|
الجن أكثر ماتتشكل وتتصوربه .
وَأَكْثَرُ مَا يَتَصَوَّرُونَ لَنَا فِي صُوَرِ الْحَيَّاتِ ; فَفِي الْمُوَطَّأِ أَنَّ رَجُلًا حَدِيثَ عَهْدٍ بِعُرْسٍ اسْتَأْذَنَ [ ص: 8 ] رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَنْصَافِ النَّهَارِ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ . . . الْحَدِيثَ ، وَفِيهِ : فَإِذَا حَيَّةٌ عَظِيمَةٌ مُنْطَوِيَةٌ عَلَى الْفِرَاشِ ، فَأَهْوَى إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ فَانْتَظَمَهَا . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ .
وَفِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَالَ : إِنَّ لِهَذِهِ الْبُيُوتِ عَوَامِرَ ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَحَرِّجُوا عَلَيْهَا ثَلَاثًا ، فَإِنْ ذَهَبَ وَإِلَّا فَاقْتُلُوهُ فَإِنَّهُ كَافِرٌ . وَقَالَ : " اذْهَبُوا فَادْفِنُوا صَاحِبَكُمْ " وَقَدْ مَضَى هَذَا الْمَعْنَى فِي سُورَةِ ( الْبَقَرَةِ ) وَبَيَانُ التَّحْرِيجِ عَلَيْهِنَّ .
وَقَدْ ذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّ ذَلِكَ مَخْصُوصٌ بِالْمَدِينَةِ ; لِقَوْلِهِ فِي الصَّحِيحِ : " إِنَّ بِالْمَدِينَةِ جِنًّا قَدْ أَسْلَمُوا " . وَهَذَا لَفْظٌ مُخْتَصٌّ بِهَا فَيَخْتَصُّ بِحُكْمِهَا . قُلْنَا : هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ غَيْرَهَا مِنَ الْبُيُوتِ مِثْلُهَا ; لِأَنَّهُ لَمْ يُعَلَّلْ بِحُرْمَةِ الْمَدِينَةِ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ الْحُكْمُ مَخْصُوصًا بِهَا ، وَإِنَّمَا عُلِّلَ بِالْإِسْلَامِ ، وَذَلِكَ عَامٌّ فِي غَيْرِهَا ، أَلَا تَرَى قَوْلَهُ فِي الْحَدِيثِ مُخْبِرًا عَنِ الْجِنِّ الَّذِي لَقِيَ : ( وَكَانُوا مِنْ جِنِّ الْجَزِيرَةِ ) ; وَهَذَا بَيِّنٌ يُعَضِّدُهُ قَوْلُهُ : " وَنَهَى عَنْ عَوَامِرِ الْبُيُوتِ " وَهَذَا عَامٌّ .
http://1enc.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=7
|