اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


﴿ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ﴾ الٓمٓ ﴿١﴾ ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ﴿٣﴾ وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ ﴿٤﴾ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴿٥﴾ البقرة .

روى الإمام مسلم عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اقرَؤوا القُرآنَ؛ فإنَّه يَأتي شَفيعًا يومَ القيامةِ لصاحبِه، اقرَؤوا الزَّهراوَينِ: البَقرةَ وآلَ عِمرانَ؛ فإنَّهما يَأتِيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غَيايتانِ، أو كأنَّهما غَمامتانِ، أو كأنَّهما فِرقانِ مِن طَيرٍ صَوافَّ يُحاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرَؤوا سورةَ البَقرةِ؛ فإنَّ أخذَها بَركةٌ، وتَركَها حَسرةٌ، ولا تَستطيعُها البَطَلةُ ) .


           :: الكعبة (آخر رد :عائد لله)       :: الحجامة فضلها وفوائدها . (آخر رد :المكي)       :: افضل ايام الحجامة . (آخر رد :المكي)       :: سورة يس (آخر رد :طالبة علم شرعي)       :: "وأشرقت الأرض بنور ربها" تلاوة رائعة بصوت الطفلة بشرى . (آخر رد :ابن الورد)       :: حلم الدموع (آخر رد :hoor)       :: كحل الإثمد ، تعريفه ، ومصدره ، وفوائده ، وضوابط استعماله للنساء والرجال (آخر رد :المكي)       :: الحشد المليوني على الحدود وساعة الصفر تقترب من جزيرة العرب (آخر رد :ابن الورد)       :: طالبان والرايات السود / ظهور المهدي في جيش المشرق / خراسان (آخر رد :ابن الورد)       :: السرطان ليس مرض . (آخر رد :المكي)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

دراسات وأبحاث علم الرُقى والتمائم . الإدارة العلمية والبحوث Studies and science research spells and طرق محاربة السحر والشيطان و العين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 05 Mar 2008, 09:43 PM   #2
أبو سفيان
Banned


الصورة الرمزية أبو سفيان
أبو سفيان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2349
 تاريخ التسجيل :  Jan 2008
 أخر زيارة : 24 Jan 2012 (09:58 PM)
 المشاركات : 4,226 [ + ]
 التقييم :  14
لوني المفضل : Cadetblue


والطب المادي الذي كان في زمن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان في غاية الضعف، بحيث يصدق عليه أن غالبه موهوم أو مظنون. ولم يزل الطب يزداد قوة، جيلاً بعد جيل، حتى آل إلى ما هو عليه الآن من القوة. والقوة التي نعني هنا هي قدرة أطباء هذا الزمن على قياس قوة العلاج وتحديد نوعه: وهل هو من العلاج المقطوع به، أو من المضنون، أو من الموهوم. وهذا يتم خلال دراسات علمية مقارنة غير منحازة (19)، بل إنه يمكن تحديد قوة العلاج بالنسبة المئوية. وهذا بالطبع لا ينطبق على كل أدوية هذا الزمن، لكنه ينطبق على كثير منها. والجهات الرسمية والجمعيات العلمية(20)، لا توثّق علاجاً ما، حتى تطمئن إلى قوته الشفائية، وغلبتها على ما قد يحصل بسببه من أضرار.
والحاصل من هذا:
أن الأصل هو الجمع بين الدوائين الإيماني والطبي، لكن يجوز للمرء الأخذ بأحدهما، على شرط التنبه إلى أن التخيير في أخذ العلاج الطبي أو تركه، ليس على إطلاقه، بل هو راجع إلى قوة هذا العلاج، ورجحان النفع به، كما ذكرنا، فكلما كان النفع أرجح كان الأخذ به أولى، وقد يجب، فإذا كان النفع مظنوناً، كان الحزم على تعاطيه أقل. أما الرقى فإنها مندوبة في كل حال، وليست بلازمة. والله تعالى أعلم.
وأما مايصنعه بعض الصالحين، من الاقتصار على الرقية في كل أحوالهم أو غالبها، دون تعاطي ما أباحه الله من الأدوية الحسية المجربة النافعة(21)، فهو في نظري خلاف هدي محمد –صلى الله عليه وسلم-، وهديُه عليه الصلاة والسلام أكمل الهدي وأسده، وهو أعظم المتوكلين على ربهم، وأقواهم به يقيناً، ولايليق به، فداه أبي وأمي وأهلي، إلا الأكمل والأفضل والأسد. فالأحرى بالصالحين - حشرنا الله وإياكم معهم، في الدنيا والآخرة - أن يقتدوا بإمامهم –صلى الله عليه وسلم-، فيصنعوا هذا مرة وهذا مرة. جاعلين عمدتهم في هذا التخيير، ما تقدم بيانه من تفاوت قوى العلاجات، المادي منها والشرعي. والله تعالى أعلم وأحكم.
وكذلك ما يصنعه بعض الناس أو الأطباء من تجاهل الرقية أو الاستهانة بها فهو تفريط كبير بدواء إيماني مفيد نافع وليس له أضرار جانبية.
ونؤكد هنا أن الرقى كغيرها من العلاجات الإيمانية الشرعية، ليست طباً بديلاً للطب المعاصر، يلجأ إليها عند فشله، بل هي طب موازٍ، يسير جنباً إلى جنب مع الدواء المادي. وهذا يدلك على خطأ يقع فيه بعض المرضى، حين يجعلون الرقية آخر الدواء، فتراهم يتنقلون بين الأطباء والمستشفيات، ويبادلون بين العقاقير والجراحات، حتى إذا انقطعت بهم الحيلة، وضاق عليهم السبب، فطنوا إلى شأن الرقى، فقالوا: ما لنا لانرقي؟، فقد تنفع!. ومثل هؤلاء يجدر ألا تنفعهم الرقية، لجعلهم إياها القشة التي يتمسك بها غريق البحر، فهي أوهى الأسباب عندهم. إلاّ أن يتولد في قلوبهم من اليقين بالله، وعظيم الاطراح بين يديه، وتعليق أزمة أمورهم إليه، ما يكون من القوة بحيث يغالب الداء، فذاك شأن آخر.

[7] ما الأمراض التي تعالج بالرقية؟
وهل الرقية خاصة بعلاج الأمراض الروحية (ذات السبب الغيبي، من السحر والمس والعين)؟ أم هي خاصة بالأمراض المستعصية؟ أم أنها مقصورة على الأمراض النفسية؟ أم هي صالحة لعلاج أي مرض؟ وهل مستند ذلك الشرع أو التجربة أم البحث العلمي؟
والجواب في نظري هنا أيضاً مجمل ومفصل. أما المجمل والمختصر فهو أن الرقية نافعة ومشروعة لكل الأمراض. وأما الجواب المفصل فهو ينبني على 3 مسائل:
الأولى: ما هدي النبي الكريم –صلى الله عليه وسلم- في هذا؟(22)>
الذي يظهر من تتبع النصوص الشرعية، أن الرقية مشروعة لكل أنواع الأمراض. فقد استخدم النبي –صلى الله عليه وسلم- الرقى، أو أذن باستخدامها، في أنواع الأمراض: العضوية منها، والنفسية، وما كانت بسبب العين ونحوها، بل جاءت نصوص أنها تقال كلما مرض الإنسان واشتكى، دون تقييدها بمرض عن آخر.
فمن النوع الأول : ما ثبت أنه رُقيَ في عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- لعلاج لدغة العقرب(23)، والجروح (لنوع منها يسمونه النملة) (24). ومن النوع الثاني: استخدام الرقية، على عهده –صلى الله عليه وسلم- في علاج المعتوه والمجنون(25)، وإرشاده –صلى الله عليه وسلم- من أصابه هم أو حزن أن يدعو بدعاء الهم والحزن، وهو دعاء معروف مؤثر(26). ومن النوع الثالث: ماجاء أن النبي –صلى الله عليه وسلم- أمر عائشة –رضي الله عنه- وغيرها أن تسترقي من العين(27). ومن النوع الرابع: ما ثبت أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يرقي نفسه إذا اشتكى(28)، وقد يرقيه جبريل –عليه السلام-(29)، وكان إذا مرض أحد من أهله رقاه(30)، وكان إذا أتى مريضاً أو أُتي به رقاه بأنواعٍ من الرقى محفوظة، وقال لأصحابه من اشتكى منكم أو اشتكاه له أخوه فليقل...الحديث(31).
وبمثل هذا قال جمع من أهل العلم.
فقد قال ابن عبد البر -رحمه الله تعالى-: وقال جماعة من أهل العلم: الرقى جائزة من كل وجع، ومن كل ألم، ومن العين وغير العين. وقال:...ومن [الـ] حديث.. جواز الرقى من كل شيء يُشتكى به من الأوجاع كلها(32). وقال القرطبي رحمه الله: فيه دلالة على جواز الرقى من كل الآلام، وأن ذلك كان أمراً فاشياً معلوماً بينهم(33).
وقد ألهم الله تعالى كثيراً من الناس التداوي بالرقية كلما أصابهم مرض، منذ اللحظة الأولى لإصابتهم به. وهذا الصنيع منهم اقتداء بالنبي –صلى الله عليه وسلم-.

الثانية: هل يمكن معرفة وتشخيص الأمراض ذات السبب الغيبي ابتداءً؟
هذه من مسائل الخلاف الكبرى في باب الرقى، وهو ما يعرف بمسألة (التشخيص)، أي القدرة على تشخيص المرض بأنه بسبب العين أو الجن أو السحر. وهذه مسألة طويلة ولا أريد التوسع فيها هنا، لكن لابد من التأكيد على محل الاتفاق ومحل النزاع.
فمن محال الاتفاق إثبات هذه اٍلأسباب الغيبية أصلاً، أعني وجود الجن والعين والسحر.
ومن محال الاتفاق إثبات تأثير العين والسحر والجن على صحة الإنسان، بأشكال وصور متنوعة بعضها متفق عليه وبعضها مختلف فيه.
ومن محال الاتفاق أنه لا يوجد دليل شرعي قطعي على إمكانية القدرة على التشخيص.
وأما نقطة الخلاف الحقيقية فهي: هل يمكن التشخيص بناء على التجربة الشخصية والخبرة العملية والمشاهدات الواقعية؟ على قولين، فكثير من الرقاة يقولون يمكننا تشخيص الحالة بالخبرة والممارسة، وكثير من الأطباء يقولون التشخيص التفريقي (Differential diagnosis) له أصوله العلمية وليس مبنياً على التجربة الشخصية فقط، وما يزعمه القراء من قدرة على التشخيص معدود في العرف العلمي من أضعف طرق الإثبات. فإن طرق الإثبات والتشخيص تطورت مع الزمن، والطرق التي يستخدمها القراء ضعيفة وغير منضبطة.
ولعل القراء فاتهم أمر في غاية الأهمية، وهو أن تشخيص الأمراض علم قائم بذاته يمضي فيه الأطباء سحابة دهرهم، وهو من صميم تخصصهم وهو الوحيدون المصرح لهم رسمياً بالتشخيص. فكيف يقول بعض الرقاة إنهم أهل تخصص بالأمراض الروحية ويعرفون كيف يشخصونها، ويكتبون في ذلك كتباً وموسوعات ورسائل، وهم لم يدرسوا هذا العلم في جامعة ولم يأخذوا فيه شهادة، إنما هي خبرة أخذوها بالمشافهة والتجربة الشخصية؟! بل إن بعضهم صار يطالب الأطباء باحترام تخصص القراء فيه، هذا والله العجب! كيف تخصصوا؟ وأين تعلموا؟ ومن أعطاهم شهادة التخصص؟.
إن علم تشخيص الأمراض التفريقي من أخطر فنون الطب ولا يعطى الطبيب شهادة التخرج ولا تصريح الممارسة إلا بعد التأكد التام أنه متقن لهذا الفن، عارف بخفاياه ومتشابهه، بل إن الطبيب النطاسي في تخصص معين كالقلب مثلاً ليس من حقه أن يشخص أمراض تخصص ثانٍ كالأعصاب، فإذا كان هذا في حق الأطباء حين تختلف تخصصاتهم وهم بالأصالة أهل هذا الفن، فكيف بالرقاة الذين لم يدرسوا هذا الفن ولم يصرح لهم بالممارسة فيه؟!
إنني أعتقد أن ممارسة القراء للتشخيص هو خروج بالرقية عن مقصودها، ودخول فيما ليس من تخصصهم، وهم في غنية عنه. وحاجة الناس للقراء ليست في هذا إنما هي فيما لا يحسنه الأطباء ولا يعرفونه، من قراءة القرآن عليهم وتعليمهم ذلك وربطهم بالله تعالى وتعليقهم به سبحانه ورفع مستوى الإيمان عندهم وتقوية الجانب الروحي لديهم.
وعلى كل حال فالحل في نظري في هذه الجزئية بالذات هو تطوير وسائل التشخيص وطرق الإثبات والبحث، حتى نصل إلى نتيجة علمية مقنعة للطرفين. ومع ذلك وعلى افتراض أن البحث العلمي دلنا على إمكانية التشخيص فإني أرى أن التشخيص من الزيادات المنكرة على الرقية الشرعية، وأنه يدخل الناس في دوامة من الوهم والشك والقلق ليس لها أول ولا آخر، وأن الأولى بالقراء قفل هذا الباب نهائياً، والاقتصار على المقصد الحقيقي من الرقية وهو تقريب الناس إلى ربهم وتعلقهم به وزيادة إيمانهم.
ومن أسف أن غالب مشاكل الرقية وغالب نقاط الخلاف تتركز حول هذه المسألة بالذات، فليت بابها يقفل فنستريح، ونتفرغ للمقصد الحقيقي من مشروعية الرقية.
ومن محال الخلاف أيضاً: المبالغة في نسبة كثير من الأمراض للأسباب الغيبية، من عين ومس وسحر، حتى صار بعض الناس لا يفكر إلا بهذه الطريقة، وكلما أصابته صائبة أو مرض أو توعك قال لعلها عين! أو ربما تكون مساً، أو قد أكون مسحوراً. وساعد على ذلك سرعة تهور بعض المعالجين بإفتاء من جاءه بأن فيك عيناً، وأنت ممسوس من الجن الأزرق، وأنت سحرك ساحر في المغرب، وغالب هؤلاء المرضى مستعد أصلاً لتقبل مثل هذا فيدخل في دائرة من الوهم والشك والقلق، الله أعلم متى يكون خلاصه منها.
الثالثة: هل الرقية تفيد في كل مرض أم أن فعاليتها في أمراض معينة؟
أما من جهة الشرع فقد ذكرنا هدي النبي الكريم –صلى الله عليه وسلم-، وأنه كان يرقي لكل الأمراض. أما من جهة الطب فليس هناك أبحاث في هذا حتى الآن، وليس هناك في نظري ما يمنع طبياً من أن تكون الرقية مفيدة لكل مرض. لكن الناس اعتادوا أن يجعلوا الرقية في الأمراض النفسية والمستعصية، ولذلك فنحن نادراً ما نجد في العيادة مريضاً يرقي نفسه من مرض السكري أو الضغط أو القلب أو الربو، إنما يرقون أنفسهم في الأمراض النفسية والمستعصية، وهذا خلاف فعل النبي الكريم –صلى الله عليه وسلم- وهديه. نسأل الله تعالى أن يشفي مرضى المسلمين.
والحاصل:
أن ظن بعض الناس في هذا الزمن، من الرقاة والأطباء وعامة الناس، أن الرقية إنما هي لما كان سببه غيبياً، من عين أو سحر أو مس، أو كان مرضاً مستعصياً عجر عنه الطب، وأن الأمراض العضوية لا تعالج بالرقية، فهو ظن لاتسنده الأحاديث الصحاح، ولا الأقوال الملاح. بل كان لهذا الظن من الآثار السيئة أن تعمق لدى الناس، الفصل بين طب الوحي والطب المعاصر، ووسعت شقة الخلاف بين الأطباء والرقاة.


[8] من يقوم بالرقية
بمعنى هل يقوم المريض برقية نفسه، أو أنه يذهب للاسترقاء عند الرقاة؟
الأفضل والأكمل أن يرقي الإنسان نفسه، أو يتطوع أحد معارفه برقيته، وذلك لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، هُم الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ - وَفي رِوايَة زيادة: وَلا يَكْتَوون" متفق عليه. وذلك والله أعلم لأمور:
أحدها: أن طلب الرقية من الغير يضعف التوكل، بما فيه من سؤال القراء والتعلق بأشخاصهم، مع ما قد يجره من الغفلة عن تقدير الله وتدبيره.
والثاني: أن طلبها من الغير يقطع على الإنسان غنيمة ذكر الله، والتضرع إليه.
والثالث: أن الرقية من الأدوية الشرعية، التي مدارها على قوة الروح.
لكن لا مانع من الاسترقاء عند الرقاة الصالحين الموثوقين، خاصة لمن لايحسن الرقية، كما سيمر معنا في الفقرة (أ) من المسألة رقم (13).
ونحن ننصح المريض دوماً أن يرقي نفسه بنفسه، فإن في هذا خيراً كثيراً له، وإذا أحب أن يذهب للرقاة فليختر الراقي الصالح المتدين، وليحذر أشد الحذر من المشعوذين والسحرة أو من الرقاة الذين يمارسون الرقية بطريقة غير صحيحة.


[9] كيف تساعد الرقى في علاج الأمراض؟
الرقية نوع من الدعاء والذكر، وهو من العلاجات الإيمانية الغيبية التي جعل الله تعالى فيها سبباً للشفاء. وطريقة عملها وتأثيرها من الأمور الغيبية التي ربما لا نستطيع تحديدها، لكن عدم معرفتنا بالطريقة لا يلغي فائدتها.
ومن باب التنظير فأعتقد أن الرقية قد تؤثر بالطرق الآتية:
 أنها سبب غيبي مستقل بذاته، يؤثر بإرادة الله تعالى، لما فيه من بركة كلام الله تعالى.
 أنها تقوي من نفسية المريض وقابليته للشفاء. والقابلية والاستعداد للشفاء عامل مهم من عوامل الشفاء.
 أنها في حال تطبيقها بشكل صحيح فإنها ستربط المريض ببقية العلاجات الإيمانية، كالإيمان بالله واليقين والرضا والصبر والاحتساب والدعاء والرجاء وغيرها.
والرقى ليست من جنس الأدوية الطبية المادية، بل هي من الأدوية الإلهية المتعلقة بالروح، وقوة تأثير الرقية تعتمد على عاملين مهمين:
الأول: قوة القرآن والأذكار وبركتها. وهذا ثابت لا يختلف على مر الأزمان واختلاف الأشخاص.
الثاني: اعتقاد المريض وقوة إيمانه وقناعته ويقينه بموعود الله تعالى. فلابد لها من قوة التوكل وصدق اليقين بالله، ولذا فإنها قد تنفع مع مريض ولا تنفع مع آخر، بحسب ما يكون في قلب صاحبها من اليقين والثقة بموعود الله.
أما الراقي إذا لم يكن هو المريض نفسه، فيكون مؤثراً إذا كان صالحاً مقبولاً عند الله، أما الخبرة والممارسة فلا أظنها من معايير قبول الله لرقية الراقي، لأن الرقية عمل قلبي إيماني غيبي متعلقها الصلاح والاستقامة، لا الخبرة والممارسة.
ويشيع كثيراً بين الناس عبارة (السيف بضاربه) ويقصدون أن تأثير الرقية هو بحسب صلاح الراقي وقوته وخبرته، وهذا القول صحيح إذا كان الراقي هو المريض نفسه، فإن قوة اعتقاد المريض ويقينه بموعود الله هي العامل المهم. أما إن كان الراقي ليس هو المريض فهذا القول رغم شيوعه وهو منقول عن الإمام ابن القيم رحمه الله ليس صحيحاً على الإطلاق. إذ ليس مقصود ابن القيم وهو أستاذ القلوب والرقائق أن يعلق الناس بأشخاص القراء، وإنما مقصوده التأكيد على أهمية النية والاعتقاد في تأثير الرقية.
والمشاهد الآن أن الناس يبحثون عن الراقي الجيد، الذي يشفى الناس على يديه (بإذن الله طبعاً)، فانقلبت الرقية عن مقصودها في تعليق الناس بالله تبارك وتعالى، إلى التعلق بأشخاص القراء. والتحذير من التعلق بالأشخاص يرد حتى عند التعالج لدى الأطباء، لكنه في حق الأطباء أقل خطراً لأن مراعاة أهمية المهارة والحذق في الأطباء واضحة فالعلم الذي معهم مادي تجريبي، أما القارئ فهو مبلغ عن الله تعالى والأصل فيه أن يربط الناس بمولاهم لا بشخصه. والله أعلم.

[10] هل العلاج بالرقية تنطبق عليه قوانين البحث العلمي، ويمكن قياسه وإجراء التجارب عليه؟ أم هو أمر غيبي غير خاضع لقوانين البحث العلمي؟
قرأت لبعض الزملاء من الأطباء أن تأثير الرقية لا يمكن أن تنطبق عليه قوانين البحث العلمي، لأنه أمر غيبي لا يمكن قياسه، ولأنه متداخل مع سلوكيات وعلاجات إيمانية أخرى لا يمكن ضبطها وتحييدها.
فإن كان المقصود إغلاق باب البحث العلمي في باب الرقى نهائياً فهذا لا يمكن أن يوافق عليه أحد، وإن كان المقصود صعوبة ذلك فنعم قد تكون إجرائيات البحث صعبة لكنها ممكنة، ولنا في العلوم النفسية والاجتماعية أسوة حسنة، فلنستفد من طرائق البحث هناك ونعدّلها بما يتناسب مع خصوصية الرقية.
بل إني أقول إن البحث العلمي المنضبط هو المطلوب في هذه المرحلة، بدلاً من السجال الذي وصل حد السباب وتبادل التهم، فالبحث العلمي يرجى أن يساهم في الإجابة على كثير من الأسئلة العالقة، ويزيل اللبس في كثير من القضايا المختلف فيها.

[11] كيف نستفيد من مفهوم الرقى، في العلاج الطبي؟..
الواقع الحالي فصام واضح بين الطب والرقية، وما لم ينشط الأطباء أنفسهم لتصحيح الوضع فلن يفعل ذلك أحد بالنيابة عنهم. إن العلاجات الإيمانية ومنها العلاج بالرقى غائب تماماً أو شبه غائب في ممارسات الوسط الطبي حالياً، ولا يجرؤ أحد من الأطباء حتى الآن على الحديث عنه في محاضراته أو أبحاثه بل ربما أحياناً مع مرضاه.
وقد يكون من أهم الأسباب هو أن الأطباء لا ينظرون عادة إلى أي علاج ما لم يقنن ويضبط وتتم دراسته بشكل علمي واضح، حتى يمكن إدراجه ضمن الممارسات اليومية في الطب، والعلاج بالرقية لم يقع له شيء من ذلك.
وأنا شخصياً أعتقد أن الحل لهذا الفصام هو في تحويل الرقية إلى تخصص علمي جامعي، ودمجه مع القطاع الصحي، وتكثيف البحوث فيه. وسأفصل أكثر في هذا الرأي في مسألة رقم (14).

[12] لماذا يحصل نفور بين بعض الأطباء وبعض الرقاة؟
أعتقد أن السبب مشترك.
فالأطباء من جهة قد يكون فيهم شيء من الغرور والاستعلاء على الرقاة، خاصة مع وجود الفارق في مستوى التعليم والشهادة بين هؤلاء وهؤلاء. وفي الأطباء أيضاً سرعة وعجلة في إنكار ما لا يثبت، وهذا من سلبيات المدرسة الطبية المعاصرة التي تطالب بالدليل المادي على كل شيء، وعلى كل فقد خفت هذه الصرامة في أوساط البحث الطبي، حين تبين لهم استحالة إثبات كل مسائل الطب وقوانينه بالأدلة المادية القاطعة. لكن مع ذلك يبقى البحث العلمي هو الدليل المفضل القاطع للنزاع.
أما الرقاة ففيهم شيء كبير من النفور من الطب المعاصر، لأنهم يرونه غربياً لا يؤمن بالغيبيات ولا بالله تعالى. وفي الرقاة أيضاً إشهار لسلاح النصوص الشرعية في غير مكانها أحياناً، وفيهم أيضاً عجلة في التعميم والأخذ بالعموميات والاعتداد بالتجربة الشخصية، وهي كما قلنا أوهى درجات الإثبات العلمي وأضعفها.
وتحولت القضية إلى محاولات لإثبات الرأي من كل فريق. والمخلصون من كل فريق يقولون لابد أن نلتقي ونتحاور، والحوار خطوة بناءة لكنه إلى الآن لم يحل المشكلة، ولا أظنها ستحل بمجرد الحوار، بل لابد من تحرك علمي تجريبي واسع وقوي، وسأذكر مقصودي بهذا التحرك العلمي في المسألة الأخيرة عند ذكر المقترحات.
وما لم يتجرد هؤلاء وهؤلاء فإن الضحية هم المرضى!.

[13] ملاحظات طبية حول بعض الممارسات والطقوس في الرقية (تنظيم العلاج بالرقية).
أ*- ما يسمى بعيادات الرقية (ظاهرة تفرغ البعض للرقية على الناس).
رقية العارف غيره كان أمراً معروفاً في الجاهلية والإسلام، فقد ثبت في السيرة أن بعض الصحابة، بيوتات وأفراداً، كانوا يرقون الناس ويُعرفون بذلك، منهم آل حزم، وهم أهل بيت من الأنصار، كانوا يعرفون بالرقية في الجاهلية، ثم أقرهم الرسول –صلى الله عليه وسلم- في الإسلام، وقد كان من الصحابة من يرقي المجانين ويعرف بذلك(34)، ومنهم من كان يرقي من العقرب(35). والرسول –صلى الله عليه وسلم- أذن لبعض الصحابة، أن يطلبوا الرقية ممن يحسنها، وحث أصحابه على رقية المرضى، في قوله: "مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ"(36). وإلزام الناس جميعاً ألا يطلبوا الرقية من الغير، وأن عليهم أن يقرؤوا على أنفسهم، أمر كمال لا يمكن تحققه لكل الناس، إذ ليس كلهم محسن للرقية عارف بها.
وهذا غاية ما نعرف من أحوال تلك القرون الفاضلة، أن يكون أناس معروفون بالرقية خبيرون بها. أما الآن فقد تطور الأمر وأصبح الرقاة لهم أماكن خاصة بهم تسمى غالباً "عيادات العلاج بالرقية"، وصارت الرقية حرفة وباباً للكسب، يتفرغون لها، ويعرفون بها، ويشار إليهم بالبنان، ويسافر إليهم من شتى الأقطار.
ولا شك أن حاجات الناس زادت، والأمور أصبحت أكثر تعقيدا، ووجود هذه العيادات أعتقد أنه استجابة طبيعية لطلبات المجتمع، لكن المقلق أنها وجدت هكذا بلا تنظيم ولا ضوابط، وصارت كلأ مباحاً لكل أحد، فدخلها الأمي والجاهل والمشعوذ والدجال، وإن كانت لم تخل بحمد الله من طلبة العلم والأخيار والصالحين. وقد بانت لهذه العيادات مفاسد شرعية كثيرة أشار إليها بعض الباحثين(37)، وبعض هذه المفاسد قبيح شنيع لا يمكن السكوت عليه أو التغاضي عنه.
ولهذا أفتى عدد من علماء العصر بالتنفير من هذه العيادات لغلبة المفاسد وشيوعها، وكل هذا الذي تقدم، إنما هو خلاف في عيادات الرقية لا في جواز الاسترقاء عموماً. فإن طلب الرقية من الغير أمر مباح بلا ريب، خاصة لمن لا يحسن الرقية.
وأنا شخصياً لا أظن أن الحل هو في الإغلاق نهائياً لأن هذا في نظري غير ممكن إطلاقاً ولا منصف أيضاً، وإنما الحل هو في تنظيم العلاج بالرقية وإصدار اللوائح والأنظمة المقننة له. وهذا الاقتراح هو أحد الاقتراحات الخمسة التي أقترحها لتطوير هذا العلم، وسأذكرها في فقرة مستقلة في المسألة رقم (14).

ب*- الدور المطلوب من الراقي:
في نظري أن ما يجري حالياً فيما يسمى عيادات الرقية لا يفيد المرضى كثيراً، لأن فيه خروجاً عن مقصود الرقية وهو التعلق بالله إلى التعلق بأشخاص القراء وإلى التعلق بالزيت والماء، بل ربما كان المريض يراجع عيادات القراء سنين عدداً ولم يحصل أن قرأ على نفسه من القرآن شيئاً!. والمفترض بالرقاة أن يعلموا الناس كيف يرقون على أنفسهم، ويحفظونهم الآيات والأذكار، بحيث يطبقها المريض بنفسه ويراجع الراقي بين وقت وآخر. أما هذا البيع العلني لآيات الله في الماء أو الزيت فليس من مقصود الرقية في قليل أو كثير.
وقد مر سابقاً أن القوة الحقيقية في الرقية ليست في الراقي فقط، وإنما هي في القرآن وفي اعتقاد المريض نفسه وقوة يقينه.

ت*- إضافة الضرب والخنق للرقية
وهذا من أسوأ الطقوس الإضافية، وليس له مستند شرعي صريح، وحصلت منه مفاسد كثيرة، والذي نشره وأشاعه هيبة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فإنه قد نصر هذا الرأي، وعموماً الفتوى حالياً قائمة على التحذير من الضرب والخنق. وإنك لتعجب هل قوة القرآن ضعيفة حتى نضطر إلى الضرب والخنق، وهل الجن يخافون من الضرب أكثر من خوفهم من القرآن؟

ث*- منع المريض من أخذ العلاج الطبي
وهذا أمر مؤسف ويقع كثيراً من بعض الرقاة، ولا داعي لمثل هذا خاصة أنا ذكرنا أن الأصل الجمع بين الدوائين الإيماني والطبي في المسألة رقم (6).

ج*- الرقية بغرض التشخيص
وقد شرحنا في المسألة رقم (7) صعوبة تشخيص الأمراض ذات السبب الغيبي أصلاً، ونبهنا على خطأ المبالغة فيه، وذكرنا أنه على فرض أن الراقي عرف التشخيص فإن التوصية بعدم إخبار المريض به.


 

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الموقع الاسلامي الطبي أبو سفيان طب الأعشاب . علمها وطبها وفوائدها Department of Herbal Medicine. Flag and Dobaa and benefits 0 13 Apr 2011 01:54 PM
ما الرأي!!!!!!! أفق إدارة الطب الإلهي والنبوي ـ االإستشارات العلاجية والإستشفاء ـ Department of Medicine and the Prophet 2 06 Mar 2009 01:20 PM

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 01:48 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي