ياقناة الكنوز وشهرزاد ... وماكان الله ليطلعكم علي الغيب ..!!

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام علي خير المرسلين .

وبعد :

فإن من طبيعة النفس البشرية تشتاق إلي معرفة ما يحدث لها في مستقبلهامن تغيرات أحوال واختلاف مؤثرات , تطمع النفس إلي ذلك يدفعها غريزة جامحة إلي ذلك الشعور .

ولما كان أمر الغيب ومايكون في أيامه ولياليه , مما استأثرالله تعالي بعلمه , وحجبه عن خلقه

(( قل لايعلم مافي السموات والأرض الغيب إلا الله )) , (( وماكان الله ليطلعكم علي الغيب )), (( وعنده مفاتح الغيب لايعلمها إلا هو )) (( و الله غيب السموات والأرض )),

ولما كان الأمر كذلك , وكان أمر الغيب مطوياً عن الخلق , أراد بعض الناس أن يلبس نفسه القدرة علي معرفة مايكون من أمور الغيب , فزين لهم الشيطان أعمالهم فحسنت في اعينهم , فضلوا وأضلوا كثيراًًًًًًًَُُُعلي سواء السبيل .

ومن أولئك من يسمون بالكهنة والعرافين والرماليين والمنجمين وهؤلاء الضلال قد طرق أبوابهم كثير من جهال المسلمين , يطلبون منهم عافية في البدن , أو رد غائب , أو العثور علي مفقود , وكل هذا حرام لا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم .

قال صلي الله عليه وسلم (( من أتي عرافًاً فسأله عن شيء فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين ليلة )) أخرجه مسلم .

وعن أحمد والحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (( من اتي كاهناًفصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل علي محمد صلي الله عليه وسلم )) .

قال الخطابي [ الكهان قوم لهم أذهان حادة النفوس شريرة وطبائع نارية فهم يفزعون إلي الجن ويستفتونهم في الحوادث فليقون إليهم الكلمات ]انتهي كلامه مختصراًً.

وقال البغوي رحمه الله تعالي : ( العراف الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها علي المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك ).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالي : [ العراف: أسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة المور بهذه الطرق ] .

وقد خرج اناس تسمو بأسماء وهمية , وهم في الحقيقة كهنة عرافون ورمالون منجمون وأولئك هم يعرفون بقراء الكف أو قرء الفناجيل , يقوم أحدهم فلينظر في كف ذلك الجاهل , ثم يخبره بما سيحصل له في مستقبله من المبشرات والمنغصات (( أنهم ليقولون منكراً من القول وزوراً )).

أما في عصرنا الحاضر فقد يكون الساحر أنيقًا في لباسه جميلاً في هيئة بل أن بعضهم ممن ينتسبون إلي الإسلام تراهم أحياناً يصلون في المساجد وقد يذكرون بعض الآيات القرآنية في علاجهم المزعوم لبعض المرضي أو لتحضير الشياطين بطريقة غير مباشره كما يحدث في قناة الكنوز وشهرزاد وغيره من القنوات الكفرية .

ذلك أن الشيطان يغير خططه دائماً بما يتوافق مع العصر الحاضر ويدرب أعوانه علي
ذلك ويتنازل عن بعض شروطه في سبيل الوصول إلي الهدف الأكبر في نظره ألا وهو الكفر بالله جل وعلا و الله المستعان .

فاللهم أنت غياثنا فبك نغوث ، وأنت عياذنا فبك نعوذ ، وأنت ملاذنا فبك نلوذ .. اللهم احصِ القائمين على هذه القناة عدداً ، واقتلهم بدداً ، ولاتغادر منم أحداً ، إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً وقال إننى من المسلمين .

كتبه أخوكم :

أبو هريرة الراقي .