شرح اسم العليم للأستاذة أناهيد السميري

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
هذا هو أول اسم نشرحه في هذه الزيارة اسأل الله عز وجل ان يجعله أسماً مباركاً علينا وأن ينفعنا بهذا العلم وأن يرفعنا عنده درجات اللهم آمين
سنأخذ ان شاء الله اليوم اسم العليم ، نبدأ اولاً بورود الأسم في كتاب الله عز وجل ، ورد هذا الأسم في القرآن الكريم في 157 موضعا ، هذا إشارة الى ماذا؟ إلى علاقة العبد القوية بهذا الأسم ،إلى حاجة العبد القوية لفهم هذا الأسم ، لأن كل شىء تكرر لابد أن يتقرر ، فلابد أن نفهم ماذا يجب أن نقرر في نفوسنا من هذا الأسم ، سنذكر طبعاً طرفاً من وروده.
نبدأ من موطن من سورة الروم ،
أولاً كيف تعلمون أن هذا اسماً وليس صفة؟ كيف تفرقون بين أن هذا أسماً وصفة ؟ إذاً أولاً الأسم والصفة يردان ، لفظاً واحداً ما المقصود ؟ يعني الآن تريدين أن تقولين أن أسماء الله عز وجل تكون لفظاً واحداً والصفات مضافة ، الأسماء فيها ما هو مضاف مالك الملك هذا أسم ومضاف ، ليس هذا هو التعريف الدقيق للتفريق بين الصفة والأسم.
اولاً هي اسماء كما هو في اللغة من جهة انها تقبل الألف واللام ، ايضاً تقبل الإضافة ، تقبل النداء ، لابد ان تكون مشتقة من صفات ، لابد ان يكون الأسم مشتق من صفة ، يعني الآن لما اتي اشرح اسم العليم أول شىء سأقوله أنه أسم من أسماء الله على طول لابد أن اقول الصفة هي العلم ، في أثناء الشرح أصلاً انا اشرح ماذا؟ نحن نقول أننا نشرح الأسم لكن هو في الحقيقة أنا اشرح الصفة التي يتضمنها الأسم ، يعني الأسماء لابد ان تتضمن صفات وليس العكس، هناك صفات لله وليس منها أسماءً.
انظري الى الروم ورود أسم العليم ، ماذا يقول الله عز وجل (يخلق ما يشاء) ثم وصف نفسه بأنه (وهو العليم القدير)
إذاً هنا سنستفيد إستفادة ورد أسم العليم مقترن بأسم اخر، ورد أسم العليم مقترن بأسم القدير ، إذا أنت الآن ستعلمين أن اسماء الله تعالى تأتي منفردة وحدها وتأتي مقترنة بغيرها لما تأتي مقترنة يزيد الحسن فيها يعني أسماء الله تعالى كلها حسنى وهي منفردة حسنى ولما تنضم الى غيرها يزيد الحسن.
1-إذا هنا في سورة الروم ورد أسم العليم وظاهر أنه أسم لإقترانه بالألف واللام وورد في كتاب الله
2-والأمر الثاني أنه اسم في اللغة أنه اسماً وليس فعلاً.
3-الأمر الثالث أنه اتى مقترناً بأسم أخر مثل هنا أسم القدير.
في النساء وكفى بالله عليما ، في الأنفال أن الله سميع عليم ، ورد في النساء وكفى بالله عليما هنا ورد الأسم وحده مجرد ليس معه أسم اخر في الأنفال أن الله سميع عليم ، إذا اقترن بالسميع واقترنا بالقدير ، طبعاً هناك 157 موطن ورد فيها اسم العليم ، هنا نرى ورودة في السنة ، ورد الأسم في السنة في نصوص كثيرة منها ما رواه ابو داوود وصححه الألباني من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزة ونفخة ونفثة)
إذا هذا أحد ورود أسم العليم في السنة ، ونحن لما ابتدئنا في الكلام حول الإحصاء قولنا أول نقطة يجب أن نتفق عليها لما نشرح الأسم وروده في القرآن أو في السنة ، يعني ثبوته أول الأمر لابد ان يثبت من أجل ان تناقشة.
نبدأ الآن في معنى هذا الأسم في حق الله تعالى : قال الشيخ السعدي : وهو الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن والإسرار والإعلان وبالواجبات والمستحيلات والممكنات.
لاحظوا ان اسم العليم دخل فيه مسألة الإحاطة ، يعني لما تفسري العليم تقولين ماذا ؟ لكي تفرديه بالعلم ماذا تقولين ؟أحاط علمه الظواهر والبواطن الإسرار والإعلان الواجبات والمستحيلات والممكنات ، سنرجع الى كل جملة ونضرب عليها مثال.
نكمل قال : وبالعالم العلوي والسفلي وبالماضي والحاضر والمستقبل ، فلا يخفى عليه شىء من الأشياء.
انظري كل جملة في كلام الشيخ السعدي تدل على ماذا؟ أولاً نرجع الى الخلف ، احاط علمه بظواهر الأمور وبواطنها نحن نعلم أن كل شىء له ظاهر وباطن ، الناس في كلامهم ظاهر وفي قلوبهم باطن ، الأرض لها ظاهر ولها باطن وهكذا كل شىء له ظاهر وله باطن ، الله عز وجل احاط علمه بظواهر الأشياء وبواطنها.
هناك إسرار وهناك إعلان ، أحاط علمه بالسر الذي قام في قلبك وبما أعلنت ، بالواجبات والمستحيلات والممكنات، ما معنى هذا؟ ما معنى الواجبات ؟ لما تأتي والمستحيلات والممكنات ، ما معنى هذه مع بعض؟ ابدئي بالمستحيلات ؟ هاتي المستحيل لكي يتبين لكي الواجب والممكن ، كيف علمه بالمستحيلات؟ يعني يعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون .
إذاً معنى ذلك أنه إذا كان يعلم ما لم يكن إذا كان كيف يكون هذا المستحيل، فإذا كان يعلم الشىء الذي لم يصير لو صار كيف يكون، معنى ذلك انه يعلم كل شىء موجود يعلمه سبحانه وتعالى، الأشياء الموجودة تنقسم الى قسمين واجبة وممكنة : واجبة يعني لابد منها وممكنة يعني ممكن أن تحدث وممكن ألا تحدث فهو سبحانه وتعالى يعلم الأشياء التي واجب أن تقع والممكنات ، سيأتينا هذا كله بأدلة من اقرآن نريد بعد ان نعرف كلام الشيخ السعدي نريد أن يتبين لنا ما أثر هذا على سلوكنا ،
وبالعالم العلوي والسفلي: اذا قولنا العلوي نقول الملائكة والسماوات والسفلي شنقول أهل الأرض باطنها وظاهرها.
نأتي الى الزمن يعلم الماضى الحاضر المستقبل فلا يخفى عليه شيئاً ابدا سبحانه وتعالى ، فإذا علمت عنه أنه احاط بكل شىء علما بظاهر الأمور وبواطنها فعامل الله ولا تعامل خلقه، إذا علمت أنه سبحانه وتعالى يعلم الإسرار والإعلان فإذا عاملته عامل الله إذا علمت أنه يعلم الإسرار والإعلان فإذا عاملته عامل الله ، هذا المفهوم الآن يقطع من القلوب النفاق
ما وجه ؟ ما وجه من العلم بأسم الله العليم بمعناه يقطع من القلب النفاق؟ صحيح يعلم الظاهر والباطن يعني؟
اريد منكِ الآن ان تبيني ما هو النفاق لكي أتى بأسم العليم واعالج النفاق ، يعلم ما قام في القلب من إرادات.
الآن نحتاج نحلل قليلاً معنى النفاق ، سأقول لكم لماذا نحتاج أن نحلل معنى النفاق ، وان كان ربما هذا أهم موضوع يتصل بأسم العليم من جهة المسالك ، يعني الآن مسألة النفاق أصبحت في تصور كثير من الناس أمر بعيد لا يكون ، يعني يشعر الإنسان بسلامته من النفاق، في مقابل أنك تعلم أن مسلك كبراء هذه الأمة الخوف من النفاق ، كما ورد في البخاري عن أبن مليكه قال : أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخشى على نفسه النفاق ).
فما هذا النفاق الذي يخشى؟ ما هو هذا النفاق الذي يخشاه الإنسان على نفسه ؟ نريد تحليل يبين لي كيف ممكن أقع في النفاق ، النفاق هو حركة البواعث الخفية لغير الله ، نأخذ كلمة البواعث، ما معنى كلمة البواعث؟ باعثك على العمل كأنه بتعبيرنا دافعك للعمل، ما الذي يدفعك للقيام بالعمل ؟ يدفع العبد للقيام بالعمل مصالح تعود عليه في الدنيا ممكن.
يعني انا أسألك الآن ما الذي حركك لتأتي الى الدرس ؟ ما الذي حركك ؟ لا تجزموا لأنفسكم مباشرة بالجواب لأن هي هنا العلة العلة أننا دائماً نقول لأنفسنا أن الطبيعي أن يخرجني الدرس لكي أتعلم هكذا أقول لنفسي ، لكن تحرير البواعث هو الذي حقيقة نحتاجة ، ما الذي يحركك للإتيان؟ ممكن تكون الصحبة هي التي غالبة لكنك تغمض عينك عنها ، وممكن تكون انه لا يصير الناس يأتيهم ضيف جديد ولا أشوفه ، يجب ان اشوفه ، يعني ممكن الصحبة ، يمكن الشخص حب الأستطلاع يعني ، إلى أخر ما يمكن أن يمر في الخواطر من بواعث.
الآن أين المشكلة التي نعيشها؟ الآن لماذا خرجت هذا هو السؤال ، لا تتعجل فتحكم لنفسك بأن نيتك سليمة ، لا تتعجل بهذا لنفسك ، إنما كأننا نضع قاعدة : لا تتعجل إنما توسل، توسل الى الله أن تكون صاحب نية صحيحة .
الآن العباد ماذا يحصل لهم؟ يغفلون عن أن الله يعلم حركة قلوبهم ، حركة القلب، فعلمه سبحانه وتعالى بالظواهر والبواطن والإسرار والإعلان علمه بمن رحبت به وقلبك منطوي على بغضه ، وطبعاً هذا غير المداراة ، يعني أقصد المداهنة ، وربما صورت للذي أمامك أنك تريد مصلحة والمصلحة الشرعية وأنت في الحقيقة لا تريد إلا مصلحتك الخاصة .
مثلاً لما اضرب هذا المثل تخيلوا المسألة فقط ولا تخرجوا إلى الخار ج فقط تخيلوا المسألة البوم الإثنين وانت صائمة ونحن متواعدين اننا نروح السوق ثم نسيت الموعد وخرجت من بيتي ذهبت الى مكان بعيد اتصلتي وقلتي تعالي يا فلانه نذهب السوق الآن انا بعيدة ولا اريد ابين نفسي أني غلطت فأريد أن احسن نفسي أمامك ، فماذا اقول لك؟ قولي في يوم اثنين ، وتريدي تفطري وتصلي خلاص افطري وصلي وبعدين أمر أخدك ثم نذهب الآن ما صورتي؟ ماذا أريد؟اريد احسن صورتي امامك وابين اني اريد مصلحتك والمصلحة الشرعية وأنا في الحقيقة لا أريد إلا مصلحة نفسي ، انت لن تخسر شيئاً لو قولت أني لست موجود في البيت ولن تخسر شيئاً لو قولت نأجل الموعد ، ولن تخسر شىء لو قولت اي عذر من الأعذار لكن من اجل ان تحسن صورتك تقول كلام يصورك بصورة شرعية حسنة امام الأخر وانت كل مرادك مصلحتك الخاصة أصبح كأنك ما أتقيت الله وما أتقيت علمه بظواهرك وبواطنك .
وأحياناً يخفي على عقولنا مثل هذه المفاهيم ، يعني يأتي الآن الزوج مثلاً ويعظ الناس ويأتي بكذا بكذا وانا أتى اقول وأستعمل كل نصوص التبذير وأنصحة وأوعظه في التبذير لماذا؟ لكي مصلحتي لكن لو عندي انا الضيف اكلمه عن كل نصوص الإكرام ، إكرام الضيف وما له وما عليه إلى أخرة .
الآن نتكلم عن عدم تحرير البواعث ، لكن هذا صورة أن ظاهرك يخالف باطنك لو أستمريت في هذا الطريق لابد أن يحكم عليك بالنفاق ، لو طول حياتك ما في داخلك يحركك كلام شىء وتظهر شىء أخر لو بقيت في كل حياتك بهذه الصورة أكيد سيأتي النفاق لأنك هتكون من الداخل واحد شخص ومن الخارج شخص اخر ، يعني انتم الآن ماذا تتصورون النفاق؟ أن الباطن غير الظاهر ، اين الباطن فين الظاهر؟ من هنا يكون الباطن غير الظاهر ، بواعث الحركات شىء وانا أصور للناس أمامي شىء أخر؛
الصورة الخارجية لابد ان تكون حسنة يعني اقنعك في الدين والإيمان والتقوى ، خائف عليك اريد منك الا تقع في التبذير لما يكون ضيوفك وأنا اريد منك الا تترك إكرام الضيف، لما يكونوا ضيوفي في كل الخطوط اكون في مصلحتي حتى أستعملها لمصلحتي فماذا نرد على حالة مثل هذه ..ومثله أنا أحسن إليك أو أنت تحسن إلى ماذا اقول في هذا ؟ ان الله عليم بالظواهر والبواطن والإسرار والإعلان، ما عليك مني مهما ظنيت مني ظن السوء الله عليم بالظواهر والبواطن والإسرار والإعلان ، اثبت على عطائك وبرك واحسانك لأنه سبحانه وتعالى يعلم برك واحسانك.
واضح ماذا استفدنا من اسم العليم ؟ العليم يبعدك من أن يجعل لك ظاهر وباطن غير صالح ، ولذلك يقول الإمام احمد لأبنه ( أنوِ الخير فإنك بخير ما نويت الخير )لأن العليم مطلع على سرك فإذا نويت الخير ما أتاك إلا الخير
هكذا الإمام احمد يقول لأبنه لما أوصاه (أنوِ الخير فأنك بخير ما نويت الخير )ما وجهه ؟ ما علاقته بأسم العليم؟ أنت أنوِ الخير الله مطلع على نيتك سيعاملك بما قام في قلبك فيجعل بين يديك الخير، إذاً أحذر من أن تقع في أن تجعل باطنك مخالف لظاهرك ولابد ان يكون هذا المفهوم واضح في أذهانكم.
سؤال من الحاضرات رد من الأستاذة : ممكن بكل ذوق وأدب ممكن أقولها ممكن أعتذر أو أقول لها جائني ظرف طارىء لكن ان احسن صورتي هذه المشكلة ، ليس شرط أقوله نسيتك وأصدمه بالحقيقة مرة واحدة لأ ليش شرط ، لكن ممكن اعتذر جائني ظرف طارىء كلام فيه مداراة لا بأس ، لكن أهم شىء في كل المشكلة ان لا أحسن صورتي عنده ، وترى انا همي مصلحتك ودينك وصلاتك، شوفي كيف يعني يأتي الكلام أنه لكي تصلي بتركيز ، لكي تفطر وتدعي.
سؤال من الحاضرات رد من الأستاذة : هو الآن صورتي كأن باعثي الصلاح والدين ، وهذا الباعث يمكن مداراته بصورة أو بأخرى، اعتذر بصورة أو بأخرى.
المهم لا تكون كل مشكلتك في الحياة المحافطة على صورتك حسنة أمام الناس أنت من الداخل واحد تاني ،انت من الداخل لا هذا يهمك يعني انت لو كنت متذكر الموعد كنتِ أخذتي جائتك وذهبتي ولا همتك ولا الصلاة ولا صيامها ولا أي شىء لكن لأنك نسيتي الموعد ماذا فعلتي؟ قلبتي القضية، وهذا المقصود به مجرد مثال لتقريب كيف يحصل أن الظاهر كيف يكون غير الباطن ،حتى لا يشكل عليكم أنا أقصد المثال تقريب المسألة الصورة ، تقريب الصورة فقط يعني.
سؤال من الحاضرات ورد من الأستاذة : عن الكذب؟ هو الآن ليس يرى نفسه كذاب،لماذا؟ لأنه هو يقول انا لم أقل لها ، انا قريب منك وهو بعيد ولا قولت لها معلومة خطأ كل الكلام الذي أقوله صح، يعني لما أحد يناقشه يأتي يقول أليس أفضل لها أن تصلي في البيت ؟ ستجاوب انت تقول نعم ، أليس أفضل لها أن تفطر في البيت؟ تقول نعم ، خلاص أنا لست كذاب، لو ناقشته سيرد علي هذا الرد لكن هو في الحقيقة ليس بصادق، لكن ما تستطيعي أن توزنيه بوزن الكذب المعروف بيننا أن تقولي معلومة غير صحيحة.
ولذلك لو دخلتم في شرط الصدق الذي هو من شروط لا إله إلا الله ستجدون أن الصدق مع الله هو الفيصل بين النفاق وبين الإيمان، والصدق مهع الله هو معناه أن تعلم أن الله أحاط علمه بالظواهر والبواطن والإسرار والإعلان ناتج أن تعلم ان الله أحاط علماً بالإسرار والإعلان أن تكون صادقاً معه سبحانه وتعالى.
هذا بعض الآثار بإيمان لكن نمشي بالترتيب،
قال ابن جرير : إنك أنت ياربنا العليم من غير تعليم بجميع ما قد كان وما هو كائن والعالم للغيوب دون جميع خلقك.
هذا ابن جرير الطبري صاحب تفسير الطبري، إنك أنت ياربنا العليم من غير العليم من غير تعليم في مقابل أن كل من يسمّى عالماً في الخلق لابد أن يسبق علمه الجهل ، فيعلمه مُعلمه.
إذاً لما تأتي لأسم العليم لله عز وجل ماذا تقولين؟ علمه سبحانه وتعالى لم يسبق بجهل ولا يلحقه نسيان ، إنك أنت ياربنا العليم من غير تعليم بجميع ما قد كان وما هو كائن والعالم للغيوب دون جميع خلقك ، يعني كلام ابن جرير الآن مقارنة بين العلم لله وصفة العلم للخلق
1- ما وصف الله عزوجل؟ أن علمه لم يسبقه جهل ، ما وصف العلم بالنسبة للخلق ؟ علمهم سبقه جهل.
لما علم الخلق سبقه جهل كان لابد من مُعلم لهم ، لكن علم الله لم يسبقه جهل ( في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى) فعلمه سبحانه وتعالى لم يسبقه جهل ولا يلحقه طبعاً نسيان.
2- المقارنة الثانية بين علم الله عز وجل وبين علم الخلق انه سبحانه وتعالى عالم للغيوب في مقابل أن جميع الخلق لا يعلمون الغيب.
وإذا أتينا الى هذا نظرنا إلى ما يسمّى بالغيب الكلي والغيب الجزئي:
الغيب الجزئي: هو الذي يغيب عن بعض الناس ، يعني الآن أولادنا في بيوتنا بالنسبة لنا ماذا يعتبروا؟ غيب ، في مقابل أنهم في البيت حالتهم ماذا بالنسبة لهم؟ شهادة ، بالعكس نحن بالنسبة لهم نعتبر غيب في مقابل حالتنا لنفسنا شهادة ، هذا يسمّى الغيب الجزئي.
هذا الغيب الجزئي غر كثير من الناس فأنت ترى كثير ممن أدعى علم الغيب من السحرة والمنجمين والكهان أستخدموا هذا النوع من الغيب فيقبل عليهم الرجل أو المرأة فيقولون له أنت ناوي تسافر أو مثل ما يصير كثير من الألعاب عند الأطفال تقول خمني رقم فتخمن فالثانية تقول لها الرقم ، فتتصور الطفلة أو حتى الشابة أنها تعلم الغيب ، لم يعلموا أن تخمينك للرقم إنما هو إلقاء من الشيطان ،ثم الشيطان الذي ألقاه في ذهنك فعل هذا الفعل نفسه في ذهن الثانية
يعني أ وب يلعبوا مع بعض لما خمنت - أ - الشيطان ألقى في ذهنها الرقم ، كيف جاوبت – ب - ؟الشيطان الذي ألقى في ذهن تلك الرقم ، ألقى فيها نفس الرقم ، وهذا أمر غر كثير من الناس مسألة التخمين؛ إلى درجة الآن أشخاص يجدوا ألعاب في بريدهم الألكتروني مثل هذه ، من شخص لشخص عادي لكن تصوري إلى درجة يأتي لك برنامج ويقولك خمني ويطلع نفس الرقم ويقولك خمني ويطلع رقم أخر ، شىء لا يتخيل لكن أعلم أن مثل هؤلاء يحملهم الشيطان لازم تفهم هذا الكلام ، لازم أولادنا وبناتنا يفهموا أن الغيب الجزئي هذا يمكن للناس أن يعرفوه والشياطين معينة له.
سؤال من الحاضرات رد من الأستاذة : ممكن تكون على قاعدة حسابية ، أنا لا أتكلم على هذا النوع، هذا النوع معروف الذي يكون نتيجة نظر الى شىء معين ، انا اتكلم عن العاب يلعبونها وتكون واضحة أن هذا يلعب مع هذا ، ويكون شىء منتشر ليس شرطاً عن طريق المعادلات ، هذا موجود بين الأطفال يقول لها خمني تخمن ويطلع الرقم ، سيكون نوع من أنواع إدعاء علم الغيب لو وقع في القلب شعور أن هذا يعلم الغيب.
سؤال من الحاضرات ورد من الأستاذة : هذا لا يبان فيه أنه حله ، أسمعيني هذا النوع الذي تتكلمين عنه له صورة معينة ، الذي يكون فيه قاعدة ، لكن أنا اتكلم عن التخمين العام ، الأمرين ممنوعين التخمين العام الذي فيه الشيطان والتخمين الذي ورائه قاعدة ، لماذا؟ لأن الثاني سبب لشبهة باب يدخلني في مشكلة ، يدخل في عقل الطفل أن هذا يعلم الغيب هذه المشكلة هذا الذي نخاف منه ،يجب أن يدخل في عقل الطفل أنه لا يعلم الغيب إلا الله ولا تدوري حول هذه المسألة بأي صورة.
إلى درجة لو تتصوري الألعاب التي يلعبوها يقولون لها اختاري رقم سيكون زوجك أسمه كذا وعمره كذا وستأتين بأطفال كذا كل هذه ممنوعة ، هذه ليس ورائها حقائق لكن ما المشكلة ؟ لا يتربى الطفل أبداً أن أحداً غير الله يعلم الغيب، لا يتربى على هذه المشاعر.
ولذلك نريد ان نطرد من قلوبنا وسواس دخل الى نفوسنا وهو وسواس التخمين ، فكثير من الأحيان يخمن لنا أنه سيحصل كذا أو كذا وهذا خصوصاً عند الشابات فيقع في قلوبهم شىء من الوسوسة ينجر وراء هذا الرؤى ، فكثير من الناس كثير من النساء بالذات يعلمن أن الرؤية جزء من 46 جزء من النبوة ، فيتصورن أن كلما يرونه في أحلامهم أنه رؤية ومن ثم تعيش تحت ظلالها .
والآن هذا الخبر أنها جزء 46 جزء من النبوة يجعلك تستبعد عن نفسك تكرارها، يعني الآن لما تكون جزء من 46 من النبوة يصير معناها مرة أو مرتين في الأسبوع ترى رؤية أمراً طبيعياً ؟ يعني ماذا ستفعل في نهاية عمرك ؟ ستأخذ النبوة معك بهذا امقياس لما يتكرر بهذه الصورة لكن لابد أن نفرق بين الأحلام والرؤى هذا أمر ، وأمر ثاني لا تحكم لنفسك طول الوقت أن هذه رؤى حتى مع التوقيت حتى كونك على طاعة كونك على أستقامة كل هذا لا يحلل لك أن تعتقد ان كل ما تراه حق ولابد أن يقع.
ومرة في المرات ورد في نور على الدرب كان الشيخ عبد العزيز رحمه الله مفتي المملكة جائته رسالة من شاب يتكلم عن رؤية في نهاية الرسالة قال له الشيخ لا تشغل نفسك بهذا ، المهم قال له يا شيخ ما رأيك في النساء اللاتي يتابعن مسألة تفسير الرؤى قال أنا أنصح النساء ألا يفسروا رؤاهم كلها أحاديث نهار رأوها في ليل ، هذه كأنها قاعدة عامة .
وهذا الكلام نحن نقوله لكثرة التعلق بالرؤى إلى درجة أنك تجد قوماً أتخذوا قرارات في حياتهم هذه المشكلة الآن وتداخل مشاعرهم بين أن الله يعلم الغيب وبين رؤاهم التي يرونها ويجر على ذلك الكلام حول الأستخارة وما ورائها وظن أن كل واحد لو أستخار سيأتي بعد ذلك رؤية لابد أن يراها كل هذا ليس صحيحاً، إنما الإستخارة تأتي بتيسير الأمور .
على كل حال هذا المعنى أن هذا الفهم أن الله وحده علام الغيوب يقطع منا أمور كثيرة منها كل ما يتصل بالكهانة والتخمين وكونك تتخذ قرارات على أساس رؤى ، وهذا الكلام أقوله لما نراه من أن قوم كثيرين أتخذوا قرارات على مستوى الأعمال ، على مستوى البيوت، على مستوى قطع العلاقات مع الأرحام كل هذا بناءً على ما يرونه من رؤى.
وقال كلام ابن جرير لازال: أن الله ذو علم بكل ما أخفته صدور خلقه من إيمانٍ وكفر وحقٍ وباطل وخير وشر ، وما تستجنه مما لم تجنه بعد) الطبري (1/175، 11/127)
ما المقصود به الآن؟ العمل الذي عملته أو لم تعمله ؟ ما رأيكم ؟ من مادة جنيت ، يعني ما وقع منك من جني عمل مما لم تجنه بعد ، ما حصلت مما لم تحصل سواء كان هذا بعمل جوارحك أو بعمل قلبك.
الآن ننتقل لعلمه سبحانه وتعالى بأعمال القلوب.
أولاً أنك انت ياربنا العليم من غير تعليم : أول فهم لنا أن الله علمه لم يسبق بجهل في مقابل أن كل الخلق علمهم سبقهم جهل، الأمر الثاني أنه سبحانه وتعالى هو وحده علام الغيوب في مقابل أن كل الخلق لا يعلمون الغيب مهما غروك أقطع من قلبك وعامل الله بالتوحيد لا يعلم الغيب إلا هو نتيجتين من الجملة الأولى
نأتي لكلام ابن جرير الآن كلام عن أعمال القلوب ، أن الله ذو علم بكل ما أخفته صدور خلقه من إيمانٍ وكفر وحقٍ وباطل وخير وشر ؛ خلينا الى هنا ما المقصود؟ يعني أن حركة القلب التي فيها عبادة وصلاح يعلمها الله ، وحركة القلب التي فيها فسق وفساد يعلمها الله ، ولذلك الله عز وجل يعامل قلوب عبادة ورد في الحديث ( أن الله لا ينظر الى صوركم ولا إلى أموالكم لكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) فأصبح نظر الرب الى العبد وقت العمل إلى قلبه.
لذلك أنظر الى من يلتفت قلبه الى غير الله وهو لا يشعر بنفسه ، ثم يعود الى باب الله ولا يتوب ويستغفر عن إلتفاته عن بابه ، ونضرب لذلك مثالاً نقول الآن لو انتم جالسين في مكانكم والآن مر أحدكم من أمامكم ..من هنا ماذا تفعلون بأبصاركم؟ تتباعونه ، شايفين هذه المتابعة الآن انا معلمتكم وانتم بناتي المفرووض من آداب التعليم أن تعطوني أبصاركم لما يمر احد ماذا تفعلون ؟ تذهبون معه ثم تعودون الى ..في احد في اخر اللقاء يأتي يعتذر؟ابدا ما صارت لا احد اعتذر ولم يفكر في هذا ...يعني يفكر في هذا أنظري هذه الحال التفات البصر مثله ألتفات القلب ، يعني تكون بين يدي الله تصلي قلبك يشرد بعيداً عن الله يلتفت يمر على خاطرة شىء فيلتفت معه ثم يعود ويقول الله أكبر . .وربما جمع قلبه في المرة التي بعدها ربما جمع قلبه ولا يتوب ولا يعتذر الى ربه أن قلبه ...التفت إلى غيره والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لا ينظر الى صورتك لأن صورتك الخارجية وانت تصلي عند باب الله ....( إن الله لا ينظر ... أين قلوبكم عند باب الله ولا عند باب غيره ؟.
ولذلك لما تعامل الله بأسمه العليم تعلم يقيناً أن ألفاته ولو كطرفة عين يعلمها الله ، لذلك أسأله سبحانه وتعالى أن يجمع عليك قلبك ، الإنسان لما يصبح عنده اربعين سنة ماذا يقول ؟ ( رب أوزعني) أوزعني هذا فعل أن اجمع علي نفسي ، أن اشكر نعمتك التي انعمت علي ، لأنك تعلم أنه يعلم التفاتة قلبك ، التفاتتة ولو بمقدار ثانية وهكذا تعال اذهب الى الطبيب ، وانت تقول بلسانك أنه سبب فين وجدانك ماذا يقول؟ أعلم انه يعلم ماذا يقول وجدانك.
ولذلك لو عاملت الله أعلم أنه ينظر الى قلبك انت بلسانك ممكن تقول لمائة احد وتقنع ألف شخص أنه ترى لا شافي إلا الله ، لكن وجدانك مستقر محبة ورضا عند الناس، فتصير المسألة ما معناها؟ أنك عامل الله بعلمك أنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، يعلم ألتفاتة قلبك .
ولذلك من أصعب ما نجد معاملة العبد لربه بقلبه وهذه هي حقيقة المعاملة ، ترى أنت في الحقيقة لا تعامل ربك إلا بقلبك.
وكل طاعاتك وأستقامتك إن هي إلا آثار عمل قلبك.
كلنا نحفظ الدليل : (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صح الجسد كله) معنى هذا الكلام المحفوظ الذي في عقولنا محفوظ يشغل قلبنا من مكانه طب عرفت انه يشغل قلبنا ليس ما انا قادرة اعاملة كما ينبغي؟ نقص علمنا عن أن الله عليم بحركة القلب ولذلك لما تمد يدك تصافح الذي أمامك متى ستكون هذه المصافحة سبب لتساقط الذنوب؟ إذا نظر الله إلى قلبك فعلم أنك لا تصافح إلا له ، وهكذا جر هذا الكلام على كل الأعمال .
ولذلك الشيخ السعدي له رسالة لطيفة جداً أسمها أسباب مضاعفة الأجور ، علق عليها الشيخ الحمد ، رسالة لطيقة جداً يعني تحتاج منكم قرائتها قبل أن ندخل رمضان اسأل الله ان ييسر لكم ذلك.
المهم انه ذكر من مضاعفة الأجور ان تجمع القلب والإخلاص لأنك كلما ما هو الإخلاص الآن؟ أن تعلم ان الله ينظر الى قلبك وقت قيامك بالعمل ، وأن وقت قيامك بالعمل لا تطلب إلا رضاه ، هذا هو الإخلاص ، الإخلاص مركب من أمرين علمك ان الله ينظر الى قلبك وقت قيامك بالعمل ، ماذا تفعل لما تعلم أنه ينظر الى قلبك؟ فلا تعمل هذا العمل إلا وانت طالب رضاه ، وهذا معناه كيف يكتب لك أجر ؟ كيف يكتب لك أجر؟ لما نأتي في الآية المشهورة المحفوظة ( أن الصفا والمروة من شعائر الله ....) أخرها ختم بماذا؟ شاكر وعليم ، شاكر وشكور من أسمائه سبحانه وتعالى معناه يعطي على العمل القليل الأجر الكثير ، لكن هل الله عز وجل يشكر لكل أحد ؟ جامع اسم شاكر اتى عليم ، يعني أن شكر الله لك مبني على علمه بما قام في قلبك ، فإذا عاملت عامل الله بقلبك واعلم انه عليم يعلم ما قام في قلبك.
ولذلك باب الإخلاص علمك أن الله يعلم ما قام في قلبك هذا هو باب الإخلاص ، انت تأتي بباب الإخلاص من جهة انك تعلم أنه يعلم ما قام في قلبك ، وترى كل المعاملة مع الله بقلبك ثم يتبعها الجوارح ، طبعاً لازميتبعها الجوارح لا احد يقول قلبي نظيف والباقي اتركه ابداً انما دلالة أن قلبك نظيف عملك الجارحي يعني لما نركز على الكلام على الكلام لاتظن أن الجوارح تذهب بالعكس كلما زاد قلبك صفاء
.أنتهى. ينقص شىء يسير من الدرس من التسجيل.