عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01 May 2011, 03:39 PM
alshamsa
باحث فضي
alshamsa غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 11080
 تاريخ التسجيل : Mar 2011
 فترة الأقامة : 5352 يوم
 أخر زيارة : 02 Jan 2015 (12:45 AM)
 المشاركات : 151 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : alshamsa is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
إنما أشكو بثي وحزني إلى الله



بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء. والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، وعلى آله وصحبه والتابعين.

أما بعد:

عندما أُخبر النبي يعقوب _عليه السلام_ أن إبنه بنيامين احتُجز في مصر وتخلف أخوه.لم ييأس من روح الله رغم تتالي

المصائب،

بل رجا الله أن يأتيه بهم جميعاً، ثم تولى عن أبنائه وقد ظن أن أنفسهم قد سولت لهم أمراً، "وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى


يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ". فماذا كان رد فعل أبنائه؟ هل انتهوا؟ هل جاؤوا يعتذرون؟ هل جاؤوا يقولون: يا أبانا

أخطأنا في حقك، يا أبانا لم نكن نقصد هذا الأمر؟ بل: "قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ

مِنَ الْهَالِكِينَ" (يوسف:85). كفى كفى، ألا يكفيكم ما هو فيه من حزن وبلاء وشدة وتضيفون إليه هذا الكلام. ألم يكن الأولى

أن تقولوا: يا أبانا، أبشر إن ابنك قريب سيأتي به الله؟ ألم يكن الأولى أن تواسوا أباكم بما يذهب عنه الحزن

والألم والحالة التي هو فيها؟ وتقسمون بالله "تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ"، تتصورون أن

قولكم هذا سينسيه يوسف وأنه سيقطع أمله بالله _جل وعلا_، أنتم مخطئون.

أيها الأحبة: المرء إذا أصيب بهَمٍّ أو غم يحتاج إلى من يواسيه ويسليه ويخفف عنه. بعض الناس _هداهم الله_ يضيفون إلى

البلاء بلاء. يأخذون في التعنيف. يكفيه ما هو فيه. «لا تنهرن غريباً حال غربته»، يعني تكفيه غربته. كذلك إذا

ابتلي المرء، وأخذ الناس من حوله يقنطونه ويزيدون همه، عليه ألا يستجيب لهم، وأن يستعن بالله ويتوكل عليه. ماذا قال

يعقوب _عليه السلام_ لأبنائه؟ "قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ" (يوسف:86).

كأنه يقول لهم: إليكم عني، دعوني، أنتم لا تعيشون مأساتي ولا تعلمون ما أحسّ به من أمل وتفاؤل وحسن ظن بالله _جل

وعلا_. تأملوا هذه المشاهد العجيبة مشهد هذا الأب المحزون المكلوم، ومع ذلك لا يفرط في التفاؤل، وهؤلاء

الذين هم سبب المشكلة، ومع ذلك يقنطونه يزيدونه مشكلة إلى مشكلته. "قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ" فالمسلم

يشكو بثه وحزنه إلى الله لا إلى الخلق.





قد يفقد المـرء بين الناس عـزته

إذا شكا أمره أو سب محنتـه

فكن كليث الشرى ما باع هيبته

ولا تشك إلى خلق فتشـمته



شكوى الجريح إلى الغربان والرخم


فإن كان لابد أن يبث بعض همومه لمن حوله فليبثثها لمن يساعده ويخفف عنه، مع أنه إذا استطاع ألا يفعل ذلك إلا للواحد

الأحد _جل وعلا_ فليفعل، فهو الذي يسلي المؤمن وهو الذي يرفع البأساء. "أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ

وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ" (النمل:62) بث همومك إلى الله _جل وعلا_، ابتعد عن

الناس كما فعل يعقوب، وابكِ بين يدي ربك بكاءً صادقاً، فستجد عجباً، ستجد فرجاً، ستجد شفاءً من كل علة

وبلاء وداء. صل ركعتين لله _جل وعلا_ واسأله الفرج والتيسير وكشف البلاء، والله _تعالى_ يقول في الحديث القدسي: "أنا

عند ظن عبدي في فليظن بي ما شاء





رد مع اقتباس