|
#1
|
||||||||
|
||||||||
|
الظــــــلم
الظلم هو : التصرف فى حق الغير بدون حق أو مجاوزة الحد .. قالأبن الجوزى : الظلم يشتمل على معصيتين : 1ــ أخذ حق الغير بدون وجه حق 2ــ مبارزة الرب سبحانه وتعالى بالمخالفة والمعصية ، والظلم يقع غالباً بالضعيف الذى لا يقدر على الأنتصار ، وإنما ينشأ من ظلمة القلب لأنه لو أستنار لأعتبر . ................................. عن جابر ـ رضى الله عنه ـ أن رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ـ قال : [ أتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، وأتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على ان سفكوا دماءهم وأستحلوا محارمهم ] رواه مسلم ................................ ماأعظم الإسلام دين الحق والعدالة ، دين المساواة والأنصاف .. إنه الدين الذى يمقت الظلم ويكره العدوان ، ويأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذى القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى .. والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ــ يبين لنا فى هذا الحديث النبوى الرائع عاقبة الظلم ومصير الظالمين .. إنه مصير مشئوم لأنه يكون يوم القيامة ظلاماً دامساً يحل بصاحبه فلا يرى طريقه ، ولا يعرف كيف يمضى ولا أين يسير ؟! وبهذا التعبير الموجز عن مصير الظالمين ينفر الرسول الكريم من الظلم بجميع أنواعه وضروبه ، ويحذر من عاقبته التى هى أسوأ عاقبة : ( وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون ) وليس هذا فحسب ، بل إن الظالم سينتقم الله منه فى الدنيا قبل الآخرة ، فإذا تأخر عنه العذاب فليس ذلك بأهمال من الله ــ حاشا لله ــ بل بإمهال لزيادة عذابه لأنهأستدراج له ، وفى ذلك يقول النبى ـ صلى الله عليه وسلم : [ إن الله ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ] ثم تلا قوله تعالى ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهى ظالمة ، إن أخذه أليم شديد ) ................................. وأقبح أنواع الظلم وأبشعه صورة ، أن يظلم الإنسان قريبه ، أو صديقه ، أو من يجب الإحسان إليه والعطف عليه ، قال طرفة بن العبد : وظلم ذو القربى أشد مضاضة ... على النفس من وقع الحسام المهند . ................................. الإنسان بفطرته يكره الظلم ويمقت الظالمين ويرفض أن يكون ملهاة للطغاة الجبارين ( ولمن أنتصر بعد ظلمه فأولئك ماعليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون فى الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ) الشورى 42 وفى الحديث القدسى : ( ياعبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ) رواه مسلم ................................ ** قال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ [ لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء [رواه مسلم]. ** والاقتصاص يكون يوم القيامة بأخذ حسنات الظالم وطرح سيئات المظلوم، فعن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: [ من كانت عنده مظلمة لأخيه؛ من عرضه أو من شيء، فليتحلله من اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه [رواه البخاري. ** عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لأبي سلمة بن عبد الرحمن، وكان بينه وبين الناس خصومة: يا أبا سلمة اجتنب الأرض ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين ] (رواه البخاري ومسلم). ** وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وَطِّنُوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا ] رواه الترمذي. ** عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: [ أتدرون ما المفلس، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم وطرحت عليه، ثم طرح في النار [رواه مسلم ** عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا ـ ويشير إلى صدره ثلاث مرات ـ، بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه ] رواه مسلم. ******************** فتوى للشيخ أبن عثيمين فى الدعاء على الظالم / السؤال: هل الأفضل للمظلوم الدعاء على من ظلمه ، وهل قول النبي صلى الله عليه وسلم إن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب إشارة إلى الدعاء على الظالم ؟ الإجابة – للشيخ / ابن عثيمين : المظلوم له أن يدعو الله عز وجل على ظالمه بقدر ظلمه ودليل ذلك قول النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ : [ اتقي دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ] أحياناً لا يتمكن المظلوم من الرد على ظالمه ومصارحته إما لأنه قريب له أو صديق أو زعيمٌ لا يمكن أن نتكلم معه فى هذا.. فحينئذٍ لا ملجأ له إلا الدعاء لكن أحياناً يتهم الإنسان شخصاً بأنه أساء إليه، فهل له أن يدعو الله عز وجل على هذا المتّهم أو يقيّد الدعاء فيقول اللهم إن كان فلان ظلمنى أو أساء إلى فى كذا ويذكر دعوته؟ الثانى أو الأول؟ الثانى .. يعني أحياناً يتهم القريب مثلاً بأنه أصاب شخصاً بعين أو أصاب شخصاً بسره لكن ما يستطيع الإنسان أن يتكلم لأنه ما عنده بينة ولا عنده دليل إلا أن القرائن القوية تدل على أن هذا أساء فهنا رب العالمين يعلم سبحانه وتعالى قل اللهم إن كان فلان هو الذى أصابني وتدعو (بما ترى أنك ستدعوه) ولكن لو صبر الإنسان واحتسب ووكل أمره إلى الله لكان خيرا. ........................................... ** ولكن لزم التوضيح فى الآية التى يقول فيها رب العزة : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) ــــ روى أبن جرير ـ بإسناده ـ عن عبد الله أبن أدريس قال : لما نزلت هذه الآية ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) شق ذلك على أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقالوا : أينا لم يظلم نفسه ؟ قال : فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : [ ليس كما تظنون ، وإنما هو ماقال لقمان لأبنه ( لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ] ـــ وروى كذلك ـ بإسناده ـ عن أبن المسيب ، عن عمر بن الخطاب قرأ ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) فلما قرأها فزع ! فأتى أُبىْ بن كعب فقال : ياأبا النذر ، قرأت آية من كتاب الله . من يسلم ؟ فقال : ماهى ؟ .. فقرأها عليه .. فأينا لا يظلم نفسه ؟ فقال : غفر الله لك ! أما سمعت الله تعالى ذكره يقول : ( إن الشرك لظلم عظيم) إنما هو : ولم يلبسوا أيمانهم بشرك . ........................................... لا تظــلمن إذا مــا كنت مقتــــدراً *** فالظلم عقبـــاه يأتيك بالنــدم تنـــام عينــاك والمظلوم منتبـــه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم ............................................ ** المساواة فى الظلم عدل ، والسكوت عن الظلم ...... ظلم ............................................. فلا تعجــل عـلى أحــد بظلـــــم *** فإن الظلم مرتعـه وخيـــم ولا تفحــش إن مليـت غـــــيظ *** على أحد فإن الفحش لوم ولا تقطــع أخـــاً لك عنـد ذنـب *** وإن الذنب يغفــره الكريم ولكــن دار عـــوراه برفــــــق *** كما قد يرقع الخلق القديم ولا تجزع لريب الدهر وأصبر *** فإن الصبر فى العقبى سليم فما جـــزع بمغن عنـك شيــئاً *** ولا مافات ترجعه الهموم ........................................... قال الشافعى : إذا ماظالم أستحسن الظلم مذهباً ..... ولج عتوأً فى قبيح إكتسابه فكِله إلى صرف الليلى فانهـــــــا ..... ستدعى له لم يكن فى حسابه فكم رأينا ظالماً متمــــــــــــــردا ..... يرى النجم تيهاً تحت ظل ركابه فمــا قليــل وهــو فى غفلاتـــــه ..... أناخت صروف الحادثات ببابه فأصبح لا مـال ولا جــاه يرتجى ..... ولا حسنات تلتقلى فى كتابه وجوزى بالأمر الذى كان فاعلآ ..... وصب عليه الله سوط عذابه .......................................... كما قال الشافعى أيضاً : ورب ظلوم قد كفيت بحربه ... فأوقعة المقدور أى وقوع وحسبك أن ينجو الظلــــوم ... وخلفه سهام دعاء من قسى ركوع ......................................... وقال أبو العتاهية : أما والله إن الظلم لوم ....... ولكن المسىء هو الظلوم إلى ديان يوم الدين نمضى ..... وعند الله تجتمع الخصوم ستعلم فى الحساب إذا التقينا ..... غداً عن الإله من الملوم ....................................... أيهـــا الظــالـم مهـــــــلاً *** أنت بالحــكم غر كل ماأسـتعذبـت مــــــن *** جورك تعذيب وجمر ليس يلقى دعوة المظلوم *** دون الله ستر فخــف الله ، فمــا يـــخفى *** عليه منك سر يجمـع الظـالم والمـظلوم *** بعد الموت جسر حيث لا يمنع سلطـــــــان *** ولا يسمع عذر أوماينهاك عن ظــــــلمك *** موت ثم قبر بعض مافيه من الأهــوال *** فيه لك زجر .........................................
![]() بالقرآن نرتقي
|
12 May 2014, 08:19 AM
|
#2 |
|
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
رد: الظــــــلم
جزآكِ الله خير
|
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: 🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،، فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨ فهذا هو الخير ،،، 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87 🦋🍃
|
18 May 2014, 05:16 AM
|
#3 |
|
جزاها الله تعالى خيرا
صلوا عالحبيب ،، ![]() ![]() ![]() ![]()
|
رد: الظــــــلم
جزاك الله خيراً ،،
وجعله في موازين حسناتك .. |
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]()