زرادشت يذم الكهنة والكهانة

ان الشرائع القديمة كلها حاربت الكهنة والكهانة ،ونجد ان الذين تنسب اليهم بعض المعتقدات
التي يمكن ان نسميها ديانة نوقفوا جميعا ضد الكهنة والكهانة والسحر والسحرة.
فزرادشت الدي تنسب اليه ديانة المجوس القديمة وقف ضد الكهنة .قال لاتباعه ؛هؤلاء هم الطهنة
فعليكم ان تمروا امامهم صامتين وسيوفكم في اغمادها انهم اعداء خطيرين ،وما من حقد يوازي ما في قلوبهم
من ضغينة ،وقد يتعرض من يهاجمهم الى تلطيخ نفسه .هكدا نهى زرادشت عن اتباع الكهنة
او حتى الاقتراب منهم وقد وصفهم باخبث خلق الله في الارض ،وامتلئت قلوبهم احقادا واضغانا على بني البشر .
وان من عاشرهم يتادى نانهم في نظري سجناء يحملون وسمة المنبودين في العالم وما اسفارهم الا وصايا كاذبة
وكلمات وهمية .معنى هدا انهم يعيشون في ضلالة .
ثم ضرب لهم مثلا وشبههم بقوم ركبوا سفينة في البحر وهاجت عليهم زوبعة ،فلاحت لهم جزيرة فلجؤوا اليها
،ولم تكن الجزيرة الا تنينا ضخما نائما فوق العباب نفبنوا على ظهره الكنائس والمعابد.ثم تسائل وهل من تنين
اشد خطرا على ابناء الحياةمن تنين الوصايا الكاذبة والكلمات الوهمية .بمعنى ان الكهنة لا يسيرون في الطريق
المستقيم بل في طريق الضلال .ثم يقول انظروا الى المساكن التي بنوها واسموها كنائس ما هي الا كهوف تنبعث
منها روائح متعفنة .ويامرون الناس بولوج هده الهياكل زاحفين على ركبهم تعظيمالها ولهم .وهم بهدا يحتون الناس
على الخطيئة .
ثم يقول ؛لقد اراد هؤلاء الكهنة ان يعيشوا كاشياء اموات فسربلوا جثثهم بالسواد فادا القوا مواعظهم انتشرت منها رائحة اللحود.بمعنى ان كل من تامل حالتهم تجدها لا شيء يذكر وقد لبسوا السواد وتظاهروا بالزهد لياكلوا اموال الناس
بالباطل .ثم يقول ؛ليسمعني هؤلاء نشيدا غير هدا النشيد لامرن نفسي على الاعتقاد بمخلصهم .اد طالبهم بدليل واحد
مقنع بوجود مخلص يخلص الكهنة .فكان لا مخلص للتابع والمتبوع على السواء .