تلاعب الشيطان بالانسان في منامه ليحزنه
ولا يتوقف الأمر عند ذلك بل يعتدي الشيطان على الإنسان في نومه ليزعجه وليحزنه ويقلقه من خلال بعض الأحلام المزعجة فقد ورد أن أعرابي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني رأيت في المنام أن رأسي ضرب فتدحرج فاشتددت على اثره ، فقال صلى الله عليه وسلم لا تحدث الناس بتلعب الشيطان بك في منامك ( مسلم )
وهي رؤيا لا تضر إنما لتزعج الإنسان وتقلقه وتحزنه .. لأن الرؤيا الصالحة بشرى من الله ورؤيا الشيطان تحزين من الشيطان لأن الرؤى التي يراها الانسان في نومه يمكن ان تكون رؤيا صادقة كرؤياس الانبياء والصالحين وقد تقع لغيرهم كرؤيا عزيز مصر التي قصت علي سيدنا يوسف عليه السلام فأولها . وقد تكون من الشيطان ليحزن الرائي كحديث الاعرابي السابق .الذي رأى ان رأسه قد تدحرج امامه ولحق.. وذلك على نحو ان يقع في حفرة فلا ينقذه احد او يتحرج من مرتفع او يقع ...الخ. وهي التي اصطلح عليها أضغاث أحلام . والتي منها احاديث النفس .ولقوله عليه السلام في الحديث
ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها : فإنما هي من الله ، فليحمد الله عليها ، وليحدث بها ، وإذا رأى غير ذلك مما يكره : فإنما هي من الشيطان ، (رواه البخارري ومسلم )
وقوله صلى الله عليه وسلم ( والحلم من الشيطان) {رواه البخاري ومسلم 6584،5862}
وقد ذكر ابن حجر (وحاصل ما ذكر من أدب الرؤيا المكروهة أربعة أشياء :
أ . أن يتعوذ بالله من شرها .
ب . ومن شر الشيطان .
ج . وأن يتفل حين يهب من نومه عن يساره ثلاثا .
د . ولا يذكرها لأحد أصلاً .
لقول النبي صلى الله عليه وسلم
(فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره " . رواه البخاري ( 6584 ) ومسلم ، 5862 .
عن أبي قتادة قال ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " والحلم من الشيطان ، فمَن رأى شيئا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثا وليتعوذ من الشيطان فإنها لا تضره". رواه البخاري (6594) ومسلم (5862).وجاء في موضع اخر فليبصق. فعن جابر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثاً ، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً ، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه " .
ووقع ( في البخاري ) في باب القيد في المنام عن أبي هريرة خامسة وهي الصلاة ولفظه فمن رأى شيئا يكرهه فلا يقصّه على أحد وليقم فليصلّ ووصله الإمام مسلم في صحيحه .
و. وزاد مسلم سادسة وهي : التحول من جنبه الذي كان عليه .....
وفي الجملة فتكمل الآداب ستة ، الأربعة الماضية ، وصلاة ركعتين مثلا والتحوّل عن جنبه إلى النوم على ظهره مثلا .
انظر : " فتح الباري " ( 12 / 370 ) .