الدُرر المكنونة في شهود صلاة الفجر الميمونة ... والوسائل المعينة

*(( الدُرر المكنونة في شهود صلاة الفجر الميمونة ... والوسائل المعينة ))*

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وإمام الأنبياء وخاتم المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :- فهذه نُبذة مُختصرة لفضائل صلاة الفجر في الجماعة بالمسجد فانظر أخي الكريم عندما تنام عن صلاة الفجر كم يفوتك من الخير الذي لو عقلته حقاً لحرصت كل الحرص على إدراكه ولو كلفك ذلك أن تأتى إلى صلاة الفجر بالمسجد ولوزحفاًعلى يديك وقدميك إن لم تستطع ماشياً على رجليك ويكفيك في ذلك إخبار الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه بذلك حيث قال ) إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء والفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً , ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيصلى بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأُحرق عليهم بيوتهم بالنار) رواه مسلم وإليك أخي الكريم تلك الفضائل :-

1- صلاة الفجرفى جماعة سبب لتمكين الأمة والنصر على أعدائها :
قال تعالى {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }الحج41 فكيف يُمكِن الله عز وجل لأُمة ضيعت صلاة الجماعة في حين أن الله عز وجل لم يرفع عنها فرضية صلاة الجماعة في أشد الظروف وهم يواجهون الموت أمام العدو بل شرع لهم آنذاك صلاة الخوف , وقد التقى رجل مُسلم برجل يهودي فقال المُسلم لليهودي : سنُقاتلكم وننتصر عليكم وسنخُرجكم منها أذلة صاغرين هكذا أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , فقال اليهودي نعم سيكون ذلك ولكن ليس أنتم الذين ستنتصرون علينا فعندما تكونون في صلاة الفجر كما تكونون فىصلاة الجمعة سيكون ذلك .

2- البركة في الرزق:
وهذه دعوة للبركة في الرزق بالاستيقاظ مُبكراً لصلاة الفجر ثم الإقبال على العمل مُبكراً في وقت النشاط والحيوية وهذا أنسب وقت للحصول على الرزق المبارك حيث دعا النبي صلى الله عليه وسلم للأُمة بالبركة في بكورها فعن صخر بن وداعة الغامدي الصحابي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لأمتي في بكورها وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم من أول النهار وكان صخر تاجرا وكان يبعث تجارته أول النهار فأثرى وكثر ماله رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن

3- من صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله :
عن عثمان رضي الله عنه: قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله) رواه مسلم

4- الملك يغدو برايته مع أول من يغدو إلى المسجد :
ورد عن ميثم ( رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) قال : بلغني أن الملك يغدو برايته مع أول من يغدو إلى المسجد فلا يزال بها معه حتى يرجع ويدخل بها منزله وإن الشيطان يغدو برايته إلى السوق مع أول من يغدو فلا يزال بها معه حتى يرجع فيدخلها منزله) رواه ابن أبى عاصم , قال الألباني(صحيح موقوف)

5- الملائكة تشهد صلا ة الفجر وتشهد لمن صلاها وتدعوا له عند الله بالمغفرة :
قال تعالى: {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً }الإسراء78_وقرآن الفجر هنا المقصود به القرآن الذي يقرأه الإمام في الصلاة , فتشهده ملائكة الليل وملائكة النهار
عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله علبه وسلم قال : ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم قيسألهم ربهم – وهو أعلم بهم- كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون9 رواه البخاري وبالإضافة إلى ذلك فإن الملائكة تستغفر لهم ودعاء الملائكة مستجاب ففي رواية بن خزيمة ( يجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر وصلاة العصر فيجتمعون في صلاة الفجر فتصعد ملائكة الليل وتثبت ملائكة النهار ويجتمعون في صلاة العصر فتصعد ملائكة النهار وتبيت ملائكة الليل فيسألهم ربهم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون فاغفر لهم يوم الدين ) رواه بن خزيمة في صحيحه

6- من صلى الفجر في جماعة فهو في ذ مة الله :
وفى ذمة الله : أي في أمان الله وقيل في ضمان الله ومن كان في ذمة الله فلا يُتعرض له بسوء تعظيماً لحدود الله ومن طلبه بسوء فقد عرض نفسه لعذاب الله , فعن جندب بن عبد الله قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله في ذمته بشيء فيدركه فيكبه في نار جهنم ) رواه بن ماجة بإسناد صحيح , وعن أبى بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من صلى الصبح في جماعة فهو فىذمة الله تعالى فلا تخفروا الله في عهده فمن قتله طلبه الله حتى يكبه في النار على وجهه) قال الألباني صحيح لغيره وروى أن الحجاج الثقفي أمر سالم بن عبد الله بقتل رجل فقال له الحجاج ما منعك من قتله؟ فقال سالم حد ثنى أبى أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (من صلى الصبح كان في جوار الله يومه , فكرهت أن أقتل رجل أجاره الله , فقال الحجاج لابن عمر أنت سمعت هذا من رسول صلى الله عليه وسلم؟ فقال ابن عمر نعم)قال الألباني صحيح لغيره

7- صلاة الفجر في جماعة سبب من أسباب الحصول على أجر حجة وعمرة:
عن أبى أُمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى صلاة الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم قام فصلى ركعتين انقلب بأجر حجة وعمرة) رواه الطبراني وقال الالبانى حسن

8 - صلاة الفجر في جماعة خير من الدنيا وما فيها :
عن عائشة رصي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها )رواه مسلم وفي وراية لهما( أحب إلي من الدنيا جميعا ) هذا في شأن ركعتي السنة فما بالكم بصلاة الفريضة

9 - صلاة الفجر في جماعة سبب من أسباب النجاة من النار:
عن أبى بكر بن رؤيبة عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها )- يعنى الفجر والعصر- فقال رجل من أهل البصرة أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم, قال الرجل وأنا أشهد أنى سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم و سمعته أُذناى ووعاه قلبي رواه مسلم

10- المحافظ على صلاة الفجر في جماعة مبشر بالنور التام يوم القيامة :
قال تعالى {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }الحديد12 , وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال ك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بشر المشائين في الظُلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) رواه بن ماجة وقال الالبانى صحيح لغيره

11- صلاة الفجر سبب من أسباب دخول الجنة :
عن أبى بكر بن أبى موسى عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من صلى البردين دخل الجنة ) رواه البخاري , وزاد في رواية مسلم صلاة العصر والفجر . وسُميت بردين لأنهما تُصليان في بردى النهار وهما طرفاه

12- صلاة الفجر في جماعة سبب من أسباب رؤية الله عز وجل :
إعلم أخي الكريم أن أعظم نعيم أهل الجنة هو رؤية رب الجنة فإذا أردت ذلك فاحرص على صلاة الفجر والعشاء في جماعة فعن جرير بن عبد الله قال ك كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم غذ نظر على القمر ليلة البدر فقال : ( أما إ نكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تضامون- أو لا تضاهون - في رؤيته فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قال : فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) رواه البخاري

عقوبة التهاون في صلاة الفجر :-

1-قال تعالى {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً }مريم59 وقال تعالى {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ } {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ }الماعون5 أي (غافلون يؤخرونها عن وقتها)

2-الشيطان يبول في أُذن النائم عن صلاة الفجر:
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال في أذنه متفق عليه أي أن الشيطان يسخر منه ويستهزىء به ويجعل أذنه محلاً للتبول وقيل أنه يضرب على أُذنه فلا يستفيد بموعظة يسمعها طوال يومه

3-الشيطان يتسلط على من نام عنها طوال اليوم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله تعالى انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان متفق عليه قافية الرأس آخره

4- يُخشى على تارك صلاة الفجر في جماعة من النفاق :
أي أن تارك صلاة الفجر يُخشى عليه من النفاق لأن تا رك صلاة الفجر جماعة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مُتهماً بالنفاق , فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً ) رواه مسلم , وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن ) رواه الطبراني وقال الألباني صحيح موقوف , وقد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه فيمن يتخلف عن أداء الصلوات جماعة في المساجد قال: (ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا مًنافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يُهادى بين الرجلين حتى يُقام في الصف) رواه مسلم

5-الوعيد الشديد لمن ينام عنها:
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يقول لأصحابه هل رأى أحد منكم من رؤيا فيقص عليه من شاء الله أن يقص وإنه قال لنا ذات غداة إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما قالا لي انطلق وإني انطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر هاهنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى قال قلت لهما سبحان الله ما هذان قالا لي انطلق: انطلق, فانطلقنا – والحديث طويل وفى نهايته- قلت لهما فإني رأيت منذ الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت قالا لي إنا سنخبرك أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة- .... إلى آخر الحديث) رواه البخاري قوله يثلغ رأسه وهو بالثاء المثلثة والغين المعجمة أي يشدخه ويشقه قوله يتدهده أي يتدحرج . فهذا الرجل يعذب بالصخرة تلقى على رأسه فيثلغ بها وما أن يلتأم الرأس فيعاد عليه بالصخرة وهكذا يستمر العذاب وكان الجزاء من جنس العمل وذلك لما تثاقلت الرأس بالنوم عن الصلاة فكان العذاب متعلقاً بالرأس ,نسأل الله السلامة والعافية

وسائل معينة لصلاة الفجر جماعة :-

1-إخلاص النية والاستعانة بالله :- فاصدق الله يصدقك فأخلص النية في طلبك لصلاة الفجر ابتغاء وجه الله وطمعاً فيما عند الله من الثواب واستعن بالله في تحقيق ذلك بالدعاء

2- مطالعة فضائل صلاة الفجر في جماعة وعقوبة التهاون فيها فذلك أحرى لشحذ الهمة وتقوية العزيمة

3- لا تأكل كثيراً في طعام العشاء :- فقد قيل من أكل كثيرا نام كثيراً وفاته خيراً كثيراً

4-النوم مُبكراً بعد العشاء والاستعانة بالقيلولة (وهو النوم وقت الظهيرة) مع الحرص على قراءة أذكار النوم قبل النوم وخصوصاً آية الكرسي والنوم على الوضوء عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن ثم قال اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت رواه البخاري بهذا اللفظ في كتاب الأدب من صحيحه
وعنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل وذكر نحوه وفيه واجع*(( الدُرر المكنونة في شهود صلاة الفجر الميمونة ... والوسائل المعينة ))*

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وإمام الأنبياء وخاتم المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :- فهذه نُبذة مُختصرة لفضائل صلاة الفجر في الجماعة بالمسجد فانظر أخي الكريم عندما تنام عن صلاة الفجر كم يفوتك من الخير الذي لو عقلته حقاً لحرصت كل الحرص على إدراكه ولو كلفك ذلك أن تأتى إلى صلاة الفجر بالمسجد ولوزحفاًعلى يديك وقدميك إن لم تستطع ماشياً على رجليك ويكفيك في ذلك إخبار الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه بذلك حيث قال ) إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء والفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً , ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيصلى بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأُحرق عليهم بيوتهم بالنار) رواه مسلم وإليك أخي الكريم تلك الفضائل :-

1- صلاة الفجرفى جماعة سبب لتمكين الأمة والنصر على أعدائها :
قال تعالى {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }الحج41 فكيف يُمكِن الله عز وجل لأُمة ضيعت صلاة الجماعة في حين أن الله عز وجل لم يرفع عنها فرضية صلاة الجماعة في أشد الظروف وهم يواجهون الموت أمام العدو بل شرع لهم آنذاك صلاة الخوف , وقد التقى رجل مُسلم برجل يهودي فقال المُسلم لليهودي : سنُقاتلكم وننتصر عليكم وسنخُرجكم منها أذلة صاغرين هكذا أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , فقال اليهودي نعم سيكون ذلك ولكن ليس أنتم الذين ستنتصرون علينا فعندما تكونون في صلاة الفجر كما تكونون فىصلاة الجمعة سيكون ذلك .

2- البركة في الرزق:
وهذه دعوة للبركة في الرزق بالاستيقاظ مُبكراً لصلاة الفجر ثم الإقبال على العمل مُبكراً في وقت النشاط والحيوية وهذا أنسب وقت للحصول على الرزق المبارك حيث دعا النبي صلى الله عليه وسلم للأُمة بالبركة في بكورها فعن صخر بن وداعة الغامدي الصحابي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لأمتي في بكورها وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم من أول النهار وكان صخر تاجرا وكان يبعث تجارته أول النهار فأثرى وكثر ماله رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن

3- من صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله :
عن عثمان رضي الله عنه: قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله) رواه مسلم

4- الملك يغدو برايته مع أول من يغدو إلى المسجد :
ورد عن ميثم ( رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) قال : بلغني أن الملك يغدو برايته مع أول من يغدو إلى المسجد فلا يزال بها معه حتى يرجع ويدخل بها منزله وإن الشيطان يغدو برايته إلى السوق مع أول من يغدو فلا يزال بها معه حتى يرجع فيدخلها منزله) رواه ابن أبى عاصم , قال الألباني(صحيح موقوف)

5- الملائكة تشهد صلا ة الفجر وتشهد لمن صلاها وتدعوا له عند الله بالمغفرة :
قال تعالى: {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً }الإسراء78_وقرآن الفجر هنا المقصود به القرآن الذي يقرأه الإمام في الصلاة , فتشهده ملائكة الليل وملائكة النهار
عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله علبه وسلم قال : ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم قيسألهم ربهم – وهو أعلم بهم- كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون9 رواه البخاري وبالإضافة إلى ذلك فإن الملائكة تستغفر لهم ودعاء الملائكة مستجاب ففي رواية بن خزيمة ( يجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر وصلاة العصر فيجتمعون في صلاة الفجر فتصعد ملائكة الليل وتثبت ملائكة النهار ويجتمعون في صلاة العصر فتصعد ملائكة النهار وتبيت ملائكة الليل فيسألهم ربهم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون فاغفر لهم يوم الدين ) رواه بن خزيمة في صحيحه

6- من صلى الفجر في جماعة فهو في ذ مة الله :
وفى ذمة الله : أي في أمان الله وقيل في ضمان الله ومن كان في ذمة الله فلا يُتعرض له بسوء تعظيماً لحدود الله ومن طلبه بسوء فقد عرض نفسه لعذاب الله , فعن جندب بن عبد الله قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله في ذمته بشيء فيدركه فيكبه في نار جهنم ) رواه بن ماجة بإسناد صحيح , وعن أبى بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من صلى الصبح في جماعة فهو فىذمة الله تعالى فلا تخفروا الله في عهده فمن قتله طلبه الله حتى يكبه في النار على وجهه) قال الألباني صحيح لغيره وروى أن الحجاج الثقفي أمر سالم بن عبد الله بقتل رجل فقال له الحجاج ما منعك من قتله؟ فقال سالم حد ثنى أبى أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (من صلى الصبح كان في جوار الله يومه , فكرهت أن أقتل رجل أجاره الله , فقال الحجاج لابن عمر أنت سمعت هذا من رسول صلى الله عليه وسلم؟ فقال ابن عمر نعم)قال الألباني صحيح لغيره

7- صلاة الفجر في جماعة سبب من أسباب الحصول على أجر حجة وعمرة:
عن أبى أُمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى صلاة الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم قام فصلى ركعتين انقلب بأجر حجة وعمرة) رواه الطبراني وقال الالبانى حسن

8 - صلاة الفجر في جماعة خير من الدنيا وما فيها :
عن عائشة رصي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها )رواه مسلم وفي وراية لهما( أحب إلي من الدنيا جميعا ) هذا في شأن ركعتي السنة فما بالكم بصلاة الفريضة

9 - صلاة الفجر في جماعة سبب من أسباب النجاة من النار:
عن أبى بكر بن رؤيبة عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها )- يعنى الفجر والعصر- فقال رجل من أهل البصرة أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم, قال الرجل وأنا أشهد أنى سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم و سمعته أُذناى ووعاه قلبي رواه مسلم

10- المحافظ على صلاة الفجر في جماعة مبشر بالنور التام يوم القيامة :
قال تعالى {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }الحديد12 , وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال ك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بشر المشائين في الظُلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) رواه بن ماجة وقال الالبانى صحيح لغيره

11- صلاة الفجر سبب من أسباب دخول الجنة :
عن أبى بكر بن أبى موسى عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من صلى البردين دخل الجنة ) رواه البخاري , وزاد في رواية مسلم صلاة العصر والفجر . وسُميت بردين لأنهما تُصليان في بردى النهار وهما طرفاه

12- صلاة الفجر في جماعة سبب من أسباب رؤية الله عز وجل :
إعلم أخي الكريم أن أعظم نعيم أهل الجنة هو رؤية رب الجنة فإذا أردت ذلك فاحرص على صلاة الفجر والعشاء في جماعة فعن جرير بن عبد الله قال ك كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم غذ نظر على القمر ليلة البدر فقال : ( أما إ نكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تضامون- أو لا تضاهون - في رؤيته فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قال : فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) رواه البخاري

عقوبة التهاون في صلاة الفجر :-

1-قال تعالى {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً }مريم59 وقال تعالى {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ } {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ }الماعون5 أي (غافلون يؤخرونها عن وقتها)

2-الشيطان يبول في أُذن النائم عن صلاة الفجر:
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال في أذنه متفق عليه أي أن الشيطان يسخر منه ويستهزىء به ويجعل أذنه محلاً للتبول وقيل أنه يضرب على أُذنه فلا يستفيد بموعظة يسمعها طوال يومه

3-الشيطان يتسلط على من نام عنها طوال اليوم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله تعالى انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان متفق عليه قافية الرأس آخره

4- يُخشى على تارك صلاة الفجر في جماعة من النفاق :
أي أن تارك صلاة الفجر يُخشى عليه من النفاق لأن تا رك صلاة الفجر جماعة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مُتهماً بالنفاق , فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً ) رواه مسلم , وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن ) رواه الطبراني وقال الألباني صحيح موقوف , وقد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه فيمن يتخلف عن أداء الصلوات جماعة في المساجد قال: (ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا مًنافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يُهادى بين الرجلين حتى يُقام في الصف) رواه مسلم

5-الوعيد الشديد لمن ينام عنها:
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يقول لأصحابه هل رأى أحد منكم من رؤيا فيقص عليه من شاء الله أن يقص وإنه قال لنا ذات غداة إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما قالا لي انطلق وإني انطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر هاهنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى قال قلت لهما سبحان الله ما هذان قالا لي انطلق: انطلق, فانطلقنا – والحديث طويل وفى نهايته- قلت لهما فإني رأيت منذ الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت قالا لي إنا سنخبرك أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة- .... إلى آخر الحديث) رواه البخاري قوله يثلغ رأسه وهو بالثاء المثلثة والغين المعجمة أي يشدخه ويشقه قوله يتدهده أي يتدحرج . فهذا الرجل يعذب بالصخرة تلقى على رأسه فيثلغ بها وما أن يلتأم الرأس فيعاد عليه بالصخرة وهكذا يستمر العذاب وكان الجزاء من جنس العمل وذلك لما تثاقلت الرأس بالنوم عن الصلاة فكان العذاب متعلقاً بالرأس ,نسأل الله السلامة والعافية

وسائل معينة لصلاة الفجر جماعة :-

1-إخلاص النية والاستعانة بالله :- فاصدق الله يصدقك فأخلص النية في طلبك لصلاة الفجر ابتغاء وجه الله وطمعاً فيما عند الله من الثواب واستعن بالله في تحقيق ذلك بالدعاء

2- مطالعة فضائل صلاة الفجر في جماعة وعقوبة التهاون فيها فذلك أحرى لشحذ الهمة وتقوية العزيمة

3- لا تأكل كثيراً في طعام العشاء :- فقد قيل من أكل كثيرا نام كثيراً وفاته خيراً كثيراً

4-النوم مُبكراً بعد العشاء والاستعانة بالقيلولة (وهو النوم وقت الظهيرة) مع الحرص على قراءة أذكار النوم قبل النوم وخصوصاً آية الكرسي والنوم على الوضوء عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن ثم قال اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت رواه البخاري بهذا اللفظ في كتاب الأدب من صحيحه
وعنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل وذكر نحوه وفيه واجعلهن آخر ما تقول متفق عليه

5- الاجتهاد في ترك الذنوب والمعاصي
6- وسائل أخرى معينة على القيام لصلاة الفجر :
استخدام الأجراس الثلاثة وهى المنبه أو جرس الباب( بأن تستعين بجار لك على ذلك) أو التليفون ( وذلك بالاستعانة بصديق يرن عليك وقت الفجر )

كتبه وراجعه : فضيلة الشيخ / مجدي مصيلحي

	بسم الله الرحمن الرحيم أختي الفاضلة الكريمة فخورة بحجابي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومازلت بنا مذكرة واعظة وأخت ناصحة شكرا معطرا بعطر الورد والعوده ممزوجا بالبركة والدعاء على هذه المواضيع المتميزة أدبا وموعظة ونصحا وثقافة وعلما وعطائكم من نفس طاهرة فكان غيث لقلوبنا وإرواء لعقولنا وأفكارنا . نرجو أن تكونوا نبراس الموقع ونور صفحاته و مشكاة النصح والوعظ فيه بارك الله فيكم نفع الله بكم أمة الإسلام في كل مكان وزادكم الله نورا على نور ولاحرمنا الله منكم ولاحرمكم أجرنا وجزاكم الله عن الجميع خير الجزاء حفظكم الله ورعاكم وجميع المسلمين وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا

اللهم اجعله خالص لوجه الكريم وينفع بنا وبكم يارب

جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل على الرد والمداخله الطيب

رزقك ربى الجنه وعطاك كل ما تتمنا