|
#1
|
||||||||
|
||||||||
|
من اسرار القران الكريم ( سورة النحل )
الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية وأوحي ربك إلي النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون" هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في بداية النصف الثاني من سورة النحل, وهي سورة مكية, وعدد آياتها(128) بعد البسملة, وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلي تلك المجموعة المباركة من الحشرات المعروفة باسم النحل لأن الله( تعالي) قد نحل إناثها القدرة علي جمع رحيق الأزهار, ومابها من غبار الطلع( حبوب اللقاح) من العديد من النباتات المزهرة, وهضمه وتحويله في بطونها إلي ذلك الشراب المختلف الألوان الذي فيه شفاء للناس والمعروف إجمالا باسم عسل النحل ولو أنه يشمل مركبات عديدة بالإضافة إلي هذا العسل من أهمها غذاء ملكات النحل, والشمع, وحبوب اللقاح, والمعكبر( صموغ النحل), وسم النحل. ويدور المحور الرئيسي للسورة حول قضيتي العقيدة الإسلامية, والدعوة إلي مكارم الأخلاق, وكلتاهما من ركائز الإسلام, واستشهدت في سبيل الدعوة إلي تلك الركائز بالعديد من الإشارات الكونية التي صيغت صياغة علمية غاية في الدقة, والشمول والكمال مما يشهد للقرآن الكريم بأنه كلام الله الخالق, ويشهد للنبي والرسول الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة. من ركائز العقيدة في سورة النحل أعلن رئيس جامعة الأزهر أحمد عمر هاشم أن الجامعة تنوي إنشاء شبكة تلفزيونية دينية تبث عبر الأقمار الاصطناعية من أجل التصدي للحملات الغربية ضد الإسلام. وقال هاشم في تصريحات نشرت إن التلفزيون الجديد الذي لم يوضح موعد إطلاقه ستكون مهمته "دحض المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والتصدي للحملات الغربية المستمرة الرامية لتشويه صورته". (1) الإيمان بالله( تعالي) ربا, واحدا أحدا, فردا صمدا, لم يلد, ولم يولد, ولم يكن له كفوا أحد, وتنزيهه ( سبحانه وتعالي) عن الشريك, والشبيه, والمنازع, والصاحبة, والولد, وعن كل وصف لايليق بجلاله, وتوحيده( تعالي) توحيد الألوهية: فلا يعبد سواه, وتوحيد الربوبية: فلا يخلق ولايرزق غيره, وتوحيد الأسماء والصفات: فلا يسمي ولا يوصف إلا بما سمي به ذاته العلية من الأسماء الحسني, ووصف به جانبا من صفاته العليا. والإيمان بأن الله( تعالي) هو خالق كل شيء وربه ومليكه يجعل كل ماسواه مخلوقا بأمره, والخالق يختلف اختلافا كليا عن خلقه, كما أن المخلوقين يختلفون اختلافا كليا عن خالقهم, ومن هنا فلا يجوز لهم أن يضربوا الأمثال للخالق( سبحانه وتعالي) وهو الذي يعلم كل شيء وهم لايعلمون إلا ظاهرا من الحياة الدنيا. ومن صفات الله( تعالي) التي أوردها لنا في سورة النحل أن له غيب السماوات والأرض, وأن أمره نافذ عاجل لايرد( وهو بين الكاف والنون), وأن الدين له( سبحانه وتعالي) لأن وحده, لايشاركه في ذلك شريك, ولا ينازعه منازع, وأن الله علي كل شيء قدير. واليقين بأن الخلق يشهد لخالقه بالربوبية, والألوهية, والوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه جزء لايتجزأ من الإيمان بالله( سبحانه وتعالي), الخلق يشهد لخالقه بطلاقة القدرة, وبديع الصنعة, وإحكام الخلق, وبالعلم المحيط, والهيمنة الكاملة علي جميع ما في السماوات والأرض وكلهم له عبد, يسجد لجلاله طوعا وكرها. (2) الإيمان بحقيقة الوحي, ومن معانيه أن الله( تعالي) ينزل ملائكته بالهداية الربانية لخلقه علي من يشاء من عباده الذين يصطفيهم بعلمه وحكمته, وهم الأنبياء والمرسلون الذين يبعثهم الله( سبحانه) بتعاليم الدين. والدين قائم علي ركائز أربع من العقيدة( وهي غيب مطلق لايستطيع الإنسان الوصول إليه بعقله ولابحواسه منفردا) والعبادة( وهي أوامر إلهية كاملة لايليق بالإنسان أن يكون له فيها رأي) وعلي كل من الأخلاق والمعاملات( وهي ضوابط للسلوك, والتاريخ يؤكد لنا عجز الأنسان دوما عن وضع ضوابط صحيحة للسلوك من عند نفسه الأمارة بالسوء). ومن رسالة الوحي: دعوة الناس إلي الإيمان بالله تعالي وبملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الآخر, وبالقدر خيره وشره, ودعوتهم إلي توحيد الله( جل جلاله) توحيدا خالصا لاتشوبه أدني شبهة من شرك, وإلي عبادته( تعالي) بما أمر, وتقواه في كل أمر, واجتناب الطاغوت, وأن الله( سبحانه وتعالي) قد أكمل للإنسانية دينها, وأتم نعمته عليها, ورضي لها الإسلام دينا ببعثة الرسول الخاتم( صلي الله عليه وسلم), وأنه ما علي الرسول إلا البلاغ المبين. (3) اليقين بحقيقة الآخرة, وبحتميتها, وفجائيتها, وبأن موعدها قد اقترب, واليقين بحقيقة كل من البعث, والحساب, والجنة, والنار, وبأن الجنة هي مثوي المتقين, وبأن النار هي مثوي المتكبرين الذين لم يؤمنوا بالله ولا برسالته, أو أشركوا غيره في عبادته, ولم يعتبروا بتكرار عقاب الأمم العاصية من قبلهم. وتؤكد الآيات في سورة النحل أن الله( تعالي) سوف يبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم في يوم القيامة, وأن خاتم الأنبياء والمرسلين( صلي الله عليه وسلم) سوف يشهد علي أمته, وعلي جميع الأمم من بعدها إلي يوم الدين لأنه( عليه الصلاة والسلام) مبعوث للناس كافة. (4) الإيمان بأن كل نعمة اختص الله( تعالي) بها عبدا من عباده هي من فضل الله العلي العظيم الذي لاتحصي نعمه ولاتعد أفضاله, وأن الله( جل جلاله) قد فضل بعض خلقه علي بعض في الرزق, لحكمة يعلمها, وأن من نعمه( تعالي) علي عباده أن جعل لهم من أنفسهم أزواجا, وجعل لهم من أزواجهم بنين وحفدة, وجعل لهم السمع والأبصار والأفئدة حتي يكتسبوا بها المعارف والعلوم لأن الله( سبحانه) يخرج المواليد من بطون أمهاتهم لايعلمون شيئا. (5) الإيمان بأن الجهاد في سبيل الله هو ذروة سنام الإسلام, وبأن الهجرة في سبيل الله أجرها عظيم في الدنيا, وثوابها في الآخرة أعظم. وأن الذين مكروا السيئات في الدنيا لايأمنون أن يخسف الله( تعالي) بهم الأرض أو أن يأتيهم العذاب من حيث لايشعرون. وأن من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فسوف يحييه الله حياة طيبة ولسوف يجزيه أجره بأحسن ما كان يعمل, وأن الذين زين لهم الشيطان أعمالهم سوف يكون هو وليهم يوم القيامة, وأن لهم عذابا أليما, ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك علي ظهر الأرض من دابة, ولكن يؤخرهم إلي نهاية الأجل حيث لامهرب منه, ولا تأخر عنه. (6) التسليم بأن الحاكمية لله( تعالي) وحده, ومن ثم فإن له وحده حق التحليل والتحريم, ولايجوز ذلك لأحد من المخلوقين أبدا. (7) القناعة بأن الله( تعالي) قد وهب الناس عقولا مدركة تفكر, وإرادة حرة تختار وتوجه, وتبين لهم طريق الاستقامة الموصل إلي الخير, وطرق الانحراف المفضية إلي الشر, وترك الخيار كاملا لكل فرد, فمن وجد خيرا فليحمد الله, ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه. من مكارم الأخلاق في سورة النحل (1) الدعوة إلي إقامة عدل الله في الأرض, وإلي الإحسان إلي الخلق, والوفاء بالعهد, واحترام الايمان, وإلي غير ذلك من مكارم الأخلاق, وضوابط السلوك, وقواعد المعاملات بين الناس, علي أن ينطلق ذلك كله من منطلق تقوي الله, ورجاء رضوانه, ومخافة عقابه, بعد القناعة الكاملة بضرورة ذلك من أجل استقامة الحياة علي الأرض. (2) الدعوة إلي الإنفاق في سبيل الله وإيتاء ذي القربي. (3) الدعوة إلي رفض الظلم بكل أشكاله وصوره, وبضرورة مقاومته بكل وسيلة مشروعة, فإن تعذر ذلك فلتكن الهجرة في سبيل الله. (4) التحذير من الوقوع في الفتن ماظهر منها ومابطن, ومن أخطرها فتن الكفر بالله أو الشرك به, وما أكثرها في هذه الأيام. (5) النهي القاطع عن الفحشاء والمنكر والبغي, والتذكير الدائم بنعم الله العديدة علي الخلق, والحض المستمر علي دوام شكرها, فبالشكر تدوم النعم, وتنكسر حدة الغرور في النفس الإنسانية التي تدرك أن ليس لها من مخرج في كل شدة من الشدائد التي تمر بها إلا اللجوء إلي الله( سبحانه وتعالي), والتذكير كذلك برحلة الإنسان في هذه الحياة الدنيا من النطفة إلي النطفة الأمشاج, إلي العلقة ثم المضغة المخلقة وغير المخلقة, ثم خلق العظام, ثم كسوتها باللحم, ثم إنشاء الجنين خلقا آخر, ثم اخراجه من بطن أمه لايعلم شيئا, ثم مابعد ذلك من مراحل الطفولة, ثم الشباب والفتوة, ثم الكهولة, والشيخوخة, والضعف والهرم حتي لايعلم من بعد علم شيئا, ثم الاحتضار والموت, وما يتخلل ذلك العمر من فترات الرخاء والنعمة, وفترات الابتلاء والشدة, ومحصلة ذلك عند لحظة الموت. من الإشارات الكونية في سورة النحل (1) التأكيد علي قضية خلق السماوات والأرض, وخلق كل شيء, وإفراد الله( سبحانه وتعالي) بذلك, ومنه خلق الإنسان من نطفة لاتري بالعين المجردة, وعلي الرغم من ذلك فإنه بمجرد بلوغه مرحلة الشباب والفتوة كثيرا مايقابل فضل ربه عليه بالجحود والنكران, وقد خلق له الأنعام من مثل الإبل والبقر والضأن والماعز, وجعل فيها منافع كثيرة, وخلق له الخيل والبغال والحمير وغير ذلك من وسائل الركوب والزينة وحمل الأثقال المعروفة في زمن الوحي والتي استجدت من بعده, والله الخالق قادر علي أن يخلق ما يعلمه الناس وما لايعلمون. (2) الإشارة إلي دورة الماء حول الأرض بذكر إنزاله من السماء مصدرا للشراب ولإنبات الشجر والزروع من مثل الزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات, وجعل ذلك آية للذين يتفكرون. (3) الاستشهاد علي طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في جنبات الكون بتسخير الأرض كي تكون صالحة للعمران وذلك بتكويرها, وتدويرها حول محورها أمام الشمس حتي يتبادل عليها الليل والنهار, وتسخير كل من الشمس والقمر والنجوم بأمر من الله( تعالي) كي تستقيم الحياة علي الأرض وفي الكون كله. وتؤكد السورة الكريمة دوران الأرض حول محورها كذلك بالإشارة إلي ظاهرة مد الظل وقبضه واعتباره صورة من صور السجود لله( تعالي). (4) الإشارة إلي نشر مختلف صور وأشكال وألوان المخلوقات من الأحياء والجمادات في الأرض, وإعطاء الإنسان قدرات من مختلف صور الحس تعينه علي تمييزها والتمتع حتي يشهد بطلاقة القدرة الإلهية المبدعة في جنبات الكون. (5) ذكر تسخير الله( تعالي) البحر للإنسان بما فيه من أحياء ذات لحم طري يؤكل, وهياكل للحيوانات تصلح لصناعة الحلي التي تلبس, وقدرة علي حمل الفلك ذات الأحجام المختلفة التي تجري بمصالح العباد شاقة عباب مائه, وعباب ما فوق الماء من هواء. (6) الاستشهاد بإلقاء الجبال علي الأرض, وجعلها رواسي لها كي لاتميد ولا تضطرب, وارتباط قمم الجبال يتكون منابع الأنهار, ودور تلك المجاري المائية في تفتيت الصخور, وشق الفجاج والسبل, وتكوين تضاريس الأرض التي تصبح علامات دالة للاهتداء بها في وضح النهار, كما جعل النجوم علامات للهداية بالليل. (7) وصف عقاب بعض الأمم السابقة وصفا ينطبق بدقة فائقة علي ماتحدثه الهزات الأرضية العنيفة( الزلازل) في زماننا, وذلك من قبل أن يدرك أحد من الخلق تفاصيل حدوث تلك الهزات الأرضية. وخسف الأرض بعدد من الأمم الباغية في القديم والحديث يؤكد أن الزلازل ـ كغيرها من صور الابتلاءات الدنيوية هي جند من جند الله يسلطها علي من يشاء من عباده: عقابا للمذنبين المجاهرين بالمعاصي من الكفار والمشركين وعصاة المسلمين, وابتلاء للصالحين, وعبرة للناجين. ( يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع )
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]()