اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


﴿ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ﴾ الٓمٓ ﴿١﴾ ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ﴿٣﴾ وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ ﴿٤﴾ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴿٥﴾ البقرة .

روى الإمام مسلم عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اقرَؤوا القُرآنَ؛ فإنَّه يَأتي شَفيعًا يومَ القيامةِ لصاحبِه، اقرَؤوا الزَّهراوَينِ: البَقرةَ وآلَ عِمرانَ؛ فإنَّهما يَأتِيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غَيايتانِ، أو كأنَّهما غَمامتانِ، أو كأنَّهما فِرقانِ مِن طَيرٍ صَوافَّ يُحاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرَؤوا سورةَ البَقرةِ؛ فإنَّ أخذَها بَركةٌ، وتَركَها حَسرةٌ، ولا تَستطيعُها البَطَلةُ ) .


           :: الكعبة (آخر رد :عائد لله)       :: الحجامة فضلها وفوائدها . (آخر رد :المكي)       :: افضل ايام الحجامة . (آخر رد :المكي)       :: سورة يس (آخر رد :طالبة علم شرعي)       :: "وأشرقت الأرض بنور ربها" تلاوة رائعة بصوت الطفلة بشرى . (آخر رد :ابن الورد)       :: حلم الدموع (آخر رد :hoor)       :: كحل الإثمد ، تعريفه ، ومصدره ، وفوائده ، وضوابط استعماله للنساء والرجال (آخر رد :المكي)       :: الحشد المليوني على الحدود وساعة الصفر تقترب من جزيرة العرب (آخر رد :ابن الورد)       :: طالبان والرايات السود / ظهور المهدي في جيش المشرق / خراسان (آخر رد :ابن الورد)       :: السرطان ليس مرض . (آخر رد :المكي)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum عقيدة وفقه ومعاملات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 08 May 2008, 03:35 PM
مسك 2007
جزاها الله خيراً
مسك 2007 غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2283
 تاريخ التسجيل : Jan 2008
 فترة الأقامة : 6503 يوم
 أخر زيارة : 14 Mar 2011 (12:57 AM)
 المشاركات : 741 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : مسك 2007 is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
قَـرِين قَارُون !



قَـرِين قَارُون !

عبد الرحمن بن عبد الله السحيم


التاريخ – غالبا – يُخَلِّد أسْمَاء الْمُتمَيِّزين ! سَواء كان تَمَيّزهم في الْخَيْر أوْ في الشَّر !
فَيُسَطِّر التاريخ أسْمَاء العُظَماء ، الذين دَخَلوا مِن أوْسَع بَوّابات التاريخ .. عُلَماء عامِلِين ، وقَادَة فاتِحِين .. وأمَرَاء عَادِلِين ، وعُبَّاد مُتَهَجِّدِين مُجْتَهِدِين .. وكُرَمَاء حُلَمَاء .. أو فُرسَان أتْقِيَاء ..


ويُدَوِّن أسْمَاء آخَرِين .. بَرَزُوا في الشَّر ، واجْتَهَدُوا في الفَسَاد والإفْسَاد ، حتى أصْبَحُوا أئمة يُقَتَدى بهم في الشَّر ! (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) .. ولله في إيجادِهم حِكْمَة ..


ومِن هؤلاء قائد التُّجَّار الفُجَّار إلى النار .. صاحِب الخزائن التي يَعَجَز الرِّجَال عن حَمْل مَفَاتيحها .. فكيف بِمَا فيها ؟!


صَاحِب الْحُلَّة الفَارِهة واللبَاس الفَاخِر .. إذْ كان يَنظُر في عِطْفَيه .. ويَجُرّ إزاره مُختالا فَخورا .. مُتَبَخْتِرًا مُتَكَبِّرا ..

خَرَج على قَوْمِه في زِينَتِه ..

خَرَج يَخْطُر بِمِشْيَتِه .. يَهُزّ أكْتَافَه .. قد أعْجَبَتْه نَفْسه ..

سَرَّح شَعْرَه .. وتَبَاهَى بِزِينَتِه ..

حتى أخَذَتْ زِينتُه بالأبْصَار لأوَّل وَهْلَة ..

(قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)

إلاَّ أن أهل العِلْم والإيمان يَنْظُرُون بِبَصَائرهم قبل أبْصارِهم

(وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ)

فكانت عاقِبَة البَغْي والكِبْر (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ) ..

عند ذلك بَان لأهل الدنيا ما كَان فيه قَارُون مِن غُرور : (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) ..


وفيما أخبر به نَبِيُّـنَا صلى الله عليه وسلم : بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي قَدْ أَعْجَبَتْهُ جُمَّتُهُ وَبُرْدَاهُ إِذْ خُسِفَ بِهِ الأَرْضُ ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الأَرْضِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : بَيْنَمَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ يَمْشِي فِي بُرْدَيْهِ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ فَخَسَفَ اللَّهُ بِهِ الأَرْضَ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .


وَرَوَى الطَّبَرِيُّ فِي التَّارِيخ مِنْ طَرِيق سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة عَنْ قَتَادَة قَالَ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُخْسَف بِقَارُون كُلّ يَوْم قَامَة ، وَأَنَّهُ يَتَجَلْجَل فِيهَا لا يَبْلُغ قَعْرهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة . ذَكَره ابن حجر .

ما يَنفَعُه أن خُلِّد ذِكْره بالسُّوء ؟!
وما يُجْدِي عنه أن لا يَبْلَى جَسَدُه .. وهو فيما هو فيه مِن العَذَاب ؟!
ما أغنَى عنه مَالُه وما كَسَب !
لا الْمَال أغنى أو نَفَع .. ولا الْجَاه أجْدَى أو شَفَع .. ولا الوَلَد أو الْخَدَم والْحَرَس دَفَع ..

فإنَّ الْخَسْف لَم يَكن بِشَخْصِه .. بل بِـه وبِدَارِه ..

قَارُون في ظِلّ طُغْيَان الْمَال .. لَم يَسْتَمِع إلى نُصْح النَّاصِحِين .. ولَم يَلْتَفِتْ إلى شَفَقَة الْخائفِين ..

(إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)

لا يُحِب الأشِرِين البَطِرِين .. الذين يَدْفَعُهم الْفَرَح إلى مُجاوزة الْحُدود .. ويُخرِجهم الأشَر إلى العُدْوَان .. ويَحْمِلهم الْبَطَر إلى ازدِراء الْخَلْق ..

أمَا إنَّ النَّاصِحِين لَم يُطالِبُوا قَارُون بالتَّخَلِّي عن دُنْيَاه .. ولا إنْفَاق كُنُوزِه .. بل طَلَبُوه أن

يُوازِن بَيْن الدَّارَين .. (وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا)

ثم ذَكَّرُوه بِأصْل هَذه الـنِّعَم ، فقالوا : (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ) .. والْمَعْنَى : قَابِل الإحْسَان بإحْسَان ..

وبعد أن رَغَّبُوه .. حَذَّرُوه مِن مَغَبَّـة عَمَلِه .. فقالوا : (وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) ..

فما كان جواب الْمُتَكبِّر الْمُتَجبِّر الباغي ؟!

(قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) !

قال أبو سليمان الداراني : أرَاد العِلْم بِالتَّجَارب ووُجُوه تَثْمِير الْمَال ، فكأنه قال أُوتِيته بِإدْرَاكِي وبِسَعْيِي !

وقال ابن عطية : ادَّعَى أنَّ عِنده عِلْمًا اسْتَوْجَب به أن يَكُون صَاحِب ذَلك الْمَال وتِلك النِّعْمَة . اهـ .

..

ولئن مَات قارُون فقد أبْقَى ذِكْره السيئ ! فلا يُذْكَر بِخير !
ولئن ذَهَب قارُون فقد بَقِي لَه وَرَثَة ! حمَلُوا غَطْرسَته .. وتَبَنَّوا أفْكَاره !
أعْتَدُّوا بِذواتِهم ! وتَاهُوا على الوَرَى بِما أُوتُوا .. مِمَّا لم يَكن لهم في كثير مِنه حَول ولا قُوَّة !

فلا هُم اخْتَارُوا آباءهم .. ولا أوْجَدُوا أنفسهم مِن عَدَم ..
بل خَلَقَهم الله مِن ضَعْف .. وهُم خَلْقٌ لا يَتَمَاسَك .. فما يَلْبَث أن يُرَدّ إلى ضَعْف ..


ووَرَثَة قارُون بَاقُون على مَرّ الأزْمَان .. !

وهكذا هو الإنسان بِطَبعَه الكَنُود الْجَحُود .. (فَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) ،

وإذا كان الأمر كذلك فـ (قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) .. بل

(فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ) "

فَبَسْط الرِّزْق على الكَافِر لا يَدُلّ على كَرَامَتِه " (أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ، وذلك لأنَّ الدنيا دَار امْتِحان .

ومِن وَرَثَة قارُون مَن إذا وُسِّع له في رِزْقَه حَمَله ذلك على التَّمادي في المعاصي !

زاعِمًا أنه إنما أُوتي ما أُوتِي لِكَرَامَته على الله (فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ) ..

هذا مغْرُور .. ويُقابِله جَاحِد (وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ) ..

وليس الأمر كَما ظَنُّوا ، فقد نَفَى الله ذلك بِقَولِه : ( كَلاَّ )

قال ابن القيم : " فَرَدَّ اللهُ سُبحانه على مَن ظّن أنَّ سَعَة الرِّزْق إكْرام ، وأنَّ الفَقْر إهَانة ، فقال : لَم أبْتَلِ عبدي بالغِنى لِكَرَامَتِه عَلَيَّ ، ولم أبْتَلِه بالفَقْر لِهَوانِه عليَّ " .


والمعنى " ليس كُلّ مَن وَسَّعْتُ عليه وأعْطَيته أكُون قد أكْرَمته ، ولا كُلّ مَن ضَيَّقْتُ عليه أكُون قد أهَنْته ؛ فالإكْرام أن يُكْرِم اللهُ العَبدَ بِطَاعته والإيمان به ومَحَبته ومَعْرفته ، والإهانة أن يَسْلُبْه ذلك " كما قال ابن القيم .


ومِن وَرَثَة قارُون مَن إذا عَلَّمه الله عِلْمًا .. وشَبّ وترَعْرَع على نِعَم الله .. كَفَرها .. وجَحَدها
وقال : أنا عِصَامِيّ .. صنعتُ نفسي بنفسي !

وقديما قال أحد هؤلاء :

وإني وإن كُنت الأخِير زَمانه *** لآتٍ بما لم تَستطعه الأوائل

فأراه الله ضعفه وعَجْزه على يَديّ طِفل صغير .. قال له : لقد أتَتِ الأوائل بثمانية وعشرين حَرفًا ، فَأتِ أنتَ بِحَرْف واحِد ! فبُهِتَ الذي تَكَبَّر ! وانْقَطَع الذي تَجَبَّر !

وربما ارْتَقَى الإنسان مُرْتَقًى صَعْبًا ! فادَّعْى مَا ليس لأحَدٍ مِن البَشَر ، كَقول الشاعر :

[ أوْجَدت نَفْسي مِن اللاشي والانعِدَام ] !

ولا يُوجِد مِن العَدَم إلاَّ الله تبارك وتعالى .

فإن كان الشاعر صَادْقًا أنه أوْجَد نفسَه مِن عَدَم .. فَلْيَمْنَع عنها الْمَوْت .. أو لِيَدْفَع عنها البلاء !

وقد يَدَّعِي الإنْسَان ذلك في غيره ، كَقَول الشاعر في مَمْدُوحِه :

[ يصَيِّر مِن الإصْرار مَا لا يصِير ] !

عَجِبْت .. وطال عَجَبِي ! أن يُقال هذا في حَقّ مَخْلُوق لا يَمْلك لِنَفْسه – فَضْلاً عَن غيره – نَفْعًا ولا ضَرًّا .. ولا مَوتًا ولا حَياةً ولا نُشُورًا ..

فإنَّ الإنسان عموما لو تسلَّطَتْ عليه بعوضة ! لَمَا اسْتَطاع الْخَلاص مِنها !
كَم مرَّة آذتْه حتى تَورَّم جِلْدُه ؟!
وكم مرّة تسلَّط عليه " فَيْرُوس " لا يُرَى بالعين الْمُجرَّدَة .. فطَرَحَه أرْضًا .. وألْزَمَه فِراشه ؟!

وهو – أي الإنسان – مع ذلك يَمْشي على الأرض وهي تَشْتَكِي ظُلْمَه وجَوْرَه !


بَصَقَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِي كَفِّهِ ، فَوَضَعَ عَلَيْهَا أُصْبُعَهُ ثُمَّ قَالَ : قَالَ اللَّهُ : ابْنَ آدَمَ ! أَنَّى تُعْجِزُنِي وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ ؟ حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ ، مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ وَلِلأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ ، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ .. رواه الإمام أحمد .


وإذا كان ذلك حال قارون .. وحَال ورَثَتِه .. فَحَال المؤمن الـنَّظَر إلى أنَّ مَا بِه مِن نِعْمَة فَمِن الله وَحْده .. يَرى أنه لا َحْول له ولا طَوْل .. فَيَبْرأ مِن حَوْلِه وقُوّته ، فهو يُردِّد : لا حول ولا قوّة إلا بالله ..
المؤمن لا يَتعاظَم في نفسه .. ولا يَخْتَال في مِشْيَتِه ..

قال عُتْبَة بن غزوان رضي الله عنه : وإني أعُوذ بالله أن أكُون في نفسي عَظيما ، وعِند الله صَغيرا . رواه مسلم .

المؤمِن يَرى أنه إذا أَنْعَم عليه مَولاه .. فَبِمَحْضِ جُودِه وكَرَمِه ..
وإن قُدِر عليه رِزْقه .. فذلك بِذَنْبِه .. ولِحِكْمَة يَعْلَمها الله .. فهو على عِلْم " أنَّ الله تعالى نَحَّى أولياءَه عن الاغْتِرار بالدُّنيا وفَرْط الْمَيْل إليها " كما قال القرطبي .

والله سبحانه وتعالى " مَاضٍ في عَبْدِه حُكْمُه ، عَدْل فيه قَضاؤه ، له الملك وله الحمد ، لا يَخْرُج في تَصَرّفه في عباده عن العَدل والفَضْل ؛ إن أعْطَى وأكْرَم وهَدَى ووَفَّق ، فَبِفَضْلِه ورَحْمته ، وإن مَنَع وأهَان وأضَلّ وخَذَل وشَقِي فَبِعَدْلِه وحِكْمَتِه " كما يقول ابن القيم .

فَحَذَار حَذَار مِن الاغْتِرار ..
وحَذَار مِن حَمْل شيء مِن مِيرَاث قَارُون !

موقع صيد الفوائد ..



 توقيع : مسك 2007

الحمدلله رب العالمين ..

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 02:20 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي