| عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn من الكتاب والسنة والأثر وماورد عن الثقات العدول من العلماء والصالحين وماتواتر عن الناس ومااشتهر عن الجن أنفسهم . |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19 Dec 2007, 07:32 PM
|
#4 |
|
Banned
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
الوقفة الثالثة ...
نرجع لأول اتصال روحانى بين آدم عليه السلام وبين إبليس ـ أعاذنا منه ومن صوته وخيله ورجله ـ نجد أن الشيطان على دراية بما يفعله مع ابن آدم وعلى معرفة بنقاط ضعفه وهاكم الدليل :
1 ) أنه حرّك فى آدم عليه السلام غريزة الفضول وحب البقاء والخلود واستغلها فى إقناعه بمخالفة أمر ربه تعالى كما فى سورة البقرة (( .. ولا تقرَبا هَذه الشجرةَ فتكُونـا منَ الظالمين )) وهذا المنع يسبب محاولات لمعرفة سبب المنع وهذه المحاولات التي تدخل تحت بند حب المعرفة جعلت آدم - عليـه الصلاة والسلام - يتقبـل مـن يدلـه عـلى السـبب فاسـتغل إبليس هذه الظاهرة وقال كما فى سورة الأعراف (( فوَسوَس لهُما الشّـيطَانُ لِيُبـديَ لهمـا مـا وُرىَ عنهما من سؤاتهما وقال ما نهاكمـا ربُّكمـا عـن هـذه الشـجرةِ إلا أن تكونا ملَكين أو تكونا من الخالدين )) وقال فى سورة طه (( قال يا آدمَ هل أدلك على شجرةِ الخلدِ ومُلك لا يَبلى )) . 2 - ثم أتى بالقَسم كما فى سورة الأعراف (( وقاسَمَهُما إنِّي لكما لمنَ الناصحين )) الذى يقوي القناعة عند الإنسان على أن المتكلم هو صادق مما ساعد آدم - عليه الصـلاة والسـلام - عـلى أن يصـدق القَسم الشيطاني ، فانتقلت الحركة النفسية وهى التصديق إلى حركة عملية وهى حركة الجسد فأكلا من الشجرة فكانا من الظالمين !! وقد نستدل من سياق الآيات فى القرآن الكريم مايوضح لنا أن وسوسة القرين ـ إبليس فى الأصل ـ لآدم كانت من الخارج ثم انتقلت الوسوسة عن الأصل فأصبحت فى الداخل ، حيث أن وسوسة الشيطان في صدور الناس إنما هي بصورة النفوذ في قلوبهم والسلطان عليهم بنحو يوَثر فيهم ، وإن كان لا يسلب عنهم الاختيار والحرية ، ويوَيد كون الوسوسة بصورة النفوذ الاِتيان بلفظة " في " في قوله سبحانه (( يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النَّاسِ )) ، وأمّا وسوسة الشيطان بالنسبة إلى أبي البشر فلم تكن بصورة النفوذ والتسلّط بشهادة تعديته بلفظة " لهما " أو " إليه " قال تعالى (( فوَسوَس لهُما الشّـيطَانُ … )) وقال تعالى (( فوَسْوس إليهِ الشّيطانُ .. )) وهذا التفاوت في التعبير يفيد الفرق بين الوسوستين ، وأن إحداهما على نحو الدخول والولوج في الصدور وهذا لبنى آدم ، والأُخرى بنحو القرب والمشارفة وهذه لآدم عليه السلام والله أعلم . ولابأس أن نستأنس ببعض الأقوال التى تقربنا من القول بأن القرين مكانه فى جسد ابن آدم يجرى منه مجرى الدم .. جاء فى أكام المرجان للشبلى [ قال ابن أبي الدنيا حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله المديني حدثنا حسان بن إبراهيم عن سعيد يعني ابن مرزوق عن محارب بن دثار عن ابن عمر قال كيف ننجو من الشيطان وهو يجري منا مجرى الدم ؟ ] اهــ . ذكر الإمام القرطبى فى ( أحكام القرآن ) فى تفسير سورة الناس مانصه : [ قال مقاتل : إن الشيطان في صورة خنزير، يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق ، سلطه الله على ذلك؛ فذلك قوله تعالى { الذي يوسوس في صدور الناس } وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) وهذا يصحح ما قاله مقاتل . وروى شهر بن حوشب عن أبي ثعلبة الخشني قال : سألت الله أن يريني الشيطان ومكانه من ابن آدم فرأيته، يداه في يديه ، ورجلاه في رجليه ، ومشاعبه في جسده ؛ غير أن له خطماً كخطم الكلب ، فإذا ذكر الله خنس ونكس ، وإذا سكت عن ذكر الله أخذ بقلبه ، فعلى ما وصف أبو ثعلبة أنه متشعب في الجسد أي في كل عضو منه شعبة . وروي عن عبدالرحمن بن الأسود أو غيره من التابعين أنه قال - وقد كبر سنه - : ما أمنت الزنى ، وما يؤمنني أن يدخل الشيطان ذكره فيوتده ! فهذا القول ينبئك أنه متشعب في الجسد ، وهذا معنى قول مقاتل ] اهــ . الإيحاء الروحانى : يقول الله تعالى فى سورة الأنعام ( وكذلك جعلنـا لكـل نبـيٍّ عـدواً شـياطينَ الإنسِ والجـنِّ يُوحِي بعضُهم إلى بعضٍ زُخرُفَ القـولِ غـروراً ولـو شـاء ربُّكَ ما فعلوه فَذَرهم وما يَفترون ) وهـذه الآيـة تؤكـد أن الوسوسة هي نوع من الإيحاء الروحـاني وأن هـذا الإيحـاء هـو كلام الروح للروح بدون ألفاظ لغوية صوتيـة ـ كما يكلمك الحى والميت فى المنام بصوت روحى غير مسموع ـ ويتـم بواسـطة الكـذب عـلى الموحى إليه وتَزييف الحقائق وهو لمن يلقـي السـمع للشـيطان ويتـأثر بقوله بسهولة فيتـأثر بإيحائـه ، وبواسـطة هـذا الإيحـاء يتـم إغـواء الكثيرين . ولكن هناك ثم تفريق جوهرى من وجهة نظرى القاصرة والتى قد تكون صواباً والخطأ فيها محتمل وقد تكون خطأ والصواب فيها محتمل وهى : أن الجن والقرين ـ على التفريق السابق ـ كلاهما يوسوس للإنسان على اختلاف بين الجن أنفسهم من أن وسوسة الصالح منهم قد نسميها ألهاماً والطالح منهم نسميها وسوسة ، أما القرين فهى وسوسة قولاً واحداً . ولكن الجن مصدر إلهامهم أووسوستهم ( الدماغ ) عبر الجسد الذهنى أو العقلى ـ سنتطرق له فى موضوع مستقل ـ عبر التخاطر فالإنسان يُمثل صورة مصغرة لعالمي الشهادة والملكوت فجسده يمثل عالم الشهادة ـ العالم المادى ـ وروحه تمثـل عالم الملكوت ـ عالم الروح ـ فكان من الضروري وجود نقطة اتصال بين العالمين بين الروح والجسد فجعل الله له الدماغ وجعله في الرأس ـ لأنه الأعلى والأشرف ـ وقد سماها أهل الحكمة القديمة ( منطقة التاج فى قمة الرأس+ منطقة العين الثالثة بين الحاجبين إلى أعلى قليلاً ) ولذلك يوجد في الدماغ مركزاً لكلِّ عضوٍ في الجسم الإنساني تتحكم به تلك المناطق المخصصة له في الدماغ ، ويستقبل الدماغ الأحاسيس المادية عبر المنافذ الحسية للجسد ، وكذلك يسـتقبل الأحاسيس الروحانيـة عـبر منافذ الإدراك الروحاني فيسجل الدماغ صورةً لكل شيء مُدرك من عالم الروح والملكوت وعالم الشهادة ، فاتصال الروحانى أو التخاطر الذى يحدث بيننا وبين الجن أو الإنس محله الدماغ ثم ينفذ إلى القلب . أما القرين فوسوسته فى القلب وفى ساحة الصدر ( الذى يوسوس فى صدور الناس ) لأن القلب هو الذي يتدبر ، يقول الله جل وعلا فى سورة محمد ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) وقد جعل الله له منافذ يدرك بواسطتها صور الأشياء والعلاقة بينها ، وجعل له وسائل إدراك باطنية كالذاكرة تٌخزن له المعلومات ، وجعل له الحس المشترك يربط بين المحسوسات في قالب واحد ، وجعل له قـوة التخـيل يتخـيل بها صور فكان هذا هو مطلب الشيطان للفتنة والإغواء . فعندما يفكر أحدنا فإنه يسمع صوتاً فى داخله أثناء حديثه مع نفسه وهذا مجبولون عليه بنى آدم كلهم ، وعندما يريد الشيطان الوسوسة فإنه يقوم بمطابقة صوته لصوت الإنسان الداخلى من حيث السرعة والنبرة والمعلومات والثقافة التى يعرفها الإنسان ـ فما تعرفه أنت يعرفه وسواسك ـ فيسمع الإنسان صوت في نفسه مطابق لصوت نفسه و يعتقد الإنسان أن نفسه تحدثه بهذه الأمور والأفكار قال ـ جل فى علاه ـ فى محكم التنزيل (( واسْتفزِز مَن اسْتطَعتَ مِنهُم بصُّوْتك )) والواقع أنها وسوسة شيطان وليس وسوسة نفس كما يتوهمه البعض وهذا مالايفعله الجن العادى . ولعل ذلك ينطبق من حيث الكيفية مع القرين الملك الموكل بنا قال صلى الله عليه وسلم : ( في القلب لمتان لمة من الملك ، إيعاذ بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله سبحانه وليحمد الله ، ولمة من العدو إيعاذ بالشر وتكذيب بالحق ونهي عن الخير، فمن وجد ذلك فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثم تلا قوله تعالى : " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاء " ) رواه الترمذي وحسنه ورواه النسائي . فك اشتباك : قد يستشكل البعض ماذهبنا إليه من اختصاص الشيطان والملك بالقلب فى إحداث الوسوسة دوناً عن بقية الجن بقوله تعالى ( من الجِنّة والنّاس ) حيث أن لفظ الجنة جمع والتاء لتِأنيث الجمع وورود لفظ الناس فيه دلالة على أن الناس يوسوسون فى الصدور كما يفعل الشيطان فكيف لاتوسوس بقية الجن ؟ والجواب على ذلك من وجوه : 1) الوسوسة فى القلب من الشيطان قطعاً بدليل قوله تعالى (( من شّرِ الوَسْوَاس الخنّاسِ الّذى يُوَسْوَسُ فى صُدُورِ النّاس )) ولفظ الجنة لبيان أن الشيطان من الجن أو كأنه استعاذ ربه من ذلك الشيطان الواحد ثم استعاذ بربه من جميع الجنة والناس ربما أن الشياطين من ذرية إبليس لهم قدرة على الوصول إلى قلب ابن آدم عبر قرينه أو بدونه فجاء الجمع . 2) أخبار أن الموسوس قد يكون من الناس قال الحسن : هما شيطانان ؛ أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس ، وأما شيطان الإنس فيأتي علانية . وقال قتادة : إن من الجن شياطين ، وإن من الإنس شياطين ؛ فتعوذ بالله من شياطين الإنس والجن ، وروي عن أبي ذر أنه قال لرجل : هل تعوذت بالله من شياطين الإنس ؟ فقال : أو من الإنس شياطين ؟ قال : نعم ؛ لقوله تعالى { وكَذلكَ جَعلْنا لكُل نبيّ عدواً شياطينَ الإنسِ والجنِ } الأنعام . وذهب قوم إلى أن الناس هنا يراد به الجن ، سموا ناساً كما سموا رجالًا في قوله (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن )) - وقوما ونفرا. فعلى هذا يكون { والنّاس } عطفاً على { الجنّة } ، ويكون التكرير لاختلاف اللفظين ، وذكر عن بعض العرب أنه قال وهو يحدث : جاء قوم من الجن فوقفوا ، فقيل : من أنتم ؟ فقالوا : ناس من الجن وهو معنى قول الفراء . وقيل : الوسواس هو الشيطان ، وقوله { من الجنّة } بيان أنه من الجن { والناس } معطوف على الوسواس ، والمعنى : قل أعوذ برب الناس من شر الوسواس ، الذي هو من الجنة ، ومن شر الناس ، فعلى هذا أمر بأن يستعيذ من شر الإنس والجن ، والجنة: جمع جني ؛ كما يقال : إنس وإنسي والهاء لتأنيث الجماعة . وقيل : إن إبليس يوسوس في صدور الجن ، كما يوسوس في صدور الناس ، فعلى هذا يكون { في صُدُورِ النّاس } عاماً في الجميع ، و{ من الجنّة والنّاس } بيان لما يوسوس في صدره . وسنكمل مابدأناه ـ بإذن الله تعالى ـ فى وقفتنا الرابعة والتى تحوى الفروق الجوهرية بين القرين والجن العادى !! سائلين الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ماجهلنا والله تعالى أعلى وأعلم . |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| نظرة فى أصناف الجن .. بقلم ( أبى همام الراقى ) . | أبو هريرة | عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn | 3 | 29 Dec 2011 06:57 PM |
| الى الاخ الفاضل أبو هريرة منير الراقي والاخ ابو همام الراقي | bechir1002 | عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn | 4 | 19 Dec 2009 09:46 PM |
| شيخنا أبو همام الراقى | غســـــق | إدارة الطب الإلهي والنبوي ـ االإستشارات العلاجية والإستشفاء ـ Department of Medicine and the Prophet | 2 | 04 Feb 2008 09:21 PM |
![]()