الجان في القران

- سُمي الجن بهذا الاسم لإجتنانه عن النظر أي اختفائه قال تعالى ( إنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ ) (الأعراف : 27 ).

- قيل إبليس أبو الجن كما أن آدم عليه السلام أبو البشر وأختار هذا القول جمع من العلماء منهم شيخ الإسلام بن تيميه وعارضه بعض العلماء أن لا دليل عليه وقالوا بل إبليس من الجن وليس أولهم ودليلهم ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ) (الكهف : 50 ).

- مما خُلق : خُلق الجن من النار والدليل قوله تعالى ( وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ ) (الرحمن : 15 ).

- سبق خلق الجن خلق بني آدم والدليل تقديم ذكر الجن على الأنس في آيات الكتاب مثل قوله تعالى ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات : 56 ) وأيضاً قول الملائكة للرب جل وعلي ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (البقرة : 30 ) دليل على وجود الجن قبل الأنس على الأرض وأنهم أفسدوا فيها وسفكوا الدماء.

- الجن ذكوراً وإناث والدليل ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث . رواه البخاري (142) ومسلم (375) ، قال الخطابي : الخُبُث جماعة الخبيث والخبائث جمع الخبيثة يريد ذكران الشياطين وإناثهم.


- الجن يتناسلون ولهم ذرية والدليل قوله تعالى ( أفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي ) (الكهف : 50 ).

- الجن يأكلون ويشربون وطعامهم العظام والروث ولهم دواب ، وطعام دوابهم بعرة العلف والدليل على ذلك حديث بن مسعود رضي الله عنه الذي رواه مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن قال : فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال : لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم لحما وكل بعرة علف لدوابكم فقال النبي : " فلا تستنجوا بهما فإنهما زاد إخوانكم ).

- الجن على ثلاثة أصناف والدليل الحديث الذي رواه الطحاوي بسند صحيح عن أبي ثعلبة الخشني قال : قال رسول الله : " الجن ثلاثة أصناف : صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء وصنف حيات وكلاب وصنف يحلون ويظعنون ."ورواه أيضاً الطبراني في الكبير والألباني في المشكاة.

- يتشكل الجن في صور مختلفة والراجح أن ليس لهم قدرة في ذلك وإنما هي كلمات يقولونها فيشكلهم الله قال القاضي أبو يعلي : ولا قدرة للشياطين على تغيير خلقهم والانتقال في الصورة وإنما يجوز أن يعلمهم الله تعالى كلمات وضربا من ضروب الأفعال إذا فعله وتكلم به نقله الله تعالى من صورة إلى صورة فيقال أنه قادر على التصوير والتخييل على معنى أنه قادر على قول إذا قاله وفعله نقله الله تعالى عن صورته إلى صورة أخرى بجري العادة وأما أنه يصور نفسه فذلك محال لأن انتقالها من صورة إلى صورة إنما يكون بنقض البنية وتفريق الأجزاء وإذا انتقضت بطلت الحياة واستحال وقوع الفعل من الجملة وكيف تنقل نفسها.

- الجن لا يُرى على صورته الحقيقية أبداً وأجمع العلماء على أن من قال أنه رأى الجن على هيئته الحقيقية كذاب فاسق تُرد شهادته.

- للجن قدرات تفوق قدرات البشر من خلال التشكل في الصور المختلفة و سرعة الانتقال والحركة وأداء مهمات صعبة والدليل قوله تعالى ( قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ) (النمل : 39 ).

- يسكن الجن على نفس هذه الأرض التي نعيش فيها ويكثر تواجدهم في مواطن الخراب ومواقع النجاسات كالحمامات والمقابر والمزابل ونحوها.

- الجن لا تعرف الغيب والدليل قوله تعالى ( فلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ) (سبأ : 14 ).

- الجن مأمورون بالعبادة كما البشر وبإتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات : 56 ) ، وقوله تعالى ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً ) (الجن 2 : 1 ).

- الجن منهم المسلم ومنهم الكافر والدليل قوله تعالى ( وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً ) (الجن : 14 ).

- يموت الجن كموت بني آدم ولم يثبت شيء عن أعمارهم والدليل قوله تعالى ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ) (الأحقاف : 18 ) فهذا دليل على موت الجن طائفة بعد أخرى كالأنس ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ في دعائه ويقول "اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون".

- الجن تحاسب يوم القيامة على أعمالها والدليل قوله تعالى ( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ) (الصافات : 158 ) قال مجاهد : ستُحضر للحساب.

- كافر الجن في النار ومؤمنهم في الجنة والدليل قوله تعالى ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (هود : 119 ) وقوله جل وعلى ( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ) (الرحمن : 56 ).