العقرب و العائن وجهان لعملة واحدة

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول ابن القيم رحمة الله عليه في أحد كتبه إن تأثير خبث نفس الحاسد في المحسود

كسريان السم في جسد من لدغته عقرب ، فإذا قتلنا العقرب فإن مفعول السم يخف

تأثيره وذلك لأن إستمرار تأثير سم العقرب إنما يتم عن طريق تسلط نفسها الخبيثة

فهي تقويه بطريقة لا يعلم كيفيتها إلا الله..

وهذا معروف عند أبناء البادية فإنه ما أن يلدغ أحدهم من عقرب إلا ويبحثون عنها أولا

ليقتلونها ثم يسعفون اللديغ بعد ذلك

فقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل العقرب في الحل و الحرم

ولم يأمرنا بقتل الثعبان في كل وقت

بل أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عد العقرب من الخمس الفواسق

مع الوزغ والغراب والحدأة والفأرة..

وأمر بقتلهن كل وقت في الحل والحرم

طبعا نحن لا نأمر بقتل العائن أبدا ولكن نبين خبث نفسه الشريرة وتأثيرها

بالناس ..

أنا صادفت كثير من العائنين الخطرين جدا ووقعت حوادث أمام عيني

لعل من أشهرها شاب في الرابعة والعشرين كان زميلا لنا وكان متعلما

ومنصبه جيد في العمل ، فرآه أشهر شخص عائن ونحن نرى

وقال المستقبل كله لهذا الشاب عمره 24 عاما وهذا منصبه ..

ووالله بعد عدة أيام وإذا بذلك الشاب يشكو من صداع رهيب في رأسه

وكان زواجه بعد أيام فتزوج في إحدى الليالي وفي الصباح أدخل المستشفى

وتبين أن رأسه قد إنتشرت به الأورام السرطانية بطريقة أدهشت الاطباء

وذهب إلى الولايات المتحدة للعلاج ..

فإكتشفوا أن هناك ورما رئيسيا يطلقون عليه الأم وهو تحت قاع الجمجمة بالضبط

في مؤخرة الرأس تماما ويستحيل إجراء عملية لخطورة موقع الورم

وصاروا يحاولون ان تضمر عن طريق تسليط الليزر عليها ما إستطاعوا

ومكث في أمريكا عاما كاملا فعاد وبعد أسبوعين انتشرت الأورام مرة أخرى

وتوفي رحمة الله عليه..

وهناك شخص آخر رأى أحد الشباب الأصحاء الأقوياء يمشي بنشاط وحيوية

وقال إنه يثير الغبار أثناء مشيه من القوة ..

وبعد أسابيع إكتشف أن معه سكر وضغط فجأة..

فعمد إثنان من الإخوة بالإتفاق بالصلاة عليه صلاة الميت أثناء نومه..

لأنه يقال بأنها تبطل قوة وخبث نفس العائن وهذا مشهور جدا ..

فوجدوه مرة مستغرقا بنوم عميق فتقدموا وصلوا عليه

وكان الإمام رجلا ملتزما ولكنه لم يستطع أن يكمل التكبيرات كاملة

ولم يتم الصلاة كما يجب فقطع صلاته لإحساسه بكتمة قوية في صدره

كما يقول وإحساسه بخوف قوي جدا..

ولكن ذلك العائن صحى من نومه أثر آلام شديدة في بطنه

وهو لا يعلم شيئا عن انهم حاولوا الصلاة عليه صلاة الميت..

واستمرت الآلام أياما عدة..

وأنا رأيت موقفا لن أنساه ما حييت ووالله أنني أخجل من أن أقوله

لأحد لأني أعلم بأنه لن يصدقني أحد فآثرت السكوت

وأنا منصدم من الموقف الذي صار أمامي..

حيث أن هناك وأحدا من أشهر العائنين وضحاياه كثير

حيث أننا نعمل في أحد حقول النفط في الصحراء وذهب لينام في سيارته

ليلا وأنا غفت عيني في الساعة الثالثة فجرا ولم استيقظ إلا بعد أذان الفجر

بنصف ساعة تقريبا فقمت للوضوء ونظرت من خلال النافذة فرأيت منظرا لن أنساه أبدا

رأيت ذلك الرجل والله يصلي بإتجاه الشرق ، فلم أصدق عيني أبدا فكررت النظر

وإذا به يركع و يسجد كيف ؟ ولماذا ؟ لا اعلم والله ؟

له في المنطقة اكثر من 20 عاما ويعرفها شبرا شبرا فهل من المعقول ان يكون تائها

لا اعتقد ذلك .. فقررت ان اسأله ولكنه ركب سيارته وغادر وأنا تم نقلي لمكان آخر

ولم أره بعد ذلك ..

فهل كان يصلي لله .. الله أعلم فهو والله أمر محير جدا وتسائل لم أجد له جوابا إلى الآن ..

والله علي من الشاهدين ..

وصلى الله على محمد و الحمد لله رب العالمين ..