|
#1
|
||||||||
|
||||||||
|
أخي اختي من اي القلوب قلبك.
القلب الأول : قلب خال من الإيمان وجميع الخير فذلك قلب مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه لأنه قد اتخذ بيتا ووطنا وتحكم فيه بما يريد وتمكن منه غاية التمكن . القلب الثاني : قلب قد استنار بنور الإيمان وأوقد فيه مصباحه لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الاهوية فللشيطان هنالك إقبال وإدبار ومجالات ومطامع فالحرب دول وسجال وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والكثرة فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر ومنهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر ومنهم من هو تارة وتارة ( القلب الثالث ) قلب محشو بالإيمان قد استنار بنور الإيمان وانقشعت عنه حجب الشهوات وأقلعت عنه تلك الظلمات، فلنوره في صدره إشراق ولذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به فهو كالسماء التي حرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رجم فاحترق وليست السماء بأعظم حرمة من المؤمن وحراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء والسماء متعبد الملائكة ومستقر الوحي وفيها أنوار الطاعات وقلب المؤمن مستقر التوحيد والمحبة والمعرفة والإيمان وفيه أنوارها فهو حقيق أن يحرس ويحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شيئا إلا خطفه . وقد مثل ذلك بمثال حسن وهو ثلاثة بيوت : بيت للملك فيه كنوزه وذخائره وجواهره وبيت للعبد فيه كنوز العبد وذخائره وليس جواهر الملك وذخائره وبيت خال صفر لا شئ فيه فجاء اللص يسرق من أحد البيوت فمن أيها يسرق ؟ فإن قلت من البيت الخالي كان محالا لأن البيت الخالي ليس فيه شئ يسرق ولهذا قيل لابن عباس رضي الله عنهما : إن اليهود تزعم أنها لا توسوس في صلاتها فقال : وما يصنع الشيطان بالقلب الخراب ؟ وإن قلت : يسرق من بيت الملك كان ذلك كالمستحيل الممتنع فإن عليه من الحرس واليزك وما لا يستطيع اللص الدنو منه كيف وحارسه الملك بنفسه ؟ وكيف يستطيع اللص الدنو منه وحوله من الحرس والجند ما حوله ؟ فلم يبق للص إلا البيت الثالث فهو الذي يشن عليه الغارات فليتأمل اللبيب هذا المثال حق التأمل ولينزله على القلوب فإنها على منواله فقلب خلا من الخير كله وهو قلب الكافر والمنافق فذلك بيت الشيطان قد أحرزه لنفسه واستوطنه . وإنما يقوى العبد على حضوره في الصلاة واشتغاله فيها بربه عز و جل إذا قهر شهوته وهواه وإلا فقلب قد قهرته الشهوة وأسره الهوى ووجد الشيطان فيه مقعدا تمكن فيه كيف يخلص من الوساوس والأفكار ؟ واتخذه سكنا ومستقرا فأي شئ يسرق منه وفيه خزائنه وذخائره وشكوكه وخيالاته ووساوسه وقلب قد امتلأ من جلال الله عز و جل وعظمته ومحبته ومراقبته والحياء منه فأي شيطان يجترئ على هذا القلب ؟ وإن أراد سرقة شيء منه فماذا يسرق وغايته أن يظفر في الأحايين منه بخطفة ونهب يحصل له على غرة من العبد وغفلة لا بد له إذ هو بشر وأحكام البشرية جارية عليه من الغفلة والسهو والذهول وغلبة الطبع وقد ذكر عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى أنه قال : وفي بعض الكتب الإلهي لست أسكن البيوت ولا تسعني وأي شئ يسعني والسماوات حشو كرسي ؟ ولكن أنا في قلب الوداع التارك لكل شئ سواي وهذا معنى الأثر الآخر ما وسعتني سماواتي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن وقلب فيه توحيد الله تعالى ومعرفته ومحبته والإيمان به والتصديق بوعده ووعيده وفيه شهوات النفس وأخلاقها ودواعي الهوى والطبع وقلب بين هذين الداعيين : فمرة يميل بقلبه داعي الإيمان والمعرفة والمحبة لله تعالى وارادته وحده ومرة يميل بقلبه داعي الشيطان والهوى والطباع فهذا القلب للشيطان فيه مطمع وله منه منازلات ووقائع ويعطي الله النصر من يشاء { وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم } وهذا لا يتمكن الشيطان منه إلا بما عنده من سلاحه فيدخل إليه الشيطان فيجد سلاحه عنده فيأخذه ويقاتله فإن أسلحته هي الشهوات والشبهات والخيالات والأماني الكاذبة وهي في القلب فيدخل الشيطان فيجدها عتيدة فيأخذها ويصول بها على القلب فإن كان عند العبد عدة عتيدة من الإيمان تقاوم تلك العدة وتزيد عليها انتصف من الشيطان وإلا فالدولة لعدوه عليه ولا حول ولا قوة إلا بالله فإذا أذن العبد لعدوه وفتح له باب بيته وأدخله عليه ومكنه من السلاح يقاتله به فهو الملوم ( فنفسك لم ولا تلم المطايا ... ومت كمدا فليس لك اعتذار ) بتصرف عن كتاب الوابل الصيب من الكلم الطيب
|
09 Dec 2008, 03:12 AM
|
#2 |
|
جزاها الله خيرآ
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
سبحان الله العظيم...بارك الله فيك اخي الكريم..
الله يعمر قلوبنا بالايمان به وبحبه وحب نبيه صلى الله عليه وسلم اعجز عن معرفة من اي القلوب قلبي....استغفرك ربي واتوب اليك واذا كان القلب فيه اختلاط من كل هذاشيخنا؟ايش يكون؟ الله يثبتكم على الايمان ويكفيكم شر ابليس واعوانه....آمين |
|
09 Dec 2008, 09:57 AM
|
#3 |
|
جزاه الله تعالى خيرا
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
اقتباس "واذا كان القلب فيه اختلاط من كل هذاشيخنا؟ايش يكون؟"
الوسوسة والوسواس من الشيطان وبمقدار الوسوسة يدل على مدى تمكن الشيطان من القلب الموَسوَِِِِِِِ س وبالتصنيف حسب مقالة ابن القيم "هو القلب الثاني الذي يتراوح فيه القلب بين نور الإيمان وظلمة الشهوات .بين داعي الإيمان وداعي الهوى"انتهى. وكثرة الوسوسة او قلتها إنما هي بحسب ما يغمر هذا القلب من هذا او ذاك . والتغلب على الوسوسة (وسوسة الشيطان ) يكون من خلال طريقين: الطريق الأول زيادة الإيمان بالقربات والطاعات والعبادات، والتي تملء القلب إيمانا وتفيض عليه نورا فتجعله يتغلب على الشيطان ويدحره فلا يجد له مكانا في قلبه . فلاتتفاعل اسلحته في قلب ملأه الله بالإيمان ،فكل اسلحة الشيطان تندحر وتفقد مفعولها وأثرها . لأن الإيمان حارس امين لا يمكن الشيطان من التلاعب او الاقتراب من صاحبه . الثاني : قهر الشيطان من خلال قهر الشهوة (المحرمة) والهوى المخالف لما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، لأن بذلك هو طرد لمقعد الشيطان في القلب وتمكنه منه وهي معقل الشيطان يشن هجماته على الإنسان من خلاله .فلا يخلص الى الوسوسة او قذف الشكوك في النفس. فقوِِي سلاحك ضد سلاح الشيطان وبمقدار ما تتمكن من تقوي سلاحك بمقدار ما تدحر وسوسة الشيطان عنك .وتدحره عن نفسك . بالإيمان والعلم والعبادة نقوي حصوننا وبمقاومة الهوى والشهوة والأهواء ندفع خصمنا ونصد هجماته. وللمزيد من الإطلاع هناك مقال لشيخنا ابو همام بعنوان الغشاء النوراني حصنك من الجن على الرابط http://www.rc4js.com/vb/showthread.php?t=4947 |
|
09 Dec 2008, 09:22 PM
|
#4 |
|
جزاها الله خيرآ
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
جزاك الله خير اخي باحث الرقية وربنا يجعله بميزان حسناتك
اخي انا من النوع اللي يفكر كثير حتى وهو نائم...لان نومي نوم الصاحي النائم لكن كل اللي افكر فيه يظل في حيز النفس فقط ولا يتجاوزه للتطبيق ابدا الحمدلله من صغري وانا كذا.....وانت عارف ان الانسان لما يتعرض لازمات يزيد التفكير والوسوسة...بس الحمدلله عمرها ماخرجت حتى بالكلام...هذه اول مرة اقولها..لاني حبيت استفسر عن الحكم فيها... جزاك الله خير ومشكور اخي الكريم وماقصرت بالشرح الطيب دمت بخير وسعادة يارب |
|
10 Dec 2008, 11:01 AM
|
#5 |
|
باحث جزاه الله تعالى خيرا
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
وجزاك الله وجزاك الله خير |
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ» الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - خلاصة حكم المحدث: صحيح فلاتحرمونا دعائكم
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| أخي ما هو قدر الصلاة في قلبك؟؟؟ | الوهابي | منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum | 5 | 07 Jul 2008 08:44 PM |
![]()