| الرسل والأنبياء في القرآن والسنة ـ دراسات وأبحاث . الإدارة العلمية والبحوث The prophets and apostle عليهم صلوات ربى وسلامه |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
|
كيفية الوحي .
النبوة ربانية؛ {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم: 1- 5]. وكيفية الوحي لا تُعلَم إلا بالنصِّ الثابت عن مَن أُوحِي إليه؛ لأنه هو الأدرى بما أوحي إليه، وكيف ومتى، فلا يصحُّ في تفسير الكيف كلامُ الفلاسفة، ولا منامات المخرِّفين، ولا ضلالاتُ الملفِّقين بين ما هو عقلي وما هو وحيي. ورد لفظ الوحي (78) مرة بتصاريفه في القرآن الكريم، وعبَّر عنه بالإنزال في حوالي (27) آية، غالبها عن إنزال الوحي، وبعضها في إنزال معجزات الوحي. كما عبَّر عنه بالتكلُّم والإلقاء: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} [المزمل: 5]، وعبَّر عنه بالكتاب، والذكر، والفرقان، وأسماء الكتب، والآيات، والسور. وكيفيات الوحي ذُكِرت في القرآن الكريم مفصَّلة في آيات عِدَّة، وذُكِرَت مجتمِعة في آية واحدة وهي قوله - تعالى -: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى: 51]، فهذه ثلاثة كيفيَّات، وهنا الوحي قسم من التكلم العام، وفي آيات أخرى مثل: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} [النساء: 163]، فالوحي هنا قسيمٌ للتَّكليم العام، وفي قوله: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]، التكليم هنا خاصٌّ بموسى دون غيره، وهو قسم من الوحي العام والتكليم العام، وقسيم للوحي الخاص. أمَّا كيفيَّات الوحي فتفصيلها كالآتي: الكيفية الأولى: الوحيُ الخاصُّ، وهو إعلامٌ في خفاء بإلقاء الكلام في الروح؛ أي: يقذف العلم في قلب النبي فيجده عن غير جهد، ولا نشاط فكري، بل يكون حصولاً ضروريًّا، ويشعر بأنه طارئ بعد أن لم يكن، فيكون بيِّنةً له على أنه يتلقَّى من مصدر خارجي عن نفسه وعن قدراته العقلية. قال بعض أهل التفسير: "إن المراد بالوحي هنا الإعلام في المنام"[31]، وهنا تدخل الرؤيا، وهي ما يراه النائم من صورٍ وعلومٍ حالَ نومه وغياب حواسه وعقله عن العالم المحيط به، ومتَّفقٌ على أن رؤيا الأنبياء حق؛ {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الصافات: 105]، وهذه رؤيا إبراهيم - عليه السلام - يذبح إسماعيل، وكان تصديقه لها بامتثال ما أمر به؛ {وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} [يوسف: 100]، وهذه رؤيا يوسف وبشارة تمكُّنه في الأرض. أمَّا رؤيا الناس فقد تصدق، وقد تكون أضغاث أحلام، وهي من بقايا النُّبوَّة، ومن أدلة إمكان ثبوت النبوة عقلاً وواقعًا: {يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} [يوسف: 43]، وقد وقعت رؤيا عزيز مصر كما رآها وفسَّرها يوسف - عليه السلام - فكانت حقًّا: {قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْه} [يوسف: 36]، وقد وقعت الرؤيا. غير أنَّ الرؤيا تحتاج إلى تعبيرٍ وهو تفسير، وهذا علمٌ خاصٌّ له أهله وشروطه، ولا يؤتاه أيُّ أحد؛ {رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ} [يوسف: 101]، فدلَّ على أن تعبير الرُّؤيا علم خاصٌّ يعلِّمه الله لمن يشاء، وقد أجمع العلماءُ على أن المنامات والرُّؤى لا يفتى بها ولا تكون دليلاً على صحة أو فساد، إلا رؤى الأنبياء؛ لأنها وحي، وأما رؤى الصالحين فهي للإرشاد إلى الدَّليل وليست دليلاً بذاتها، فالقذف في الرُّوح فسَّره الكثير بأنَّه إعلامٌ في المنام، وهذا هو المسمى إلهامًا. الكيفية الثانية: أن يكلِّم الله - تعالى - النبي من وراء حجاب مباشرة بلا واسطة، يسمع النبيُّ كلامَ الله - تعالى - من غير أن يراه، كما كلَّم الله موسى - عليه السلام - دون أن يرى موسى ربَّه، وهو خاصٌّ به وبنبيِّنا - عليهما الصلاة والسلام - وآدم في الجنة؛ قال - تعالى - لموسى: {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي} [الأعراف: 144]، {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: 143]، وذهب جمهور أهل السُّنَّة على أن كلام الله - تعالى - صفة ذاتية ثبوتية قديمة. الكيفية الثالثة: أو يرسل رسولاً كجبريل - عليه السلام - فيُوحِي المَلِك إلى الرسول من البشر بأمر الله، وهذه الصُّورة هي غالب ما أُنزِل من القرآن على النبي: {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم: 4- 5]، قال السعدي: "ثم ذكر المعلم للرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو جبريل - عليه السلام - أفضل الملائكة وأقواهم وأكملهم"[32]. ونزول المَلَك؛ إمَّا على صورته فلا يراه إلا النبي، أو يكون في صورة رجل كما ثبت في السنة[33]. فينزل بالوحي على قلب الرسول: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} [الشعراء: 193- 194]، وقد وُصِف المَلَكُ بأنَّه روح وقدس وأمين وشديد القوى ومكين، وكلُّها صفاتٌ للرسول الملائكي دالَّة على عناية الله - تعالى - بنقل الوحي؛ لأنَّ الناقل هو من أهل الأمانة والتمكُّن والمرتبة العالية عند ربِّه وهو روح القدس؛ لأنه ينزل بما فيه حياة قلوب الناس، فالله كلَّف أقوى وأمكَن ملائكتِه بنقل وحيه وهذا تعظيمٌ لوحيه، فعظمة الرسالة من عِظَم المُرسِل، وعظمة الرسول الحامل لها. كما بيَّن الله - تعالى - أنه حَفِظ وحيَه من التَّحريف بأن هيَّأ له الطريق حتى وصول بلاغه إلى الناس، عبر رسولٍ بشريٍّ معصوم من الخطأ وأمين على ما بلَّغ، {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم: 2- 5]: فبيَّن صدق وأمانة الرسول، وأنه لا يكذب ولا يختلق شيئًا من عنده، وبيَّن أن معلِّمَه متمكِّنٌ من تبليغه الوحي؛ {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} [الحاقة: 44- 46]، ولم يحدث ذلك فدلَّ على أنَّه لم يتقوَّل شيئًا من عنده؛ {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} [التكوير: 24]، فلا يبخل بشيء مما يعلم من الغيب - وهو الوحي - فهو حريصٌ على إبلاغ كل ما أُمِر به؛ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]، والله تكفَّل بذلك بحفظ كلامه؛ ليصل إلى عباده عبر أنبيائه كما أراد: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]، فالله هو مَن اختار رسله عن علم؛ {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاس} [الحج: 75]، فالنُّبوَّة ليست صفةً راجعة إلى النبي بكسبٍ أو رياضة أو اتِّصالاتٍ روحانية، بل منحة من الله يخصُّ بها مَن يشاء؛ لذا كان جهر الأنبياء كلهم بأنَّهم بشرٌ كباقي الناس، غير أنهم كُلِّفوا دون غيرهم بنقل الوحي للناس: {قُلْ لاَ أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ} [الأنعام: 50]، {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَرًا رَسُولاً} [الإسراء: 93]، {قُلْ لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون} [الأعراف: 188]، فبشرية الرسول وربانية الوحي دليلٌ على عصمة الوحي، للإجماع أن كل ما هو بشري عرضة للخطأ والكذب، فكان الرسول يبلغ بما هو فوق طاقة العقل البشري على أن يأتي به، أو يصل إليه؛ أي: فوق مجال الخطأ والكذب. رابط الموضوع: مفهوم الوحي - علوم قرآن - موقع آفاق الشريعة - شبكة الألوكة
|
11 Nov 2012, 03:10 AM
|
#2 |
|
موقوف
اللهم لك الحمد ولك الشكر
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
رد: كيفية الوحي .
جزاك الله خير وبارك الله فيك |
•
اريد ان اخبركم سراٌ
• عالم رياضيات أمريكي: الإسلام هو دين الله حقاً • ماعلاقة الشيطان بالمرض والادويه ؟؟
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| الوحي |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]()