إن كنت تريد مُلكاً ملكناك علينا !

لما ارسلت قريش عتبة ابن ابي ربيعه وهو رجل كما يقول الغزالي : رجل وقور .رزين . هادئ فذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يابن أخي . انك منا حيث قد علمت من المكان في النسب . وقد اتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم . فاسمع مني أعرض عليك أمورا لعلك تقبل بعضها :
1 _ ان كنت تريد بهذا الامر مالا جمعنا لك أموالنا حتى تكون أكثرنا أموالا .
2 _ ان كنت تريد ملكا ملكناك علينا .
3 _ ان كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لاتستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى تبرأ .
فلما فرغ من كلامه تلا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) صدر سورة فصلت . حتى وصل الى قوله تعالى
( فأن أعرضو فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود )
اهتز عتبة وكأنه رأى الحجارة تنزل عليه من السماء فوضع يده على الارض ووقف . وذهب الى قريش يقول لهم : دعوا محمدا وشأنه .وأدركت قريش ان جميع وسائل الاغراء والارهاب لم تنجح .
وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم غرم الاسلام عليه وعلى ال بيته واصحابه الطاهرين ,
فأما خديجة ( امدتني بمالها عندما بخل الناس )
فأما ابي بكر ( يسأله النبي صلى الله عليه وسلم ماذا ابقيت لاهلك ؟ فقال أبقيت لهم الله ورسوله ).
وأما عمر (فقد قال هذا نصف مالي ولله عندي النصف الاخر ).
وعثمان ( جهز جيش العسرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لايضر عثمان مافعل بعد اليوم ).
وأما القتال فقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم غرمه عليه وعلى ال بيته .
فحمزة في غزوة بدر فقد خرج لمبارزة المشركين عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة ولم يخرج لهم النبي من الانصار أحد فهؤلاء من اهل بيته وكذلك علي بن ابي طالب وكذلك عبيدة بن الحارث في هذه المعركة فكلهم قرابة وال البيت ,
وأما في حجة الوداع _ فقد أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم موقف الاسلام من الربا ومن دماء الجاهلية فوضع كل بقايا الجاهلية فقال ( ان كل ربا موضوع , ولكن لكم رؤوس أموالكم لاتظلمون ولا تظلمون فقضى الله انه لاربا وأن ربا العباس ابن عبد المطلب موضوع كله , والعباس عم النبي كما تعلمون .
ثم تكلم عن دماء الجاهلية فوضعها وقال : ان كل دم في الجاهلية موضوع وان أول دمائكم أضع دم ربيعة ابن الحارث بن عبد المطلب _ وكان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل فهو أول من أضع من دماء الجاهلية .
هكذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم غرم الاسلام أو تكاليف الدعوة عليه وعلى ال بيته .
ودمتم بخير