم الله نورا على نور
ولاحرمنا الله منكم ولاحرمكم أجرنا
وجزاكم الله عن الجميع خيرالجزاء
وجعل الله تعالى كل ماتقدمينه في ميزان حسناتكم
اللهم ربنا أنصر بها السنة وأنفع بها الأمة
حفظكم الله ورعاكم وجميع المسلمين
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا