بسـم الله الرحمـــن الرحيـــم

السلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه
قال الله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

((قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (110) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111) ))سورة الإسراء-110-111

هاتان الآيتان من آيات التوحيد العظيمة لمن تدبرها وتمعن بها

ومن اكثر القربات الى الله سبحانه وتعالى تلاوة كتابه الكريم بتدبر

وبالذات قرائة سور و آيات توحيد الله عز و جل

ألم ترى فضل سورة الإخلاص وآية الكرسي

وألم يخبرنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ان من كثرت عليه الهواجس

والوساوس والشك في الله سبحانه والشك في الدين وذلك من كيد

الشيطان الرجيم بأن نقول :

1-آمنت بالله ورسله

2- بسم الله الرحمن الرحيم (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) )) سورة الإخلاص

3- بسم الله الرحمن الرحيم (( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) سورة الحديد-3

فلا يخفى على الجميع تأثير آيات التوحيد في قمع كل شيطان مريد وكسر

شوكته..

وإن دعاء الله عز و جل بأسمائه وصفاته فيه من الخير العظيم ما يجهله

الكثير منا- وكذلك الثناء عليه سبحانه وتعالى وذكره وتمجيده

وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه ليس من احد يحب المدح

و الثناء مثل الله سبحانه وتعالى او كما قال الرسول الكريم

والله سبحانه وتعالى في غنى عنا ونحن الفقراء إليه ونحن في امس

الحاجة إليه- فهل تدبرنا معنى إنا لله-وإنا -إليه- راجعون ..

وليست العبرة بأن ندعوا الله هكذا كما تعلمنا وسمعنا..

ولكن العبرة انك أيها المسلم عندما تدعو الله سبحانه بأسمائه وصفاته

العلى وتمجده وتثني عليه وتذكره و تستغفره من كل قلبك مخلصا

له سبحانه وتعالى فإنه يعطيك كما و عدك وهو الذي ألهمك ذلك الدعاء

ولم يلهمك إلا ليعطيك و يجيبك

وحتى لو رأى الله سبحانه أن لا يجيبك فأنت في عبادة عظيمة

فأليس الدعاء هو العبادة- ومخ العبادة-

قال الله تعالى :

((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) ))
سورة غافر-60

فانظر كيف وصف الحق عز و جل الذين لا يدعونه بأنهم مستكبرين عن

عبادته وانظر كيف توعدهم بجهنم والعياذ بالله من جهنم

ثم ان العبرة أنك حينما تدعو الله وأنت مخلص في دعائك

فإن هناك من لا يؤمن بالله أصلا ولا يؤمن بوجوده

وهناك من يشرك بالله احدا معه كا الأولياء والصالحين

وهناك من يلحد في أسماء الله و صفاته بما لم ينزل الله به سلطانا

فهل رأيت أخي البون الشاسع والمسافة والفرق بينك وبينهم..؟؟

فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله..

ونعود الى الآيات التي في أواخر سورة الإسراء

فأنت عندما تتلو هذه الآيات ثم تدعو الله وتقول اللهم يارب أني أدعوك الله

وأدعوك الرحمن والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في

الملك ولم يكن له ولي من الذل والله اكبر كبيرا.. ثم تدعوا الله بما شئت

فألا تعتقد بأنك ستقترب من الله اكثر من أي وقت آخر وأنه سيرحمك

ويجيب دعائك ..

وحتى لو تأخرت إجابة الله لك ألا تعتقد بأنك عبدته بعبادة عظيمة جليلة

منع الله سبحانه كثير من شرار خلقه من دعائه بسبب تكبرهم عن عبادته

أسأل الله أن يشفي جميع المسلمين و المسلمات

وصلى الله على محمد و الحمد لله رب العالمين..