عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn من الكتاب والسنة والأثر وماورد عن الثقات العدول من العلماء والصالحين وماتواتر عن الناس ومااشتهر عن الجن أنفسهم . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
ما هى الحكمة من بقاء الشيطان إلى آخر الزمان
ما الحكمة في بقاء إبليس إلى آخر الزمان فمما ذكره رحمه الله تعالى:أنّ الله جعله محكّاً ومحنة يخرج به الطيب من الخبيث،ووليّه من عدوه،ولذا اقتضت حكمته إبقاءَه ليحصل الغرض المطلوب بخلقه،ولو أماته لفات ذلك الغرض،كما أن الحكمة اقتضت بقاء أعدائه الكفار في الأرض إلى آخر الدهر،ولو أهلكهم ألبتة لتعطلت الحكم الكثيرة في إبقائهم،فكما اقتضت حكمته امتحان أبي البشر،اقتضت امتحان أولاده من بعده به،فتحصل السعادة لمن خالفه وعاداه،وينحاز إليه من وافقه وولاه. 2- وأبقاه مجازاة له على صالح عمله السابق: ومنها أنه لما سبق حكمه وحكمته أنه لا نصيب له في الآخرة،وقد سبق له طاعة وعبادة،جزاه بها في الدنيا بأن أعطاه البقاء فيها إلى آخر الدهر،فإنه سبحانه لا يظلم أحداً حسنة عملها،فأمّا المؤمن،فيجزيه بحسناته في الدنيا والآخرة،وأمّا الكافر،فيجزيه بحسناته ما عمل في الدنيا،فإذا أفضى إلى الآخرة،لم يكن له شيء،كما ثبت هذا المعنى في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً،يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ،وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا،حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ،لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا»[2] 3- أملى له ليزداد إثماً: وبقاؤه إلى يوم القيامة لم يكن كرامة في حقه،فإنّه لو مات كان خيراً له،وأخف لعذابه،وأقل لشره،ولكن لما غلظ ذنبه بالإصرار على المعصية ومخاصمة من ينبغي التسليم لحكمه،والقدح في حكمته،والحلف على اقتطاع عباده،وصدهم عن عبوديته،كانت عقوبة الذنب أعظم عقوبة بحسب تغلظه،فأبقي في الدنيا،وأملى له ليزداد إثماً،على إثم ذلك الذنب،فيستوجب العقوبة التي لا تصلح لغيره،فيكون رأس أهل الشرّ في العقوبة،كما كان رأسهم في الشر والكفر.ولما كان مادة كل شر فعنه تنشأ،جوزي في النار مثل فعله،فكل عذاب ينزل بأهل النار يبدأ فيه،ثم يسري منه إلى أتباعه عدلاً ظاهراً وحكمة بالغة. 4- وأبقاه ليتولى المجرمين: ومن حكم إبقائه إلى يوم الدين أنّه قال في مخاصمته لربّه:{ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65) } [الإسراء:62 - 65].[3] وعلم الله - سبحانه - أن في الذرية من لا يصلح لمساكنته في داره،ولا يصلح إلا لما يصلح له الشوك والروث أبقاه له،وقال له بلسان القدر:هؤلاء أصحابك وأولياؤك،فاجلس في انتظارهم،وكلما مرّ بك واحد منهم فشأنك به،فلو صلح لي ما ملكتك منه،فإني أتولى الصالحين،وهم الذين يصلحون لي،وأنت ولي المجرمين من الذين غنوا عن موالاتي وابتغاء مرضاتي،قال تعالى:{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100) } [النحل:99 - 100]. فأما إماتة الأنبياء والمرسلين،فلم يكن ذلك لهوانهم عليه،ولكن ليصلوا إلى محل كرامته،ويستريحوا من نكد الدنيا وتعبها ومقاساة أعدائهم وأتباعهم،وليحيا الرسل بعدهم،يري رسولاً بعد رسول،فإماتتهم أصلح لهم وللأمة،أما هم فلراحتهم من الدنيا،ولحوقهم بالرفيق الأعلى في أكمل لذة وسرور،ولاسيما أنه قد خيرهم ربهم بين البقاء في الدنيا واللحاق به.[4] وأمّا الأمم فيعلم أنهم لم يطيعوهم في حياتهم خاصة،بل أطاعوهم بعد مماتهم،كما أطاعوهم في حياتهم،وأن أتباعهم لم يكونوا يعبدونهم،بل يعبدون الله بأمرهم ونهيهم،والله هو الحي الذي لا يموت،فكم في إماتتهم من حكمة ومصلحة لهم وللأمة.هذا وهم بشر،ولم يخلق الله البشر في الدنيا على خلقة قابلة للدوام،بل جعلهم خلائف في الأرض،يخلف بعضهم بعضاً،فلو أبقاهم لفاتت المصلحة والحكمة في جعلهم خلائف،ولضاقت بهم الأرض،فالموت كمال لكل مؤمن،ولولا الموت لما طاب العيش في الدنيا،ولا هناء لأهلها بها،فالحكمة في الموت كالحكمة في الحياة." [1] - شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل (ص:240) [2] - صحيح مسلم (4/ 2162) 56 - (2808) - زيادة مني [ش (إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة) معناه لا يترك مجازاته بشيء من حسناته والظلم يطلق بمعنى النقص (أفضى إلى الآخرة) أي صار إليها] [3] - وَقَالَ إِبْلِيسُ لِلرَّبِّ الكَرِيمِ مُتَوَاقِحاً:أَلاَ تَرَى إلَى هَذا الَّذِي شَرَّفْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ عَلَيَّ فَإِنْ أَخَرْتَنِي وَأَنْظَرْتَنِي إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ،لأُضِلَّنَّ ذُرِّيَّتَهُ،وَلأُسَيْطِرَنَّ عَلَيْهِمْ،وَلأَحْتَوِيَنَّهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ.أيسر التفاسير لأسعد حومد (ص:2092،بترقيم الشاملة آليا) [4] - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r جَلَسَ عَلَى المِنْبَرِ فَقَالَ:«إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ،وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ،فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ» فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ:فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا،فَعَجِبْنَا لَهُ،وَقَالَ النَّاسُ:انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ،يُخْبِرُ رَسُولُ اللَّهِ r عَنْ عَبْدٍ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا،وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ،وَهُوَ يَقُولُ:فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا،فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ r هُوَ المُخَيَّرَ،وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ أَعْلَمَنَا بِهِ،وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:«إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ،وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ،إِلَّا خُلَّةَ الإِسْلاَمِ،لاَ يَبْقَيَنَّ فِي المَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ»صحيح البخاري (5/ 57) (3904) [ (زهرة الدنيا) نعيمها وأعراضها. (خوخة) هي الباب الصغير بين البيتين ونحوه] وصلى الله وسلم على النبى محمد وآله وسلم
أسالكم الدعاء لأخى الحبيب بالرحمة والمغفرة حيث توفاه الله تعالى يوم الإثنين 27/10/2014 الموافق 3 محرم 1436 هجرية
آخر تعديل ابن الورد يوم
01 Nov 2011 في 09:08 PM.
|
14 Jan 2012, 08:29 PM | #2 |
باحث فضي
|
رد: ما هى الحكمة من بقاء الشيطان إلى آخر الزمان
سبحان الله في هذه الحكمه.
جزاك الله خيرآ و رقك وايانا لذة طاعته وفهم منهجه |
|
14 Jan 2012, 09:54 PM | #3 |
وسام الشرف
|
رد: ما هى الحكمة من بقاء الشيطان إلى آخر الزمان
|
أسالكم الدعاء لأخى الحبيب بالرحمة والمغفرة حيث توفاه الله تعالى يوم الإثنين 27/10/2014 الموافق 3 محرم 1436 هجرية |
12 Jul 2012, 07:02 PM | #4 |
وسام الشرف
|
رد: ما هى الحكمة من بقاء الشيطان إلى آخر الزمان
يعـطـيــک ربـــي ألف ألف عــااافـيـــــــہ لگ مني أجـمــل و أرووع تـحـيـــہ |
أسالكم الدعاء لأخى الحبيب بالرحمة والمغفرة حيث توفاه الله تعالى يوم الإثنين 27/10/2014 الموافق 3 محرم 1436 هجرية |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحكمة من خلق الشيطان | مكاوية | عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn | 6 | 26 Jun 2013 04:03 AM |
ما هي الأدعية التي تقال لغرض التخلص من وسوسة الشيطان | أبو حفص | الوسواس القهري ـ عضوي أو روحاني ـ أدوية وعلاجات ـ ربانية ونبوية ـ وكل مايتعلق بالوسواس القهري . | 3 | 21 Aug 2012 09:44 AM |
يقول السائل: ما هي الأدعية التي تقال بغرض التخلص من وسوسة الشيطان؟ عبد العزيز بن باز | أبو سفيان | دراسات وأبحاث علم الرُقى والتمائم . الإدارة العلمية والبحوث Studies and science research spells and | 3 | 07 May 2008 11:43 AM |