اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


﴿ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ﴾ الٓمٓ ﴿١﴾ ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ﴿٣﴾ وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ ﴿٤﴾ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴿٥﴾ البقرة .

روى الإمام مسلم عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اقرَؤوا القُرآنَ؛ فإنَّه يَأتي شَفيعًا يومَ القيامةِ لصاحبِه، اقرَؤوا الزَّهراوَينِ: البَقرةَ وآلَ عِمرانَ؛ فإنَّهما يَأتِيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غَيايتانِ، أو كأنَّهما غَمامتانِ، أو كأنَّهما فِرقانِ مِن طَيرٍ صَوافَّ يُحاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرَؤوا سورةَ البَقرةِ؛ فإنَّ أخذَها بَركةٌ، وتَركَها حَسرةٌ، ولا تَستطيعُها البَطَلةُ ) .


           :: الكعبة (آخر رد :عائد لله)       :: الحجامة فضلها وفوائدها . (آخر رد :المكي)       :: افضل ايام الحجامة . (آخر رد :المكي)       :: سورة يس (آخر رد :طالبة علم شرعي)       :: "وأشرقت الأرض بنور ربها" تلاوة رائعة بصوت الطفلة بشرى . (آخر رد :ابن الورد)       :: حلم الدموع (آخر رد :hoor)       :: كحل الإثمد ، تعريفه ، ومصدره ، وفوائده ، وضوابط استعماله للنساء والرجال (آخر رد :المكي)       :: الحشد المليوني على الحدود وساعة الصفر تقترب من جزيرة العرب (آخر رد :ابن الورد)       :: طالبان والرايات السود / ظهور المهدي في جيش المشرق / خراسان (آخر رد :ابن الورد)       :: السرطان ليس مرض . (آخر رد :المكي)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn من الكتاب والسنة والأثر وماورد عن الثقات العدول من العلماء والصالحين وماتواتر عن الناس ومااشتهر عن الجن أنفسهم .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 17 May 2013, 01:19 PM
سعود المتعب
باحث برونزي
سعود المتعب غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 12076
 تاريخ التسجيل : Feb 2012
 فترة الأقامة : 5028 يوم
 أخر زيارة : 21 Jul 2014 (07:50 AM)
 المشاركات : 17 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : سعود المتعب is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
نسمع كثيراً زواج الأنس من الجن ,,, ولاكن ماهو الدليل القاطع والملموس



نسمع عن زواج الأنس من الجن و كذلك زواج الجن من الأنس
من خلال القصص الكثيره والمنتشره لدى جميع الشعوب وبجميع دول العالم دون استثناء
ولاكن اكثر هذي القصص يستند اصحابها على انه يرى زوجته او ترى زوجها
من خلال الأحلام وليس على الطبيعه كما نرى البشر
علماً اننا نؤمن انه يمكن رؤية الجن والشياطين على الطبيعه و يمكننا ان نتحدث معهم
كما نتحدث مع بني البشر في حال تشكل الجن على هيئة البشر او حيوان أو طير
كما جاء بقصة أبي هريره رضي الله عنه
ولاكن السؤال :
هل رأء احد منكم شخص متزوج من الجن ويرى زوجته على الطبيعه مثلما يرى الأنسان زوجته الأنسيه
علماً انني لم اطرح هذا الموضوع للنقاش بالجانب الشرعي
حيث ان هذا الجانب سبق وان تم النقاش فيه والبحث بشكل مكثف من قبل
ولاكن النقاش والبحث هو كما ورد بالسؤال فقط حتى لا نخرج عن مضمون الموضوع
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "وكلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام، فأخذته وقلت: والله لأرفعنّك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: إني محتاج وعليّ عيال ولي حاجة شديدة، فخلّيتُ عنه فأصبحتُ فقال النبي -صلى الله عليه و سلم-: ( يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ ) ، قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله، قال: ( أما إنه قد كذبك وسيعود ) ، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله -صلى الله عليه و سلم- إنه سيعود، فرصدتُه فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: دعني فإني محتاج وعليّ عيال لا أعود. فرحمته فخلّيت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( يا أباهريرة ما فعل أسيرك؟ ) . قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله، قال: ( أما إنه كذبك وسيعود ) . فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنّك إلى رسول الله، وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود ثم تعود، قال: دعني أعلّمك كلماتٍ ينفعك الله بها، قلت: ما هو؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم} (البقرة:255) حتى تختم الآية؛ فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح؛ فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( ما فعل أسيرك البارحة؟ ) ، قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلماتٍ ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: ( ما هي؟ ) ، قلت: قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } ، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير -، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ ) . قال: لا، قال: ( ذاك شيطان ) رواه البخاري .






 توقيع : سعود المتعب


رد مع اقتباس
قديم 17 May 2013, 11:53 PM   #2
نور الشمس
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **


الصورة الرمزية نور الشمس
نور الشمس غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 13417
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 21 Aug 2023 (03:12 PM)
 المشاركات : 8,847 [ + ]
 التقييم :  35
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
لوني المفضل : Olivedrab
رد: نسمع كثيراً زواج الأنس من الجن ,,, ولاكن ماهو الدليل القاطع والملموس



اقتباس:
ولاكن السؤال :
هل رأء احد منكم شخص متزوج من الجن ويرى زوجته على الطبيعه مثلما يرى الأنسان زوجته الأنسيه
شخصيآ لم أرى أحدآ متزوج من جنيه ويرآها على الطبيعه

ولكن هنالك قصة دآئمآ يكررها كبار السن _يمكن قد مرت عليكم و سمعتوها منهم _

القصه تقول أو بالأحرى الاسطوره (قديمآ كان هنالك رجلآ متزوج من إمرأه ظنها إنسيه وكانت تعيش معه بشكل طبيعي ولم يشكـ أنها جنيه وأنجبت منه أولاد وكانت توصيه أن لايدخل عليها فجأه بل يستأذن قبل الدخول ..وفي إحدى المرآت دخل عليها فجأه ولم يخبرها بدخوله للمنزل فوجدها متشكله على غير ماعهدها عليه !


ويقآل أن سلاله هذا الرجل (قبيله عربيه) أصبحوا جميعآ يمتلكون الفرآسه والذكآء الخارق لأن أمهم جنيه !)

_ والله أعلم بصحة هذه الروايه ..قد تكون حقيقه وقد تكون مجرد أسطورة من أساطير الاولين _

وهناك رآقي (للأمانه مستعين بالجآن وليس رآقي شرعي)

يقول أن نسآء الجن إن تزوجن من إنسي ..ينجبن أولادآ عمالقه ومميزون وفيهم قوه وجمال..

ويعرفون الجن أبناء الإنس في عالمهم بهذه المميزآت !

_والله أعلم بصحة قوله _


 
 توقيع : نور الشمس



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

‏🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون

‏ وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،،

‏فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨

‏فهذا هو الخير ،،،

‏ 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87

🦋🍃


رد مع اقتباس
قديم 18 May 2013, 01:22 AM   #3
روميساء
جزأها الله خيرا


الصورة الرمزية روميساء
روميساء غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 13944
 تاريخ التسجيل :  Mar 2013
 أخر زيارة : 01 May 2016 (12:54 PM)
 المشاركات : 149 [ + ]
 التقييم :  11
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: نسمع كثيراً زواج الأنس من الجن ,,, ولاكن ماهو الدليل القاطع والملموس



كثيرا انا اسمع عن هذه الحكايات. وكثير من الجن عندما ينطق على لسان الانسى الممسوس يقول انه متزوج من الانسيه او ان الجنيه متزوجه من الانسى. بكيفيه لا يعلمها الا الله.

وكان فى راقى قال لى ذات مره انه كان يعالج امراه ممسوسه بجنى عاشق وكان يظهر لها فى شكل رجل جميل ويتجسد لها والعياذ بالله هى احبته وسلمت نفسها له وتابت على يد هذا الراقى وتغلبت على الجنى وشفاها الله.


وقال لى راقى اخر ان عندما يرى الانسى فى المنام انه يتزوج وفى فرح ومعازيم وكأنه فرح حقيقى ويكون العروس جنيه قد تظهر فى الحلم او قد تكون مختفيه ولكن الانسى يجد انه يتزوج من امراه لا يعرفها فهذا فى قانون الجن انه زواج. فما يقع فى الاحلام يقع عندهم فى الحقيقه. ..والله اعلى واعلم.


وقرات ان رجلا كان يمشى بسيارته فى مكان قريب من الصحراء فوجد تعبان كبير يهاجم حيه صغيره بيضاء فقتل الرجل الثعبان وفى نفس الليله جاءته عروسه جميله وقالت انها كانن الحيه البيضاء وانه انقذ حياتها وعرضت عليه الزواج بالرغم انه كان متزوج ووعدته انها ستبقى على هذا الشكل الجميل وتزوجها وانجب منها طفل وفى يوم.دخل عليها رآها ترضع طفلها من على بعد متر فخاف منها.


 

رد مع اقتباس
قديم 18 May 2013, 02:00 AM   #4
shooqy83
باحث برونزي


الصورة الرمزية shooqy83
shooqy83 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 14418
 تاريخ التسجيل :  May 2013
 أخر زيارة : 24 Dec 2013 (01:55 AM)
 المشاركات : 23 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رد: نسمع كثيراً زواج الأنس من الجن ,,, ولاكن ماهو الدليل القاطع والملموس



القطع بالفأس للقول بزواج الجن بالإنس والعكس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا الأمر إختلف فيه العلماء وقد وذكر الخلاف فيه الألوسي وسيأتي كلامه ومذهب المحققين من أهل العلم في ذلك هو الحق وهو أن الصواب في ذلك أن زواج الجن من الإنس لا يصح لا في القرآن ولا في السنة وهو قولٌ مستنكر شرعاً وعقلاً فهو باطل من طريق السمع والعقل لأمور هي: (هذه الأمور خلاصة ما حققه الألباني ونقله عن بعض العلماء في الباب )
الأول: إستحالة ذلك وعدم إمكان حصوله شرعا وعقلاً أما شرعا فذلك ( لأن من شروط النكاح في شرع الله - كما هو معلوم - الكفاءة في الدين على الأقل - أي ان يكون دين الرجل والتي يريد الزواج بها الإسلام -. فلا يجوز تزويج مسلمة بكافر ، بل ولا بفاسق ، فمن أين لوليها وللشهود أيضاً أن يعلموا أن هذا الجني كفؤ لها - في كونه مسلم مثلها - ، وهم لا يعرفونه ؟ ! فإنه قد ظهر لهم بصورة رجل خاطب وجمبل! ولا يمكن رؤيته على حقيقته بنص القرآن فالجن من عالم الغيب ، لا يمكن للإنس أن يعرفوا مؤمنهم من كافرهم ، والصادق من الكاذب منهم.
وقد يتمثل بصورة أخرى إنسانية أو حيوانية ، وحينئذٍ كيف يمكن تطبيق الأحكام الشرعية المعروفة في الزوجين - كالطلاق والظهار والنفقة وغيرها - مع اختلاف طبيعة خَلْقِهِما ؟ ! تالله ! إنها من أغرب الغرائب أن يخفى مثل هذا البُطل - بل السُّخف - على بعض من زعمله!. ) ( ما بين قوسين من كلاك الألباني نقلته بتصرف وجمع بين كلامه الذي قاله في هذه المسئلة وترتيب وزيادة كلمات موضحة وسيأتي كلامه.)
أما عقلاً فالشرع لا يأتي بما يناقض العقل كما قرر العلماء ومن زعم انه قد جاء بذلك فيلزمه أن يقول أن الشرع قد جاء بما يناقض العقل! فعدم إمكان حصول ذلك من جهة العقل هو لاختلاف طبيعة خلق الإنس عن طبيعة خلق الجن لأن الإنس جسم كثيف والجن روح لطيف ، ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف ( فهو قولٌ مستنكر من العقول ؛ لتباين الجنسين واختلاف الطبعين ، وتفارق الحِسِّيْن؛ لأن الآدمي كما هو معلوم جسماني والجن روحاني ، وخلق الله الآدمي من صلصال كالفخار ، وخلق الجان من مارج من نار ، ويمتنع الامتزاج مع هذا التباين ، ويستحيل التناسل مع هذا الاختلاف ). ( ما بين قوسين من كلام الماوردي نقلته بتصرف قليل وسيأتي ذكره. )
الثاني: أنكره شديد الإنكار عدد من المحققين من العلماء كالعلامة العز بن عبد السلام فقد اتهم ابن عربي الصوفي القائل بذلك بالكذب والعلامة الذهبي وصف ابن عربي هذا بالجنون وقال ابو حيان: ( وأن ما ذكر من الحكايات أشبه شيء بالخرافات ) ثم ذكر أن ذلك حماقة واستنكره الماوردي من جهة العقل وسيأتي كلامه ووصفه العلامة الألباني بالخرافة وأنه مما هو معروف بين بعض النسوة الضعيفات الأحلام والعقول وضَعَّفَ كل ما ورد في ذلك وبين نكارة متون كل حديث في ذلك فرحمهم الله جميعا وسيأتي نقل كلامهم ولست هنا بصدد سرد جميع العلماء المنكرين.
الثالث: لا دليلَ بذلك في كتاب الله صريحٌ يصرح بذلك فغاية ما استدل به البعض قوله تعالى الذي ورد في هذا الحديث المنكر ( لم يطمثهن إنسٌ ولا جان ) فهو ليس بصريح البتة فالظاهر أن هذا من باب المبالغة في نفي حصول جماعهن من قبل وهذا مثل أن يسأل سائل فيقول من صنع بكتابي هذا فنقول لم يصنع ذلك لا إنسي ولا جني انا هنا دوما فهذا من باب المبالغة في النفي وهناك جوابٌ آخر وهو أن القرآن قد خاطب الله به الإنس والجن كما هو معلوم بنص اقرآن فبهذا يجوز أن يكون المراد بذاك لم يطمث نساء الجنة من الإنس إنسي ولم يطمث نساء الجنة من الجن جني وهذا ممكن لأن من الجن مؤمنين والقرآن خطاب لهم أيضاً والله أعلم .
الرابع: لا دليل صحيح صريح في السنة فغاية ما ورد أحاديث ضعيفة منكرة لضعف إسانيدها ونكارة متونها.
وهذا بيان ما سبق والله المستعان:
ذكر العلامة الألباني حديثاً في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (12/ 601 - 603 ح 5776) بلفظ: ( لاتقوم الساعة حتى تكثر فيكم أولاد الجن من نسائكم ، ويكثر نسبهم فيكم حتى يجادلوكم بالقرآن ؛ حتى يردوكم عن دينكم ) .
ثم قال الألباني: ( منكر جداً . أخرجه أبو بكر الكلاباذي في (( مفتاح المعاني )) ( ق 381 / 1 ) من طريق خلف بن سليمان النسفي أبي سعيد : ثنا محمد بن المصفى : ثنا بقية ابن الوليد : ثنا عمران أو ابن عمران : ثني كرز عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، ومتن منكر ؛ عمران أو ابن عمران ؛ لم أعرفه ، فهو من مشايخ بقية المجهولين الذين من طريقهم كثرت المناكير في تحديث بقية عنهم بتدليسه إياهم ، أو بتصريحه بالتحديث عنهم ؛ كما مر هنا .
أقول هذا على افتراض أن هذا السند إليه صحيح ، وليس كذلك ؛ فإن خلف ابن سليمان النسفي ليس له ذكر في شيء من كتب التراجم التي عندي ، فهو الآفة إن سلم من شيخ بقية .
( فائدة ) : ذكر الذهبي في (( الميزان )) من رواية الإمام تقي الدين ابن دقيق العيد قال : سمعت شيخنا أبا محمد بن عبد السلام السلمي ( يعني : عز الدين ) يقول - وجرى ذكر ابن عربي الطائي - :
(( وهو شيخ سوء شيعي كذاب . فقلت له : وكذاب أيضاً ؟ قال : نعم ؛ تذاكرنا بدمشق التزويج بالجن ، فقال ابن العربي : هذا محال ؛ لأن الإنس جسم كثيف والجن روح لطيف ، ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف . ثم بعد قليل رأيته وبه شجة ! فقال : تزوجت جنية فرزقت منها ثلاث أولاد ، فاتفق يوماً أني أغضبتها ، فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة ، وانصرفت ، فلم أرها بعد )) .
وعلق الذهبي رحمه الله على تكذيب العز بن عبد السلام للشيخ ابن عربي بقوله : (( وما عندي من محيي الدين تعمد كذباً ؛ لكن أثرت فيه الخلوات والجوع فساداً وخيالاً وطرف جنون )) .
والغرض من ذكر هذه الفائدة إنما هو تذكير القراء بأن العلماء يستنكرون أشد الاستنكار إمكانية التزاوج بين الإنس والجن ؛ لاختلاف طبيعة خلقهما ، حتى اتهموا من ادعى ذلك بالكذب أو بنوع من الجنون ، وأحلاهما مر .
فما نسمعه في هذا الزمان من أن بعض النسوة يشعرن وهن في فراش الزوجية بالمجامعة ممن لا يرينه ، إن هو إلا من وسوسة الشيطان ، وتلاعبه ببني الإنسان ، ويستغل ذلك بعض أولئك الذين يتعاطون مهنة استخراج الجني من الإنسي ، ويرتكبون في أثناء ذلك أموراً - غير تلاوة القرآن والمعوذات - مما هو غير واردٍ في السنة ، مثل : مكالمة الجني وسؤاله عن بعض الأمور الخفية ، وعن دينهم ومذهبهم ! وتصديقهم في كل ما يخبرون به ! وهم من عالم الغيب ، لا يمكن للإنس أن يعرفوا مؤمنهم من كافرهم ، والصادق من الكاذب منهم ، وإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حرم إتيان الكهان وتصديقهم ؛ لأنهم ممن يوالون الجن ، وهؤلاء كانوا يسترقون السمع ويلقون إلى أوليائهم من الإنس ما استرقوا ويخلطون معه أكثر من مئة كذبة ؛ كما في (( الصحيح )) .
أقول : إذا كان إتيان هؤلاء محرماً ؛ فبالأولى أن يكون محرماً إتيان أوليائهم من الإنس الذين يخاطبون الجن مباشرة ويستخدمونهم ، ويقضون لهم بعض مصالحهم ، ليضلوهم عن سبيل الله ؛ كما كان الأمر في الجاهلية ، وذلك قوله تعالى : { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً } . ) إنتهى
ثم ذكر العلامة الألباني حديثاً بعد هذا مباشرة في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (12/ 603 - 608 ح 5777) بلفظ: ( إذا جامع الرجل ولم يسم ؛ انطوى الجان على إحليله ، فجامع معه ، فذلك قوله : { لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ) } .
ثم قال: ( منكر مقطوع . أخرجه ابن جرير الطبري في (( تفسيره )) ( 27 / 88 ) :
حدثني محمد بن عمارة الأسدي : ثنا سهل بن عامر : ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن عثمان بن الأسود عن مجاهد قال : . . . فذكره موقوفاً عليه .
قلت : وهذا إسناد مقطوع ضعيف مظلم ؛ من دون عثمان بن الأسود ؛ ضعفاء لا يحتج بهم ؛ غير محمد بن عمارة الأسدي ؛ فإني لم أعرفه ، ومن طبقته ما في (( ثقات ابن حبان )) ( 9 / 112 ) :(( محمد بن عمارة بن صبيح الكوفي . يروي عن وكيع . حدثنا عنه أحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان بـ ( جرجان ) .
قلت : فيحتمل أن يكون الأسدي هذا . والله أعلم .
وأما سهل بن عامر ؛ فهو البجلي ؛ قال البخاري في (( التاريخ الصغير )) ( ص 226 ) : (( منكر الحديث ، لا يكتب حديثه )) .
ونقله ابن عدي في (( الكامل )) ( 3 / 442 ) عنه وقال : (( ولسهل أحاديث عن مالك بن مغول وغيره ليست بالكثيرة . وأرجو أن لا يستحق تصريح كذبه )) .
كذا فيه : (( تصريح كذبه )) ! وفيه ركة ظاهرة ، ولفظه في نقل (( اللسان )) عنه : (( . . . لا يستحق الترك )) .
ولا أستبعد أن يكون رواية بالمعنى .
وقال ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 203 ) عن أبيه :
(( ضعيف الحديث ، روى أحاديث بواطيل ، أدركته بالكوفه ، وكان يفتعل الحديث )) .
وشذ عن هؤلاء ابن حبان ، فذكره في (( الثقات )) ( 8 / 290 ) ! ولذلك ؛ لم يلتفت إليه الذهبي في (( الميزان )) ، وتبنى قول أبي حاتم في (( المغني )) ؛ فقال : (( رماه أبو حاتم بالكذب )) .
وعليه يدل قول البخاري المتقدم ، فهو متروك . والله أعلم .
ويحيى بن يعلى الأسلمي ؛ ضعيف بالاتفاق ، فهو آفة هذا الأثر إن لم يكن الراوي عنه .
واعلم أن إيرادي لهذا الأثر في هذه (( السلسلة )) - وإن كان ليس من شرطي ، فقد وجدت نفسي مضطراً لتخريجه والكشف عن وهائه - ؛ لأنني رأيت بعض العلماء من المفسرين وغيرهم قد ساقوه مساق المسلمات ؛ كالقرطبي في (( جامعه )) ( 10 / 289 ) ، والشوكاني في (( فتح القدير )) ( 3 / 233 ) ، والآلوسي في (( روح المعاني )) ( 14 / 119 ) ! وفسروا به قوله تعالى لإبليس الرجيم في سورة الإسراء : { . . . وشاركهم في الأموال والأولاد } بل وكذلك الحافظ ابن حجر في (( الفتح )) ( 9 / 229 ) لما ذكر اختلاف العلماء في تفسير قوله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لم يضره شيطان أبداً )) ؛ في دعاء إتيان الرجل أهله (1) ، فكان آخر ما ذكر منها قوله :
(( وقيل : لم يضره بمشاركة أبيه في جماع ؛ أمه كما جاء عن مجاهد . . . ( فذكره . وقال ) : ولعل هذا أقرب الأجوبة )) !
فأقول : قوله : (( كما جاء . . . )) بصيغة الجزم ؛ يخالف حال إسناده ! فكان الواجب على الحافظ أن يشير إلى ذلك بقوله : (( كما روي )) ؛ كما هو المقرر في المصطلح ، وكما هي عادته الغالبة ، ولكن غلبته طبيعة كل إنسان ، والكمال لله وحده .
(1) متفق عليه من حديث ابن عباس ، وهو مخرج في (( الإرواء )) ( 2012 ) .
على أنه لو صح ذلك عنه ؛ فهو مقطوع موقوف عليه ، فلا حجة فيه ، ولو أنه رفعه ؛ لكان مرسلاً ، والمرسل ضعيف عند المحدثين ، ولا سيما في مثل هذا الأمر الغيبي الغريب ، وهذا كله لو صح السند بذلك إليه ، فكيف وهو مقطوع واهٍ ؟ ! وقد أشار العلامة الآلوسي إلى رده بقوله : (( ثم إن دعوى أن الجن تجامع نساء البشر جماعاً حقيقياً مع أزواجهن إذا لم يذكروا اسم الله تعالى غير مسلّمة عند جميع العلماء ، وقوله تعالى : { وشاركهم في الأموال والأولاد } غير نصٍّ في المراد كما لا يخفى )) .
وما قاله من التعميم مخالف لما تقدم ، ووقع في وهم آخر ، وهو أنه نسب أثر مجاهد للحسن أيضاً - وهو البصري - ؛ قرنهما معاً !
وهذا خطأ ؛ فإن أثر الحسن ذكره الحافظ قبيل أثر مجاهد بلفظ آخر نحو حديث ابن عباس المشار اليه آنفاً ؛ إلا أنه قال في آخره : (( فكان يرجى إن حملت أن يكون ولداً صالحاً )) .
وعزاه الحافظ لعبد الرزاق ، وهو في (( مصنفه )) ( 6 / 194 / 10467 ) بسند صحيح عنه .
ثم إن الآلوسي - رحمه الله - جاء بغريبة أخرى ؛ فقال : (( ولا شك في إمكان جماع الجني إنسية بدون أن يكون مع زوجها الغير الذاكر اسم الله تعالى ، ويدل على ذلك ما رواه أبو عثمان سعيد بن داود الزبيدي قال : كتب قوم من أهل اليمن إلى مالك يسألونه عن نكاح الجن ، وقالوا إن هاهنا رجلاً من الجن يزعم أنه يريد الحلال ؟ ( ! ) فقال : ما أرى بذلك بأساً في الدين ؛ ولكن أكره إذا وجدت امرأةُ حامل قيل : من زوجكِ ؟ قالت : من الجن ! فيكثر الفساد في الإسلام )) .
ووجه الغرابة استدلاله على الإمكان المذكور بهذا الأثر عن مالك ! وهو باطل - في نقدي - سنداً ومتناً .
أما السند ؛ فإن سعيد بن داود الزبيدي ضعفه ابن المديني ، وكذبه عبد الله ابن نافع الصائغ في قصةٍ مذكورة في ترجمته في (( تاريخ بغداد )) و (( التهذيب )) . وقال الحاكم : (( روى عن مالك أحاديث موضوعة )) . وقال الخطيب وغيره : (( حدث عن مالك ، وفي أحاديثه نكرة )) . وقال ابن حبان في (( الضعفاء )) ( 1 / 325 ) : (( لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة الاعتبار )) .
وأما المتن ؛ فإني أستبعد جداً - على فقه الإمام مالك - أن يقول في تزويج الإنسية بالجني : (( ما أرى بذلك بأساً في الدين )) ! ذلك لأن من شروط النكاح - كما هو معلوم - الكفاءة في الدين على الأقل . فلا يجوز تزويج مسلمة بكافر ، بل ولا بفاسق ، فمن أين لوليها وللشهود أيضاً أن يعلموا أن هذا الجني كفؤ لها ، وهم لا يعرفونه ؟ ! فإنه قد ظهر لهم بصورة رجل خاطب وجمبل ! ولا يمكن رؤيته على حقيقته بنص القرآن .
وقد يتمثل بصورة أخرى إنسانية أو حيوانية ، وحينئذٍ كيف يمكن تطبيق الأحكام المعروفة في الزوجين - كالطلاق والظهار والنفقة وغيرها - مع اختلاف طبيعة خَلْقِهِما ؟ ! تالله ! إنها من أغرب الغرائب أن يخفى مثل هذا البُطل - بل السُّخف - على العلامة الآلوسي - غفر الله لنا وله - .
وأغرب من ذلك كله قول ابن تيمية في رسالة (( إيضاح الدلالة في عموم الرسالة )) ( ص 125 - مجموعة الرسائل المنيرية ): (( وقد يتناكح الإنس والجن ، ويولد بينهما ولد ، وهذا كثير معروف )) ! !
وأقول : نعم ؛ هو معروف بين بعض النسوة الضعيفات الأحلام والعقول ، ولكن أن الدليل الشرعي والعقلي على التوالد أولاً ، وعلى التزواج الشرعي ثانياً ؟ ! هيهات هيهات !
وقد علمت مما ذكرته تحت الحديث السابق قبل هذا إنكار العز بن عبد السلام والذهبي على ابن عربي الصوفي ادعاءه أنه تزوج جنية ! ! وأنه رزق منها ثلاثة أولاد ! ! وأنه لم يعد يراها فيما بعد ! ! ! وانظر كلام المازري المُبْطِل لدعوى ابن عربي فيما يأتي تحت الحديث التالي ، وهو من الأحاديث التي تساعد على تصديق خرافة التزاوج بين الإنس والجن ؛ كمثل أثر مجاهد هذا والحديث الذي قبله . ) إنتهى
ملاحظة: اقول انا ابو جعفر الزهيري قوله تعالى الذي ورد في هذا الحديث المنكر ( لم يطمثهن إنسٌ ولا جان ) الظاهر أن هذا من باب المبالغة في نفي حصول جماعهن من قبل وهذا مثل أن يسأل سائل فيقول من صنع بكتابي هذا فنقول لم يصنع ذلك لا إنسي ولا جني انا هنا دوما فهذا من باب المبالغة في النفي وهناك جوابٌ آخر وهو أن القرآن قد خاطب الله به الإنس والجن كما هو معلوم بنص اقرآن فبهذا يجوز أن يكون المراد بذاك لم يطمث نساء الجنة من الإنس إنسي ولم يطمث نساء الجنة من الجن جني وهذا ممكن لأن من الجن مؤمنين والقرآن خطاب لهم أيضاً والله أعلم وقد مر كلامنا على هذا.
ثم ذكر الألباني حديثا ثالثاً - وهو الأخير في هذا الشأن - في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (12/ 608 - 611 ح 5778) بلفظ: ( كان أحد أبوي بلقيس جنياً ) .
ثم قال الألباني: ( منكر . أخرجه ابن جرير الطبري في (( التفسير )) ( 19 / 106 ) ، وأبو الشيخ في (( العظمة )) ( 5 / 1653 ) ، والثعلبي في (( التفسير )) ( 3 / 9 / 2 ) من طريق سعيد بن بشر عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ سعيد بن بشير ؛ مختلف فيه ، وهو كما قال البخاري : (( يتكلمون في حفظه ، وهو محتمل )) وقال بلديه أبو مسهر: (( لم يكن في بلدنا ( دمشق ) أحد أحفظ منه ، وهو منكر الحديث )) .
قلت : وبخاصة فيما تفرد به عن قتادة ؛ قال ابن نمير (( يروي عن قتادة المنكرات )) .
ولهذا ؛ قال الحافظ ابن كثير في (( البداية والنهاية )) ( 2 / 21 ) بعد أن عزاه للثعلبي : (( وهذا حديث غريب ، وفي سنده ضعف )) .
قلت : ومما يؤكد ضعفه ونكارته : أنه قد خالف معمر فقال : عن قتادة قال: بلغني أنها امرأة يقال لها : بلقيس ؛ أحد أبويها من الجن ، مؤخر أحد قدميها كحافرة الدابة .
أخرجه ابن جرير ( 19 / 95 ) ، وابن أبي حاتم في (( تفسيره )) ( 6 / 134 / 2 ) .
قلت : وإسناده صحيح موقوفاً على قتادة . فيقال فيه ما قلته في أثر مجاهد الذي قبله وزيادة ، وهي : أن الغالب على هذا وأمثاله مما يتعلق ببلقيس أنه من الإسرائيليات ، وقد أشار إلى ذلك أبو حيان في تفسيره (( البحر المحيط )) ( 7 / 67 ) بعد أن ذكر معنى هذا الأثر: (( وقد طولوا في قصصها بما لم يثبت في القرآن ولا في الحديث الشريف )) .
وقال الماوردي: (( والقول بأن أم بلقيس جنية مستنكر من العقول ؛ لتباين الجنسين واختلاف الطبعين ، وتفارق الحِسِّيْن ؛ لأن الآدمي جسماني والجن روحاني ، وخلق الله الآدمي من صلصال كالفخار ، وخلق الجان من مارج من نار ، ويمتنع الامتزاج مع هذا التباين ، ويستحيل التناسل مع هذا الاختلاف )) .
حكاه القرطبي عنه ( 13 / 213 ) ، ثم رده بما لا يسمن ولا يغني من جوع فقال: (( العقل لا يحيله مع ما جاء من الخبر في ذلك )) .
فأقول : نعم العقل لا يحيله ، ولكنه أيضاَ لا يدركه ؛ بل إنه يستبعده كما تقدم ، فالإيمان به يتطلب نصاً صحيحاً صريحاً ، والخبر الذي أشار إليه لا يصح ، وهو حديث أبي هريرة هذا .
ثم أشار إلى أثر مجاهد المخرج قبله ، وقد عرفت نكارته ، وإلى النص القرآني : { وشاركهم في الأموال والأولاد } ، وسبق جواب العلامة الألوسي عنه تحت الأثر المذكور .
ثم رأيت الآلوسي قد صرح بإنكار حديث الترجمة ؛ فقال بعد أن ذكره وقول أبي حيان المتقدم: (( والذي ينبغي أن يعول عليه عدم صحة الخبر )) . ثم ذكر قول أبي حيان المتقدم ، وزا د :
(( . . . وأن ما ذكر من الحكايات أشبه شيء بالخرافات ؛ فإن الظاهر على تقدير وقوع التناكح بين الإنس والجن الذي قيل ؛ يصفع السائل عنه ؛ لحماقته وجهله أن لا يكون توالد بينهما ))
وأقول : عبارته من قوله : (( يصفع . . . )) إلخ ؛ غير سليمة ؛ فإن السائل لم يذكر في السياق ! فلينظر . ) إنتهى
ومما سبق نستفيد فائدة أخرى من كلام العلامة المحدث الألباني رحمه الله وهي أنه لا يجوز مكالمة الجني وسؤاله عن بعض الأمور الخفية وعن دينهم ومذهبهم! ولا يجوز تصديقهم في كل ما يخبرون به فقد قال الألباني في ما مر في ( السلسلة الضعيفة 12/ 603 تحت ح 5776 ): ( فما نسمعه في هذا الزمان من أن بعض النسوة يشعرن وهن في فراش الزوجية بالمجامعة ممن لا يرينه ، إن هو إلا من وسوسة الشيطان ، وتلاعبه ببني الإنسان ، ويستغل ذلك بعض أولئك الذين يتعاطون مهنة استخراج الجني من الإنسي ، ويرتكبون في أثناء ذلك أموراً - غير تلاوة القرآن والمعوذات - مما هو غير واردٍ في السنة ، مثل : مكالمة الجني وسؤاله عن بعض الأمور الخفية ، وعن دينهم ومذهبهم ! وتصديقهم في كل ما يخبرون به ! وهم من عالم الغيب ، لا يمكن للإنس أن يعرفوا مؤمنهم من كافرهم ، والصادق من الكاذب منهم ، وإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حرم إتيان الكهان وتصديقهم ؛ لأنهم ممن يوالون الجن ، وهؤلاء كانوا يسترقون السمع ويلقون إلى أوليائهم من الإنس ما استرقوا ويخلطون معه أكثر من مئة كذبة ؛ كما في (( الصحيح )) .

أقول : إذا كان إتيان هؤلاء محرماً ؛ فبالأولى أن يكون محرماً إتيان أوليائهم من الإنس الذين يخاطبون الجن مباشرة ويستخدمونهم ، ويقضون لهم بعض مصالحهم ، ليضلوهم عن سبيل الله ؛ كما كان الأمر في الجاهلية ، وذلك قوله تعالى : { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً } . ) إنتهى
فمن أجاز من العلماء استعمال الجن في شيء من ذلك فقد أخطأ لما علل به الألباني من علل متينة رصينة والله أعلم.
منقول للفائده ِ


 

رد مع اقتباس
قديم 18 May 2013, 02:01 AM   #5
shooqy83
باحث برونزي


الصورة الرمزية shooqy83
shooqy83 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 14418
 تاريخ التسجيل :  May 2013
 أخر زيارة : 24 Dec 2013 (01:55 AM)
 المشاركات : 23 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رد: نسمع كثيراً زواج الأنس من الجن ,,, ولاكن ماهو الدليل القاطع والملموس



القطع بالفأس للقول بزواج الجن بالإنس والعكس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا الأمر إختلف فيه العلماء وقد وذكر الخلاف فيه الألوسي وسيأتي كلامه ومذهب المحققين من أهل العلم في ذلك هو الحق وهو أن الصواب في ذلك أن زواج الجن من الإنس لا يصح لا في القرآن ولا في السنة وهو قولٌ مستنكر شرعاً وعقلاً فهو باطل من طريق السمع والعقل لأمور هي: (هذه الأمور خلاصة ما حققه الألباني ونقله عن بعض العلماء في الباب )
الأول: إستحالة ذلك وعدم إمكان حصوله شرعا وعقلاً أما شرعا فذلك ( لأن من شروط النكاح في شرع الله - كما هو معلوم - الكفاءة في الدين على الأقل - أي ان يكون دين الرجل والتي يريد الزواج بها الإسلام -. فلا يجوز تزويج مسلمة بكافر ، بل ولا بفاسق ، فمن أين لوليها وللشهود أيضاً أن يعلموا أن هذا الجني كفؤ لها - في كونه مسلم مثلها - ، وهم لا يعرفونه ؟ ! فإنه قد ظهر لهم بصورة رجل خاطب وجمبل! ولا يمكن رؤيته على حقيقته بنص القرآن فالجن من عالم الغيب ، لا يمكن للإنس أن يعرفوا مؤمنهم من كافرهم ، والصادق من الكاذب منهم.
وقد يتمثل بصورة أخرى إنسانية أو حيوانية ، وحينئذٍ كيف يمكن تطبيق الأحكام الشرعية المعروفة في الزوجين - كالطلاق والظهار والنفقة وغيرها - مع اختلاف طبيعة خَلْقِهِما ؟ ! تالله ! إنها من أغرب الغرائب أن يخفى مثل هذا البُطل - بل السُّخف - على بعض من زعمله!. ) ( ما بين قوسين من كلاك الألباني نقلته بتصرف وجمع بين كلامه الذي قاله في هذه المسئلة وترتيب وزيادة كلمات موضحة وسيأتي كلامه.)
أما عقلاً فالشرع لا يأتي بما يناقض العقل كما قرر العلماء ومن زعم انه قد جاء بذلك فيلزمه أن يقول أن الشرع قد جاء بما يناقض العقل! فعدم إمكان حصول ذلك من جهة العقل هو لاختلاف طبيعة خلق الإنس عن طبيعة خلق الجن لأن الإنس جسم كثيف والجن روح لطيف ، ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف ( فهو قولٌ مستنكر من العقول ؛ لتباين الجنسين واختلاف الطبعين ، وتفارق الحِسِّيْن؛ لأن الآدمي كما هو معلوم جسماني والجن روحاني ، وخلق الله الآدمي من صلصال كالفخار ، وخلق الجان من مارج من نار ، ويمتنع الامتزاج مع هذا التباين ، ويستحيل التناسل مع هذا الاختلاف ). ( ما بين قوسين من كلام الماوردي نقلته بتصرف قليل وسيأتي ذكره. )
الثاني: أنكره شديد الإنكار عدد من المحققين من العلماء كالعلامة العز بن عبد السلام فقد اتهم ابن عربي الصوفي القائل بذلك بالكذب والعلامة الذهبي وصف ابن عربي هذا بالجنون وقال ابو حيان: ( وأن ما ذكر من الحكايات أشبه شيء بالخرافات ) ثم ذكر أن ذلك حماقة واستنكره الماوردي من جهة العقل وسيأتي كلامه ووصفه العلامة الألباني بالخرافة وأنه مما هو معروف بين بعض النسوة الضعيفات الأحلام والعقول وضَعَّفَ كل ما ورد في ذلك وبين نكارة متون كل حديث في ذلك فرحمهم الله جميعا وسيأتي نقل كلامهم ولست هنا بصدد سرد جميع العلماء المنكرين.
الثالث: لا دليلَ بذلك في كتاب الله صريحٌ يصرح بذلك فغاية ما استدل به البعض قوله تعالى الذي ورد في هذا الحديث المنكر ( لم يطمثهن إنسٌ ولا جان ) فهو ليس بصريح البتة فالظاهر أن هذا من باب المبالغة في نفي حصول جماعهن من قبل وهذا مثل أن يسأل سائل فيقول من صنع بكتابي هذا فنقول لم يصنع ذلك لا إنسي ولا جني انا هنا دوما فهذا من باب المبالغة في النفي وهناك جوابٌ آخر وهو أن القرآن قد خاطب الله به الإنس والجن كما هو معلوم بنص اقرآن فبهذا يجوز أن يكون المراد بذاك لم يطمث نساء الجنة من الإنس إنسي ولم يطمث نساء الجنة من الجن جني وهذا ممكن لأن من الجن مؤمنين والقرآن خطاب لهم أيضاً والله أعلم .
الرابع: لا دليل صحيح صريح في السنة فغاية ما ورد أحاديث ضعيفة منكرة لضعف إسانيدها ونكارة متونها.
وهذا بيان ما سبق والله المستعان:
ذكر العلامة الألباني حديثاً في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (12/ 601 - 603 ح 5776) بلفظ: ( لاتقوم الساعة حتى تكثر فيكم أولاد الجن من نسائكم ، ويكثر نسبهم فيكم حتى يجادلوكم بالقرآن ؛ حتى يردوكم عن دينكم ) .
ثم قال الألباني: ( منكر جداً . أخرجه أبو بكر الكلاباذي في (( مفتاح المعاني )) ( ق 381 / 1 ) من طريق خلف بن سليمان النسفي أبي سعيد : ثنا محمد بن المصفى : ثنا بقية ابن الوليد : ثنا عمران أو ابن عمران : ثني كرز عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، ومتن منكر ؛ عمران أو ابن عمران ؛ لم أعرفه ، فهو من مشايخ بقية المجهولين الذين من طريقهم كثرت المناكير في تحديث بقية عنهم بتدليسه إياهم ، أو بتصريحه بالتحديث عنهم ؛ كما مر هنا .
أقول هذا على افتراض أن هذا السند إليه صحيح ، وليس كذلك ؛ فإن خلف ابن سليمان النسفي ليس له ذكر في شيء من كتب التراجم التي عندي ، فهو الآفة إن سلم من شيخ بقية .
( فائدة ) : ذكر الذهبي في (( الميزان )) من رواية الإمام تقي الدين ابن دقيق العيد قال : سمعت شيخنا أبا محمد بن عبد السلام السلمي ( يعني : عز الدين ) يقول - وجرى ذكر ابن عربي الطائي - :
(( وهو شيخ سوء شيعي كذاب . فقلت له : وكذاب أيضاً ؟ قال : نعم ؛ تذاكرنا بدمشق التزويج بالجن ، فقال ابن العربي : هذا محال ؛ لأن الإنس جسم كثيف والجن روح لطيف ، ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف . ثم بعد قليل رأيته وبه شجة ! فقال : تزوجت جنية فرزقت منها ثلاث أولاد ، فاتفق يوماً أني أغضبتها ، فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة ، وانصرفت ، فلم أرها بعد )) .
وعلق الذهبي رحمه الله على تكذيب العز بن عبد السلام للشيخ ابن عربي بقوله : (( وما عندي من محيي الدين تعمد كذباً ؛ لكن أثرت فيه الخلوات والجوع فساداً وخيالاً وطرف جنون )) .
والغرض من ذكر هذه الفائدة إنما هو تذكير القراء بأن العلماء يستنكرون أشد الاستنكار إمكانية التزاوج بين الإنس والجن ؛ لاختلاف طبيعة خلقهما ، حتى اتهموا من ادعى ذلك بالكذب أو بنوع من الجنون ، وأحلاهما مر .
فما نسمعه في هذا الزمان من أن بعض النسوة يشعرن وهن في فراش الزوجية بالمجامعة ممن لا يرينه ، إن هو إلا من وسوسة الشيطان ، وتلاعبه ببني الإنسان ، ويستغل ذلك بعض أولئك الذين يتعاطون مهنة استخراج الجني من الإنسي ، ويرتكبون في أثناء ذلك أموراً - غير تلاوة القرآن والمعوذات - مما هو غير واردٍ في السنة ، مثل : مكالمة الجني وسؤاله عن بعض الأمور الخفية ، وعن دينهم ومذهبهم ! وتصديقهم في كل ما يخبرون به ! وهم من عالم الغيب ، لا يمكن للإنس أن يعرفوا مؤمنهم من كافرهم ، والصادق من الكاذب منهم ، وإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حرم إتيان الكهان وتصديقهم ؛ لأنهم ممن يوالون الجن ، وهؤلاء كانوا يسترقون السمع ويلقون إلى أوليائهم من الإنس ما استرقوا ويخلطون معه أكثر من مئة كذبة ؛ كما في (( الصحيح )) .
أقول : إذا كان إتيان هؤلاء محرماً ؛ فبالأولى أن يكون محرماً إتيان أوليائهم من الإنس الذين يخاطبون الجن مباشرة ويستخدمونهم ، ويقضون لهم بعض مصالحهم ، ليضلوهم عن سبيل الله ؛ كما كان الأمر في الجاهلية ، وذلك قوله تعالى : { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً } . ) إنتهى
ثم ذكر العلامة الألباني حديثاً بعد هذا مباشرة في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (12/ 603 - 608 ح 5777) بلفظ: ( إذا جامع الرجل ولم يسم ؛ انطوى الجان على إحليله ، فجامع معه ، فذلك قوله : { لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ) } .
ثم قال: ( منكر مقطوع . أخرجه ابن جرير الطبري في (( تفسيره )) ( 27 / 88 ) :
حدثني محمد بن عمارة الأسدي : ثنا سهل بن عامر : ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن عثمان بن الأسود عن مجاهد قال : . . . فذكره موقوفاً عليه .
قلت : وهذا إسناد مقطوع ضعيف مظلم ؛ من دون عثمان بن الأسود ؛ ضعفاء لا يحتج بهم ؛ غير محمد بن عمارة الأسدي ؛ فإني لم أعرفه ، ومن طبقته ما في (( ثقات ابن حبان )) ( 9 / 112 ) :(( محمد بن عمارة بن صبيح الكوفي . يروي عن وكيع . حدثنا عنه أحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان بـ ( جرجان ) .
قلت : فيحتمل أن يكون الأسدي هذا . والله أعلم .
وأما سهل بن عامر ؛ فهو البجلي ؛ قال البخاري في (( التاريخ الصغير )) ( ص 226 ) : (( منكر الحديث ، لا يكتب حديثه )) .
ونقله ابن عدي في (( الكامل )) ( 3 / 442 ) عنه وقال : (( ولسهل أحاديث عن مالك بن مغول وغيره ليست بالكثيرة . وأرجو أن لا يستحق تصريح كذبه )) .
كذا فيه : (( تصريح كذبه )) ! وفيه ركة ظاهرة ، ولفظه في نقل (( اللسان )) عنه : (( . . . لا يستحق الترك )) .
ولا أستبعد أن يكون رواية بالمعنى .
وقال ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 203 ) عن أبيه :
(( ضعيف الحديث ، روى أحاديث بواطيل ، أدركته بالكوفه ، وكان يفتعل الحديث )) .
وشذ عن هؤلاء ابن حبان ، فذكره في (( الثقات )) ( 8 / 290 ) ! ولذلك ؛ لم يلتفت إليه الذهبي في (( الميزان )) ، وتبنى قول أبي حاتم في (( المغني )) ؛ فقال : (( رماه أبو حاتم بالكذب )) .
وعليه يدل قول البخاري المتقدم ، فهو متروك . والله أعلم .
ويحيى بن يعلى الأسلمي ؛ ضعيف بالاتفاق ، فهو آفة هذا الأثر إن لم يكن الراوي عنه .
واعلم أن إيرادي لهذا الأثر في هذه (( السلسلة )) - وإن كان ليس من شرطي ، فقد وجدت نفسي مضطراً لتخريجه والكشف عن وهائه - ؛ لأنني رأيت بعض العلماء من المفسرين وغيرهم قد ساقوه مساق المسلمات ؛ كالقرطبي في (( جامعه )) ( 10 / 289 ) ، والشوكاني في (( فتح القدير )) ( 3 / 233 ) ، والآلوسي في (( روح المعاني )) ( 14 / 119 ) ! وفسروا به قوله تعالى لإبليس الرجيم في سورة الإسراء : { . . . وشاركهم في الأموال والأولاد } بل وكذلك الحافظ ابن حجر في (( الفتح )) ( 9 / 229 ) لما ذكر اختلاف العلماء في تفسير قوله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لم يضره شيطان أبداً )) ؛ في دعاء إتيان الرجل أهله (1) ، فكان آخر ما ذكر منها قوله :
(( وقيل : لم يضره بمشاركة أبيه في جماع ؛ أمه كما جاء عن مجاهد . . . ( فذكره . وقال ) : ولعل هذا أقرب الأجوبة )) !
فأقول : قوله : (( كما جاء . . . )) بصيغة الجزم ؛ يخالف حال إسناده ! فكان الواجب على الحافظ أن يشير إلى ذلك بقوله : (( كما روي )) ؛ كما هو المقرر في المصطلح ، وكما هي عادته الغالبة ، ولكن غلبته طبيعة كل إنسان ، والكمال لله وحده .
(1) متفق عليه من حديث ابن عباس ، وهو مخرج في (( الإرواء )) ( 2012 ) .
على أنه لو صح ذلك عنه ؛ فهو مقطوع موقوف عليه ، فلا حجة فيه ، ولو أنه رفعه ؛ لكان مرسلاً ، والمرسل ضعيف عند المحدثين ، ولا سيما في مثل هذا الأمر الغيبي الغريب ، وهذا كله لو صح السند بذلك إليه ، فكيف وهو مقطوع واهٍ ؟ ! وقد أشار العلامة الآلوسي إلى رده بقوله : (( ثم إن دعوى أن الجن تجامع نساء البشر جماعاً حقيقياً مع أزواجهن إذا لم يذكروا اسم الله تعالى غير مسلّمة عند جميع العلماء ، وقوله تعالى : { وشاركهم في الأموال والأولاد } غير نصٍّ في المراد كما لا يخفى )) .
وما قاله من التعميم مخالف لما تقدم ، ووقع في وهم آخر ، وهو أنه نسب أثر مجاهد للحسن أيضاً - وهو البصري - ؛ قرنهما معاً !
وهذا خطأ ؛ فإن أثر الحسن ذكره الحافظ قبيل أثر مجاهد بلفظ آخر نحو حديث ابن عباس المشار اليه آنفاً ؛ إلا أنه قال في آخره : (( فكان يرجى إن حملت أن يكون ولداً صالحاً )) .
وعزاه الحافظ لعبد الرزاق ، وهو في (( مصنفه )) ( 6 / 194 / 10467 ) بسند صحيح عنه .
ثم إن الآلوسي - رحمه الله - جاء بغريبة أخرى ؛ فقال : (( ولا شك في إمكان جماع الجني إنسية بدون أن يكون مع زوجها الغير الذاكر اسم الله تعالى ، ويدل على ذلك ما رواه أبو عثمان سعيد بن داود الزبيدي قال : كتب قوم من أهل اليمن إلى مالك يسألونه عن نكاح الجن ، وقالوا إن هاهنا رجلاً من الجن يزعم أنه يريد الحلال ؟ ( ! ) فقال : ما أرى بذلك بأساً في الدين ؛ ولكن أكره إذا وجدت امرأةُ حامل قيل : من زوجكِ ؟ قالت : من الجن ! فيكثر الفساد في الإسلام )) .
ووجه الغرابة استدلاله على الإمكان المذكور بهذا الأثر عن مالك ! وهو باطل - في نقدي - سنداً ومتناً .
أما السند ؛ فإن سعيد بن داود الزبيدي ضعفه ابن المديني ، وكذبه عبد الله ابن نافع الصائغ في قصةٍ مذكورة في ترجمته في (( تاريخ بغداد )) و (( التهذيب )) . وقال الحاكم : (( روى عن مالك أحاديث موضوعة )) . وقال الخطيب وغيره : (( حدث عن مالك ، وفي أحاديثه نكرة )) . وقال ابن حبان في (( الضعفاء )) ( 1 / 325 ) : (( لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة الاعتبار )) .
وأما المتن ؛ فإني أستبعد جداً - على فقه الإمام مالك - أن يقول في تزويج الإنسية بالجني : (( ما أرى بذلك بأساً في الدين )) ! ذلك لأن من شروط النكاح - كما هو معلوم - الكفاءة في الدين على الأقل . فلا يجوز تزويج مسلمة بكافر ، بل ولا بفاسق ، فمن أين لوليها وللشهود أيضاً أن يعلموا أن هذا الجني كفؤ لها ، وهم لا يعرفونه ؟ ! فإنه قد ظهر لهم بصورة رجل خاطب وجمبل ! ولا يمكن رؤيته على حقيقته بنص القرآن .
وقد يتمثل بصورة أخرى إنسانية أو حيوانية ، وحينئذٍ كيف يمكن تطبيق الأحكام المعروفة في الزوجين - كالطلاق والظهار والنفقة وغيرها - مع اختلاف طبيعة خَلْقِهِما ؟ ! تالله ! إنها من أغرب الغرائب أن يخفى مثل هذا البُطل - بل السُّخف - على العلامة الآلوسي - غفر الله لنا وله - .
وأغرب من ذلك كله قول ابن تيمية في رسالة (( إيضاح الدلالة في عموم الرسالة )) ( ص 125 - مجموعة الرسائل المنيرية ): (( وقد يتناكح الإنس والجن ، ويولد بينهما ولد ، وهذا كثير معروف )) ! !
وأقول : نعم ؛ هو معروف بين بعض النسوة الضعيفات الأحلام والعقول ، ولكن أن الدليل الشرعي والعقلي على التوالد أولاً ، وعلى التزواج الشرعي ثانياً ؟ ! هيهات هيهات !
وقد علمت مما ذكرته تحت الحديث السابق قبل هذا إنكار العز بن عبد السلام والذهبي على ابن عربي الصوفي ادعاءه أنه تزوج جنية ! ! وأنه رزق منها ثلاثة أولاد ! ! وأنه لم يعد يراها فيما بعد ! ! ! وانظر كلام المازري المُبْطِل لدعوى ابن عربي فيما يأتي تحت الحديث التالي ، وهو من الأحاديث التي تساعد على تصديق خرافة التزاوج بين الإنس والجن ؛ كمثل أثر مجاهد هذا والحديث الذي قبله . ) إنتهى
ملاحظة: اقول انا ابو جعفر الزهيري قوله تعالى الذي ورد في هذا الحديث المنكر ( لم يطمثهن إنسٌ ولا جان ) الظاهر أن هذا من باب المبالغة في نفي حصول جماعهن من قبل وهذا مثل أن يسأل سائل فيقول من صنع بكتابي هذا فنقول لم يصنع ذلك لا إنسي ولا جني انا هنا دوما فهذا من باب المبالغة في النفي وهناك جوابٌ آخر وهو أن القرآن قد خاطب الله به الإنس والجن كما هو معلوم بنص اقرآن فبهذا يجوز أن يكون المراد بذاك لم يطمث نساء الجنة من الإنس إنسي ولم يطمث نساء الجنة من الجن جني وهذا ممكن لأن من الجن مؤمنين والقرآن خطاب لهم أيضاً والله أعلم وقد مر كلامنا على هذا.
ثم ذكر الألباني حديثا ثالثاً - وهو الأخير في هذا الشأن - في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (12/ 608 - 611 ح 5778) بلفظ: ( كان أحد أبوي بلقيس جنياً ) .
ثم قال الألباني: ( منكر . أخرجه ابن جرير الطبري في (( التفسير )) ( 19 / 106 ) ، وأبو الشيخ في (( العظمة )) ( 5 / 1653 ) ، والثعلبي في (( التفسير )) ( 3 / 9 / 2 ) من طريق سعيد بن بشر عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ سعيد بن بشير ؛ مختلف فيه ، وهو كما قال البخاري : (( يتكلمون في حفظه ، وهو محتمل )) وقال بلديه أبو مسهر: (( لم يكن في بلدنا ( دمشق ) أحد أحفظ منه ، وهو منكر الحديث )) .
قلت : وبخاصة فيما تفرد به عن قتادة ؛ قال ابن نمير (( يروي عن قتادة المنكرات )) .
ولهذا ؛ قال الحافظ ابن كثير في (( البداية والنهاية )) ( 2 / 21 ) بعد أن عزاه للثعلبي : (( وهذا حديث غريب ، وفي سنده ضعف )) .
قلت : ومما يؤكد ضعفه ونكارته : أنه قد خالف معمر فقال : عن قتادة قال: بلغني أنها امرأة يقال لها : بلقيس ؛ أحد أبويها من الجن ، مؤخر أحد قدميها كحافرة الدابة .
أخرجه ابن جرير ( 19 / 95 ) ، وابن أبي حاتم في (( تفسيره )) ( 6 / 134 / 2 ) .
قلت : وإسناده صحيح موقوفاً على قتادة . فيقال فيه ما قلته في أثر مجاهد الذي قبله وزيادة ، وهي : أن الغالب على هذا وأمثاله مما يتعلق ببلقيس أنه من الإسرائيليات ، وقد أشار إلى ذلك أبو حيان في تفسيره (( البحر المحيط )) ( 7 / 67 ) بعد أن ذكر معنى هذا الأثر: (( وقد طولوا في قصصها بما لم يثبت في القرآن ولا في الحديث الشريف )) .
وقال الماوردي: (( والقول بأن أم بلقيس جنية مستنكر من العقول ؛ لتباين الجنسين واختلاف الطبعين ، وتفارق الحِسِّيْن ؛ لأن الآدمي جسماني والجن روحاني ، وخلق الله الآدمي من صلصال كالفخار ، وخلق الجان من مارج من نار ، ويمتنع الامتزاج مع هذا التباين ، ويستحيل التناسل مع هذا الاختلاف )) .
حكاه القرطبي عنه ( 13 / 213 ) ، ثم رده بما لا يسمن ولا يغني من جوع فقال: (( العقل لا يحيله مع ما جاء من الخبر في ذلك )) .
فأقول : نعم العقل لا يحيله ، ولكنه أيضاَ لا يدركه ؛ بل إنه يستبعده كما تقدم ، فالإيمان به يتطلب نصاً صحيحاً صريحاً ، والخبر الذي أشار إليه لا يصح ، وهو حديث أبي هريرة هذا .
ثم أشار إلى أثر مجاهد المخرج قبله ، وقد عرفت نكارته ، وإلى النص القرآني : { وشاركهم في الأموال والأولاد } ، وسبق جواب العلامة الألوسي عنه تحت الأثر المذكور .
ثم رأيت الآلوسي قد صرح بإنكار حديث الترجمة ؛ فقال بعد أن ذكره وقول أبي حيان المتقدم: (( والذي ينبغي أن يعول عليه عدم صحة الخبر )) . ثم ذكر قول أبي حيان المتقدم ، وزا د :
(( . . . وأن ما ذكر من الحكايات أشبه شيء بالخرافات ؛ فإن الظاهر على تقدير وقوع التناكح بين الإنس والجن الذي قيل ؛ يصفع السائل عنه ؛ لحماقته وجهله أن لا يكون توالد بينهما ))
وأقول : عبارته من قوله : (( يصفع . . . )) إلخ ؛ غير سليمة ؛ فإن السائل لم يذكر في السياق ! فلينظر . ) إنتهى
ومما سبق نستفيد فائدة أخرى من كلام العلامة المحدث الألباني رحمه الله وهي أنه لا يجوز مكالمة الجني وسؤاله عن بعض الأمور الخفية وعن دينهم ومذهبهم! ولا يجوز تصديقهم في كل ما يخبرون به فقد قال الألباني في ما مر في ( السلسلة الضعيفة 12/ 603 تحت ح 5776 ): ( فما نسمعه في هذا الزمان من أن بعض النسوة يشعرن وهن في فراش الزوجية بالمجامعة ممن لا يرينه ، إن هو إلا من وسوسة الشيطان ، وتلاعبه ببني الإنسان ، ويستغل ذلك بعض أولئك الذين يتعاطون مهنة استخراج الجني من الإنسي ، ويرتكبون في أثناء ذلك أموراً - غير تلاوة القرآن والمعوذات - مما هو غير واردٍ في السنة ، مثل : مكالمة الجني وسؤاله عن بعض الأمور الخفية ، وعن دينهم ومذهبهم ! وتصديقهم في كل ما يخبرون به ! وهم من عالم الغيب ، لا يمكن للإنس أن يعرفوا مؤمنهم من كافرهم ، والصادق من الكاذب منهم ، وإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حرم إتيان الكهان وتصديقهم ؛ لأنهم ممن يوالون الجن ، وهؤلاء كانوا يسترقون السمع ويلقون إلى أوليائهم من الإنس ما استرقوا ويخلطون معه أكثر من مئة كذبة ؛ كما في (( الصحيح )) .

أقول : إذا كان إتيان هؤلاء محرماً ؛ فبالأولى أن يكون محرماً إتيان أوليائهم من الإنس الذين يخاطبون الجن مباشرة ويستخدمونهم ، ويقضون لهم بعض مصالحهم ، ليضلوهم عن سبيل الله ؛ كما كان الأمر في الجاهلية ، وذلك قوله تعالى : { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً } . ) إنتهى
فمن أجاز من العلماء استعمال الجن في شيء من ذلك فقد أخطأ لما علل به الألباني من علل متينة رصينة والله أعلم.
منقول للفائده ِ


 

رد مع اقتباس
قديم 18 May 2013, 03:16 AM   #6
نور الشمس
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **


الصورة الرمزية نور الشمس
نور الشمس غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 13417
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 21 Aug 2023 (03:12 PM)
 المشاركات : 8,847 [ + ]
 التقييم :  35
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
لوني المفضل : Olivedrab
رد: نسمع كثيراً زواج الأنس من الجن ,,, ولاكن ماهو الدليل القاطع والملموس




أختي الحبيبه shooqy83 باركـ الله فيكـ



صآحب الموضوع أوضح لنا أنه لايريد نقآشآ في الموضوع من الجانب الشرعي لانه تم النقآش فيه سآبقآ

فقط المشاركه والنقاش على سؤاله هذا ~> حتى لايخرج الموضوع عن مسآره

اقتباس:
ولاكن السؤال :
هل رأء احد منكم شخص متزوج من الجن ويرى زوجته على الطبيعه مثلما يرى الأنسان زوجته الأنسيه



 
 توقيع : نور الشمس



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

‏🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون

‏ وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،،

‏فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨

‏فهذا هو الخير ،،،

‏ 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87

🦋🍃


رد مع اقتباس
قديم 18 May 2013, 02:25 PM   #7
shooqy83
باحث برونزي


الصورة الرمزية shooqy83
shooqy83 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 14418
 تاريخ التسجيل :  May 2013
 أخر زيارة : 24 Dec 2013 (01:55 AM)
 المشاركات : 23 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رد: نسمع كثيراً زواج الأنس من الجن ,,, ولاكن ماهو الدليل القاطع والملموس



وفيكم يا رب


لا يوجد فنحن باول وأخير نرجع للكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يوجد دليل شرعي على ذلك
وجزيتم كل خير


 

رد مع اقتباس
قديم 19 May 2013, 07:09 AM   #8
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 09 Aug 2024 (06:43 PM)
 المشاركات : 2,582 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
رد: نسمع كثيراً زواج الأنس من الجن ,,, ولاكن ماهو الدليل القاطع والملموس



صدقت أختنا shooqy83
ويقول الإمام الشبلي :
الباب الموفى ثلاثين في مناكحة الجن :
قد قدمنا مناكحة الجن فيما بينهم وهذا الباب في بيان المناكحة بين الإنس والجن والكلام هنا في مقامين
أحدهما في بيان إمكان ذلك ووقوعه والثاني في بيان مشروعيته أما الأول فنقول نكاح الإنسي الجنية وعكسه ممكن قال الثعالبي زعموا أن التناكح والتلاقح قد يقعان بين الإنس والجن قال الله تعالى ) وشاركهم في الأموال والأولاد ( وقال - صلى الله عليه وسلم - إذا جامع الرجل امرأته ولم يسم انطوى الشيطان إلى أحليله فجامع معه
وقال ابن عباس إذا أتى الرجل امرأته وهي حائض سبقه الشيطان إليها فحملت فجاءت بالمخنث فالمؤنثون أولاد الجن رواه الحافظ ابن جرير
ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن نكاح الجن وقول الفقهاء لا تجوز المناكحة بين الإنس والجن وكراهة من كرهه من التابعين دليل على إمكانه لأن غير الممكن لا يحكم عليه بجواز ولا بعدمه في الشرع
فإن قيل الجن من عنصر النار والإنسان من العناصر الأربعة وعليه فعنصر النار يمنع من أن تكون النطفة الإنسانية في رحم الجنية لما فيها من الرطوبة فتضمحل ثمة لشدة الحرارة النيرانية ولو كان ذلك ممكنا لكان ظهر
أثره في حل النكاح بينهم وهذا السؤال هو الذي أورد على المسألة الباعثة على تأليف هذا الكتاب والجواب من وجوه
الأول أنهم وإن خلقوا من نار فليسوا بباقين على عنصرهم النارى بل قد استحالوا عنه بالأكل والشرب والتوالد والتناسل كما استحال بنو آدم عن عنصرهم الترابي بذلك على أنا نقول إن الذي خلق من نار هو أبو الجن كما خلق آدم ابو الإنس من تراب واما كل واحد من الجن غير أبيهم فليس مخلوقا من النار كما أن كل واحد من بني آدم ليس مخلوقا من تراب وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه وجد برد لسان الشيطان الذي عرض له في صلاته على يده لما خنقه وفي رواية قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فما زلت أخنقه حتى برد لعابه فبرد لسان الشيطان ولعابه دليل على أنه انتقل عن العنصر الناري إذ لو كان باقيا على حاله فمن أين جاء البرد روقد بسطنا القول في انتقالهم من العنصر الناري في الباب الثالث الذي عقدناه في بيان ما خلقوا منه فلا حاجة بنا إلى إعادته وهذا المصروع يدخل بدنه الجني ويجري الشيطان من ابن آدم مجرى الدم فلو كان باقيا على حاله لأحرق المصروع ومن جرى منه مجرى الدم
وقد سئل مالك بن أنس رضي الله عنه فقيل إن ههنا رجلا من الجن يخطب إلينا جارية يزعم أنه يريد الحلال فقال ما أرى بذلك بأسا في الدين ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل لها من زوجك قالت من الجن فيكثر الفساد في الإسلام بذلك
وهذا الذي ذكرناه عن الإمام مالك رضي الله عنه أورده أبو عثمان سعيد بن العباس الرازي في كتاب الإلهام والوسوسة في باب نكاح الجن فقال حدثنا مقاتل حدثني سعد بن داود الزبيدي قال كتب قوم من إلى مالك بن أنس رضي الله عنه يسألونه عن نكاح الجن وقالوا إن ههنا رجلا من الجن إلى آخره
الوجه الثاني إنا لو سلمنا عدم إمكان العلوق فلا يلزم من عدم إمكان العلوق عدم إمكان الوطء في نفس الأمر ولا يلزم من عدم إمكان العلوق أيضا عدم إمكان النكاح شرعا فإن الصغيرة والآيسة والمرأة العقيم لا يتصور منهن علوق والرجل العقيم لا يتصور منه إعلاق ومع هذا فالنكاح لهن مشروع فإن حكمة النكاح وإن كانت لتكثير النسل ومباهاة الأمم بكثرة الأمة فقد يتخلف ذلك
الوجه الثالث قوله ولو كان ذلك ممكنا لكان ظهر أثره في حل النكاح هذا غير لازم فإن الشيء قد يكون ممكنا ويتخلف لمانع فإن المجوسيات والوثنيات العلوق فيهن ممكن ولا يحل نكاحهن وكذلك المحارم ومن يحرم من الرضاع والمانع في كل موضع بحسبه والمانع من جواز النكاح بين الإنس والجن عند من منعه إما اختلاف الجنس عند بعضهم أو عدم حصول المقصود على ما نبينه أو عدم حصول الإذن من الشرع في نكاحهم أما اختلاف الجنس فظاهر مع قطع النظر عن إمكان الوقاع وإمكان العلوق واما عدم حصول المقصود من النكاح فنقول إن الله امتن علينا بأن خلق لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها وجعل بيننا مودة ورحمة فقال تعالى ) يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ( وقال تعالى ) هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها ( وقال تعالى ) ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ( وقال تعالى ) فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ( والجن ليسوا من أنفسنا فلم يجعل منهم أزواج لنا فلا يكونون لنا أزواجا لفوات المقصود من حل النكاح من بني آدم وهو سكون احد الزوجين إلى الآخر لأن الله تعالى أخبر أنه جعل لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها فالمانع الشرعي حينئذ من جواز النكاح بين الإنس والجن عدم سكون أحد الزوجين إلى الآخر إلا أن يكون عن عشق وهوى متبع من الإنس والجن فيكون إقدام الإنسي على نكاح الجنية للخوف على نفسه وكذلك العكس إذ لو لم يقدموا على ذلك لآذوهم وربما أتلفوهم البتة ومع هذا فلا يزال الإنسي في قلق وعدم طمأنينة وهذا يعود على مقصود النكاح بالنقض وأخبر الله تعالى أنه جعل بين الزوجين مودة ورحمة وهذا منتف بين الإنس والجن لأن العداوة بين الإنس والجن لا تزول بدليل قوله تعالى ( وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو )
وقوله - صلى الله عليه وسلم - في الطاعون وخز أعدائكم من الجن ولأن الجن خلقوا من نار السموم فهم تابعون لأصلهم .
وفي الصحيحين من حديث أبي موسى قال احترق بيت في المدينة على أهله بالليل فحدث النبي - صلى الله عليه وسلم - بشأنهم فقال إن هذه النار إنما هي عدو لكم فإذا نمتم فاطفئوها عنكم فإذا كانت النار عدوا لنا فما خلق منها فهو تابع لها في العداوة لنا لأن الشيء يتبع أصله فإذا انتفى المقصود من النكاح وهو سكون أحد الزوجين إلى الآخر وحصول المودة والرحمة بينهما انتفى ما هو وسيلة اليه وهو جواز النكاح وأما عدم حصول الإذن من الشرع في نكاحهم فإن الله تعالى يقول ) فانكحوا ما طاب لكم من النساء ( والنساء اسم للإناث من بنات آدم خاصة والرجال إنما أطلق على الجن لأجل مقابلة اللفظ في قوله تعالى ) وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن ( وقال تعالى ) قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم ( وقال تعالى ) إلا على أزواجهم ( فأزواج بني آدم من الأزواج المخلوقات لهم من أنفسهم المأذون في نكاحهن وما عداهن فليسوا لنا بأزواج ولا مأذون لنا في نكاحهن والله أعلم هذا ما تيسر لي في الجواب وفتح الله علي به وبالله التوفيق . (1/81)
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي




 
 توقيع : طالب علم



رد مع اقتباس
قديم 19 May 2013, 05:39 PM   #9
shooqy83
باحث برونزي


الصورة الرمزية shooqy83
shooqy83 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 14418
 تاريخ التسجيل :  May 2013
 أخر زيارة : 24 Dec 2013 (01:55 AM)
 المشاركات : 23 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رد: نسمع كثيراً زواج الأنس من الجن ,,, ولاكن ماهو الدليل القاطع والملموس



بارك الله فيكم أخي على التوضيح وجزيت كل خير


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 01:56 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي