فلسفة البرمجة اللغوية العصبية في الميزان

2- قبل التعقيب الجزئي على الموضوع أحب أن أوضح أن كل ما ذكر في الموضوع لا يمت للبرمجة اللغوية العصبية بأي صلة .. فكل الحديث يدور على أن هناك علم تبناه مجموعة من الناس يتبنون معتقد أو فكر معين ويروجون لفكرهم وعقيدتهم من خلال هذا العلم

إذن يتضح لنا من خلال ما سبق أن علم البرمجة (وسيلة) استخدمها البعض لنشر معتقد فاسد .. ونحن أولى باستخدامها في نشر معتقداتنا بها
فأي وسيلة تعد سلاح ذو حدين إن استخدمت في الخير كانت خيرا وإن استخدمت في الشر كانت شرا

أن فلسفة البرمجة اللغوية العصبية الأصيلة هي فلسفة ( وحدة الوجود ) التي مثّلت في العصر الحديث توجهاً قوياً في الغرب ,
تبناه فلاسفة ومفكرون بصور شتى وظهرت لنشره عدة جمعيات أبرزها ما كان في القرن التاسع عشر الميلادي متمثلا في حركة "النيو ثوت " new thought التي أتى بها (فينياس كويمبي) ثم تلتها جمعية "الثيوصوفي"theosophy في نيويورك التي أسستها (مدام بلافاتسكي) ، وأخيراً حركة "النيو اييج"، وحركة "الوعي" التي خرجت من معهد ( إيسلان ) بكاليفورنيا محضن فكر الثيوصوفي

تبنيهم له لا يقدح فيه .. هم رأووا فيه أساليب قوية للإقناع والاتأثير على الآخرين مثلا فاستخدموه
تماما كما يتعلم مسيحي أو نصراني اللغة العربية ليدعوا بها إلى دينه ومعتقده
فهل سنحذر من اللغة العربية بحجة أن هذا الكافر تبنى دراسة اللغة العربية لنشر نصرانيته وعقيدته الفاسدة من خلالها؟!!
(قطعا لن يقبل أحد بهذا لأنه كلام بعيد عن المنطق)

وتبنى رواد المعهد البحث في قوى الإنسان الكامنة وتتتبع العقائد والفلسفات التي تحرر هذه القوى من إسار المعتقدات الدينية (غير العقلانية بتعبيرهم ويقصدون السماوية القائمة على التسليم للوحي ) والنظر في كيفية نشر الفكر الروحاني (spirtituality) باعتباره بديلا عن الدين (religion) بين العامة والخاصة بطرق متنوعة ومعاصرة وجماهيرية وتطبيقية مباشرة ، وبمنهج جديد لا يصادم الفكر الديني السماوي ويواجهه وإنما يداهنه ويزاحمه تحت شعار "حركة القدرة البشرية الكامنة"human potential movement بريادة (كارلوس كاستنيدا) ومؤسسي معهد إيسلان (مايكل ميرفي ) و(ريتشارد برايس ).

هذا الحديث كله يخص المعتقدات الفاسدة التي يتبناها من استخدموا علم البرمجة
ويقومون باستخدام هذه الوسيلة للوصول إلى مبتغاهم
(أي أن علم البرمجة ليس له أي صلة بهم .. بل هم استخدموها كوسيلة لتحقيق أهدافهم وإيصال رؤاهم ومعتقداتهم .. وهذا تماما ما نفعله نحن المسلمين نستخدم البرمجة فيما يخدم ديننا وعقيدتنا)

ولديهم دورات في الطاقة ، والماكروبيوتيك ، والتأمل التجاوزي ، والتنفس التحولي ، والريكي ، والتشي كونغ ، والتاي شي، والفينغ شوي ، والاستشفاء بالخصائص السرية للأهرام والأحجار وبعض التماثيل والأزهار والأشكال الهندسية ، والحروف والأعداد....وغيرها .

أيضا هذا يخصهم هم اي: الفئة التي قاموا بتعلم علم البرمجة
فهم كما تعلموا علم البرمجة تعلموا علوم أخرى مثل الطاقة والريكي وماذكر في الأعلى

تماما كما يتعلم شخص النصرانية والمسيحية والإسلام والبوذية فهل نحذر من الإسلام بسبب أن شخص تعلمها وتعلم معها علوم أخرى؟!
قطعا لن يقول عاقل بهذا

وحركة "النيواييج" تعمل بقوة لتسويقها ونشرها ، ومجموع ما أنتجوه وما يروجوه إلى الآن يتراوح بين 70 – 120, طريقة مختلفة وتطرح في البيئات والدول المختلفة مراعية قبول الناس لها ، وتحرص على عدم ظهور تصادم في ظاهر ما تقدمه مع معتقداتهم ، بل تشجع طبعه بمصطلحات القوم وثقافتهم بمنهج الباطنية المعروف ، والعامل المشترك بينها كلها (عقيدة وحدة الوجود وتأليه الطبيعة ) تحت أسماء يغلب عليها الطابع العلمي كالبرمجة اللغوية العصبية ، والطاقة الكونية ، والطاقة البشرية الكامنـة

تأكيد على ما سبق وأن الحديث كله يدور حول فئة من الناس تعلموا علم البرمجة وتعلموا علوما غيرها لنشر معتقداتهم .. ومنهم النيواييج وغيرهم


يتضح مما سبق انه لم يتم التطرق للبرمجة اللغوية العصبية كعلم ولم يذكر فيه حتى أي خلل أو خطأ يحارب العلم لأجله
كل الحديث كان عن فئة استخدمت وسيلة معينة لمصالها

أتمنى ممن يحارب البرمجة واطلع عليها وعلى محتواياتها عن كثب أن يذكر بعض المآخذ التي توجد في البرمجة حتى نرد عليها رد موثق مما درسناه إن كانت المآخذ خاطئة وغير صحيحة .. أو نقتنع بها ونحذر منها إن كانت فعلا صحيحة