قراءة إنسان للواقع...

هذا بيان لواقعنا، أسأل الله أن يبدله وأن يوفق نفوسنا لما يرضيه
الحال بين ظاهر لكل مسلم والواقع منظور لكل مبصر
لكن السؤال هو: لماذا وكيف نعود؟

لقد ابتعدنا والتهينا بالدنيا وزخرفها وتركنا الرجوع في أُمورنا للعلماء الربانيين الثقات وشوشر على المسلمين دعاة الباطل، دعاة على أبواب جهنم اغتر الناس بهم رغم تحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا منهم أخرج الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما حديث حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في الجاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال ( نعم ) . قلت وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال نعم وفيه دخن ) . قلت وما دخنه ؟ قال ( قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ) . قلت فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال ( نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ) . قلت يا رسول الله صفهم لنا ؟ فقال ( هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ) . قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال ( فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ). وهذا الحديث أعده العلماء من علامات النبوة.
ولكن لا ننسى أن الله تعالى قد وعدنا بأنه لا يغير نعمة أنعم بها علينا إلا إن غيرنا وتغيرت أنفسنا
قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الأنفال
وقال: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) الرعد
فأسأل الله أن يمن علينا وأن يوفقنا لإصلاح أنفسنا لأنه بصلاح أنفسنا يصلح واقعنا وبإصلاح أنفسنا ننشر دين الله ورسالة رسول الله التي أرسل بها إلى الثقلين، لو أصلحنا أنفسنا لأصلح الله لنا أولياء أمورنا لو أصلحنا أنفسنا لأصلح الله لنا آبائنا، لو أصلحنا أنفسنا لأصلح الله للمسلمين أولادهم، لو أصلحنا أنفسنا لأصلح الله تعالى للمسلمين دينهم ودنياهم.
الواقع يقول: أن الفرد هو أساس المجتمع، والطامة تقول إن الفرد المسلم لو قلت له التزم بكذا (من شرع الله) نظر حوله فوجد المخالفين فاطمئن قلبه لما هو عليه من خلاف.
الواقع يقول: أن الفرد المسلم إن دُعي إلى الخير نظر إلى من؟
نظر إلى دعاة الباطل ومن قال رسول الله فيهم هم من جلدتنا ويتحدثون بألستنتنا ويصفهم لنا بقوم يهدون بغير هديه وأنهم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، فنعوذ بالله منهم ومن نار جهنم.
الواقع يقول: أن المسلمين اليوم (إلا من رحم ربك) لا يعرف حتى العلماء الربانيين المجددين الثقات العالمين والعاملين، ولكنه يعرف جيدا دعاة الله وحده اعلم بما انظوت عليه أهواءهم، أحلوا الحرام وحرموا الحلا، فأضلوا الناس وفتنوهم؛ لو أتيت اليوم برجل من المسلمين وقلت له قال رسول الله كذا ... وقال الشيخ الفولاني كذا ... لاتبع الشيخ وترك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ومن ذلك كان عبدالله بن عباس يحتج في مسألة متعة الحج (أي الجمع بين الحج والعمرة في سفرة واحدة) بسنة رسول الله وأمره لأصحابه بها فيقولون له إن أبا بكر وعمر أفردا الحج ولم يتمتعا فلما أكثروا عليه قال يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول لكم قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر فرحم الله ابن عباس كيف لو رأى أقواما يعارضون قول الله ورسوله بقول أرسطو وأفلاطون وابن سينا والفارابي وجهم بن صفوان وبشر المريسي وأبي الهذيل العلاف وأضرابهم
ولقد سئل عبدالله بن عمر عن متعة الحج فأمر بها فقيل له إن أباك نهى عنها فقال إن أبي لم يرد ما تقولون فلما أكثروا عليه قال أفرسول الله أحق أن تتبعوا أم عمر.

فكيف بنا اليوم والذين خالفوا ليسوا أبا بكر وعمر!!

اللهم يا حي يا قيوم وفقنا للهداية وأهدنا واهد بنا