|
|
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
البشارة الثالثة في كتاب الله آيات أو بعض آيات أو بعض آية تحمل للأمة بشارة عظيمة وكأنها بل هي منحة من الله تعالى ونفحة من نفحاته. من ذلك قوله تعالى (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع) فمن هم الصابرون؟ وما هو سمتهم. وما علامة صبرهم؟ هؤلاء هم الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون هذه العبارة المقدسة ذات السر العظيم ما إن تصيبك مصيبة في أي شيء حتى لو انقطع شراك نعلك فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون نتيجة هذا الصبر: اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة. نحن لا ندرك بعقولنا الأثر العظيم الذي تتركه صلوات الله تعالى على عباده ورحمته وكم أنت مهتدٍ بحكم الله تعالى لا لشيء إلا أنك قلت بعد المصيبة إنا لله وإنا اليه راجعون. أي عبارة هذه وأي سرٍ وأي رحمة عُبّئت بين حروفها حتى تجعلك مهتدياً بشهادة الله تعالى على ذلك فإذا أردت أن تنعم بهذه البشارة فعليك أن تكون يقظاً وعليك أن ترضى بقضاء الله عز وجل وأن تفرح بالبلاء كما تفرح بالنعمة لأن البلاء ليس ضرراً وإنما هو خير عظيم لك كما قال صلى الله عليه وسلم : عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. إن هذه المصيبة مهما كانت عظيمة أو قليلة في مالك أو صحتك أو أو مهنتك أو نفسك حتى لو أُصبت بالصداع ليلة أو الحمى يوماً ما عليك إلا أن تقول إنا لله وإنا إليه راجعون وتنعم بالآثار العظيمة وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث: "إذا أحبّ الله العبد أصاب منه". ومن أجل هذا يقول صلى الله عليه وسلم الصبر مِعوَل المؤمن وهو الذي يُعوّل عليه . والمعول هو الطريق الصخري وطريق الناس الى الله تعالى صخري (فلا اقتحم العقبة) هذا الصبر هو المعول الذي تذلل به طريقك الى الله تعالى والى الجنة والى النعيم من حيث أنك قلت راضياً من قلبك بعد المصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون. والأحاديث تقول أن الله تعالى يعطيك على هذه الجملة أجراً عظيماً والأعظم من ذلك أنط كلما تذكرت مصيبتك وأحدثت لها استرجاعاً أعطاك الله تعالى من الأجر مثلما أعطاك من الأجر أول مرة. فتأمل كم من الأجر سيعطيك وكم من الرحمات ستشملك وكم أنت من المهتدين لأن الله تعالى يبشرك بهذه البشارة (وبشر الصابرين) وصف الله تعالى الصابرين أولاً الصابرين وحدد علامة صبرهم (إنا لله وإنا إليه راجعون) وأعطاهم صلوات ورحمات وشهادات بالهداية. (لنبلونكم بشيء من الخوف والجوع) هذا الخوف من أعظم الأسباب التي تكفّر الذنوب والخطايا وما أعظم مصادر الخوف في يومنا هذا أنت تخاف من حكومة ظالمة، مستعمر، سارق، تكاليف الحياة وكثرة العيال) فحياتنا في هذا الزمان مجموعة من مصادر الخوف والخوف من المشاعر التي إذا تمكنت من المؤمن رفعت درجته وعلى المؤمن أن يتخلص منها وعليه أن يكون مطمئناً ولا يخاف إلا من الله تعالى فإذا أصابه الله تعالى بما يخيف عليه أن يقول إنا لله وإنا إليه راجعون. قال صلى الله عليه وسلم : إن البلاء ليصيب الرجل حتى يمشي بين الناس وما عليه خطيئة. ويقول صلى الله عليه وسلم : إن ليلة من الصداع والمليلة تذر العبد وإن ذنوبه مثل اُحُد فيصبح ما عليه خطيئة. هذه هي قضية المصائب والصبر عليها وعلامة الصبر عليها: إنا لله وإنا إليه راجعون. سرُ إنا لله وإنا إليه راجعون عظيم مثل سر لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين تقولها على هم أو غم فيفرّج الله كربك ومثل سر وأفوض أمري إلى الله يقيك الله تعالى مكر الآخرين. فالآية بجزئها المشرق نفحنا الله تعالى نفحة عظيمة وجعل أصحاب المصائب يتلذذون بالمصيبة من شدة الأجر عليها. ويبقى المؤمن متعقلاً بالله تعالى في سرائه وضرائه. والله تعالى مع العبد إذا ذكره والله تعالى مع العبد إذا انكسر قلبه والله مع العبد إذا أصابته مصيبة. تأمّل أي ربٍ يكون معك قبل أن تكون معه فماذا تنتظر من رب يكون مع عبده وهو أحنُّ عليه من أمه وأبيه والله تعالى يكره مساءة عبده المؤمن.
![]() |
04 Nov 2006, 06:27 PM
|
#2 |
|
باحث ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
البشارة الرابعة (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا ما رزقنا من قبل) تأمل لو دعاك ملك وكنت عنده أثيراً وجمع لك وجهاء الأرض حتى تكون في وضع لم تشهد مثله من قبل يستغرق ذهنك فتخيل لو فعل الملك معك هذا الأمر كل يوم لمدة شهر أو أكثر؟ هذا ما يحصل مع أهل الجنة وما جاء في الأحاديث الصحيحة عن الطعام في الجنة ومن تلك المظاهر في المآدب اليومية أن لأقلّ واحد من عباد الله تعالى عشرة ألاف غلام كل غلام يحمل طبقين وكل ما في الطبق الأول لا يشبه ما في الطبق الآخر فأنت تأكل في الوجبة الواحدة من عشرين ألف طبق كل طبق يختلف عن الآخر طعماً وشكلاً. هذا عدا الغلمان الذين يخدمونك في غير طعام ومهما تخيلت فسيكون أقل من الحقيقة بمليارات المرات كما قال صلى الله عليه وسلم : فيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. هذا النعيم الذي يبشرنا الله تعالى به من بعض أوجه نعيمه أن وجبات الطعام فيها من الفخامة والنعمة أن الانسان يظن أنها من باب التكريم ولن تتكرر ولكن في الواقع في كل وجبة يحصل لك نفس التكريم هذا فقط في نعمة الطعام والشراب ناهيك عن غيرها من النعم التي لا تحيط بها قوانين الغقل. هذه بشارة الذين آمنوا وعملوا الصالحات. هناك الصالحات وهناك صالحاً (من عمل صالحاً من ذكر أو انثى) صالحاً جاءت نكرة غير معيّنة أما في قوله تعالى (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فجاءت الصالحات معرّفة بـ (أل) ويسميها النحاة للعهد الذهني أي ما في ذهنك من الصالحات والتي لا يختلف فيها مسلمان وهي أركان الدين وهي الصالحات الرئيسية التي إذا قمت بها فلا عليك ما تفعل بعدها من صالحات فالصالحات هي ما فرضه الله تعالى ويعاقب على تركها وصالحات هي السنن والنوافل وعمل صالحاً أي دعا الى الله. وعندما تُنكّر الصالحات يتكلم عن الذين يزيدون عن الفرائض بالنوافل والناس لا يتفاوتون في الصالحات كمّاً وإن تفاوتوا فيها كيفاً أما في (من عمل صالحاً) فهم يتفاوتون كمّاً وكيفاً. ومن رحمة الله تعالى أنه أناط بالأعمال الصالحات الجنة وخيرها أي الفروض من صلاة وصوم وحج وزكاة ولا تشكل عندهم عقبة والغالب في الأمة يؤديها. قال تعالى (ولمن خاف مقام ربه جنتان) والكلام عن الجنان عظيم والأحاديث في الجنة كثيرة فعلينا أن نتأكد أن نكون من الذين آمنوا وعملوا الصالحات أي نحس، الأداء في الصلاة والصوم وغيرها من الفروض عندها تستقبل استقبالاً حافلاً في الجنة على هذا النسق وهذا النمط. |
![]()
|
25 Nov 2006, 11:22 AM
|
#3 |
|
باحث ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
البشارة الثانية والعشرون من البشائر العظيمة التي تُعدّ نفحة من نفحات الله تعالى والنفحة هي الهدية الثمينة الخاصة التي نفعها عظيم قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) البقرة) كيف؟ بهذه السهولة أن تتوضأ في الماء البارد المنعش ثم يعطيك الله عز وجل على هذا الوضوء عطاء قد لا تجده في أي عبادة أخرى. وفي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم :" إذا توضأ المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل الذنوب التي نظر اليها مع الماء فإذا غسل يديه خرجت منه كل الذنوب التي بطش بها بيديه مع الماء فإذا غسل قدميه خرجت منه كل الذنوب التس مشى اليها برجليه مع الماء." فما عليك إلا أن تتوضأ بهذا الماء المنعش بسهولة ثم تأخذ كل هذا العطاء وهناك فرق بين آيتين: (ويحب المتطهرين) وقوله تعالى (ويحب المطّهرين) فالمتطهرون هم الذين إذا أحدثوا توضأوا للصلاة هذا المتطهر أما المطّهر فهو الذي يبقى على طهور دائم من ساعة ما يستيقظ الى ساعة ما ينام هو على وضوء كما قال صلى الله عليه وسلم: ولا يحافظ على الوضوء الا مؤمن. فالمحافظة على الوضوء عبادة جليلة إذا تعوّد عليها العبد صعب عليه أن يتركها بل إذا تعوّد عليها العبد المؤمن فلا يلذّ له طعام أو حديث أو سلام إلا إذا كان متوضأً. وفضل الوضوء يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم: دخلت الجنة فسمعت خشخشة نعال بلال قبلي في الجنة فسألته بم سبقتني قال ليس بشيء إلا أني كلما أحدثت أحدثت وضوءاً قال صلى الله عليه وسلم ذلك هو ذلك هو. وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد أن توضلأ وضوءاً جيداً قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ في هذا المجلس وقال من توضأ مثل وضوئي هذا غفر الله له مل تقدم من ذنبه. وأحاديث الوضوء الصحيحة تنتهي بنهايات متعددة فهناك حديث : ما توضأ بمثل هذا الا رفع الله درجاته وحديث : إلا عاد من ذنوبه كهيئة ولدته أمه. وأحاديث كثيرة في هذا الباب تدل على أن هذا الوضوء نفحة من نفحات الله تعالى يعطيها للمتوضئين الذين يحافظون على وضوئهم بوضوء طاهر نقي يستعدون به إما لصلاة فهم المتطهرون وإما على الدوام فهم المطهّرون. أي بشارة هذه؟ ما عليك إلا أن تتوضأ وتحسن الوضوء بالكامل ثلاث مرات غسل يدين واشتنشاق ومضمضة وغسل وجه ورجلين ولا تترك سُنّة إلا وتفعلها بشرط أن تسمي على الوضوء فإذا بدأت الوضوء بدون تسمية تكون حُرمت من هذا الفضل. بشارات عظيمة أن المسلم يتوضأ خمس مرات في اليوم جبراً للصلاة وقد يتوضأ أكثر من ذلك وهؤلاء يدخلون فيمن أدخل الوضوء على الوضوء. هذا الدين يحثك على الطهارة والنظافة حقاً وقد أجزل الله تعالى العطاء حتى لا تجد في نفسك تقاعساً عن ذلك من أحسن وضوءه سواء كان المتكرر مع أوقات الصلاة أو الدائم فليعلم أن الله تعالى وهبه كرماً عظيماً وقد اشترط النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "ولا يغترّ أحدكم" هذه العبارة هي الفيصل في الأمر وعندما تسمع أن الوضوء يعطيك كل هذا الفضل من درجات رفيعة وذنوب تغفر وخطايا تخرج وترجع كهيئة ولدته أمه فعليك أن لا تغترّ معنى هذا أن هذا العطاء الإلهي اللامتناهي الذي وهبه الله تعالى للمتطهرين والمطهرين لا ينبغي أن يدفعك بغباء أو سذاجة لتفعل ما تشاء من معاصي ما دمت متوضأً وضوءاً جيداً وتقول أن الله تعالى يغفر لك هذا ليس المقصود والمقصود أن الله تعالى يعطيك ثواباً عظيماً ويغفر لك الذنوب غير المتعمّدة أما إذا حدث بك شيئاً من السذاجة والغباء فتقول أفعل ما أشاء ثم أتوضأ وضوءاً جيداً فتغفر ذنوبي حينئذ تكون قد أخطأت الطريق والسبيل وبقيت عليك خطاياك ولا ينفعك وضوءك في هذه الحالة لأنك قصرت به مقصداً ليس على وجهه. فلنعلم أن هذه البشائر للمتوضئين الملتزمين الذين لا يبيّتون المعصية ولا يتحدّون الله عز وجل ولكن إذا وقعت منهم الذنوب عرضاً وكل ابن آدم خطّاء لا يبقى مع هذا الوضوء ذنب. |
![]()
|
25 Nov 2006, 11:23 AM
|
#4 |
|
باحث ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
البشارة الثالثة والعشرون من البشائر قوله تعالى (يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) طه) إذن من هؤلاء الذين سوف يأذن لهم الرحمن فيشفعون للآخرين حتى يدخلونهم الجنة؟ أنت تستحق النار ولكن بشفاعة معينة تدخل الجنة وأنت لا تستحقها. والاستحقاق جاءك عن طريق وساطة أحد الناس فشع لك عند الله تعالى فأدخلك الجنة يا لها من بشارة عظيمة! صاحب الشفاعة العظمى هو الرسول صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا في حلقة سابقة (فبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) وشفاعته هي لأهل الكبائر من أمته وكما يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث:" لا أرضى وواحد من أمتي في النار" ولكن هناك آخرون يأذن الله تعالى لهم أن يشفعوا للآخرين والهدف من الشفاعة أنها رحمة من رحمات الله تعالى التسع والتسعون فمن رحمة الله تعالى أن يشفع أحد الناس الصالحين للطالحين وما أكثر هذه الشفاعة، وعندما يكون الأمر على ذلك الهول وذلك الفزع الأكبر ثم يقوم أناس على مشهد من الناس فيقول لهم الله تعالى اشفع لمن تحب فيسمي فلاناً وفلاناً فينقذهم من العذاب ويذهب بهم الى الجنة. في هذا المشهد يحدد تعالى سمات الملوك في الجنة وسبق أن قلنا أن فيها ملايين الملوك وسعتها شيء لا يدركه العقل وفيها الدول والزعماء والقادة والحكام والملوك ولكي تسعد بملكك وقائدك يشفع لك على ملأ من الناس ويتلذذ الناس بالانتماء الى ملوكهم. وشفاعة الأنبياء معروفة ولكل نبي شفاعة لقومه وشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم متجلية. وهناك شفاعة العلماء الصالحون الأتقياء ويقول تعالى لهم قم فاشفع لهم كما أحسنت تأديبهم. وكذلك شفاعة الشهداء وكل من مات شهيداً سواء كانوا شهداء دنيا (في الحروب) أو شهداء الآخرة (كل من مات بحادث أو بمرض أو غرق أو هدم أو موت غير اعتيادي) هؤلاء يشفعون لأهل بيتهم وفي رواية يشفعون لعشرة من أهل بيتهم كلهم وجبت لهم النار. إذن الشفاعة هي لمن وجبت لهم النار فتأمل هذا الموقف الهائل حُكِم عليك بالنار ثم يأذن الله تعالى لأحد أن يشفع لك فتدخل الجنة. ومن الذين يشفعون حملة القرآن يشفعون لأهلهم وكذلك لكل صديق شفاعة وكل من عملت له معروفاً يشفع لك في الآخرة وفي الحديث أن رجلاً كان على الصراط ذاهب الى الجنة وآخر مقيّد الى النار فناداه ألا تعرفني فقال لا فقال له أنا الذي وهبتك وضوءاً يوماً من الأيام فيطلب منه أن يشفع له عند رب العالمين فيشفع له فيقول تعالى خذ بيد أخيك الى الجنة. ولهذا مصانع المعروف تقي مصارع السوء. وكذلك ممن يؤذن لهم بالشفاعة يوم القيامة كل مسلم تجاوز التسعين من عمره يُشفّعه رب العالمين في أهل بيته جميعاً ممن وجبت لهم النار وسمي عتيق الرحمن في الأرض. وإذا شهد لك سبعة من جيرانك يوم القيامة إلا شفّعهم الله تعالى فيك حتى على ما كان منك وبهذه الشهادة تنجو من النار. وكذلك إذا صلى عليك أربعون في الجنازة وشهدوا لك بالخير شفّعهم الله تعالى بك على ما كان عليك من الذنب. وكذلك القرآن يشفع لصاحبه والبقرى وآل عمران تشفعان يوم القيامة وعلى كل مسلم أن يستظهرهما وكذلك الصوم يشفع لصاحبه. وهناك بعض الناس وبعض العبادات رب العالمين إذِن لهم أن يشفعوا فعلينا أن نُحسِن الى الناس ونقضي حاجاتهم ونحسن علاقتنا مع الجيران وأن ندعو الله تعالى أن يوفقنا لحفظ القرة وآل عمران وأن يجعلنا من أهل الشفاعة يوم القيامة اللهم آمين.
|
![]()
|
25 Nov 2006, 11:25 AM
|
#5 |
|
باحث ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
البشارة الرابعة والعشرون ومن البشائر الجليلة في كتاب الله تعالى تلك الوظيفة التي أناطها الله عز وجل بحملة العرش ومن حوله وحملة العرش ومن حوله هم أقرب الملائكة الى الله تعالى فتأمل ما هي الوظيفة؟ وظّفهم تعالى بأن يستغفروا للذين تابوا من المؤمنين الخطائين المذنبين الين ملأت ذنوبهم الدنيا ثم تابوا، الملائكة يستغفرون لهؤلاء منذ أن خلقهم الله تعالى الى يوم القيامة. الذين يحملون العرض ثمانية (وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) الحاقة) والذين حول العرش 120 صف من الملائكة. تخيل كم نحتاج من الملائكة لكي نرصّ 120 صفاً حول الكرة الأرضية؟ فما بالك بكم نحتاج لنرص 120 صفاً من الملائكة حول العرش والكرة الأرضية ما هي الا كحلقة بالنسبة للعرش فكم عظمة هذا العرش؟ حوله 120 صفاً من الملائكة فتخيل كم نحتاج من الملائكة وكم عددهم؟ لذلك يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث : أطّت السماء وحُقّ لها أن تئطّ. وأقرب الملائكة هم حملة العرش والذين حوله ومهمتهم فقط وتسبيحهم الاستغفار للذين تابوا من كل الموحدين من هذه الأمة ومن كل الأمم السابقة من عهد آدم الى أن تقوم الساعة كل من آمن بالله ومهما بلغت ذنوبه ثم تاب فالملائكة يستغفرون لهؤلاء التائبين (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) غافر) والسيئات هنا هي العرض على الحساب فالملائكة يدعون ربهم أن يتوب على الذين تابوا ويغفر لهم ولا يحاسبهم لأنهم بالحساب يُعرضون على الله تعالى والعرض فيه خجل فإذا عُرِض العبد المذنب على ربه يشعر بألم شديد من شدة خجله من هذا الموقف لأنه بين كلمة من الله تعالى (خذه إلى الجنة أو الى النار).
|
![]()
|
26 Nov 2006, 12:55 PM
|
#6 |
|
باحث ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
البشارة الخامسة والعشرون (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) الاحزاب) لو علِم المسلمون ماذا أعد الله تعالى لهم بهذا الأمر إذا صلّوا على النبي صلى الله عليه وسلم (صلوا عليه وسلموا تسليما) لعلموا كم هي عظيمة هذه البشارة. يقول صلى الله عليه وسلم: " أولاكم بي يوم القيامة أكثركم عليّ صلاة" ولِعِظم هذه الصلاة وكبرها ما جمع الله تعالى بينه وبين أحد من خلقه إلا بهذا العمل فعل واحد لله تعالى وملائكته (‘ن الله وملائكته يصلون على النبي) في حين أن الله تعالى يختص بفعل واحد (هو اذي يصلي عليكم) هذه صلاة خاصة و(ملائكته) صلاة خاصة بالملائكة ففعل لله تعالى واحد في القرآن إلا في هذه الآية (إن الله وملائكته يصلون على النبي) بصلاة واحدة حتى أن بعض المفسرين قال في قوله تعالى (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) أنها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لشدة ما جاء فيها من آثار. يقول صلى الله عليه وسلم : " صلّوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني" (من صلّى علي صلاة صلى الله بها عليه عشراً ومن صلى علي عشراً صلى الله بها عليه مئة" " من صلى على النبي صلاة واحدة صلى الله وملائكته عليه سبعين صلاة". " من صلّى عليّ لم تزل الملائكة تصلي عليه فليُقِلّ عبد من ذلك أو يُكثِر" وقال الصحابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إذن أجعل لك صلاتي كلها؟ قال صلى الله عليه وسلم إذن تُكفى همّك ويغفر ذنبك. فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه العظمة بحيث جعل الله تعالى كل دعاء محجوب ما لم يُبدأ بالصلاة ويُختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما قال صلى الله عليه وسلم : لا تجلوني كقدح الراكب وإنما افتتحوا دعاءكم بي واختموه بي. وبما أن الله تعالى وعد بأن يقبل أول الدعاء وآخره (كل صلاة على النبي مقبولة) فعندما تدعو وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في أوله وآخره فقد ضمنت أن يكون أول الدعاء وآخره مقبو إذن الله تعالى أكرم من أن يُهمِل ما بينهما إكراماً لأول الدعاء وآخره فيستجيب ما بينهما. من أجل هذا جاءت النصوص في فضل الصلاة على النبي توصي بأن من حُرِمها فقد حُرِم الخير كله. وقال صلى الله عليه وسلم: البخيل من ذُكِرت عنده ولم يصلي غليّ". والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم جزء من محبته وبقدر ما تحبه تكون صلاتك عليه. قال احد الصحابة متى الساعة يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم وماذا أعددت لها؟ قال ما أعددت لها كثير صلاة ولا كثير صيام إلا إني أحبك فقال صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحبّ. فما فرح الصحتبة بحديث كما فرحوا بهذه البشارة. ومن أحب شيئاً أكثر من ذِكره وكلما كان حبك له عظيماً كانت صلاتك عليه عظيمة كمّاً وكيفاً ونوعاً. ولهذا جاءت الصيغ العديدة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم منها: الصلاة الابراهيمية: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد. وهناك صيغة: اللهم اجعل صلواتك ورحماتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ونبيك ورسولك رسول الخير إمام الخير إمام الرحمة وابعثه مقاماً محموداً يغبطه عليه الأولون والآخرون. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذرياته النبي الأمي كما صليت على ابراهيم اللهم أنزله المقعد المحمود المقرّب عندك يوم القيامة. فعلينا أن نُحسِن الصيغ التي نصلي فيها على النبي صلى الله عليه وسلم وأن نصلي عليه بها بأدب وخشوع ووقار وخاصة يوم الجمعة فإنما يسمعها صلى الله عليه وسلم والله تعالى وكّل أحد الملائكة بقبر النبي صلى الله عليه وسلم وأعطاه أسماء الخلائق وكلما سلّم عليه أحد من الناس أبلغه باسمه واسم أهله. |
![]()
|
30 Nov 2006, 07:16 PM
|
#7 |
|
باحث ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
البشارة السادسة والعشرون بشارة البشائر حيث يضمن المؤمن بفضل الله تعالى أن حسناته أكثر من سيئاته هي ليلة القدر (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)) أفضل من أن تعبد الله ألف شهر أو 84 سنة في كل عام يضاف لرصيدك من الحسنات حسنات 84 عاماً صيام نهارها وقيام ليلها. وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: من قام ليلة القدر ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. معنى ذلك أنك عندما تسمع أحاديث :"ليس على أهل لا إله إلا الله بأس" وحديث "من قال لا إله إلا الله حُرّمت عليه النار" وحديث " إن أمتي هذه أمة مرحومة لا عذاب عليها في الآخرة" هذه الأحاديث العجيبة التي توقف عندها العلماء يحاولون وضع معنى لها يزيل الدهشة والاستغراب لكن بهذه البشارة (بشارة ليلة القدر) تُحلّ المعادلة. قلا سابقاً أن من زادت حسناته على سيئاته فذلك الذي يدخل الجنة بغير حساب (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) فاطر) . كيف يمكن أن تضمن أن حسناتك تزيد على سيئاتك؟ الضمان هو بليلة القدر. كل عام ليلة القدر تضيف الى رصيد حسناتك حسنات 84 عام والله تعالى يقول أن ليلة القدر خير من ألف شهر ونحن سنفترض الحد الأدنى (84 سنة) وهي خير من ألف شهر كما قال تعالى لكن لو فرضنا الحد الأدنى ففي كل عام يزيد الى حسناتك كأنك صمت وقمت 84 عاماً. وكل حسناتك وسئياتك في كتاب عند الله تعالى (كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) المطففين) وهناك عداد حسنات وعداد سيئات والذي يحصل أن عداد السيئات يُصفّر كل يوم من الجمعة الى الجمعة ومن رمضان الى رمضان ومن الصلاة الى الصلاة والبلاء والاستغفار وزيارة المريض والحج والمصيبة وكثيرة هي اسباب تصفير السيئات فمن قال سبحان الله وبحمده مئة مرة غفرت ذنوبه والأحاديث في تصفير السيئات عديدة كثيرة. وفي الوقت نفسه فإن عدّاد الحسنات يزيد ويتصاعد تصاعداً خيالياً أكثر مما تتوقعه. فإن ما تفعله أنت في حياتك كلها من حسنات من عمل أو عبادة لا يساوي شيئاً نسبياً لما سيمنحك الله تعالى إياه في ليلة القدر فالحسنات أكثر مما جمعته في عبادتك بملايين المرات وهنا تضمن أن حسناتك أكثر من سيئاتك. هؤلاء السابقون في الفضل وهؤلاء هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب فلنتحرّى هذه الليلة المباركة ايماناً واحتساباً ولنحُسن معاملة الناس ونستغفر الله تعالى من كل الذنوب حتى نكون ممن يصافحه جبريل عليه السلام في هذه الليلة المباركة ومن علامات مصافحة جبريل عليه السلام أنك تشعر برقّة وقُرب دمعة وخشوع وأسأل الله تعالى أن يجنبنا العُجب والزلل وأن يجعلنا من عتقاء هذه الليلة المباركة. |
![]()
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| بشروني الله يبشركم بالجنه ؟ | معاناة | تعطير الأنام في تأويل الرؤى والأحلام - تفسير ابن الورد الحسني | 3 | 26 Mar 2007 10:22 AM |
![]()