السحر وخطورته على الفرد والمجتمع

ما حكم تعلم السحر وتعليمه ؟

تعلم السحر كما سبق في كلام الله من الكفر، لأن الله قال : { ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر } فتبين أن تعليم السحر هو فعل الشياطين، فقوله : { ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر } هو بمنزلة التعليل، أي لأنهم يعلمون الناس السحر، فهم كفار ومن كفرهم تعليمهم الناس السحر، وصرح بهذا فقال جل وعلا : { وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر } وهذا صريح القرآن { إنما نحن فتنة فلا تكفر } إذاً من تعلم هذا السحر ودرسه فقد كفر بالله، لأنه رضي بالشرك وأقره.

وأما قول من يقول : نتعلم السحر لنحذر منه فقول باطل، مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولهدي الصحابة رضوان الله عليهم، بل هذا مما يجب القضاء عليه وإفناؤه، وأما إذا نُشر وصار الناس يتعلمونه فإنهم لا ريب ولا شك أنهم سيقعون في مزاولته، وهذا هو الكفر الذي نهى الله عنه، فاتضح بذلك أن التعلم والتعليم كفر بصريح القرآن، ومما يشهد لهذا قول الله في سورة طه : { ولا يفلح الساحر حيث أتى } قال العلماء : المسلم لو ارتكب الذنوب والكبائر مادام أنه باق على إسلامه ففيه فلاح ولو قل، لكن إذا انتفى عنه الفلاح بالكلية دل على انتفاء الإسلام، ولهذا قوله : { ولا يفلح الساحر حيث أتى } دليل صريح صحيح واضح بيّن في كفر الساحر؛ لأنه ليس معه أدنى فلاح من أي وجه من الوجوه { ولا يفلح الساحر حيث أتى } فاتضح بهذا أن تعلم السحر ومزاولته وتعليمه من الكفر المخرج من ملة الإسلام، نسأل الله أن يعافينا وسائر إخواننا المسلمين .