السحر وخطورته على الفرد والمجتمع

مادام أن السحر بهذه المثابة وعليه هذه الآيات والأحاديث بالوعيد، لاشك أن له خطراً عظيماً وضرره جسيم، فهلا أوضحتم خطر السحر على الفرد والمجتمع؟

نعم، خطره يلي الشرك، إذا علمنا أن الشرك أعظم الذنوب فالسحر منه من الشرك، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( اجتنبوا السبع الموبقات ، قال : وما هن يا رسول الله ؟ قال : الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات )) رواه البخاري برقم (2766)، ومسلم برقم (145)، (( الموبقات )) يعني المهلكات التي تهلك الإنسان فبين جل وعلا أن الشرك والسحر من السبع الموبقات، ولم يجعل القتل بعد الشرك وأخر السحر، لا، جعل السحر يلي الشرك، قال العلماء : لأن السحر من الشرك، لأن السحرة مشركون ومن جملة أهل الشرك، فهم لا يتوصلون لسحرهم ولا يصنعون هذا السحر إلا بعبادة الشياطين، وصرف العبادة لهم، وندائهم والاستغاثة بهم، وأيضاً التقرب إليهم بما يحبونه من الذبح لهم والدعاء والاستغاثة فتطرب الشياطين بذلك وتفرح وتستمتع بهذا فتلبي لهم الدعوى، فهذا يبين للمسلمين خطر هذا الأمر وخطر هذه الجريمة، وأنها تهلك الفرد وتهلك المجتمع.

فالسحر من أكبر الكبائر ومن الموبقات ومن المهلكات للأفراد والمجتمعات، ومما يدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث السابق : (( من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك ، ومن تعلق شيئاً وكل إليه ))، إذاً الساحر مشرك بالله فخطره عظيم يفرق بين المرء وزوجه، يفسد العلاقات بين الناس، يكثر فيه الشرك والاستغاثة بغير الله، يكون سبباً للجوء الناس إلى الخرافات، وبعدهم عن المفيد النافع، يكون سبباً في اللجوء إلى الشياطين من سحرة الإنس والذهاب إليهم، فعلى ولاة الأمور في بلدان المسلمين أن يتقوا الله ، وأن لا يسمحوا بوجود السحرة وأن ينفذوا فيهم حد الله جل وعلا الذي شرعه، وأن لا يتهاونوا مع السحرة، وعليهم أن يوقعوا بهم أشد أنواع التعزيرات في حال ما إذا لم يثبت عليهم ثبوتاً قطعياً الحد الشرعي، ولكن القرائن قامت قياماً واضحاً على ارتكابهم لأعمال السحر فالواجب حينئذ أن يوقعوا بهم أشد التعزيرات التي تردعهم وتردع من يفكر أن يصنع صنيعهم، نسأل الله أن يعافينا وسائر إخواننا المسلمين .