قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ

	((بسم الله الرحمن الرحيم ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) ))

تيسير الكريم الرحمن للعلامة / عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله

تفسيرُ سورةِ الفلقِ

(1-5) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)}

أي: {قُلْ} متعوذاً {أَعُوذُ} أي: ألجأ وألوذُ، وأعتصمُ {بِرَبِّ الْفَلَقِ} أي: فالِق الحبِّ والنَّوى، وفالِق الإصباحِ.
{مِن شَرِّ مَا خَلَقَ}وهذا يشملُ جميعَ مَا خلقَ اللهُ، منْ إنسٍ، وجنٍّ، وحيواناتٍ، فيستعاذُ بخالقهَا منَ الشَّرِّ الذي فيهَا، ثمَّ خصَّ بعدما عمَّ، فقالَ: {وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} أي: من شرِّ مَا يكونُ في الليلِ حينَ يغشى الناسَ، وتنتشرُ فيهِ كثيرٌ منَ الأرواحِ الشّريرةِ، والحيواناتِ المؤذيةِ.
{وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} أي: ومنْ شرِّ السواحرِ، اللاتي يستعنَّ على سحرهنَّ بالنَّفثِ في العقدِ، التي يعقدْنهَا على السحرِ.
{وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} والحاسدُ: هوَ الذي يحبُّ زوالَ النعمةِ عنِ المحسود،ِ فيسعى في زوالهَا بما يقدرُ عليهِ منَ الأسبابِ، فاحتيجَ إلى الاستعاذةِ باللهِ منْ شرهِ، وإبطالِ كيدهِ، ويدخلُ في الحاسد العاينُ، لأنَّهُ لا تصدرُ العينُ إلاَّ منْ حاسدٍ شريرِ الطبعِ، خبيثِ النفسِ، فهذهِ السورةُ تضمنتِ الاستعاذةَ من جميعِ أنواعِ الشرِّ، عموماً وخصوصاً.
ودلتْ على أنَّ السحرَ لهُ حقيقةٌ يخشى من ضررهِ، ويستعاذُ باللهِ منهُ [ومنْ أهلهِ]

بسم الله الرحمن الرحيم

سبب نزول هذه السورة العظيمة مع سورة الناس

أن الله سبحانه وتعالى إبتلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم

حينما سحره لبيد بن الأعصم المنافق وحليف اليهود والقصة معروفة

وذلك لحكم كثيرة..

ومنها على سبيل المثال مناسبة وتوقيت إنزالها فعندما قرأها الرسول

صلى الله عليه وسلم وكان عدد عقد السحر 11 عقدة وعدد آيات الفلق

والناس 11 آية..

فكلما قرءا الرسول الكريم آية إنفكت عقدة حتى انفكت جميع عقد السحر

ومن الحكم ايضا ان الله يخبر المسلمين أن أحدكم لو تعرض لشئ من

الإبتلاء بالسحر فإن نبيكم الكريم قد تعرض لذلك الإبتلاء قبلكم ..

وأيضا يبين لنا الله ضرورة الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره

فإذا نزل بك قضاء الله وقدره فليس لك حق الإعتراض

بل توجب عليك الإستسلام لحكم رب العالمين..

حتى لو كان الإنسان قد عمل إحتياطه وتحصن تحصنا كاملا

فإن الله سبحانه فعال لما يريد ..

فمن أكثر من النبي صلى الله عليه تحصنا وتعلقا برب العالمين

وحفظا ورحمة ومع ذلك أصابه ما أصابه ورضي بالقضاء والقدر..

والمتدبر لآيات هذه السورة العظيمة يرى العجب

فإنها من رحمة الله بعباده شاملة الإستعاذة بالله رب الفلق

من كل شر خارجي أو داخلي..

وكما جربت أنا وجرب غيري أن تكرار الآية المناسبة لحالة من يرقي

نفسه او يرقي غيره لها مفعول عجيب وسريع في التخفيف من الحالة

ولخبطة العارض المعتدي وزلزلته..

والسير بإذن الله الى الطريق الموصل لشفاء الله وعافيته

والتكرار لا يشمل اعدادا معينة ولكن كل ما اكثر الراقي العدد كلما كان

في صالح الحالة ولكن لا ننسى شرط النطق الصحيح للآيات

والتدبر وعدم الإستعجال في القرائة

قل أعوذ برب الفلق هي الإستعاذة بالله رب الفلق ويجوز ان تكررها..

من شر ما خلق اي من شر مخلوقات الله إنسهم وجنهم وهوام وسباع

وكل شئ ومن المس العاشق او حتى من القرين الموسوس

فتكرر قدر الإستطاعة بنية الاستعاذة بالله مما تخافه وتحذره وبالعدد

الذي تريد ..

ومن شر غاسق إذا وقب تقال وتكرر إذا جنح الليل فالإنسان قد يكون

خائفا او مستوحشا من مكان يخاف منه..

أو تكون الأفكار السوداوية قد طغت عليه نتيجة هيجان الاخلاط وذلك

عند إنتصاف القمر فتشتد وسوسة القرين او اي عارض آخر وذلك

كما ذكرنا سابقا بسبب جاذبية القمر والتي تحرك مليارات الأطنان

من مياه البحار في عملية المد والجزر المعروفة

وهي بذلك تحرك بضع كيلوات هي وزن جميع الاخلاط والسوائل

التي بداخل جسم الإنسان فتؤثر على حالته المزاجية

وعلاج ذلك هو الحجامة كل عدة اشهر وفي الوقت الذي حدده لنا الرسول

الكريم صلى الله عليه وسلم وهي أيام 17 او 19 او 21 من الشهر

الهجري..

ومن شر النفاثات في العقد هذه تكرر إذا هناك سحر وتكرر كثيرا هكذا:

ومن شر النفاثات في العقد ومن شر النفاثات في العقد ومن شر

النفاثات في العقد ومن شر النفاثات في العقد ومن شر النفاثات في

العقد ومن شر النفاثات في العقد حتى يفتر الإنسان ويتعب فإنها بإذن

الله تلخبط ميزانية وتركيز وتحكم مادة السحر التي يتعهدها خادم السحر

كل وقت ويبذل جهدا لذلك فهذه الآية العظيمة بإذن الله تعمل عمل

المطرقة القوية في جدار السحر الواهن حتى ينهار ما بني على الباطل

بحول من الله وقوته ،وأنا قد جربتها عندما أرقي زوجتي وأرى تأثيرها

وكأنني كلما كررتها اطعن ذلك العارض ويبين تأثيرها مرة بعد أخرى

ومثل هذه الآية هناك جزء من آية قريبة من تاثيرها بإذن الله وهي

فلما القوا قال موسى ماجئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله سيبطله

إن الله سيبطله إن الله سيبطله إن الله سيبطله إن الله سيبطله

إن الله سيبطله وتكرر كثيرا جدا فإن كلام الله لا يقف امامه طلاسم ساحر

او كيد شيطان ضعيف..

والآية الأخيرة هي ومن شر حاسد إذا حسد

فإنها بإذن الله تؤثر فيمن أصيب بالعين والحسد فإنها تكرر كثيرا جدا

وتاتي بنتيجة إيجابية بحول الله وقوته ، فإن هذه هي كلمات الله التامات

واللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر

وهناك دعاء خاص بالعين وهو :

وعند الحافظ بن عساكر عن علي رضي الله عنه أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فوافقه مغتما فقال يا محمد ما هذا الغم الذي أراه في وجهك؟ قال "الحسن والحسين أصابتهما عين" قال صدق بالعين فإن العين حق أفلا عوذتهما بهؤلاء الكلمات؟ قال "وما هن يا جبريل؟" قال: قل اللهم ذا السلطان العظيم ذا المن القديم ذا الوجه الكريم ولي الكلمات التامات والدعوات المستجابات عاف الحسن والحسين من أنفس الجن وأعين الإنس فقالها النبي صلى الله عليه وسلم فقاما يلعبان بين يده فقال النبي صلى الله عليه وسلم "عوذوا أنفسكم

والحمد لله رب العالمين..