كيف نجذب الجن

نعلم ان الجن والانس كاي شئ اخر في الكون يتكونان
من ذبذبات ، ودرجةسرعة هذه الذبذبات تختلف في كل منهما عن الاخر لدرجة كبيره ، فذبذبات الانسان في جسمه المادي اللذي نراه هي ذبذبات بطيئه جدا وذات سرعه منخفضه جدا جدا ، وذبذبات جسم الانسان تدخل ضمن درجة التذبذب التي يمكن للحواس الخمس للانسان ان تدركها لذلك فاننا نري اجسامنا واجسام بعضنا البعض ، ونجد ان ذبذبات الجن عاليه وسريعه جدا جدا ، وذبذبات الجن تفوق بسرعتها مايمكن للحواس الخمس للبشر ان تدركها لذلك فنحن لانري الجن رغم وجودهم وقدرتهم علي التاثير فينا ، فمثلهم مثل الكثير من المؤثرات التي تؤثر علينا ونتفاعل معها دون ان ندركها بالحواس الخمس رغم وجودها . مثل طاقة الكوكب والجو والحسد والنفس وتفكير شخص اخر فيك ومشاعر الاخرين ونفسياتهم .

فالكثير من الناس يقومون باعمال معينه تجذب لهم الجن والشياطين فيكونون ضحيه سهله ويسيره لتاثير الجن اللذين مافتئوا يفسدون حياة البشر ويدمرون انفسهم ومشاعرهم ، ويغيبون ارواحهم ويخدشون سموها ويخدرون عقولهم والتي تصبح معطله عن التفكير العقلاني مستسلمة للتفكير بالشهوات واشباع الغرائز ، اضعاف اضعاف ماتحتاج لاشباعها ، ولتجعل هؤلاء الاشخاص اللذين او قعوهم تحت سيطرتهم غارقين في البحث عن الشهوات والغرائز بصوره تامه الامر اللذي يهدد ويسئ لانسانية الانسان وسمو وعلو روحه .

بالمناسبه الاشخاص اللذين يفكرون بطريقة سلبيه تحكمها وتسيطر عليها العواطف والمشاعر والانفعالات الحاده ، يكونون ضحيه سهله لتاثير الجن والشياطين ، بينما الاشخاص اللذين يفكرون بطريقه ايجابيه ويحكمون عقولهم ويفكرون بسمو روحي هيهات هيهات ان يكون للشياطين اثر عليهم .

ومن هذه الاعمال التي يقوم بها الناس وتجذب الجن والشياطين لهم هو استعمالهم واستماعهم لمكبرات الصوت ومضخماته ، واجهزة التسجيل التي يستعملونها لتشغيل اشرطة الموسيقي الصاخبه ، وتؤدي هذه الاجهزه الي تضخيم الصوت لدرجات عاليه جدا جدا ، وتكون في هذه الحاله تصدر ذبذبات عاليه جدا جدا ، تقترب من درجة ذبذبات الجن والشياطين ، فتنجذب لهم الشياطين والجن بمنتهي السهوله ، فتري القوم سكاري وماهم بسكاري ، وتراهم يرقصون بصورة رهيبه وهستيريه غريبه ، ويتحركون بحركات لايمكن ان تكون الا من تاثير الشياطين ، فالاصوات الصاخبه لاجهزة التسجيل وتكبير الصوت وتضخيمه تصدر ذبذبات سريعه وعاليه جدا جدا تجذب اليها الجن والشياطين لان ذبذبات الجن مقاربه لذبذبات الصوت العالي والضخم .

ومن الاعمال التي يمارسها الناس وتجذب لهم الشياطين هي الغضب والقلق والخوف الشديد والانفعالات الحاده الملتهبه ، والتوتر الشديد ، ان الانسان عندما يكون في حالة من مثل هذه الحالات فانه ذبذباته تكون عالية جدا جدا وسريعه بطريقة رهيبه ، وتفتقد للتوازن والانسيابيه ، وفي مثل هذه الحالات تختلف حالة الانسان عنها في الحالات التي يكون فيها هادئا مطمئنا ، حيث تتدفق الطاقة فيه بانسيابيه سلسله وتكون ذبذباته في حالة ممتازه من التوازن ، بينما في حالات الانفعالات الحاده تتشابه ذبذبات الانسان مع ذبذبات الجن الي درجة كبيره ، فيجذب الجن له لتطابق ذبذباته في مثل هذه الحالات مع ذبذبات الجن ، فيكون ضحيه سهله للجن وتاثيرهم المدمر عليه ، وكل ذلك يتم دون وعي او ادراك منه لذلك ، فينقاد الانسان بسهوله للجن وتاثيرهم عليه ، وذلك مصداقا لقوله تعالي في سورة الاسراء علي لسان ابليس عندما قال ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً ) سورة الإسراء 62
أي ان ابليس وجنوده قد اخذوا علي انفسهم عهدا انهم سيجعلون من بني ادم ضحية سهلة الانقياد كما تقاد الدابه اعزكم الله الي يوم اللقاء العظيم .الا من كان من عباد الله المخلصين.

وهكذا فمن اراد ان يجذب الجن اليه ، فما عليه سوي ان يعمل شيئا او ان يفكر ويشعر بشئ يبعث فيه ذبذبات عاليه جدا فياتيه الجن من كل حدب وصوب ، وهي نصيحه انصح بالايعمل بها احد ، بل حافظوا علي هدوئكم ومزاجكم المتوازن وعلي مايعطيكم الهدوء والتوازن الانفعالي مثل الاذكار والعبادات والايمان والتوكل والتسليم والتحكم بردود الفعل تجاه مايواجهنا من احداث طيبه وجيد ه وغيرها .

واذا نظرنا الي الناس الروحانيين او اللذين عرفوا كيف يجعلون الدنيا وحبها في ايديهم لافي قلوبهم وانفسهم ، واللذين عرفوا اهمية وكيفية التحكم في الشهوات والغرائز والتعامل معها بعقلانيه ، واللذين سموا وارتفعوا بارواحهم وانفسهم الي المراتب العليا وصاروا اعلي من الدنيا وما فيها ومن تقلباتها التي لاتنتهي ، واللذين لم يجعلوا اويعلقوا وضعهم النفسي والروحي وتوازنهم الانفعالي علي حسب احوال الدنيا وتقلباتها التي لن تنتهي الا بنهاية حياتنا او فناء الدنيا ، واللذين استطاعوا ان يرتبطوا بالله سبحانه وتعالي ، وحافظوا علي توازن نفسي وروحي في كل الظروف والاحوال ، وعززو ذلك بالحرص والاهتمام وتوجيه كل قوتهم النفسيه والروحيه لاداء العبادات واستنهضوا الهمم من اجل العبادات وشحذوا العزائم من اجل اداء عبادة الله عز وجل بكل اخلاص وحرصوا علي تلاوة كتاب الله عز وجل وتدبره وتطبيق ما جاء فيه من الاوامر واجتناب ما انزل الله من نواهي وفعلوا كل ذلك بحضور قلب واضع عشرة خطوط تحت عبارة حضور القلب في كل العبادات ، وحرصوا اشد الحرص علي الخشوع في الصلاة لان الخشوع يمنع الشياطين والجن من التاثير علي الانسان الخاشع في صلاته وذكره لان الخشوع يؤدي الي ضبط ذبذبات الانسان وتوازنه النفسي وبالتالي لايمكن لاي شيطان ان يقربه .

ان هؤلاء سوف تكون ذبذباتهم متوازنه وتتدفق بانسيابيه وبشكل رائق وجميل كما النهر العذب البارد، اللذي ينساب في مجراه بمنتهي السهوله لذلك فانه هيهات هيهات للجن والشياطين ان تؤثر عليهم او تحدد لهم كيف يعيشون وكيف يكونون ، فالجن والشياطين لايمكن ان يقتربوا او ان يكون لهم أي تاثير علي الروحانيين اللذين ارتبطوا قلبا وقالبا بالله عز وجل ، والطريق الوحيد اللذي تستطيع من خلاله الشياطين والجن من التاثير علي هؤلاء الروحانيين هو احداث اختراق واهتزاز واخلال بالتوازن النفسي والعاطفي والعقلي لهؤلاء ، باساليب كثيره لعل اشهرها هو جعلهم ينشغلون ويتشاغلون بالدنيا وحبها ، عندها وعندها فقط يمكن للشياطين التاثير عليهم .
وهكذا من اراد ان يتصل بالله عز وجل ويتخلص من تاثير الشياطين والجن فما عليه الا ان يضع حب الدنيا في يده لافي قلبه ، ويتبعون اوامر الله ونواهيه، فالشياطين والجن لايقتربون ممن يقومون باعمال تعطيهم ذبذبات متزنه وهادئه ومتدفقه.

والجن والشياطين طبعا هما احد اهم هذه المؤثرات الكثيره ، وهناك مؤثرات ندركها بالحواس واخري وهي الغالبيه لاندركها بالحواس الخمس رغم وجودها ومؤسسة هيئة الوعي في الولايات المتحده تهتم بهذه النوعيه من المؤثرات لخطورتها ولعدم ادراكنا لها .