حكايتى مع الجن النصرانى

والله قصتك تشبه الى حد ما قصتي فانا والحمد لله اصلي منذ الصغر وفي العام الماضي اصبحت احب الاطلاع على امور الدين واصبحت اموري الدينية وبفضل الله تتحسن من خير الى خير وذلك ما زادني سعادة حتى انني ابقى لوحدي كثيرا ولا اتضايق ولا امل ابدا بينما اخواتي يشكين من الملل دوما وذات يوم وانا اقرا كتابا دينيا واذا ببعض الافكار الغريبة تدخل الى ذهني فجأة وهي طبعا وساوس عن الدين الاسلامي مع العلم اني كنت مستهترة بعض الشيء في قول الاذكار فتعوذت منها واغلقت الكتاب ثم نمت قليلا واذا بالهواجس والوساوس تأتيني من كل جانب حتى اصبحت اختلي بنفسي وابكي ولكني كنت متأكدة تماما من ان هذا من الشيطان فلم اتخلى ابدا عن قراءة القرآن و النوافل وعندما نمت والضيق والاسى يملآن صدري وقد كانت تأتيني هذه الوساوس في العقيدة مثل ما ذكرتي رأيت وكأن احدا يقول لي من يهده الله فليس له من مضل وفي نفس الوقت كأن هناك شيء ما يحاول ان ينسيني تلك الآية ويمنعني من سماعها ويصرفني عنها وذاك الشيطان فاستيقظت من فوري وبدات تلك الوساوس تتردد علي من حين الى آخر وانا والله اكرهاها واتمنى الموت بدل التفكير فيها فلم اجد حلا سوى الدعاء فالله وحده العليم بما في نفسي فكنت لا اتوقف عن الدعاء سواء في صلاتي او عند الافطار في رمضان او بعد ختم القرآن كنت دائما ادعو الله ان يفرج عني وينصرني ويثبتني على ديني وايماني وبالفعل زال عني الضيق من اول مرة دعوت فيها وبدات الوساوس تزول شيئا فشيئا لكنها ما زالت موجودة وتقلقني وكنت كلما دعوت وخاصة قبل صلاة الفجر ، انصحك ان تصلي بهذا الوقت قبل الفجر وادعي وتضرعي واشكي لربك وبالفعل بعد ان انام ارى كلابا تزمجر بوجهي وتريد اذيتي وانا كنت اخافها واهرب وكل يوم اراها وارى اشياء اخرى مخيفة جدا ولكنني لم استسلم وذات يوم رأيت وكأن شيطانا جاءني والعياذ بالله منه واخذ يعرض علي اسماء لبعض الالهة الباطلة للكفار وما يعبدونه وكأنه يقول لي اختاري فاستيقظت من فوري مذعورة خائفة وبكيت مما رايته فتوضات وصليت ثم دعوت الله ورجوته ان يذهب عني كل هذه الشرور وان يؤمنني من مخاوفي ويعصمني من شرور الشياطين ويعيذني منها الى يوم الدين ولم استسلم ابدا ولم اتوقف عن الدعاء يوما وطلب العون من الله وبالفعل كنت اتحسن ، ومنذ فترة وجيزة استيقظت قبل الفجر وصليت ودعوت ثم نمت بعد ان صليت الفجر فرأيت كلبا اسود كالعادة فانا كل يوم ارى الكلاب وقد كان ينظر الي ويريد اذيتي فخفت مع البداية ثم نظرت اليه واردت انا مواجهته وكنت اعلم انه اقوى مني وما ان اقتربت منه حتى فر هاربا بأقصى سرعته واستيقظت بعدها وكنت اشعر براحة لم اشعر بمثلها من قبل اما تلك الوساوس فصدقيني قد زاااااااااالت الى الابد ونصرني الله والحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ، لقد استجاب ربي لدعائي وشفاني من تلك الوساوس شفاء تاما بكل معنى الكلمة وذهب عني ذلك الشيطان الذي اراد صدي عن ديني نعم منذ ان رايته في منامي قد فر هاربا لم اره الى الان

وانا الان والحمد لله على احسن حال وما اردت قوله ومما استخلصته من تجربتي ان الشياطين يسعون جاهدين لصد المؤمنين وصرفهم عن دينهم وانهم يشددون كيدهم على المؤمن الذي يقبل على دينه بعد ان كان مستهترا فيه فيغارون منه ويسعون بجد لصده وقد قرات عن الكثيرين ممن اصيبوا بالوسواس فقد كانوا كلهم تقريبا يقبلون على الالتزام شيئا فشيئا من صلاة نافلة الى قيام ليل الى حفظ قرآن وقد كانوا يزيدون في الخير واذا بهم يفجعون بهذا الوسواس والذي هو شيطان حاقد حاسد يريد ان يأخذهم الى طريق الهاوية وهم يكرهون ذلك ويتمنون الخلاص منه وهذا دليل على حبهم لدينهم وخوفهم من عذاب الله

حاولي تجاهل ما يقوله لك فلو علم انه يؤثر عليك فسيطغى اكثر

كما اوصيك بالدعاء والتضرع الى الله ولا تستعجلي الاجابة ويا حبذا لو انك تقومين الليل حوالي ساعة او نصف ساعة قبل الفجر وهو وقت نزول الله سبحانه وتعالى نزولا يليق بجلاله الى السماء الاولى فيقول :من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ ادعي دوما في سجودك واطلبي من الله ان ينصرك عليه ويعيذك من كيد الشياطين الى يوم الدين وعليك باطالة سجودك كما اوصيك بالأذكار واحذرك من تركها فلا مدخل للشياطين ان حصنتي نفسك بالأذكار

اكثري من التوكل على الله وفوضي الامر اليه فلا حول ولا قوة الا به واكثري من حمده على نعمه واحمديه على اعظم نعمة نعمة الاسلام والايمان به ولا تخافي منهم فالله يقول : ( انه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون)

ويقول ايضا : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه)

وتيقني ان الله تعالى يحميك منهم ويصرف كيدهم ووساوسهم عنك ولا تستسلمي ابدا لهم وتذكري ان الله معنا يسمع ويرى ولا تتوقفي عن قراءة القرآن ففي قراءته راحة بال وانشراح صدر ولا تتوقفي ابدا عن الدعاء مع استحضار القلب بل استمري في طلب الفرج من الله وحده فهو من يعلم ما في الصدور وستشفين بإذن الله ولكن لا تستعجلي الاجابة ولا تتوقفي عن الدعاء ، وكفى بالله هاديا ونصيرا.

واسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك وينصرك عليه ويرزقك ايمانا كاملا لا نقصان فيه وثباتا دائما لا ضلال بعده ويعيذك من كيد الشياطين الى يوم الدين انت وجميع المؤمنين

والصلاة والسلام على اشرف المرسلين.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .