#1
|
||||||||
|
||||||||
معركة الصورة !!!! ؟؟؟؟؟؟؟
معركة الصورة عندما تتصفح المنتديات أو المواقع على الشبكة العنكبوتية (الانترنت) وتشاهد كلمة (صور) أو (فيديو) فسوف يشدك هذا العنوان لمشاهدة تلك المشاركة، وفي حياتنا اليومية لربما حاولنا كثيراً أن نصف للبعض بعض الأحداث أو الأمور وهي جداً مؤثرة، ومهما كانت لدينا مقدرة على الوصف فإننا قد نفاجأ عندما نجد أن الجواب أو التفاعل دون المستوى الذي ننشده أو نتوقعه وبما لا يتناسب مع حقيقة ذلك الحدث أو تلك الأمور، وبغض النظر عن تقسيم البعض للناس إلى سمعي وبصري وحسي وغيرها من التقسيمات فإن الصورة لها أثرها البالغ على جميع المشاهدين. ولنا أن نستذكر سوياً مشهد محمد الدرة وهو يختبئ خلف والده ليتقي رصاص الغدر الصهيوني، ولست بصدد وصف ذلك المشهد فبمجرد ذكره فإن الذاكرة تعيده أمام أعيننا من جديد، ومشهد المرأة التي أطلق عليها الجنود الصهاينة الكلب لينهش يديها، أو تلك التي لطمها الجندي على وجهها ونزع حجابها، أو مصور قناة الأقصى الفضائية وهو يسقط حاملاً (الكاميرا) بينما يتلذذ الجنود الصهاينة بإطلاق الرصاص عليه، أو مشاهد سجن أبو غريب وغيرها من المشاهد، وكم كان لتلك الحوادث من أثر بالغ على المسلمين في كل مكان، بل وعلى كل منصف في هذا العالم، بالإضافة للآثار التراكمية لهذه المشاهد، والأمر ذاته يمكننا أن نسوقه على مشاهد في العراق وأفغانستان والشيشان وغيرها من بقاع العالم. هذا الأثر للصورة والذي لا ينكره أحد يضعنا جميعاً أمام مسؤولية كبيرة، ولو أردنا أن نسوق الأمثلة لكيفية استغلال الأعداء للصور لطال بنا المقام، ومن التقصير أن نجعل وسائل الإعلام الهادفة لوحدها تتولى مسؤولية المواجهة لتلك الوسائل، وعندما يسأل البعض عما يمكنه أن يفعله لنصرة إخوانه، فدونه سوق الصورة ليتاجر فيه ولكن في خدمة دين الله عز وجل ونصرة المستضعفين، عبر مختلف وسائل الإعلام والاتصال المتاحة فأجهزة الحاسب والتقنيات الحديثة جعلت من إنتاج الصورة والمشاهد وبثها وتناقلها أمراً في غاية السهولة واليسر، وقد غدت الصورة تساوي آلاف الكلمات. وقد أخبرنا الرسول الكريم بأن السماع ليس كالمشاهدة والرؤية، بقوله صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَخْبَرَ مُوسَى بِمَا صَنَعَ قَوْمُهُ فِي الْعِجْلِ فَلَمْ يُلْقِ الْأَلْوَاحَ فَلَمَّا عَايَنَ مَا صَنَعُوا أَلْقَى الْأَلْوَاحَ فَانْكَسَرَتْ "(1)، ومن فوائد هذا الحديث الإشارة إلى أثر الرؤية والمشاهدة على الإنسان وعلى تصرفاته، وقد قيل: إن بين الحق والباطل أربعة أصابع إشارة إلى المسافة بين العين والأذن، وقد وقع لرسولنا صلى الله عليه وسلم مثل ما وقع مع أخيه موسى عليه السلام، فعن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "أَرْسَلَتْ ابْنَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ إِنَّ ابْنًا لِي قُبِضَ فَأْتِنَا، فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ السَّلَامَ، وَيَقُولُ: إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّهَا، فَقَامَ وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمَعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرِجَالٌ، فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَتَقَعْقَعُ، قَالَ: حَسِبْتُهُ أَنَّهُ قَالَ: كَأَنَّهَا شَنٌّ، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا، فَقَالَ: هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ"(2)، فحبيبنا صلى الله عليه وسلم لم يبكي عندما أرسلت له ابنته زينب رضي الله عنها أنها ابنها يحتضر، ولكنه صلى الله عليه وسلم سرعان ما فاضت عيناه بالدمع وبكى لما رآه، فليس من سمع كمن رأى. وقد حثنا الله عز وجل بأن ننظر ونتأمل ونبصر ونتفكر، ومن ذلك قوله تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ}(الذاريات:21)، وقال تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} (الأنعام:11)، قال القرطبي – رحمه الله: "سَافِرُوا فِي الْأَرْض فَانْظُرُوا وَاسْتَخْبِرُوا لِتَعْرِفُوا مَا حَلَّ بِالْكَفَرَةِ قَبْلكُمْ مِنْ الْعِقَاب وَأَلِيم الْعَذَاب، وَهَذَا السَّفَر مَنْدُوب إِلَيْهِ إِذَا كَانَ عَلَى سَبِيل الِاعْتِبَار بِآثَارِ مَنْ خَلَا مِنْ الْأُمَم وَأَهْل الدِّيَار, وَالْعَاقِبَة آخِر الْأَمْر"(3) . وقد ورد في كتاب الله قصة إبراهيم عليه السلام، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (البقرة:260) قال ابن بطال: " وتأويل قول إبراهيم: (ولكن ليطمئن قلبى) أي بيقين البصر، واليقين جنسان: أحدهما يقين السمع، والآخر يقين البصر، ويقين البصر أعلاهما ...فأراد إبراهيم أن يطمئن قلبه بالنظر الذي هو أعلى اليقين"(4). وعن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا بَعَثْتَنِي أَكُونُ كَالسِّكَّةِ الْمُحْمَاةِ (5) أَمْ الشَّاهِدُ يَرَى مَا لَا يَرَى الْغَائِبُ، قَالَ: "الشَّاهِدُ يَرَى مَا لَا يَرَى الْغَائِبُ"( )، (إن الشاهد) أي: الحاضر (يرى) من الرأي في الأمور المهمة لا من الرؤيا (ما لا يرى الغائب) أي: الحاضر يعلم ما لا يعلمه الغائب. ولذا فإن الصورة تخفف من الآثار السلبية الناتجة عن عدم الحضور والمعاينة، ولكنها بالتأكيد لا تغني عنه. وعلينا ألا نكتفي بنقل مشهد الضعف دون نقل مشهد القوة، وقد قال تعالى :{وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} (النساء:104) ، ولطالما تعمدت وسائل الإعلام المشبوهة أن تنقل لنا المأساة لتهيئة الشعوب المسلمة للقبول بالحلول السلمية الهزيلة شفقة بحال إخواننا، نعم إنها تصنع في نفوسنا الهزيمة النفسية، بينما تزيد تلك المشاهد على أرض الواقع إخواننا المستضعفين قوة وتمسكاً بحقوقهم، إذاً هي معركة الصورة، وهي معركة تمتد وتتسع لتشمل نقل مشهد المأساة، كما مشهد الانتصار، ومشهد العزة، ومشهد العبرة. وعلينا أن ندرك بأن الصورة اليوم ليست كل شيء، فقد يقترن بها أو يضاف لها ما قد يصرفها عن حقيقتها، فقد يتم التقاطها أو تصويرها في ظرف ما، ويتم إخراجها في ظرف آخر، وهنا نحتاج إلى أن نوضح ظروف بعض تلك الصور أو المشاهد، وهنا نستصحب قوله صلى الله عليه وسلم "كالمعاينة" لأن المعاين يرى الصورة وهو يعرف ما يقترن بها من ظروف ليس كمن تنقل له مجردة. وهمسة في كل أذن واعية، وقد انتشر الفساد واستشرت ناره، بأن نتقي الله فيما ننقله من صور ومشاهد وألا ننقل صور ومشاهد الفسق والفجور وتهيج شبابنا وفتياتنا، ألا فليتقي الله القائمين على وسائل الإعلام ومن يُشارك في نقل تلك المشاهد والصور وليتذكروا أن معركة الصورة ضد الأعداء وليست ضد أبنائنا وديننا وقيمه. وجانب آخر للصورة ينبغي علينا ألا نغفل عنه وأن نوليه عناية خاصة، وهي الصورة الموجه للأطفال، إذاً فهي معركة حقيقة نحن طرف فيها شئنا أم أبينا، طرف يؤثر ويتأثر بالصورة في الخبر، وبالصورة في التعليم، وبالصورة في القصة وغيرها، تتسع ساحاتها وميدانها لتشمل مختلف جوانب حياتنا، فهل حاولت أن تكون من جنودها لنصرة دين الله؟ --------------------------------------------------------- 1 - أخرجه الحاكم في المستدرك، 7/385، وقال: " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه "، وأخرجه الإمام أحمد 5/352. 2 - أخرجه البخاري، برقم: 1204. 3- الجامع لأحكام القرآن: 6/363. 4 - شرح صحيح مسلم: 18/ 146 5- أي: الحديدة الملتهبة من حرارة النار، والمقصود: الشدة على الناس. 6 - أخرجه الإمام أحمد، برقم: 594، وصححه الألباني.
|
27 Jul 2007, 12:03 AM | #2 |
الحسني
|
الحمد لله أهل الحمد ومستحقه والصلاة والسلام على من لانبي بعده
وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وشكرا معطرا بعطر الورد والعوده ممزوجا بالبركة والدعاء لإختياركم موقعنا المتواضع البسيط . نرجو أن تكونوا نبراس الموقع ونور صفحاته و مشكاة النصح والوعظ وشكرا على هذه المواضيع المتميزة أدبا وموعظة ونصحا وثقافة وعلما وعطائكم من نفس طاهرة فكان غيث لقلوبنا وإرواء لعقولنا وأفكارنا بارك الله فيكم لاحرمنا الله من أمثالكم ولاحرمكم أجرنا نفع الله بكم أمة الإسلام في كل مكان وزادكم الله نورا على نور وهدى بكم الثقلين إلى صراطه المستقيم ونرجوا إثراء الموقع عن الأنبياء والرسل المصطفين الأخيار وعن ملائكة الله الأبرار وعن بني الجان وأخبارهم وقصصهم وطرائفهم وأحاديثهم . وإن شاء الله سيكون الموقع مرجعا لجميع أخبارهم للعالم بأجمعه بإذن الله تعالى لاتحرمونا وتحرموا أنفسكم من المشاركة والتفعيل في هذا الموقع البسيط المتواضع فهو في خدمتكم وخدمة العالم كله . الموقع رسالة دعوية وهداية للمسلمين وغير المسلمين فبمشاركة واحدة تكسبوا أجر وثواب وحسنات من أهل العالم كله فكيف بكم لو كثرت مشاركاتكم وتفعيلكم . الموقع رسالة مقدسة ودعوية قرآنية نبوية نقدمها لكل العالم تنير قلب كل مسلم وتهدي بها قلب كل كافر . دمتم ودام عطائكم وجزاكم الله عن الجميع خير الجزاء |
|
27 Jul 2007, 02:27 AM | #3 |
باحث جزاه الله تعالى خيرا
|
بارك الله فيك اخوي
وجزاك الله خير |
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ» الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - خلاصة حكم المحدث: صحيح فلاتحرمونا دعائكم |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
معركة الأحزاب | أبو زهرة | تعطير الأنام في تأويل الرؤى والأحلام - تفسير ابن الورد الحسني | 1 | 10 Dec 2011 09:03 PM |
هل تقرأ البسملة في وسط السورة؟ | نبراس الكلمة | منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum | 4 | 24 Sep 2008 12:52 AM |
من ذاكرة رمضان(1)معركة الزلاقة | fakhreeldin | منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum | 1 | 23 Sep 2008 07:06 PM |