شرح الصدور .. بما لا ينفع الأموات في القبور .

جزاكي الله خير اختي الفاضلة

طيران الموتى بالنعش !! أخبار يلوح عليها الزيف

* ** * ** * ** * ** *

وقد سألني الكثيرون أن أبين لهم موقف الدين من هذه الأمور .. والواقع أن صدق هذه الأخبار لا يكفي فيه مجرد سماعها , ولا مجرد رؤية النعش وهو محمول على الأعناق يتقهقر إلى الوراء أو يتقدم إلى الأمام , فضلا عن سماع طيرانه في السماء .

* ** * ** * ** * ** *

لا يكفي سماع شيء من هذا في تصديقه فالناس مولعون بتناقل الأخبار الغريبه وفيهم من هو قابل لتصديق كل شيء يسمعه , فينقله ويتحدث به ويقسم عليه .

* ** * ** * ** * ** *

إن صدق الأخبار يحتاج إلى الوثوق بصدق حاملي النعش والوثوق بسلامة نفوسهم من الإنفعالات الخاصه , التي تورث الضعف في أعصابهم , وتجعلهم يتقهقرون أو يندفعون الى الأمام بغير انتظام ,

* ** * ** * ** * ** *

والوثوق بأنهم ليس نوايا خاصة في إشاعة أن الميت له عند الله منزله , يبنى له بها ضريح , وتصنع له مقصوره , وتفتح أبوابه للزياره والنذور وتقام له الموالد والليالي , إلى غير ذلك مما يكون في واقعه مورد جديد لحامليه , وإلى من أوعز إليهم بإيجاد هذا المظهر .

لماذا لا يطير الميت المحمول في سيارة ؟!

* ** * ** * ** * ** *

ومن الغريب أننا لم نسمع بذلك إلا في القرى , حيث تحمل الموتى على الأعناق , وإلا في عصورنا المتأخره التي اتخذت فيها هذه المظاهر سبيلا للإرتزاق وسبيلا للتغرير بضعفاء العقول , فلم نسمع عن طيران ميت محمول في سيارة او قطار او في طائرة , ولم نسمع عن باخرة قادمة من بيت الله الحرام , وقد فاضتت فيها روح حاج تقي نقي له بالله صلة خاصة , لم نسمع أن جثته ثقلت أو امتنعت عن أيدي الذين يقذفونه في البحر , حتى يحفظ من الحيتان والأسماك , ويدفن في القبور العادية .

جزاك الله خير في طرح هذا الموضوع والتنبيه بما لاينفع الاموات في القبور..
ولكن للاسف الشديد كثيرا ما نحذر منها في انتشار مثل القصص الكاذبة والخرافات والاباطيل وهي ترهات وخزعبلات من معاول هدم الاسلام .. فالله المستعان ..
وهناك قصص مفتراه .. ولزيادة الايضاحات عليك بكتاب ( سكب العبرات للموت والقبر والسكرات) ..
وأكرمك الله وشرح صدرك للاسلام اكثر وزادك علما ..
ونسأل الله تعالى حسن الخاتمة ..

لم يطر أحد من الصحابة !

* ** * ** * ** * ** *

لم نسمع شيئا من ذلك عن أحد من الربانيين الذين ماتوا في العصور الأولى , خير القرون , وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة , وحماة الإسلام من الصديقين والصالحين والشهداء .

* ** * ** * ** * ** *

وإذن فنحن في حل من تكذيب كل ما نسمع من هذا القبيل , ونرفضه ولا نعني بالبحث عن أسراره وأسبابه .

* ** * ** * ** * ** *

والانسان متى فارق الحياة انقطعت صلته بالدنيا وصار أمره لله وحده . ومن غريب الأمر أن مثل هذه الأقاصيص المخترعه لا تروج , إلا في زمن التقهقر الفكري , وانصراف الناس عن العمل الجاد المثمر , ولا تروج إلا في بيئات خاصة عرفت بالسذاجة وتصديق كل ما يقال .

* ** * ** * ** * ** *

وبعد : فنصيحتي للسائلين أن يتجهوا بأسئلتهم نحو ما ينفعهم في دينهم ودنياهم وليعلموا أن الحياة - حياة السائل , وحياة المجيب وحياة القارئ والمستمع أعز من أن تضيع في السؤال والجواب عن طيران الموتى أو تقهقرهم أن تقدموا , وليس في النعش سوى جثة هامدة ذهبت روحها إلى خالقها , وهو وحده العليم بحالها .. ما لها وما عليها " ولا تقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا " الاسراء .


يتبع ,,

الموالد ,, ابتداع الموالد في عهود التأخر

* ** * ** * ** * ** *

الموالد لا تنفع الميت بل بدعة وضلالة وفي النار .

س // ما حكم الدين في إقامة الموالد للمشايخ ووضع الشمع والمناديل على مقاماتهم ؟

* ** * ** * ** * ** *

الموالد : هي هذه الحفلات الصاخبة , أو المجتمعات السوقية العامة , التي ابتدعها المسلمون في عهودهم المتأخرة باسم تكريم الأولياء , وإعلان قدرهم ومكانتهم , عن طريق تقديم النذور والقرابين والذبائح وإقامة حفلات الذكر , وعن طريق الخطب والقصص والمناقب والأناشيد , التي تصور حياة الولي , وتصف تنقله في معارج الولاية , وما يتحدث به الناس عنه ويضاف إليه من كشف وخوارق وكرامات .

* ** * ** * ** * ** *

وكل ذلك يصنع في الموالد , وعليه تقام , وإليها يهرع الناس باسم الولاية وتكريم المشايخ !!

ومهما قال عشاق الموالد , والمكتسبون بها ومروجوها - أن فيها ذكر الله " وأي ذكر هذا ؟ انه مثل نهيق الحمار ورقص مثل أصحاب السامري لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار فأخذوا يرقصون حوله " والمواعظ , وفيها الصدقات , وإطعام الفقراء فهي والله مباءة للمفاسد

* ** * ** * ** * ** *

وإن ما نراه فيها ويراه كل الناس من ألوان الفسوق , وأنواع المخازي , وصور التهتك , والإسراف في المال ,, يتحتم على رجال الشئون الإجتماعيه , وقادة الاصلاح الخلقي والديني المبادرة بالعمل على إنهائها ووضع حد لمخازيها , وتطهير البلاد من وصمتها ..

* ** * ** * ** * ** *

ولقد صارت بحق - لسكوت العلماء عنها ومشاركة رجال الحكم فيها - مباءة عامة تتهتك فيها الحرمات , وتراق في جوانبها دماء الأعراض , وتمسمخ فيها وجوه العبادة , وتستباح البدع
والمنكرات , ولا يقف فيها اصحاب تلك المناظر عند مظهر أو مظهرين , وإنما ينكرون ويبتدعون ما شاء لهم من الهوى ..

* ** * ** * ** * ** *

ومن أشد ما يؤلم , أن ترى كثيرا من تلك المناظر في المدن ومعاهد العلم والدين وبعض المساجد على مسمع ومرأى رجال الدين وأرباب الدعوة والإرشاد ..

كما يعرف الناس أن لهم قبورا وأن قبورهم كقبور سائر موتى المسلمين , يحرم تشييدها وزخرفتها وإقامة المقاصير عليها , وتحرم الصلاة فيها وإليها , والطواف بها , ومناجاة من فيها والتمسح بجدرانها , وتقبيلها والتعلق بها ..

* ** * ** * ** * ** *

ويحرم وضع أستار وعمائم عليها , وإيقاد شموع أو ثريات حولها . وكل ذلك - مما نرى ويتهاتف الناس عليه ويتسابقون في فعله على أنه قربة لله أو تكريم للولي أو قربة وتكريم - خروج عن حدود الدين , وارتكاب لما حرمه الله ورسوله في العقيدة والعمل , وإضاعة للأموال في غير فائدة , سبيل للتغرير بأرباب العقول الضعيفة واحتيال على سلب الأموال بالباطل .

* ** * ** * ** * ** *

أما بعد : فهذا هو حكم الدين في الموالد , وهذا فيما يصنع بما يسمى مقامات الأولياء .. فمتى يتنبه المسلمون ويتقربون إلى الله بما يرضاه عنهم , وتقرب به إليه أولياؤه الذين ءامنوا وكانوا يتقون ؟

" اتقوا الله في هدي النبي صلى الله عليه وسلم "

يتبع ..

الصلاة عند القبور لا تنفع الميت

* ** * ** * ** * ** *

وليعلم أيضا أن الصلاة عند القبور قد نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح لرجل أن يتحراها ويصلي عندها .

والدليل ما رواه الإمام البخاري في صحيحه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى أنس بن مالك رضي الله عنه يصلي عند القبر فقال له " القبر , القبر " يفهم من ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه والصحابة رضوان الله عليهم كانوا عندهم علم مسبق بالتحريم

والدليل أنه عندما صاح عمر بن الخطاب قائلا لأنس " القبر , القبر " لم يصر أنس على ما كان عليه بل تنبه وابتعد , ودليل ذلك أيضا على أن الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه لم يتعمد الصلاة عنده .. ويحمل ذلك على أنه لم ير القبر .

وروى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي مرثد الغنوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها " .

يتبع ,,

النذر للأضرحه

* ** * ** * ** * ** *

النذر للأضرحه لا ينفع الميت لأن النذر عبادة والعبادة لا تجوز إلا لله عز وجل .

وحتى نقف على الحقيقة في هذا الأمر فإلى ما أثر عن رسول الله فيما يتعلق بالنذور .

* ** * ** * ** * ** *

1- عن ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : أولم ينهوا عن النذر ؟ إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن النذر لا يقدم شيئا ولا يؤخره وإنما يستخرج من البخيل " رواه البخاري

* ** * ** * ** * ** *

2- وروي ايضا عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من نذر أن يطع الله فليطعه ومن نذر ان يعصيه فلا يعصيه " رواه البخاري .

* ** * ** * ** * ** *

فهذان حديثان صحيحان عند الإمام البخاري رضي الله عنه يدل الأول على أن النذر لا يقدم ولا يؤخر وإنما يستخرج من البخيل , ويدل الثاني على أن النذر لطاعة الله وليس لمعصيته .

* ** * ** * ** * ** *

قال الشيخ قاسم الحنفي في شرح درر البحار : النذر الذي ينذره أكثر العوام على ما هو مشاهد كأن يكون للإنسان غائب أو له مريض أو أن يكون للإنسان حاجه , فيأتي إلى بعض الصلحاء ويجعل على رأسه ستره ويقول يا سيدي فلان , إن رد الله غائبي أو عوفي مريضي أو قضيت حاجتي لك من الذهب كذا أو الطعام كذا أو الماء كذا أو القمح والزيت كذا ..

* ** * ** * ** * ** *

فهذا النذر باطل بالإجماع لوجوه منها :

أنه نذر لمخلوق والنذر للمخلوق لا يجوز لأنه عباده والعباده لا تكون لمخلوق .. ومنها أنه ظن أن الميت يتصرف في الأمور دون الله واعتقاد ذلك كفر إلى أن قال : فما يؤخذ من الدراهم والشمع وغيرها وينقل إلى ضرائح الأولياء تقربا إليهم فحرام بإجماع المسلمين

يتبع ,,

الذبح للأضرحه

* ** * ** * ** * ** *

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ملعون من ذبح لغير الله " يعني : مطرود من رحمة الله تعالى .

أهدي هذا للفرق الصوفية لعلهم يتقون الله .

* ** * ** * ** * ** *

وهكذا الحال أيضا لمن يأتون بالنحائر أمام الأضرحة . فإذا ما رأيت القبوري " عابد القبور " من هؤلاء يجد وراءه ما قصده للنحر . بل تراه يصرح بلا خجل أن ما قصده للنحر إنما هو للسيد فلان فهذا مما لا شك فيه شرك بين ومخالفة لما جاء به كتاب الله من آيات بينات .

* ** * ** * ** * ** *

والدليل قول الله تعالى : " وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا " الأنعام

ويقول الله تعالى : " فصل لربك وانحر "

* ** * ** * ** * ** *

وليعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى الناس أن ينحروا من تلك الأماكن قبل أن ينحروا عندها .

والدليل : 1- عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال : نذر رجل أن ينحر إبلا ببوانه " اسم مكان " فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد " قالوا : لا قال : " فهل كان فيها عيدا من أعيادهم ؟ " فقال : لا , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم " أوف بنذرك فإنه لا وفاء للنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم " رواه أبو داود

* ** * ** * ** * ** *

2- روى الإمام على رضي الله عنه قال : قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات : " لعن الله من ذبح لغير الله . لعن الله من لعن والديه . لعن الله من أوى محدثا . لعن الله من غير منار الأرض " رواه مسلم

* ** * ** * ** * ** *

هذا الحديث يبين أيضا أن من ذبح لغير الله فهو ملعون من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كالذي يقول : هذا لسيدي فلان وهذا لسيدي فلان .

ملعون : أي مطرود من رحمة الله تعالى إلا أن يتوب .

" أهدي ذلك لمن يسموا بالطرق الصوفية ' عباد القبور ' "

يتبع ,,

مأتم الأربعين بدعة سيئة

* ** * ** * ** * ** *

نعم فمأتم الأربعين بدعة سيئة لم تكن في عهد النبوة , ولا في عهد الصحابة والتابعين وهي خير العهود وهم أفضل القرون , بل لم تكن معروفة عند جمهور المسلمين في بلادنا وغيرها إلى عهد غير بعيد ..

* ** * ** * ** * ** *

وإنما هي بدعة مستحدثة ودخيلة لا يشهد لها أصل من الدين فهي مذمومة منكره , فيها تكرير العزاء وهو غير مشروع لحديث " التعزية مره " .

* ** * ** * ** * ** *

وفيه إضاعة الأموال في غير وجهها المشروع في حين أن الميت كثيرا ماتكون في ذمته ديون أو حقوق لله تعالى لا تتسع موارده للوفاء بها مع تكاليف بدعة المأتم وقد يكون الورثة في أشد الحاجة إلى هذه الأموال ومع هذا يقيمون هذا المأتم استحياء من الناس ودفعا للنقد , وكثيرا ما يكون في الورثة بها غالبا الفخار والسمعة والتباهي بالغنى ..

* ** * ** * ** * ** *

ولهذا أهبنا بالمسلمين أن يقلعوا عن هذه العادة الذميمة التي لا ينال الميت منها رحمة أو مثوبة بل , لا ينال الحي منها سوى المضرة في المال والدين وأن يعلموا أنه لا أصل لها في الدين .

قال تعالى : " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله " الحشر

* ** * ** * ** * ** *

والاتباع هو الخير والابتداع هو الشر , والوقوف عند حدود الله شعار المؤمنين الصادقين .. فيجب على كل مسلم عاقل أن يسعه ما وسع النبي صلى الله عليه وسلم لقول الله تعالى : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " آل عمران

* ** * ** * ** * ** *

وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وفي رواية لمسلم عن عائشة رضي الله عنها " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد "

وجاء في الحديث الصحيح : " كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار "

وليس في الاسلام بدعة حسنة ولا عبرة بقول من قال : إن في الاسلام بدعة حسنة " انظر فقه السنه "

* ** * ** * ** * ** *

وأوجه النداء إلى جميع المقرئين .. ما حكم " كان " في الآية 70 من سورة يس في اللغة العربية ؟