اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


﴿ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ﴾ الٓمٓ ﴿١﴾ ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ﴿٣﴾ وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ ﴿٤﴾ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴿٥﴾ البقرة .

روى الإمام مسلم عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اقرَؤوا القُرآنَ؛ فإنَّه يَأتي شَفيعًا يومَ القيامةِ لصاحبِه، اقرَؤوا الزَّهراوَينِ: البَقرةَ وآلَ عِمرانَ؛ فإنَّهما يَأتِيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غَيايتانِ، أو كأنَّهما غَمامتانِ، أو كأنَّهما فِرقانِ مِن طَيرٍ صَوافَّ يُحاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرَؤوا سورةَ البَقرةِ؛ فإنَّ أخذَها بَركةٌ، وتَركَها حَسرةٌ، ولا تَستطيعُها البَطَلةُ ) .


           :: الكعبة (آخر رد :عائد لله)       :: الحجامة فضلها وفوائدها . (آخر رد :المكي)       :: افضل ايام الحجامة . (آخر رد :المكي)       :: سورة يس (آخر رد :طالبة علم شرعي)       :: "وأشرقت الأرض بنور ربها" تلاوة رائعة بصوت الطفلة بشرى . (آخر رد :ابن الورد)       :: حلم الدموع (آخر رد :hoor)       :: كحل الإثمد ، تعريفه ، ومصدره ، وفوائده ، وضوابط استعماله للنساء والرجال (آخر رد :المكي)       :: الحشد المليوني على الحدود وساعة الصفر تقترب من جزيرة العرب (آخر رد :ابن الورد)       :: طالبان والرايات السود / ظهور المهدي في جيش المشرق / خراسان (آخر رد :ابن الورد)       :: السرطان ليس مرض . (آخر رد :المكي)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum عقيدة وفقه ومعاملات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 11 May 2013, 11:08 PM
أبو خالد
باحث جزاه الله تعالى خيرا
أبو خالد غير متصل
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
اللهم إني ظلمت نفسي
ظلـمآ كثيرآ
ولا يفغر الذنوب
الا أنت
فاغفر لي مفغرة من عندك
وأرحمني
إنك أنت الغفور الرحيم
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 25
 تاريخ التسجيل : Jun 2005
 فترة الأقامة : 7462 يوم
 أخر زيارة : 15 Jul 2018 (03:04 PM)
 المشاركات : 11,365 [ + ]
 التقييم : 21
 معدل التقييم : أبو خالد is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
سياحة روحيّة في رياض العابدين المتدبّرين



جمع الله لأمّة الإسلام فضائل الأمم كلّها ، وزادها من فضله خصائص وفضائل ، تكرمة لنبيّها وإعلاء لشأنه ؛ فهي خاتمة الأمم ، وهي الشاهدة عليها يوم القيامة ، وهي خير أمّة أخرجت للناس ؛ تأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ، وتدعو إلى الله على بصيرة ، وهي أمّة الجهاد والهداية ، الأمينة على الرسالة ، وهي أمّة العبادة ، على سمت نبيّها صلّى الله عليه وسلّم وهديه .. قد عبقت صفحات التاريخ بعبير العابدين الزاهدين من شبابها وشيوخها ونسائها ، فكانوا منارات الهدى للعالمين ، وأسوة السالكين الراشدين ..

وهذه شذرات روحيّة عبقة ، من رياض هؤلاء العابدين الخاشعين ، علّها تشحذ العزائم ، وتحرّك الهمم ..
قَالَ الحَسَنُ رحمه الله في قول الله تعالى : « {الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان : 63] . قَالَ : بِالوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ : {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان : 63] يَقُولُ : حُلَمَاءُ لَا يَجْهَلُونُ ، وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِمْ حَلُمُوا ، ذَلَّتْ وَاللهِ الأَبْدَانُ وَالأَبْصَارُ حَتَّى حَسِبَهُمُ الجَاهِلُ مَرْضَى ، وَالله مَا بِالقَوْمِ مَرَضٌ، وَأَنَّهُمْ لَأَصِحَّاءُ القُلُوبِ ، وَلَكِنْ دَخَلَهُمْ مِنَ الخَوْفِ مَا لَمْ يَدْخُلْ غَيْرَهُمْ ، وَمَنَعَ مِنْهُمُ الدُّنْيَا عِلْمُهُمْ بِالآخِرَةِ .
هَذِهِ أَخْلَاقُهُمُ الَّتِي انْتَشَرُوا بِهَا فِي النَّاسِ ، وَهُمُ الَّذِينَ يَبِتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا .

أَسْهَرُوا وَاللهِ الأَعْيُنَ ، وَهَضَمُوا فِي الآخِرَةِ كُلَّ شَيْءٍ ، وَاللهِ مَا تَعَاظَمَ فِي أَنْفُسِهِمْ شَيْءٌ طَلَبُوا بِهِ الجَنَّةَ ، وَقَالُوا حِينَ دَخَلُوا الجَنَّةَ : {الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ ، إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 34] .
ثُمَّ يَقُولُ: وَالله لَقَدْ كَابَدُوا فِي الدُّنْيَا أَحْزَانًا شَدِيدَةً وَخَوْفًا شَدِيدًا ، وَاللهِ مَا أَحْزَنَهُمْ مِنْ أَحْزَانِ النَّاسِ شَيْءٌ ، أَبْكَاهُمُ الخَوْفُ مِنَ النَّارِ ، وَأَنَّ الله لَنْ يَجْمَعَ عَلَى المُؤْمِنِ خَوْفَ الدُّنْيَا وَخَوْفَ الآخِرَةِ، فَعَجِّلُوا الخَوْفَ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ .

وَكَانَ يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ عِفَّ عَنْ مَحَارِمِ الله تَكُنْ عَابِدًا ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ الله لَكَ تَكُنْ غَنِيًّا، وَأَحْسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ مِنَ النَّاسِ تَكُنْ مُسْلِمًا ، وَصَاحِبِ النَّاسَ بِالَّذِي تُحِبُّ أَنْ يُصَاحِبُوكَ بِهِ تَكُنْ عَدْلًا ، وَإِيَّاكَ وَالضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ القَلْبَ .

إِنَّهُ قَدْ كَانَ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ أَقْوَامٌ يَجْمَعُونَ كَثِيرًا ، وَيَبْنُونَ شَدِيدًا ، وَيَأْمَلُونَ بَعِيدًا ، فَأَيْنَ هُمْ ؟ أَصْبَحَ جَمْعُهُمْ بُورًا ، وَأَصْبَحَ أَمَلُهُمْ غُرُورًا ، وَأَصْبَحَتْ مَسَاكِنُهُمْ قُبُورًا .
يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مُرْتَهَنٌ بِعِلْمِكَ ، وَآتٍ عَلَى أَجَلِكَ ، وَمَعْرُوضٌ عَلَى رَبِّكَ ، فَخُذْ مِمَّا فِي يَدَيْكَ لِمَا بَيْنَ يَدَيْكَ عِنْدَ المَوْتِ يَأْتِيكَ الخَيْرُ .
يَا ابْنَ آدَمَ ، طَإِ الْأَرْضَ بِقَدَمَيْكَ فَإِنَّهَا عَنْ قَلِيلٍ قَبْرُكَ .
يَا ابْنَ آدَمَ ، إِنَّكَ لَمْ تَزَلْ فِي هَدْمِ عُمْرِكَ مُنْذُ سَقَطْتَ مِنْ بَطْنِ أُمِّكَ .
يَا ابْنَ آدَمَ ، خَالِطِ النَّاسَ وَزَائِلْهُمْ ؛ خَالِطْهُمْ بِبَدَنِكَ ، وَزَائِلْهُمْ بِقَلْبِكَ وَعِلْمِكَ .
يَا ابْنَ آدَمَ ، تُحِبُّ أَنْ تُذْكَرَ بِحَسَنَاتِكَ ، وَتَكْرَهُ أَنْ تُذْكَرَ بِسَيِّئَاتِكَ ، وَتُبْغِضُ عَلَى الظَّنِّ ، وَتَغْتَمُّ عَلَى الْيَقِينِ .
وَكَانَ يَقُولُ : إِنَّ المُؤْمِنِينَ لَمَّا جَاءَتْهُمْ هَذِهِ الدَّعْوَةُ مِنَ الله صَدَّقُوا بِهَا وَأَفْضَى يَقِينُهَا إِلَى قُلُوبِهِمْ ، خَشَعَتْ للهِ قُلُوبُهُمْ وَأَبْدَانُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ ، كُنْتُ وَاللهِ إِذَا رَأَيْتُهُمْ رَأَيْتُ قَوْمًا كَأَنَّهُمْ رَأْيُ عَيْنٍ . وَاللهِ مَا كَانُوا بِأَهْلِ جَدَلٍ وَلَا بَاطِلٍ ، وَلَكِنَّهُمْ جَاءَهُمْ أَمْرٌ عَنِ اللَّهِ فَصَدِّقُوا بِهِ ، فَنَعَتَهُمُ اللهُ فِي القُرْآنِ أَحْسَنَ نَعْتٍ قَالَ : {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63] .
قَالَ الحَسَنُ : وَالهَوْنُ فِي كَلَامِ العَرَبِ اللِّينُ وَالسَّكِينَةُ وَالوَقَارُ .

{وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63] . قَالَ: حُلَمَاءُ لَا يَجْهَلُونُ ، وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِمْ حَلُمُوا ، يُصَاحِبُونَ عِبَادَ اللهِ نَهَارَهُمْ بِمَا يَسْمَعُونَ .
قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ لَيْلَهُمْ خَيْرَ لَيْلٍ فَقَالَ : {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} [الفرقان : 64] . يَنْتَصِبُونَ للهِ عَلَى أَقْدَامِهِمْ ، وَيَفْتَرِشُونَ وُجُوهَهُمْ سُجَّدًا لِرَبِّهِمْ ، تَجْرِي دُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ فَرَقًا مِنْ رَبِّهِمْ . قَالَ الحَسَنُ لِأَمْرٍ مَا سَهِرُوا لَيْلَهُمْ ، وَلِأَمْرٍ مَا خَشَعُوا نَهَارَهُمْ .

قَالَ : { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} [الفرقان : 65] . قَالَ : وَكُلُّ شَيْءٍ يُصِيبُ ابْنَ آدَمَ ثُمَّ يَزُولُ عَنْهُ فَلَيْسَ بِغَرَامٍ ، إِنَّمَا الغَرَامُ اللَّازِمُ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ .
قَالَ : صَدَقَ القَوْمُ وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَعَمِلُوا ، وَأَنْتُمْ تَتَمَنَّوْنَ ، فَإِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الْأَمَانِيَّ رَحِمَكُمُ اللهُ ، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِ عَبْدًا بِأُمْنِيَّتِهَ خَيْرًا فِي دُنْيَا وَلَا آخِرَةٍ .
وَكَانَ يَقُولُ : يَا لَهَا مِنْ مَوْعِظَةٍ لَوْ وَافَقَتْ مِنَ الْقُلُوبِ حَيَاةً . قَالَ :
لَقَدْ صَحِبْتُ أَقْوَامًا يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ فِي سَوَادِ هَذَا اللَّيْلِ سُجَّدًا وَقِيَامًا ، يَقُومُونَ هَذَا اللَّيْلَ عَلَى أَطْرَافِهِمْ ، تَسِيلُ دُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ ، فَمَرَّةً رُكَّعًا ، وَمَرَّةً سُجَّدًا ، يُنَاجُونَ رَبَّهُمْ فِي فِكَاكِ رِقَابِهِمْ ، لَمْ يَمَلُّوا طُولَ السَّهَرِ ، لِمَا خَالَطَ قُلُوبَهُمْ مِنْ حُسْنِ الرَّجَاءِ فِي يَوْمِ المَرْجِعِ ، فَأَصْبَحَ القَوْمُ بِمَا أَصَابُوا مِنَ النَّصَبِ للهِ فِي أَبْدَانِهِمْ فَرِحِينَ ، وَبِمَا يَأْمَلُونَ مِنْ حُسْنِ ثَوَابِهِ مُسْتَبْشِرِينَ ، فَرَحِمَ اللهُ امْرَأً نَافَسَهُمْ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْأَعْمَالِ ، وَلَمْ يَرْضَ لِنَفْسِهِ مِنْ نَفْسِهِ بِالتَّقْصِيرِ فِي أَمْرِهِ ، وَاليَسِيرِ مِنْ فِعْلِهِ ، فَإِنَّ الدُّنْيَا عَنْ أَهْلِهَا مُنْقَطِعَةٌ ، وَالأَعْمَالَ عَلَى أَهْلِهَا مَرْدُودَةٌ . ثُمَّ يَبْكِي حَتَّى تَبْتَلَّ لِحْيَتُهُ بِالدُّمُوعِ مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر (ص: 42)
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ رحمه الله تعالى : « لَمَّا رَأَى العَابِدُونَ اللَّيْلَ قَدْ هَجَمَ عَلَيْهِمْ ، وَنَظَرُوا إِلَى أَهْلِ الغَفْلَةِ قَدْ سَكَنُوا إِلَى فُرُشِهِمْ ، وَرَجَعُوا إِلَى مَلَاذِهِمْ مِنَ النَّوْمِ ، قَامُوا إِلَى اللهِ فَرِحِينَ مُسْتَبْشِرِينَ ، بِمَا قَدْ وَهَبَ لَهُمْ مِنْ حُسْنِ عَادَةِ السَّهَرِ وَطُولِ التَّهَجُّدِ ، فَاسْتَقْبَلُوا اللَّيْلَ بِأَبْدَانِهِمْ ، وَبَاشَرُوا الأَرْضَ بِصِفَاحِ وُجُوهِهِمْ ، فَانْتَفَى عَنْهُمُ اللَّيْلُ وَمَا انْقَضَتْ لَذَّتُهُمْ مِنَ التِّلَاوَةِ ، وَلَا مَلَّتْ أَبْدَانُهُمْ مِنْ طُولِ العِبَادَةِ ، فَأَصْبَحَ الفَرِيقَانِ وَلَّى عَنْهُمُ اللَّيْلُ بِرِبْحٍ وَغَبْنٍ ، أَصْبَحَ هَؤُلَاءِ قَدْ مَلُّوا النَّوْمَ وَالرَّاحَةَ ، وَأَصْبَحَ هَؤُلَاءِ مُتَطَلِّعِينَ إِلَى مَجِيءِ اللَّيْلِ لِلعَادَةِ ، شَتَّانَ مَا بَيْنَ الفَرِيقَيْنِ .

فَاعْمَلُوا أَنْفُسَكُمْ رَحِمَكُمُ اللهِ فِي هَذَا اللَّيْلِ وَسَوَادِهِ ، فَإِنَّ المَغْبُونَ مَنْ غُبِنَ خَيْرَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ ، وَالمَحْرُومَ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهُمَا ، إِنَّمَا جُعِلَا سَبِيلًا لِلمُؤْمِنِينَ إِلَى طَاعَةِ رَبِّهِمْ ، وَوَبَالًا عَلَى الآخَرِينَ لِلغَفْلَةِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ ، فَأَحْيُوا أَنْفُسَكُمْ بِذِكْرِ اللهِ ، فَإِنَّمَا تَحْيَى القُلُوبُ بِذِكْرِ اللهِ .
كَمْ مِنْ قَائِمٍ للهِ فِي هَذَا اللَّيْلِ قَدِ اغْتَبَطَ بِقِيَامِهِ فِي ظُلْمَةِ حُفْرَتِهِ .

وَكَمْ مِنْ نَائِمٍ فِي هَذَا اللَّيْلِ قَدْ نَدِمَ عَلَى طُولِ نَوْمِهِ عِنْدَمَا يَرَى مِنْ كَرَامَةِ اللهِ لِلعَابِدِينَ غَدًا ، فَاغْتَنِمُوا مَمَرَّ السَّاعَاتِ وَاللَّيَالِي وَالأَيَّامِ ، رَحِمَكُمُ اللهِ . مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر (ص: 44)
وَعَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ رحمه الله تعالى : « أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا يَوْمًا فَعَرَضَتْ لَهُ هَذِهِ الآيَةُ : { لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء : 10] . فَانْتَبَهَ فَقَالَ : عَلَيَّ بِالمُصْحَفِ ، لِأَلْتَمِسَ ذِكْرِي اليَوْمَ حَتَّى أَعْلَمَ مَعَ مَنْ أَنَا وَمَنْ أُشْبِهُ .؟ فَنَشَرَ المُصْحَفَ فَمَرَّ بِقَوْمٍ : { كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ، وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ، وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالمَحْرُومِ} [الذاريات : 18] .

وَمَرَّ بِقَوْمٍ : { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة : 16] . وَمَرَّ بِقَوْمٍ : { يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} [الفرقان : 64] .
وَمَرَّ بِقَوْمٍ : { يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ} [آل عمران : 134] .
وَمَرَّ بِقَوْمٍ : { يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ، وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] .
وَمَرَّ بِقَوْمٍ : {يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [الشورى : 37] ، { وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ ، وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ، وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ، وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الشورى : 38] .
قَالَ : فَوَقَفَ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ لَسْتُ أَعْرِفُ نَفْسِي هَهُنَا ، ثُمَّ أَخَذَ فِي السَّبِيلِ الآخَرِ . فَمَرَّ بِقَوْمٍ : {إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتَنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ} [الصافات: 35] .
وَمَرَّ بِقَوْمٍ : { إِذَا ذُكِرَ الله وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ، وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الزمر: 45] .
وَمَرَّ بِقَوْمٍ يُقَالُ لَهُمْ : {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرٍ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ ، وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ المِسْكِينَ ، وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخَائِضِينَ ، وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا اليَقِينُ } [المدثر : 42] . قَالَ فَوَقَفَ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ هَؤُلَاءِ .

قَالَ: فَمَا زَالَ يُقَلِّبُ الوَرَقَ وَيَلْتَمِسُ حَتَّى وَقَعَ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ : {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا ، عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ، إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة : 102] . فَقَالَ : اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ . يعني أنا من هَؤُلَاءِ . مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر (ص: 44) .


د. عبد المجيد البيانوني | 12/6/1434 هـ



منقوول




 توقيع : أبو خالد



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ»

الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلاتحرمونا دعائكم

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 12:58 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي