|
#1
|
||||||||
|
||||||||
|
المــيزان والــوزن
يقول الله تعالى فى كتابه العزيز : ( والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون ) الأعراف 8 , 9 ويقول سبحانه وتعالى : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل آتينا بها وكفى بنا حاسبين ) الأنبياء 47 فهلا تصورنا كيف تكون هذه الموازين ، وماهو الميزان وماعمله ؟ ** إذا رجعنا إلى مذهب جمهور أهل السنة يقولون : إن الميزان آلة حاسبة لها لسان وكفتان ، وأستدلوا بحديث رواه الترمذى عن عمرو بن العاص أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : [أن الله يستخلص رجلاً من أمتى على رؤوس الأشهاد يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً ، كل سجل مد البصر .. ثم يقول : أتنكر من هذا شيئاً .. أظلمك كتبتى الحافظون ؟ فيقول : لا يارب .. فيقول : ألك عذر .. فيقول : لا يارب .. فيقول : بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك ، فتخرج له بطاقة فيها / أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ... فيقول : أحضر وزنك ، فيقول : يارب ماذا تفعل هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ قال : فإنك لا تظلم ، قال : فتوضع السجلات فى كفة والبطاقة فى كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع أسم الله شيئاً ] ** والمشهو عند أهل السنة : أنه ميزان واحد لكل الأعمال ولجميع الأمم ( والجمع فى ونضع الموازين القسط ) إنما للتعظيم . ** وقيل أن لكل شخص موازين عدة يوزن بكل واحد منها صنف من أصناف أعماله ، ودليلهم على ذلك قوله تعالى ( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم فى جهنم خالدون ) 102 ـ 103 المؤمنون ********************************* المـــوزون ** إذا كان ذلك عن الميزان فما هو الموزون ـ أى ـ مايوزن فى الميزان ؟ أختلف العلماء فى الموزون .. هل هو صحف الأعمال ، كما يراه كثير منهم ودليلهم الحديث السابق لعمرو بن العاص ، وكذلك ماورد عن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الذى يوزن هو صحف الأعمال . ** وقليل من العلماء يرون ان الذى يوزن هو نفس الأعمال فتصور الحسنات بصورة نورانية وتوضع فى الكفة اليمنى ، وتصور السيئات بصورة ظلمانية وتوضع فى الكفى اليسرى . ** كما أن الوزن سيكون للمؤمن وللكافر وأما عن قوله تعالى فى حق الكافرين : ( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً ) فالمقصود بالوزن هنا الوزن النافع ـ أ ى ـ لا نقيم لهم يوم القيامة وزناً نافعاً . ** كما أنه أنكر بعض المعتزلة الميزان والوزن الحسيين ، وحملوا الميزان والوزن فى الآيات السابقة على رعاية العدل ، وشبهتهم : أن الأعمال أغراض قد أنقضت فلا يمكن أعادتها ، وعلى فرض إعادتها فلا يمكن وزنها إذا لا توصف الأعراض بالخفة والثقل لأنهما من خواص الجوهر ، وأيضاً فالوزن إنما يكون للعلم بمقادير الأشياء ، والله عالم بالأشياء ومقاديرها بلا وزن ... فوزنها عبث . ** وللرد على المعتزلة : أن الموزون صحف الأعمال لأن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ سُئل كيف توزن الأعمال ؟ فقال : [ إن كتب الأعمال هى التى توزن ) وقولهم لا فائدة من وزنها ممنوع لأن من حكم الوزن أن يظهر للعبد العدل فى العقاب والفضل فى العفو والثواب وأن تظهر الفضائل والفضائح علناً . وخلاصة هذا كله أن هناك فى الآخرة وزناً وميزاناً لأن هناك معلوم من الدين ، وماعدا ذلك من أن الميزان حسى أو ليس بحسى هو والوزن كناية عن تمام العدل .. ** قال أبن كثير : والذى يوضع فى الميزان يوم القيامة قيل : الأعمال وإن كانت أعراضاً إلا أن الله تعالى يقلبها يوم القيامة أجساماً يروى هذا عن أبن عباس .. وقيل : يوزن كتاب الأعمال كما جاء فى حديث البطاقة ، وقيل : يوزن صاحب العمل كما فى الحديث ( يؤتى بالرجل السمين فلا يزن عند الله جناح بعوضة ] والكل صحيح فتارة توزن الأعمال ، وتارة محالها , وتارة يوزن فاعلها والله أعلم ... المختصر 2 / 7 ** إذا كان العلم الحديث قد كشف لنا عن موازين للحر والبرد ، وأتجاه الرياح والأمطار ، أفيعجز القادر على كل شىء عن وضع موازين لأعمال البشر !!!!!!!!!!!!!! اللهم ثقل موازيننا يوم القيامة ، وأجعلنا من الفائزين المفلحين .
![]() بالقرآن نرتقي
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]()