بين العرش والقلب..

بسم الله الرحمن الرحيم
انزه الموجودات واطهرها وانورها واشرقها واعلاها ذاتا وقدرا واوسعها عرش الرحمن جل جلاله
خلق الله القلوب وجعلها محلا لمعرفته ومحبته وارادته قال تعالى( للذين لايؤمنون بالاخره مثل السوء ولله المثل الاعلى وهو العزيز الحكيم) وقال تعالى ( وهو يبدؤا الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه وله المثل الاعلى فى السموات والارض وهو العزيز الحكيم) وقالى تعالى ( ليس كمثله شىء)
فهذا من المثل الاعلى وهو مستو على قلب المؤمن فهو عرشه وان لم يكن اطهر الاشياء وانزهها واطيبها وابعدها من كل دنس لم يصلح لاستواء المثل الاعلى عليه معرفه ومحبه واراده فاستوى عليه مثل الدنيا الاسفل ومحبتها وارادتها والتعلق بها فضاق واظلم وبعد من كماله وفلاحه حت تعود
القلوب على قلبين
قلب هو عرش الرحمن ففيه النور والحياه والفرح والسرور والبهجه وذخائر الخير
وقلب هو عرش الشيطان فهناك الضيق والظلمه والموت والحزن والغم والهم فهو حزين على مامضى مهموم بما يستقبل مغموم فى الحال
وقد روى الترمذى وغيره عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال: =اذا دخل النور القلب انفسخ وانشرح قالوا فما علامه ذلك يارسول الله ؟ قال: الانابه الى دار الخلود والتجافى عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزوله =
والنور الذى يدخل القلب انما من اثار المثل الاعلى فلذالك ينفسح وينشرح واذا لم يكن فيه معرفه الله وحبته فخطه الظلمه والضيق