| الرسل والأنبياء في القرآن والسنة ـ دراسات وأبحاث . الإدارة العلمية والبحوث The prophets and apostle عليهم صلوات ربى وسلامه |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
|
طريق الوحي .
طريق الوحي: قبل الكلام عن كيفية الوحي يلزمنا الكلام عن النبوة؛ لأن الوحي لا ينزل إلا على نبيٍّ، فالنبوة هي الطريق إلى معرفة الوحي الصادر عن الله - تعالى - وهي طريقٌ خارجي بأن يصطفي الله مَنْ يشاء من عباده نبيًّا ينزل إليه وحيه ويبلغه كلامه؛ ليكون واسطة بينه وبين خلقه في التبليغ، وهي ليست حاصلة لكل آحاد الناس، بل هي ربانية واختيار إلهي[26]. فهذا الطريق طارئ على قدرات الناس، وهو خاصٌّ بأفرادٍ منهم؛ لذا كان لابد من أدلة يقيمها كلُّ من يدعي النبوة بأن قدراته تؤهِّله لاطِّلاع الوحي، وأنه أوحي إليه دون غيره من الناس؛ لأن النبوة ليست كامنة في العبد، بل هي بإذن الله - تعالى -: {وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ} [غافر: 78]، فكان لا بُدَّ من حجج، وأدلة تقام على نبوة من ادَّعاها؛ كي ما يصح بأن ما معه هو وحي من الله - تعالى - وليس اختلاقًا من عنده، فالنبي مطالَب بإثبات قضيتين هما: أن هنالك مصدرًا للمعرفة يتميز عن المصدر العادي (الكون)، وهو الوحي الرباني، ثم عليه أن يُثبِت أن له القدرة على الوصول إلى ذلك المصدر والإبلاغ عنه؛ أي: اختصاصه دون غيره بنقل الوحي إلى الناس، وإلاَّ أصبح الأمر فوضى، وكثرة دعاوي النبوة والاصطفاء والاتِّصال بالغيب كما عُهِد في كل عصر[27]. فالنبوة ثبوتها قائم بدليل التواتر في كل العصور من لَدُن آدم - عليه السلام - فكان أوَّلَ مَن يُصطفى أبو البشرية: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 33]، غير أنه كون فلان من الناس نبيًّا قائمًا على حصول علم خالص له، وثبوت نبوته له هو نفسه، فهذا الأمر يحتاج إلى أن يتثبَّت منه النبي أوَّلاً قبل غيره، ويكون يقينه به أعلى من يقين غيره من الناس؛ لذا نجد أن كل الأنبياء خصهم الله - تعالى - بمعجزات موجَّهة لهم هم أوَّلاً؛ كيما يوقنوا أنهم أنبياء، وأن الوحي ينزل عليهم دون غيرهم، فإذا أيقنوا ذلك جهروا بنبوتهم وبلَّغوا ما أُمِروا، وأعلنوا أن لهم اتصالاً بالوحي، فالمعجزات تكون دليلاً للنبي، ثم دليلاً لغيره، بأن ما يجد في نفسه من علم إنَّما هو وحيٌ أُلقِي إليه، وأنَّ الخطاب الذي سمعه هو كلام حقيقي غير أنه اختُصَّ بسمعه دون غيره؛ قال - تعالى - عن قصة موسى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى * قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى * قَالَ خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى * وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى * لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى} [طه: 17- 23]، فالآيات المعجِزات كانت موجهة له هو {لِنُرِيَكَ}؛ كي ما يتيقن من أنه نبي، وأن الكلام الذي يسمعه هو كلام الله - تعالى - ثم قال عنه: {وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [البقرة: 53]، وهذا حصول العلم الضروري اليقيني الذي لا يمكن للبشر الحصول عليه بقدراتهم، من اطِّلاع الغيب الماضي دون دراسة، ولا خبر متواتر من الناس، ولا شهود لذلك الماضي، والإخبار بما غاب عنه في الحال: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} [آل عمران: 49]، ومعرفته بالغيب المستقبل الذي لم يقع: {وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} [يوسف: 100]، فهذا العلم الخاصُّ الواقع في صدور الأنبياء يحتاج إلى دليلٍ يميزه عن الهَذَيان، وهو دليلٌ يقيني محسوس، يؤكد للنبي نفسِه أن ذلك العلم هو وحي من الله - تعالى - له، وأنه اصطفاه دون غيره بالنبوة. والنبي يمتاز - مع كونه بشرًا - أنَّه رجل عاقل مصطفًى مختار من الله - تعالى - لإبلاغ الوحي، يتكلَّم بلغة قومه، يُثبِت نبوَّته بمعجزات، يقرُّون بأنها ليست من فعل البشر[28]؛ قال - تعالى -: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ} [يوسف: 109]، {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} [الرعد: 38]، {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ} [الفرقان: 20]، وهذا يُثبِت بشريتهم؛ {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم: 4]، واللغة هنا لتسهيل الخطاب، {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِين} [هود: 96]، والآيات هي المعجزات كيما يسهل على الناس التمييز بين النبي ومدَّعي النبوة، فالله - تعالى - رَحِم عباده بأن أيَّد رسله وأنبياءه بمعجزات خارقة لقانون الكون، لا يقدِر عليها البشرُ تميز أن النبي بشرٌ كغيره؛ غير أن معه تأييدًا وقدرات ربانية دليلاً على نبوَّته وعصمته، فهنا يثبت للطريق (النبي) المصدرية، وعصمته (اليقين)، وصِلَته بالمصدر (الوحي)، وقدراته الإدراكية الخاصة، التي هي فوق طَور عقول البشر العادية (النبوة). فيتبيَّن للناس مصدر العلم وطرق ووسائل الأخذ منه، والوحي هنا يدخل في باب الأخبار، والخبر لا يصل إليه العقل إلا عبر الحواس: "فالاختلاف في طريقة إخبار الله - تعالى - للنبيِّ بأنَّه نبي لا يغيِّر من الحقيقة شيئًا، وهي أن الله - سبحانه - يكفل من الدَّلائل ما يثبِّت به فؤاد النبي، ويجعله موقنًا بأنَّه نبي، والنبي وإن كان يشارك الناس في بشريتهم وإنسانيتهم إلا أن الله - سبحانه - يكلؤه قبل بعثته بعين رعايته، فيجعله صافيَ الفطرة، بعيدًا عن التلوُّث والكبائر والمعاصي؛ لأنه - سبحانه - يجعل مصطفاه من خير خلقه وأحسنهم استعدادًا لقبول دعوته، حيث يقول: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: 124]"[29]، وحُجَج النبي لغيره هي له كذلك، وهو أَوْلى النَّاس بالاستجابة لها؛ لأنه أفقه الناس وأكثرهم شعورًا بها. والناس بعد عرض النبي لما معه من الوحي وإعلانه بنبوَّته منقسمون؛ فمنهم مَن سمع بوجود الأنبياء وتواترهم، فهو يحتاج إلى دليل تَعيُّن النبوة في شخص مَن ادعاها، فتعرض عليه المعجزات والآيات المثبِتة صدق النبي، وأنه مخاطب بالوحي من رب السموات والأرض. ومنهم مَن لم يسمع ولا يؤمن بوجود النبوة، فهو بحاجةٍ لدليلين على مرتبتين: الأولى: إثبات إمكان النبوة، ونزول الوحي، وضرورته وأهميته. والثانية: إثبات أن هذا الرجل نبيٌّ مبلغ بالوحي من مصدره. وهذان القسمان أصنافٌ فمنهم: المؤمن، والكافر، والكافر منهم: أهل الكتاب، والمشرك، والملحد، والمنافق، وليس الخوض في هذا من مباحثنا. وأهمية النبوَّة تكمن في أنها الطريق الوحيد لوصول الوحي إلى العقل، وهي الفارق بين أهل الإيمان وأهل الكفر، بين مَن يتجاوَز مجال الشهادة إلى مجال الغيب، ومَن يهمل أو ينكر مجال الغيب، ووجودها دليل إمكانها، وتواترها ينفي الشك في ثبوتها، وإمكانها دليل أهميتها؛ لأنها لم تكن عن عبث بل لغاية وحاجة لها، ولأهميَّتها أكثر العلماء الخوض في إثباتها، وأطالوا البحث في معجزاتها المثبتة لها، فتكلَّموا عن معنى المعجزة وحقيقتها، وعلاقتها بالله - سبحانه وتعالى - وبالنبي، ومدى إثباتها لصدقه، وفرَّقوا بينها وبين غيرها من الخوارق والكرامات والسحر والشعوذة، محاوِلين دفع كلِّ الضَّلالات والشُّبُهات العالِقة في عقول البشرية عبر التاريخ، وتصفية وتنقية طريق النبوَّة؛ كيلا يخلط الخبيث بالطيب، ويدرأ عن طريق الوحي كلَّ التشكيكات الفلسفية، وينفي عنه كلَّ الخرافات والضلالات الوثنية، فالمجتمع الإسلامي تعرَّض لتوسُّع رهيب، وامتزاج ثقافات وأفكار وآراء مع أمم وأديان متعدِّدة، فظهرت شُبَه لا عهد للجيل الأوَّل بها، ولم يكن لها سابقة في عهدة النبوة، "لما افتتن به فلاسفة المسلمين من فكرٍ يوناني وَثَنِيِّ الأصل، وإن كانت فيه مِسحة دينية بما طَرَأ عليه من شروح أهل الكتاب وتَفَلسُفِهم، وبتأثير ديانات الهند الشرقية، ولكن من الفكر ما لم يكن فيه أصلاً أثرٌ للنبوة طريقًا للمعرفة، وإن كان ثمة أثر فهو أثر لعقول موفِّقة بين الدين والفلسفة، لكن الطابع العام له عقلي فلسفي، والعقل في نظر الفلسفة - كما أصبح على أيدي فلاسفة المسلمين - طريق معصوم للمعرفة، وهو الذي يوصل إلى الحقيقة، موازٍ لطريق النبوة المعصوم، بعد أن كان العقل هو الطريق المعصوم للمعرفة فحسب عند أسلافهم من اليونانيين، ولكنَّ الاعتراف بالوحي وبالعقل طريقين للمعرفة على أيدي فلاسفة المسلمين - كان كلمة حق أريد بها باطل؛ ذلك أن الحكمة عندهم توازي الديانة أو الشريعة، وأن الفيلسوف يستطيع أن يصل إلى الحق كما يصل النبي إلى الشريعة[30]. وهذا خلاف ما ورد في القرآن باختصاص الوحي، والكتاب، والحكمة، والفرقان، والمعجزات، وكلام الله - تعالى - بطائفة دون غيرهم، وأن هذه الطائفة رجال يصطفيهم ويعصمهم من الخطأ في النقل، ويخصُّهم بالعلم الضروري الغيبي، ويخلصهم من العيوب التي قد تُشكِّك في نقلهم لذلك العلم. والنبي يُرسل بآيتين: متلوَّة، ومخلوقة؛ فالأُولى: هي الوحي والكتاب والحكمة والفرقان والسلطان المبين، والثانية: هي خوارق من إحياء الموتى، وشفاء من لا يبرأ أصلاً، وعلامات كثيرة لا يقدر عليها غيرهم لإذن الله - تعالى - لهم وحدهم، والاصطلاح على الآيات باسم المعجزات هو من أهل الكلام، وتم قبوله؛ لأنه لا أثر يترتب عنه. طريق الوحي: النبوة ربانية؛ {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم: 1- 5]. وكيفية الوحي لا تُعلَم إلا بالنصِّ الثابت عن مَن أُوحِي إليه؛ لأنه هو الأدرى بما أوحي إليه، وكيف ومتى، فلا يصحُّ في تفسير الكيف كلامُ الفلاسفة، ولا منامات المخرِّفين، ولا ضلالاتُ الملفِّقين بين ما هو عقلي وما هو وحيي. ورد لفظ الوحي (78) مرة بتصاريفه في القرآن الكريم، وعبَّر عنه بالإنزال في حوالي (27) آية، غالبها عن إنزال الوحي، وبعضها في إنزال معجزات الوحي. كما عبَّر عنه بالتكلُّم والإلقاء: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} [المزمل: 5]، وعبَّر عنه بالكتاب، والذكر، والفرقان، وأسماء الكتب، والآيات، والسور. وكيفيات الوحي ذُكِرت في القرآن الكريم مفصَّلة في آيات عِدَّة، وذُكِرَت مجتمِعة في آية واحدة وهي قوله - تعالى -: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى: 51]، فهذه ثلاثة كيفيَّات، وهنا الوحي قسم من التكلم العام، وفي آيات أخرى مثل: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} [النساء: 163]، فالوحي هنا قسيمٌ للتَّكليم العام، وفي قوله: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]، التكليم هنا خاصٌّ بموسى دون غيره، وهو قسم من الوحي العام والتكليم العام، وقسيم للوحي الخاص. رابط الموضوع: مفهوم الوحي - علوم قرآن - موقع آفاق الشريعة - شبكة الألوكة
|
11 Nov 2012, 03:10 AM
|
#2 |
|
موقوف
اللهم لك الحمد ولك الشكر
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
رد: طريق الوحي .
جزاك الله خير وبارك الله فيك |
•
اريد ان اخبركم سراٌ
• عالم رياضيات أمريكي: الإسلام هو دين الله حقاً • ماعلاقة الشيطان بالمرض والادويه ؟؟
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| الوحي |
|
|
![]()