حكم الكفر تحت ضغط الوسواس القهري واستخدام الجن في العلاج من العين

حكم الكفر تحت ضغط الوسواس القهري واستخدام الجن في العلاج من العين

السؤال
أنا مريض بالعين، ويعالجني شخص يقرأ القرآن من الطريقة السمانية، وقد قرأت فتوى عن حرمة استخدام الجن، ولكن ابن تيمية أجاز استخدامهم في المباحات، فهل العلاج بهذه الصورة يخرجني من الملة، مع أنني مصاب بالوسواس القهري؟ وقد وسوس لي الشيطان بأن أكفر، فكفرت وتشهدت واستغفرت، ولكنه يأتيني ويقول لي لن يقبل الله منك لأنك تتعالج بمكفر وأنت لا تزال على الكفر ولن تقبل منك التوبة إلا بالإقلاع عن العلاج، فهل يقبل الله توبتي وأنا أعالج بهذه الصورة؟ وهل أكون كافرا إذا شككت في ذلك حتى تتم الفتوى؟.



الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يتوب عليك، وأن يعافيك مما ذكرت، واستعمال الجن في أعمال الخير من الأمور التي اختلف فيها أهل العلم، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 60822، وما أحيل عليه فيها.
وعلى ذلك، فإذا اقتصر المعالج على مجرد استخدام الجن دون التعدي إلى الشعوذة، فهذا من أمور الاجتهاد، وليس من قضايا الكفر والإيمان، فلا تكفر بذلك، بل أنت باق على إسلامك، وإن كنا لا نفتيك بالعلاج بالطريقة المذكورة، وراجع لمعرفة الفرق بين الشعوذة والعلاج بالقرآن الفتوى رقم: 6347.
وقد سبق الكلام على التلفظ بالكفر بسبب الوسوسة وعلاج ذلك في الفتوى رقم: 139289، وما أحيل عليه فيها.
فإن كنت قد أتيت بمكفّر مغلوبا على ذلك، فلا إثم عليك، لأنك معذور، وإن لم تكن مغلوبا على ذلك، فالواجب عليك هو التوبة، فإذا أقلعت وندمت على ما فعلت وعزمت على عدم العودة إليه، فهذه توبة صحيحة ومقبولة ـ إن شاء الله ـ ولا تتوقف صحتها على ترك العلاج المذكور حتى على الفتوى بتحريمه، وراجع بشأن التوبة من بعض الذنوب دون بعض الفتويين رقم: 222961، ورقم: 116723.
والله أعلم

بارك الله فيكِ وأثابكِ الخير

جزاك الله خير اخي الفاضل