| الرسل والأنبياء في القرآن والسنة ـ دراسات وأبحاث . الإدارة العلمية والبحوث The prophets and apostle عليهم صلوات ربى وسلامه |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
|
رد: قصة يوسف عليــه الســلام
وحكى الثعلبي أنه عزل قطفير عن وظيفته وولاها يوسف . وقيل : إنه لما مات زوجه امرأته زليخا فوجدها عذراء ؛ لأن زوجها كان لا يأتي النساء فولدت ليوسف عليه السلام رجلين ، وهما أفراثيم ، ومنشا . قال : واستوثق ليوسف ملك مصر ، وعمل فيهم بالعدل فأحبه الرجال والنساء . وحكي أن يوسف كان يوم دخل على الملك عمره ثلاثين سنة ، وأن الملك خاطبه بسبعين لغة ، وكل ذلك يجاوبه بكل لغة منها فأعجبه ذلك مع حداثة سنه . فالله أعلم . قال الله تعالى : وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء . أي بعد السجن والضيق والحصر صار مطلق الركاب بديار مصر يتبوأ منها حيث يشاء . أي أين شاء حل منها مكرما محسودا معظما نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين . أي هذا كله من جزاء الله وثوابه للمؤمن مع ما يدخر له في آخرته من الخير الجزيل والثواب الجميل ؛ ولهذا قال : ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون . ويقال : إن أطفير زوج زليخا كان قد مات . فولاه الملك مكانه وزوجه امرأته زليخا فكان وزير صدق . وذكر محمد بن إسحاق أن صاحب مصر الوليد بن الريان أسلم على يدي يوسف عليه السلام . فالله أعلم . وقد قال [ ص: 485 ] بعضهم : وراء مضيق الخوف يتسع الأمن وأول مفروح به آخر الحزن فلا تيأسن فالله ملك يوسفا خزائنه بعد الخلاص من السجن وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون [ يوسف : 58 - 62 ] . يخبر تعالى عن قدوم إخوة يوسف عليه السلام إلى الديار المصرية يمتارون طعاما ، وذلك بعد إتيان سني الجدب وعمومها على سائر البلاد والعباد ، وكان يوسف عليه السلام إذ ذاك الحاكم في أمور الديار المصرية دينا ودنيا ، فلما دخلوا عليه عرفهم ، ولم يعرفوه لأنهم لم يخطر ببالهم ما صار إليه يوسف عليه السلام من المكانة ، والعظمة ، فلهذا عرفهم وهم له منكرون وعند أهل الكتاب أنهم لما قدموا عليه سجدوا له فعرفهم ، وأراد أن لا يعرفوه فأغلظ لهم في القول . وقال : أنتم جواسيس جئتم لتأخذوا خبر بلادي . فقالوا : معاذ الله إنما جئنا نمتار لقومنا من الجهد والجوع الذي أصابنا ، ونحن بنو أب واحد من كنعان ، ونحن اثنا عشر رجلا ذهب منا واحد ، وصغيرنا عند أبينا . فقال : لا بد أن أستعلم أمركم . وعندهم أنه حبسهم ثلاثة أيام [ ص: 486 ] ثم أخرجهم ، واحتبس شمعون عنده ليأتوه بالأخ الآخر . وفي بعض هذا نظر . قال الله تعالى : ولما جهزهم بجهازهم . أي أعطاهم من الميرة ما جرت به عادته في إعطاء كل إنسان حمل بعير لا يزيده عليه قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم . وكان قد سألهم عن حالهم وكم هم فقالوا : كنا اثني عشر رجلا فذهب منا واحد وبقي شقيقه عند أبينا . فقال : إذا قدمتم من العام المقبل فأتوني به معكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين . أي قد أحسنت نزلكم وقراكم فرغبهم ليأتوه به ، ثم رهبهم إن لم يأتوه به قال : فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون . أي فلست أعطيكم ميرة ، ولا أقربكم بالكلية عكس ما أسدى إليهم أولا ، فاجتهد في إحضاره معهم ليبل شوقه منه بالترغيب والترهيب ، قالوا : سنراود عنه أباه . أي سنجتهد في مجيئه معنا ، وإتيانه إليك بكل ممكن وإنا لفاعلون أي وإنا لقادرون على تحصيله ، ثم أمر فتيانه أن يضعوا بضاعتهم ، وهي ما جاءوا به يتعوضون به عن الميرة في أمتعتهم من حيث لا يشعرون بها لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون . قيل : أراد أن يردوها إذا وجدوها في بلادهم . وقيل : خشي أن لا يكون عندهم ما يرجعون به مرة ثانية . وقيل : تذمم أن يأخذ منهم عوضا عن الميرة . وقد اختلف المفسرون في بضاعتهم على أقوال سيأتي ذكرها ، وعند أهل الكتاب أنها كانت صررا من ورق . وهو أشبه ، والله أعلم . يذكر تعالى ما كان من أمرهم بعد رجوعهم إلى أبيهم وقولهم له : منع منا الكيل . أي بعد عامنا هذا إن لم ترسل معنا أخانا فإن أرسلته معنا لم يمنع منا ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي . أي أي شيء نريد وقد ردت إلينا بضاعتنا ونمير أهلنا أي نمتار لهم ، ونأتيهم بما يصلحهم في سنتهم ، ومحلهم ونحفظ أخانا ونزداد . بسببه كيل بعير قال الله تعالى : ذلك كيل يسير . أي في مقابلة ذهاب ولده الآخر ، وكان يعقوب عليه السلام أضن شيء بولده بنيامين ؛ لأنه كان يشم فيه رائحة أخيه ويتسلى به عنه ، ويتعوض بسببه منه ، فلهذا قال : لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم . أي إلا أن تغلبوا كلكم عن الإتيان به فلما آتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل . أكد المواثيق وقرر العهود واحتاط لنفسه في ولده ، ولن يغني حذر من قدر ، ولولا حاجته [ ص: 488 ] وحاجة قومه إلى الميرة لما بعث الولد العزيز ، ولكن الأقدار لها أحكام ، والرب تعالى يقدر ما يشاء ، ويختار ما يريد ، ويحكم ما يشاء ، وهو الحكيم العليم ، ثم أمرهم أن لا يدخلوا المدينة من باب واحد ، ولكن ليدخلوا من أبواب متفرقة . قيل : أراد أن لا يصيبهم أحد بالعين ، وذلك ؛ لأنهم كانوا أشكالا حسنة ، وصورا بديعة قاله ابن عباس ، ومجاهد ، ومحمد بن كعب ، وقتادة ، والسدي ، والضحاك . وقيل : أراد أن يتفرقوا لعلهم يجدون خبرا ليوسف أو يحدثون عنه بأيسر شيء قاله إبراهيم النخعي . والأول أظهر ؛ ولهذا قال : وما أغني عنكم من الله من شيء . وقال تعالى : ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون . وعند أهل الكتاب أنه بعث معهم هدية إلى العزيز من الفستق واللوز والصنوبر والبطم والعسل ، وأخذوا الدراهم الأولى ، وعرضا آخر . يذكر تعالى ما كان من أمرهم حين دخلوا بأخيهم بنيامين على شقيقه يوسف ، وإيوائه إليه وإخباره له سرا عنهم بأنه أخوه ، وأمره بكتم ذلك عنهم ، وسلاه عما كان منهم من الإساءة إليه ، ثم احتال على أخذه منهم ، وتركه إياه عنده دونهم ، فأمر فتيانه بوضع سقايته ، وهي التي كان يشرب بها ، ويكيل بها للناس الطعام من عزته في متاع بنيامين ، ثم أعلمهم بأنهم قد سرقوا صواع الملك ، ووعدهم جعالة على رده حمل بعير ، وضمنه المنادي لهم فأقبلوا على من اتهمهم بذلك فأنبوه ، وهجنوه فيما قاله لهم ، وقالوا : تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين . يقولون : أنتم تعلمون منا خلاف ما رميتمونا به من السرقة قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين . وهذه كانت شريعتهم أن السارق يدفع إلى المسروق منه ؛ ولهذا قالوا : كذلك نجزي الظالمين . قال الله تعالى : فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه . ليكون ذلك أبعد للتهمة وأبلغ في الحيلة ، ثم قال الله تعالى : كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك . أي لولا اعترافهم بأن جزاءه من وجد [ ص: 490 ] في رحله فهو جزاؤه لما كان يقدر يوسف على أخذه منهم في سياسة ملك مصر إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء . أي في العلم وفوق كل ذي علم عليم . وذلك ؛ لأن يوسف كان أعلم منهم وأتم رأيا وأقوى عزما وحزما ، وإنما فعل ما فعل عن أمر الله له في ذلك ؛ لأنه يترتب على هذا الأمر مصلحة عظيمة بعد ذلك من قدوم أبيه وقومه عليه ووفودهم إليه ، فلما عاينوا استخراج الصواع من حمل بنيامين قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل . يعنون يوسف . قيل : كان قد سرق صنم جده أبي أمه فكسره . وقيل : كانت عمته قد علقت عليه بين ثيابه ، وهو صغير ، منطقة كانت لإسحاق ، ثم استخرجوها من بين ثيابه ، وهو لا يشعر بما صنعت ، وإنما أرادت أن يكون عندها ، وفي حضانتها لمحبتها له . وقيل : كان يأخذ الطعام من البيت فيطعمه الفقراء . وقيل غير ذلك . فلهذا قالوا : إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه . وهي كلمته بعدها . وقوله : أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون . أجابهم سرا لا جهرا حلما وكرما وصفحا وعفوا فدخلوا معه في الترقق والتعطف فقالوا : يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون . أي إن أطلقنا المتهم وأخذنا البريء هذا ما لا نفعله ولا نسمح به . وإنما نأخذ من وجدنا متاعنا عنده . (يتـــــبع)
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: 🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،، فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨ فهذا هو الخير ،،، 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87 🦋🍃 |
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]()