عرض مشاركة واحدة
قديم 25 Dec 2007, 06:27 AM   #7
هشام الهاشمي
باحث برونزي


الصورة الرمزية هشام الهاشمي
هشام الهاشمي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2031
 تاريخ التسجيل :  Nov 2007
 أخر زيارة : 10 Jul 2010 (07:03 PM)
 المشاركات : 34 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue



ابو خالد ..
غسق ..

بارك الله فيك ووقاكم حر السموم



امرأة تفقد الإحساس بقدميها ربع قرن من الزمان (1)

وهذه امرأة فقدت الإحساس بقدميها وساقيها ؛ تمشي بغير أقدام ، وظلت على هذا خمسة وعشرين عاماً ، أي ربع قرن من الزمان ، وفي أحسن أحوالها أنها تقوم على قدميها لتخدم زوجها ، وتقوم ببيتها ، وكثيراً ما تغلبها أقدامها فلا تستطيع القيام.

جاءتني المرأة بصحبة ابن لها فوق الثامنة عشرة ، متحجبة ، محتشمة ، تُظهر الحياء ، في بداية العِقْدِ الخامس ، وصفت حالها ، وما تجد ، ومتى بدأ معها ، وأنه في بداية زواجها.

أردت أن أتأكد أنها فعلاً لا تحس بقدميها ؛ فطلبت من الأخ المساعد أن يضرب القدمين وبشدة ، فما أحست شيئاً ؛ فطلبت منه أن يكرر الضرب وفي مواضع شتى ؛ فما أحست بألم الضرب ، فطلبت منه عند ذلك أن يمسها بالكهرباء مساً رفيقاً ، فما أحست أيضاً شيئاً (!)

فقلت له : ضعها الآن في قدميها ولا ترفعها حتى أقول لك.

ووضع الكهرباء في قدميها وسألتها : هل تجدين الآن شيئاً(؟)

فقالـت : أحس بدبيب كدبيب النمل(!)


فطلبت من المساعد أن يغاير في المكان ، وأن يديم وضعها زمناً طويلاً وأخذت أشير له بيدي ، وهو يفعل ؛ والمرأة على حالها كما هي (!)

رفعنا الكهرباء . . وقد تبين لي بعد الاختبار ، والأسئلة التي طرحتها عليها أنه الجن ؛ لأن الجن ليس بموصل للكهرباء ؛ وأنه يسكن الجزء السفلي ، وقد جاءها بسحر.


أعطيتها أشرطة ، وزيتاً مرقياً ، وماء كذلك ، وأمرتها أن تستمع الأشرطة كل يوم ، وتدهن بالزيت قبل النوم كل ليلة ؛ وأن تبالغ فيه على القدمين ، وأن تمسح بدنها بالماء كل يوم ثلاث مرات ، وضربت لها موعداً بعد أسبوع.

وبعد أسبوع جاءت المرأة ؛ وما إن جلست بين يدي للرقية حتى غابت عن الوعي ؛ وسمعت أنين مريض شاك ، ثم زاد الأنين ؛ فقلت بشدة وغضب : تكلم؛قل من أنت(؟)

وإذا بالجني يجيب بصوت مذعور ، ملأه الرعب ، وأضعفه المرض : (( أنا محمد ، أنا محمد )) (!)


فقلت : إذن أنت مسلم (؟!)


فقال : (( أنا مسلم )).


فقلت : أما سمعت يا محمد حديث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )) ؛ فلم يجب ، فقلت : لماذا جئتها (؟)


فقلت : ولكن يا محمد هذا حرام ، ولا يجوز ؛ فلاذ بالصمت ولم يجب ، فقلت : لماذا سحرت (؟)


فقال : (( لكي يطلقها زوجها )).


فقلت : ولكن زوجها لم يطلقها (!)


فقال : (( فشلت ؛ كانت وسيلتي أن أشل قدميها ، وأقعدها عن خدمة البيت ؛ ومع ذلك رضي بها ولم يطلقها )).


فقلت : منذ متى وأنت معها (؟)



قال : (( منذ خمسة وعشرين عاماً )) (!)


قلت : وأين تسكن في بدنها (؟)


فقال : (( في القدمين )).


فقلت : الآن ستخرج.


فقال : (( لا لن أخرج )).


فقلت : إن لم تخرج بإرادتك ؛ ستخرج بالقوة.


فقال : (( لن أخرج أبداً )) ؛ فشددنا عليه بالكهرباء ؛ والذي لا إله غيره دار بيننا صراع جعلناه فيه يمشي على رأس بلا قدم ، من شدة الكهرباء (!) فلا قبل له بها ، ولا يجد له منها ملاذاً.


ثم أفاقت المرأة ـ وقد كانت في غيبوبة تامة ـ وأخذت تسأل : (( أين أنا )) (؟!) ماذا حصل (؟)


فقلت لها : لا بأس عليك ؛ أنت بخير ، ثم وكأنها أحست الحرارة تسري في قدميها ، والحياة تدب في ساقيها ؛ فاستأذنت ، وقامت تمشي ، وأخذت تذهب ، وتعود ، ثم تذهب ، وتعود ، وأخذت تضرب الهواء بقدميها كأنها تركل جنـها الذي أشقاها (!)


ونحن جميعاً ننظر إليها بأبصار لا ترى غيرها ، ومقل لا تبصر إلا طيرها(!) ثم صرخت المرأة ، وقفزت في الهواء من الفرحة الغامرة التي داخلتها وملأت جوانحها ، بعد خمسة وعشرين عاماً ؛ تحس أن لها أقداماً (!)


وانصرفت إليَّ بوجهها بعد أن صرف اللَّه عن قدميها البلاء ؛ وأخذت تُشَنِّـفُ أُذُنيَّ بعبارات الـثناء ، وما لي عند اللَّه من حسن الجزاء ، يوم اللقاء.
ــــــــــ


(1) الجنة من الجنة.



 
التعديل الأخير تم بواسطة هشام الهاشمي ; 26 Dec 2007 الساعة 08:24 PM

رد مع اقتباس