السحر وخطره على المجتمعات قديما وحديثا . الإدارة العلمية والبحوث Research studies and the risk فضح دهاليز السحرة المظلمة وطرق عمل السحر والطلاسم والتحذير من طقوس الكهّان والعرّافين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
السحر الحقيقي وأنواعه ج4
4-السحر المبني على التخييل والخداع: هذا النوع من السحر يقوم على الخداع بخلط مركبات الأشياء كما هو معروف في الكيمياء فتعطي أشياء جديدة أو يقوم على تسليط خيالات في مخيلة الإنسان وهو نوعان: 1- السيمياء: ويسمى بالكيمياء السحرية وهو عبارة عن معلومات وأسرار تتعلق بخلق تخيلات بواسطة استخدام أعشاب وعقاقير وفق طرق مخصوصة: {وحاصله إحداث مثالات خيالية في الجو لا وجود لها في الحس وإجمال الحال أن يركب الساحر شيئاً من خواص أو أدهان أو مائعات خاصة أو كلمات خاصة توجب تخيلات خاصة وإدراك الحواس مأكولاً أو مشروبًا أو نحو ذلك ولا حقيقة له (...) ولفظ سيمياء عبراني معرب أصله سيم يه ومعناها اسم الله}مفتاح السعادة ومصباح السيادة/ طاش كبري زاده ص:317-316.، ومن أشهر علماء بالسيمياء جابر ابن حيان، يقول ابن خلدون: {ثم ظهر بالمشرق جابر ابن حيان كبير السحرة في هذه الملة فتصفح كتب القوم واستخرج الصناعة وغاص على زبدتها واستخرجها ووضع فيها غيرها من التأليف وأكثر الكلام فيها وفي صناعة السيمياء لأنها من توابعها لأن إحالة الأجسام النوعية من صورة إلى أخرى إنما يكون بالقوة النفسية لا بالصناعة العلمية فهو من قبيل السحر}مقدمة ابن خلدون/ م:2 ص:194. 2- استخدام الجن في إحداث التخييل: يكون هذا النوع بعد قراءة الساحر لعزائم ورقى شركية فيها تعظيم للجن الذين يحدثون نوعاً من الصور والخيالات في مخيلة الشخص حسب رغبة الساحر، وقد فصل ابن خلدون هذا النوع فقال بعد أن قسم النفوس الساحرة إلى مراتب ثلاث:{والثالث تأثير في القوى المتخلية: يعمد هذا التأثير إلى القوى المتخلية فيتصرف فيها بنوع من التصرف ويلقي فيها أنواعاً من الخيالات وصوراً مما يقصده من ذلك ثم ينزلها إلى الحس من الرائين}مقدمة ابن خلدون/ م:2 ص:194.، وهذا النوع من السحر هو الذي استخدمه سحرة فرعون حيث قال سبحانه وتعالى: ﴿فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾ سورة طه، الآية:66. وقال أيضاً: ﴿فلما أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَآءُو بِسِحْرٍ عَظِيمٍ﴾سورة الأعراف، الآية:116.، وهذا النوع كذلك هو الذي استخدمه اليهودي لبيد بن الأعصم في سحره للنبي صلى الله عليه وسلم حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله، وقد ذكر ابن بطوطة أنه شاهد حالات لهذا النوع من السحر في رحلاته حيث يقول: إنه {شاهد ببلاد الصين مشعوذاً أخذ كرة من خشب لها ثقب فيها سيور طوال فرمى بها في الهواء فارتفعت حتى غابت عن الأبصار ونحن في وسط المشهور أيام الحر الشديد، فلما لم يبق من السير في يده إلا يسيراً أمر متعلماً له فتعلق به وصعد في الهواء إلى أن غاب عن أبصارنا فدعاه فلم يجبه ثلاثاً فأخذ سكيناً بيده كالمغتاظ وتعلق بالسير إلى أن غاب أيضاً، ثم بيد الصبي إلى الأرض ثم رمى برجله ثم بيده الأخرى ثم برجله الأخرى ثم بجسده ثم برأسه ثم هبط وهو ينفخ وثيابه ملطخة بالدم فقبل الأرض بين يدي الأمير وكلمه بالصيني وأمر له الأمير بشيء، ثم إنه أخذ أعضاء الصبي فألصق بعضها ببعض وركضه برجله فقام سوياً، فعجبت منه وأصابني خفقان القلب ... فسقوني دواء أذهب عني ما وجدت وكان القاضي أفخر الدين إلى جانبي فقال لي: والله ما كان من صعود ولا نزول ولا قطع عضو وإنما شعوذة}رحلة ابن بطوطة/ ص:629 ط:1968.، ولعل هذا النوع من السحر "سحر تخيل" ما سيكون على يد الدجال إذا تمعنا جيداً الأحاديث التالية: ﴿عن أبي سعيد ألخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح مسالح الدجال فيقولون له: أين تعمد فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج قال: فيقولون له: أو ما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خفاء، فيقولون: اقتلوه، فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن لا تقتلوا أحداً دونه! قال: فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس، هذا الدجال الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فيأمر فيشج فيقول: خذوه شجوه، فيوسع ظهره وبطنه ضرباً قال: فيقول أو ما تؤمن بي؟ قال فيقول: أنت المسيح الكذاب قال: فيؤمر به فيؤشر بالمنشار * من مفرقه حتى يفرق بين رجليه قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له: قم فيستوي قائماً قال ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة قال: ثم يقول يا أيها الناس إنما لا يفعل بعدي بأحد من الناس قال: فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاساً فلا يستطيع إليه سبيلاً قال: فيأخذ بيده ورجله فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه في النار وإنما ألقي في الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين﴾ صحيح مسلم. ﴿وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار﴾صحيح مسلم. ﴿وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان أحدهما رأي العين أبيض والآخر رأي العين نار تأجج فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه ناراً وليغمض ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد﴾صحيح مسلم.، فهذه الأحاديث النبوية تبين أن هذا الكذاب المسمى المسيح الدجال يعرف فنون السحر جيداً ويستخدمها لفتنة الناس ومن هذه الفنون سحر التخييل المسلط على مخيلة الإنسان بفعل تدخل الجن الذي يصور في هذه المخيلة ما شاء الساحر تصويره.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
السحر الحقيقي وأنواعه ج3 | ذا القرنين | السحر وخطره على المجتمعات قديما وحديثا . الإدارة العلمية والبحوث Research studies and the risk | 3 | 02 Oct 2009 10:11 PM |
السحر الحقيقى وأنواعه ج 2 | ذا القرنين | السحر وخطره على المجتمعات قديما وحديثا . الإدارة العلمية والبحوث Research studies and the risk | 0 | 24 Sep 2009 09:55 AM |
السحر الحقيقي وأنواعه ج-1 | ذا القرنين | السحر وخطره على المجتمعات قديما وحديثا . الإدارة العلمية والبحوث Research studies and the risk | 0 | 20 Sep 2009 12:16 AM |
السحر وأنواعه | ابرهيم الرفاعى | السحر وخطره على المجتمعات قديما وحديثا . الإدارة العلمية والبحوث Research studies and the risk | 2 | 02 Aug 2007 06:22 PM |