|
#1
|
||||||||
|
||||||||
|
الفرق بين" العدل" و"المساواة
الفرق بين" العدل" و"المساواة" " وهنا يجب أن ننبه على أن من الناس من يستعمل بدل العدل: المساواة! وهذا خطأ. لا يقال: مساواة، لأن المساواة قد تقتضي التسوية بين شيئين الحكمة تقتضي التفريق بينهما ، ومن أجل هذه الدعوة الجائرة إلى التسوية صاروا يقولون: أي فرق بين الذكر والأنثى؟! سووا بين الذكور والإناث! حتى إن الشيوعية قالت: أي فرق بين الحاكم والمحكوم، لا يمكن أن يكون لأحد سلطة على أحد، حتى بين الوالد والوالد، ليس للوالد سلطة على الولد... وهلم جراً ، لكن إذا قلنا بالعدل، وهو إعطاء كل أحد ما يستحقه، زال هذا المحذور، وصارت العبارة سليمة. ولهذا، لم يأت في القرآن أبداً: إن الله يأمر بالتسوية! لكن جاء: {إن الله يأمر بالعدل} [النحل: 90]، {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} [النساء: 58]. وأخطأ على الإسلام من قال: إن دين الإسلام دين المساواة! بل دين الإسلام دين العدل، وهو الجمع بين المتساويين، والتفريق بين المفترقين، إلا أن يريد بالمساواة: العدل، فيكون أصاب في المعنى وأخطأ في اللفظ. ولهذا كان أكثر ما جاء في القرآن نفي المساواة: {قل هو يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} [الزمر: 9]، {هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور} [الرعد: 16]، {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا} [الحديد: 10]، {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله} [النساء: 95]. ولم يأت حرف واحد في القرآن يأمر بالمساواة أبداً، إنما يأمر بالعدل." انتهى ___________________________________ الشيخ بن اعثيمين "شرح العقيدة الواسطية"
![]() بالقرآن نرتقي
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]()