|
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
عقدة تأخير ضربة البداية والصبر الإيجابي
ولذا كانت الخطوة الثالثة للوصول إلى العزلة الشعورية والوقوف مع النفس هي: التخلُّص من عقدة تأخير ضربة البدايـة يقول الله عزَّ وجلَّ {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133] 1) ابدأ فورًا وبدون تردد .. من هذه اللحظة .. خذ عهدًا على نفسك أن تبدأ فورًا بتوبة نصوح شاملة مخلصة .. ابدأ منذ هذه اللحظة باستخراج العيوب والذنوب، وخذ قرار العلاج بدون تردد. 2) العلاج يخضع للتجــارب، لكن هناك مُسَلَّمات وثوابت لا جدال فيها .. ومن تلك المُسَلَّمات: أنه لابد في هذا الطريق من الخضوع والذل لله تعالى، ولابد من التضحيـات، ولابد أن ينالك الأذى في هذا الطريق، ولابد للعلاج أن يخالف هوى النفس . {.. فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[الأنفال: 45] {.. وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ .. }[ص: 26] 3) لابد من تكامل العلم والخبرة .. ولذلك إذا اعترفت بقلة الخبرة، فينبغي عليك أن تستسلم لأهل الخبرة .. فإذا ذكروا لك مرضك؛ أنك مغرور، أو مُعجب، أو راضٍ عن نفسك، أو متكبِّر .. فلتستسلم للتشخيص والعلاج؛ ليأتي بثمره. ولابد قبل الإبحار للفردوس من علاج؛ لتتعافى من كل أمراضك القلبية والعقدية؛ حتى تتمكَّن من تحمُّل المشقة والجهد اللازمين للإبحــار. أما عن الخطوة الرابعة لتحقيق العزلة الشعورية فهي: الصبــر الطويـــل والصبـر الجميـــل لن يعبر البحر إلا صابـرٌ، ورمضان شهر الصبر .. قال الملك عزَّ وجلَّ {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65] فمن السُنن الكونية التي لا تتخلف: أن الزمن جزءٌ من العلاج .. لابد أن تصبر على العلاج حتى يؤتي ثمرته. ولكن احذر أن تجعل التدرج وسياسة الخطوة خطوة تكأة للتسويف .. إنما القضية ينبغي أن تتسم بالصبر الإيجابي، لا السلبية والترك .. والصبر الإيجابي أن يظهر عليك جديد في كل يوم، في الصلاح والإصلاح. لا يكن صبرك تسويفًا؛ وإنما زد في طاعاتك، وتخلَّص من آفاتك واحدة بعد الأخرى،، ولا تدرج في ترك المحرمـات، ولا في فعل الواجبـــات .. قال رسول الله "مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ" [صحيح مسلم]إنما التدرج يكون في النوافل، والتنزه عن المكروهات والمباحات .. أما ترك الحرام وفعل الواجب ففورًا .. لذلك لا تجعل الصبر والتدرج، وسياسة الخطوة خطوة، تكأة للتسويف والتأخير وتضييع الوقت. هذه كانت آخر خطوة في تحقيق العزلة الشعورية وهو كلامٌ نظري، وبقي عليك العمل .. قبل أن تنتقل إلى المرحلة القادمة وهي: قلب جديد .. بتطهير دورة الدم الإيمانية .. اللهمَّ إنــا نسألك علمًا نافعًا، ونعوذ بك من علمٍ لا ينفع،، المصدر /كتاب ( قلب جديد لمن يريد ) لفضيلة الشيخ محمد يعقوب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ» الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - خلاصة حكم المحدث: صحيح فلاتحرمونا دعائكم |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]()