معالج وشيطان !!!

للشيخ أبى همام الراقى


لايشك اثنان ولاتنتطح عنزان فى أن الراقى على ثغر من ثغور الإسلام ، وأنه فى جهاد قوى ومرير ضد الشيطان وحزبه ، بل أن عدو الراقى عدو يرانا هو وقبيله من حيث لانراهم .

وللشيطان وحزبه مداخل ومخارج ، وتلبيسات وإغراءات تتوافق مع مايناسب الإنسان وبما تهواه نفسه وتتوق إليه ، فهم يدرسون الشخص دراسة مفصلة ويعرفون مواطن العطب فى نفسه وأماكن ضعفه .

وليس على الشيطان أشد من العالم الفاهم لأمر دينه سواء كان راقياً فى أصله أم لم يكن ، فكلما زاد علم أحدنا وارتفع سهمه فى أوساط أهل العلم كلما زاد خطره على الشيطان وحزبه .


والراقى أو المعالج من حيث العلم :

راقٍ أنار الله بصيرته بعلم ينفع به الناس فكان كالغيث أينما حل نفع ، وأقصد بالعلم هنا هو اجتهاداته فى علم الرقية واستنباطاته وتحريه لمعرفة خبايا هذا العالم وأسراره فى نطاق الشرع المطهر ، فعالم الجن من مخلوقات الله عز وجل ولانهى أن نتحرى معرفتهم وبيان ماهيتهم ، وكشف زيغ من زاغ منهم ، وتسليط الضوء على وسائل أذاهم وكيفية ردعها ، فلا يقول قائل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب الصحبة ليلة الجن وغيرها لأنه خائف !! بل لو كان فى معرفة عالم الجن محظور لما صحبه ابن مسعود رضى الله عنه ، أما أسلوب التكتم الإعلامى على مثل هذه المواضيع بحجة أنه عالم غيبى فهذا لايسمن ولايغنى من جوع ، وتعطيل لمسيرة العلم والتعلم وتجد كل من اعتقد ذلك من الرقاة لااجتهاد عنده ولاابتكار ، وكلما سئل سؤالاً هرع إلى قول عالم فقيه ورماه فى وجه السائل بحجة اتباع العلماء ، أو هرع إلى رابط يتيم عنده وألقاه على صفحة المنتدى !!

فدراسة الميكانيكا نظرياً شىء لايخلو من معرفة أصول هذا العلم بكراسة ومجموعة أقلام ، وتطبيق مادرست عملياًشىء آخر يحتاج إلى عدة وأدوات وتدقيق وتركيز تختلف من فنى لآخر ، والعبرة فى أيهما أقدر على معرفة العطل وإصلاح العطل ، وكلاهما درس هذا العلم نظرياً ، وقد تجد من لم يدرس هذا العلم أصلاً ومع ذلك له القدرة على الإصلاح !

فالراقى إذا جمع بين العلم والورع يخافه الشيطان ويهابه ، وله عند الشياطين حساب خاص به ، ويتعاملون معه بحذر شديد ، و كان تقياً ورعاً ، متبعاً غير مبتدع ، ترى صفاء العقيدة فى أقواله وأفعاله ، وهو نفس النوع الذى يبحث عليه من صلح من الجن وأراد الجهاد ، وإذا وجده أحبه فى الله واحترمه وتعاون معه على البر والتقوى ، ومثل هذا النوع ـ المستمسك بالعروة الوثقى ـ عظم شعائر الله فى قلبه ، فعظمه الله فى قلوب العباد ، فلا يقترن به إلا من كان على شاكلته ( فالمرء على دين خليله ) ولايخلو من أن يتضرر فى نفس أو أهل أو مال من باب الابتلاء ، فهذا ديدن الصالحين ، وقد لايتضرر لحكمة يعلمها الله ، ومسلك العدل مع الجن لك فيه من الله حافظ .

ونسبة خوف الشيطان تقل عند الراقى التقى الورع بلا علم ، وأقل عند العالم بلا ورع وتقوى .. فتأمل .

والقاعدة أنك فى حفظ الله ماحفظت الله .. فعض على ذلك بالنواجذ .




اللهم كما فهمت سليمان فهمنا وكما علمت الطير والنحل علمنا !!